إن قراءة القرآن الكريم تنظم حياتنا في كل زمان ومكان فهو الكتاب الذي حفظه الخالق من فوق سبع سماوات بدون أي تبديل أو تحريف فيه، وفي هذا المقال سنتعرف على فضل سورة مريم [1] أكبر دليل على صدق الرسالة والإعجاز النبوي.
فضل سورة مريم
سورة مريم من السور القديمة التي تعلمها وحفظها الصحابة، وهي واحدة من السور المتقدم نزولها.
ومن فضائل هذه السورة ما رواه الإمام أحمد من حديث أم سلمة رضي الله عنها أثناء هجرتها إلى الحبشة مع النجاشي ” فدعا أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله، وقالوا لجعفر بن أبي طالب هل معك مما جاء به؟ قال جعفر: نعم، فقال له النجاشي: فاقرأه علي، فقرأ صدراً من (كهيعص) فبكى النجاشي حتى أخضلت لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: والله إن هذا والذي جاء به موسى عليه السلام ليخرج من مشكاة واحدة ”
وقال ابن المبارك بسنده: عندما نزلت هذه الآية ” وإن منكم إلا واردها ” ذهب ابن رواحة إلى منزله وهو يبكي وجاءت الخادمة وبكت وجاءت امرأة وبكت وجاء أهل البيت يبكون، فلما انقضت العبرة منه سألهم: ” يا أهلاه! ما يبكيكم؟ قالوا لا ندري، ولكن رأيناك بكيت فبكينا ، فقال: آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبئني فيها ربي أني وارد النار، ولم ينبئني أني أصدر عنها ”
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” من قرأ سورة مريم أُعطي عشر حسنات بعدد من كذب زكريا وصدق به، ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس، وعشر حسنات وبعدد من دعا لله ولداً ويُعطى بعددهم حسنات ودرجات، كل درجة منها كما بين السماء والأرض ألف ألف مرة ويزوّج بعددها في الفردوس، وحشِر يوم القيامة مع المتقين في أول زمرة السابقين ”
وعن الإمام الصادق قال: ” من أدمن على قراءة سورة مريم لم يمت حتى يصيبه ما يغنيه في نفسه وماله وولده، وكان في الآخرة من أصحاب عيسى ابن مريم رضي الله عنه، وأُعطي من الأجر مثل مُلك سليمان بن داوود في الدنيا ”
ترفع قراءة سورة مريم من منزلة قارئها في الدنيا والآخرة.
تقف سورة مريم كالحصن المنيع أمام كل ضرر قد يصيب قارئها.
كما لها فضل كبير في الشفاء والخلاص من الأمراض، كما لها فضل كبير في جلب الرزق.
وقيل عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: ” من تعسر عليه رزقه فليقرأ سورة مريم 7 مرات فإنها مفيدة ويفتح الله له رزقاً لا يُحتسب ”
فضل سورة مريم الروحاني
إن سورة مريم هي من السور المكية وفيها تنبيه من الخالق على عظمة كتاب الله كما يحث المسلمين على إتباع منهج الخالق في الإنذار والتبشير.
الله عز وجل جعل القرآن الكريم باللغة العربية ليحث الناس على فهم القرآن وتعلمه.
سورة مريم فيها إنذار لأهل الزيغ وتذكير لما حدث بالأمم السابقة من دماء بعدما كذبوا.
السورة توضح أن الله سبحانه وتعالى يسمع عباده ويستجيب لدعواتهم إذا نادوه بصدق، وقصة زكريا أكبر مثال على ذلك عندما دعا الله بأن يرزقه طفل واستجاب له بالرغم من كبر سنه.
كما تدعوا السورة المسلمين بأن يثبتوا على طريق الجنة ووصفت ما في الجنة من نعيم وحظ وفير، كما وعد الرسول صلى الله عليه وسلم وأكد بأن النصر على الأعداء لا بد منه وهذا ما يجعل المسلم يثبت على طريق الإسلام بالرغم من كل الصعوبات.
فضل سورة مريم في تعجيل الزواج للأعزب والعزباء
إن سورة مريم غنية بالأسرار وفيها الحلول لكثير من المشاكل وهناك فضل سورة مريم لحل مشكلة تأخر الزواج.
قيل أنه يجب القرب من الله عز وجل أولاً مع الالتزام بالصلوات وقراءة القرآن والأذكار وإن يصلي الشخص ركعتين في آخر ثلث من الليل وأن يقرأ في الركعة الأولى سورة النصر وفي الركعة الثانية سورة الانشراح.
بالإضافة إلى الدعاء بكثرة أثناء السجود وزيادة الاستغفار والدعاء بأن يُرزق الشخص بالزوج الصالح.
وعند الانتهاء الإكثار من الاستغفار مع تلاوة سورة مريم مرتين متتاليتين مع الدعاء بين المرتين بالزوج الصالح والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأكثر من 100 مرة مع المداومة على هذه الخطوات.
فضل سورة مريم لأهل البيت وفوائدها
عن الصادق عليه السلام: ” من كتبها وجعلها في إناء زجاج ضيق الرأس نظيف في منزله كثر خيره، ويرى الخيرات في منامه كما يرى أهله في منزله ”
وإذا كُتبت سورة مريم على حائط في المنزل حرست البيت ومن فيه واذا شربها الخائف سيأمن بإذن الله تعالى.
ثبت أن تلاوة سورة مريم تبعد الضرر عن أهل البيت وتحميهم من الحسد.
فضل سورة مريم في علاج السحر
على من يصاب بالسحر أن يقوم بالوضوء ويصلي ركعتين لله عز وجل وأن يستحضر نية الخلاص من السحر، وبعد أن ينتهي ليقرأ سورة مريم 7 مرات وسيرى في منامه من فعل له السحر يستخلص من السحر بإذن الله.
فوائد أخرى لتلاوة سورة مريم
عن الصادق عليه السلام قال: ” من دخل على سلطان يخافه فقرأ عندما يقابله كهيعص ويضم يده اليمنى كلما قرأ حرفاً ضم إصبعاً، ثم يقرأ حمعسق ويضم أصابع يده اليسرى كذلك، ثم يقرأ {وعنت للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً} ويفتحها في وجهه كفى شره ”
ومن فوائد سورة مريم أن العبد إذا قام بفعل خير يهديه الله عز وجل للخير الوفير والعلم الكثير ويوفقه في كل عمل فيه مقربة من الله.
كما تعلمنا قراءة سورة مريم حسن الظن بالله عز وجل وأنه لا يستحيل عليه شيء وإذا قال كن فيكون، وأن الأماني والأحلام تتحقق برغبة من الله في الوقت والمكان الذي يريده.
سبب تسمية سورة مريم وأسباب نزولها
سميت بسورة مريم نسبة للسيدة مريم وتخليداً لذكراها فهي التي ولدت عيسى عليه السلام بدون أب، وهي السيدة الوحيدة التي ذُكر اسمها في القرآن الكريم وذلك لمكانتها الرفيعة في الإسلام، فقد ورد اسمها ثلاثين مرة في السورة.
ولقد وردت عدة أحاديث في السنة النبوية والتي تبين سبي نزول سورة مريم سأذكر بعضها:
عندما تأخر نزول جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم فنزل قوله تعالى ” وما نتنزّل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ”
ونزلت أية في أُبي بن خلف عندما قام بتفتيت عظم بالية بيده وقال: ” زعم لكم محمد أنّا نبعث بعدما نموت ” فنزل قوله تعالى ” ويقول الإنسان أئذا مت لسوف أخرج حيا ”
ونزلت آية في العاص بن السهمي وهو أحد المشركين وكان لخباب بن الأرت دين عند العاص وعندما ذهب وطالب بحقه قال العاص: ” لا أقضيك حتى تكفر بمحمد ” ورفض خباب أن يكفر وقال: ” لا أكفر حتى تموت وتبعث “، فردّ العاص مستهزئاً: ” إني إذا مت ثم بعثت جئني وسيكون لي ثم مال وولد فأعطيك ”
فنزل قوله تعالى ” أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولداً ”
وفي نهاية المقال إن القرآن الكريم علاج للروح ودواء لكل داء وفضل سورة مريم كبير في حل الكثير من المشاكل المستعصية.
اقرأ أيضاً:
تفسير سورة القدر مع التعريف بها
المراجع
- ↑ www.quranhouse.online | Surah Maryam Benefits