فضل صلاة الليل والوتر و فضل المحافظة عليهما

فضل صلاة الليل والوتر و فضل المحافظة عليهما

خير ما نفتتح به مقالنا اليوم ” فضل صلاة الليل والوتر ” هو : نزول الله تبارك و تعالى في الثلث الأخير من الليل إلى السّماء الدنيا، قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم : ” ينزلُ ربُّنا تباركَ و تعالى كلّ ليلةٍ إلى السّماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخر يقول : مِنْ يدعوني، فأستجيبُ له، مَنْ يسألني فأعطِيَهُ، مَنْ يستغفرني فأغفِرُ له “.

فضل صلاة الليل والوتر

فضل صلاة الليل والوتر

أثنى الله سبحانه و تعالى على قائموا الليل، فوعدهم بالثواب و الجزاء الكبير، قال الله تعالى في سورة السجدة : ” تتجافى جنوبُهُم عنِ المضاجِع يَدعونَ ربهُمْ خَوفًا و طمعًا و مِمّا رزقناهم ينفِقون* فلا تعلمُ نفسٌ ما أخفيَ لَهُم من قُرَّة أعينٍ جَزاءً بِما كانوا يعملونَ “، فـ لله درّ من يقوم الليل و يتذلل بين يدي ربه، فيبكي خوفًا من الحساب و طمعًا برحمته تعالى و يرفع يديه إلى السماء راجيًا أن يستجيب الله دعواته و يقرّ عينه بها [1].

فضل صلاة الليل

عجبًا لِمَن له حاجة و دعوة ينتظر تحقيقها بفارغ الصبر و لا يقوم الليل!!

  • أثنى الله سبحانه و تعالى على من يقوم الليل، و قد وصفه بالتقوى و الإيمان، قال الله تعالى في سورة السجدة : ” إنّما يؤمِنُ بآياتِنا الذينَ إذا ذُكِّروا بِها خَرُّوا سُجَّدًا و سَبَّحوا بِحمدِ ربِّهِم و هم لا يستكبِرون* تتجافى جنوبُهُم عنِ المضاجِع يَدعونَ ربهُمْ خَوفًا و طمعًا و مِمّا رزقناهم ينفِقون* فلا تعلمُ نفسٌ ما أخفيَ لَهُم من قُرَّة أعينٍ جَزاءً بِما كانوا يعملونَ “ [1].
  • قائم الليل بإخلاص و تقوى و إيمان يكون سببًا في النجاة من النار يوم القيامة و الفوز بالجنة، قال الله تعالى في سورة الذاريات : ” إنّ المتّقين في جناتٍ و عيونٍ* آخِذينَ ما آتاهُمْ رَبهُم إنّهم كانوت قبلَ ذلكَ محسِنين* كانوا قليلًا مِنَ الليل ما يَهجَعونَ “ [2].
  • قيام الليل يثبِّت الإيمان في قلب المؤمن و يصلِح حاله و يعينه على أداء الأعمال الصالحة و يبارك في ماله و ولده و حياته.
  • ثم إنّ قيام الليل سببًا عظيمًا في وجوب محبة الله سبحانه و تعالى لعبده، فيقرِّبه إليه و يرزقه و يستجيب لدعواته.
  • من فضل قيام الليل وقاية المؤمن من الفِتن و ذهاب الحزن و الخوف من قلبه.
  • ثم إنّ أفضل ما يقال عن صلاة قيام الليل هو نزول الله جلّ جلاله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، و هذا يعتبر أفضل وقت لقيام الليل، حيث يكون الناس نيام و أنت اصطفاك الله لتقوم و تقف بين يديه و تطلب منه ما تريد ليعطيك، حتى تستغفره فيغفر لك، تتوب له فيتوب عليك، قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم : ” ينزلُ ربُّنا تباركَ و تعالى كلّ ليلةٍ إلى السّماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخر يقول : مَنْ يدعوني، فأستجيبُ له، مَنْ يسألني فأعطِيَهُ، مَنْ يستغفرني فأغفِرُ له “.
  • من يقوم الليل فَضَّلَهُ الله تعالى على غيره من العِباد بالمكانة و الأجر عنده تبارك و تعالى، فقال تعالى في سورة الزمر : ” أَمَّنْ هو قانِتٌ آناءَ الليلِ ساجِدًا و قائمًا يَحذَرُ الآخِرة و يرجو رحمةَ ربّه* قل هَل يَستوي الذينَ يَعلمونَ و الذينَ لا يعلمونَ* إنّما يَتذكّر أولو الألبابِ “ [3].
  • كما ذكر خاتم الأنبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و آله و سلم بأنّ أفضل الصلاة بعد صلاة الفريضة هي صلاة قيام الليل، فقال صلى الله عليه و آله و سلم : ” و أفضلُ الصّلاة بعد الفريضة صلاةُ الليلِ “.
  • و بيّن صلى الله عليه و آله و سلم بأنّ قيام الليل هو عزّ المؤمن و شَرَفه، فهو إثبات و برهان حبّه لله تبارك و تعالى و إيمانه به و إخلاصه له، فيجازيه الله تعالى برفع منزلته و مكانته، فصلاة قيام الليل من الفضائل التي يستوجب بها المسلم أن يغبَط عليها، فقال صلى الله عليه و آله و سلم فيما يرويه عن سيدنا جبريل عليه السلام : ” شَرَفُ المؤمن قيامُهُ بالليل “.
  • و بيّن أيضًا صلى الله عليه و آله و سلم بأنّ قيام الليل هو سبب لينال العبد رحمة ربّه و رحمة الأمة كذلك، قال صلى الله عليه و آله و سلم : ” رحمَ الله رجلًا قام من الليل فَصلّى و أيقظَ امرأته فصَلَّتْ، فإنْ أَبَتْ نضحَ في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامتْ من الليل فصلَّتْ و أيقظتْ زوجها فصلَّى، فإنْ أبى نضحتْ في وجهه الماء “.

فضل صلاة الوتر

فضل صلاة الليل والوتر

أجمع الفقهاء و العلماء أنّ وقت صلاة الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء لينتهي بالفجر. و مِمّا ورد في فضل صلاة الوتر :

  • من أسباب عظيم أداء صلاة الوتر هي أنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان يحافظ على أدائها، فلم يكن أبدًا يترك صلاة الوتر في حَضرٍ و لا سَفَر، و هذا بلا شك يؤكّد فضل أداء صلاة الوتر و عدم تركها، فثبتَ في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها بأنّ : ” رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كان يصلّي بالليل إحدى عَشرةً ركعةً، يوتِرُ منها بواحدة، فإذا فرغَ منها اضطجعَ على شقِّهِ الأيمن، حتى يأتيهِ المؤذِّن فيصلّي ركعتين خفيفتين “، و جاء أيضًا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها : ” كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم يصلّي و أنا راقِدة معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتِر أيقظني،  فأوترتُ “.
  • وصّى النبي الكريم صلى الله عليه و آله و سلم أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بأنْ يحافظ على صلاة الوتر، و ألّا ينام إلّا أن يصلي الوتر، قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : ” أوصاني خليلي بثلاثٍ لا أدَعهنَّ حتّى أموتَ، صومِ ثلاثة أيامٍ من كلّ شهر، و صلاة الضحى و نَومٍ على وتِر “.
  • ثم إنّ ما يؤكِّد فضل صلاة الوتر قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم : ”  يا أهلَ القرآنِ، أوتِروا، فإنّ الله وِترٌ يحبُ الوِتر “، حيث يراد بالحديث بـ ” أهل القرآن ” جميع المسلمين، و لكنّه صلى الله عليه و آله و سلم خصّهم بذلك الوصف حتى يشير إلى أنّهم يبحثون عن زيادة طاعاتهم لله لينالوا محبته و رضوانه و غفرانه تبارك و تعالى.

فضل المحافظة على صلاة الليل والوتر والنوافل

النوافل

تعتبر صلاة الليل والوتر خصوصًا و النوافل عمومًا من أفضل الأعمال التي يقوم بها العبد بعد أدائه الفرائض، و التي يتقرّب بها إلى ربه، حيث قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الحديث القدسي : ” مَنْ عادَى لي وليًّا فقد آذنتهُ بالجرب، و ما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مِمّا افترضتُ عليه، و ما يزال عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافلِ حتى أحبُّهُ، فإذا أحببتهُ : كنتُ سمعهُ الذي يسمعُ به، و بصرهُ الذي يبصرُ به، و يدهُ التي يبطشُ بها، و رِجلهُ التي يمشي بها، و إنْ سألني لأعطيَنّهُ، و لَئِنْ استعاذني لأعيذنهُ، و ما ترددتُ عن شيءٍ أنا فاعلهُ ترددي عن نفسٍ المؤمن، يكرهُ الموت و أنا أكره مساءتهُ “.

و في الختام، نرجوا الله تعالى أن يوفِّقنا للمحافظة على أداء صلاة الليل والوتر لننال عظيم الأجر و الثواب و نفوز بالجنة و نحظى رضا الله تعالى في الدنيا و الآخرة.
اقرأ أيضًا :

كيفية صلاة قيام الليل | وهل صلاة قيام الليل هي صلاة التهجد

المراجع

  1. سورة السجدة | www.ar.wikisource.org
  2. سورة الذاريات | www.ar.wikisource.org
  3. سورة الزمر | www.ar.wikisource.org
202 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.