يسعى الآباء دائماً لإخبار أبنائهم قصص عن الأخلاق والقيم، ليستخلصوا منها عِبَر تفيدهم في حياتهم، وفي هذا المقال جمعت أكثر من قصة عن الاخلاق والفضائل [1] لتكون وسيلة لزرع أفكار جيدة في فكر الكبار قبل الصغار.
قصة عن الاخلاق والفضائل للرسول صلى الله عليه وسلم
- في قديم الزمان كان هناك امرأة تكره الرسول صلى الله عليه وسلم كرهاً شديداً، وكانت تسكن هذه المرأة في منزل بعيد عن مكة المكرمة، كانت تكذّب الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تؤمن بالله عز وجل وتنشر الكذب والفسق والفجور.
وفي يوم من الأيام قررت أن تذهب إلى المدينة لشراء احتياجاتها وبعد أن اشترتهم لم تعد تستطع أن تقوم بنقلهم وإيصالهم إلى المنزل وهي وحيدة ولم يرضى أي من المارة أن يساعدها، مرّ بجانبها رجل جميل الوجه وسألها إن كانت تريد أن يساعدها فقالت نعم وفعلاً حمل الرجل أغراضها وأوصلها إلى المنزل فقالت له بأنها لا تملك المال لتعطيه اياه على ما فعله لكنها ستعطيه نصيحة فقالت له: يوجد رجلٌ في مكة اسمه محمد بن عبدالله يدّعي النبوة وعليك بأن تعرف بأنه كاذب وساحر مخادع.
ضحك الرجل وقال أنا محمد المخادع الساحر الذي تتحدثين عنه، فنظرت إليه المرأة باستغرابٍ شديد وهي تبكي وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وبذلك أسلمت المرأة على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. - وقيل أيضاً أنه كان يسكن رجلٌ يهودي أمام منزل الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يؤذي الرسول بشكل كبير كالتبرّز أمام منزله ورمي القاذورات أمام باب بيته بالإضافة لمعاملته السيئة ولكن الرسول كان يُشفق على حاله ويدعي بأن يهديه الله.
وفي أحد الأيام لاحظ الرسول اختفاء اليهودي بعد أن رأى أن أمام منزله نظيف، فسأل عن منزل اليهودي وذهب إليه ليطمئن عن حاله، وأخبره أنه قلق عليه عندما لم يعد يراه، فخجل اليهودي من فعلته وطلب من الرسول أن يسامحه على ما فعله فهو كان يظن بأن الرسول يكرهه.
أسلم اليهودي ونطق بالشهادة ليتوفاه الله ويكرمه بدخول الإسلام قبل موته على يد النبي صلى الله عليه وسلم.
والقصص التي رواها الصحابة عن النبي لا تعد ولا تحصى، وبهذا كانت قصة عن الاخلاق والفضائل للنبي صلى الله عليه وسلم.
قصة عن الأخلاق للصحابي جعفر الصادق
يُحكى أنه كان يعمل لدى الصحابي الجليل جعفر الصادق طفلاً صغيراً، وطلب منه جعفر أن يقوم بصب الماء من أجل الوضوء، فوقع الإبريق من يد الطفل وارتطم بالطبق الذي يحتوي على الماء ليُسكب على الصحابي، فغضب كثيراً لدرجة أن الطفل قد خاف منه.
فقال له الطفل: والكاظمين الغيظ، ليردّ عليه الصحابي ” لقد كظمت غيظي ” ثم قال الطفل ” والعافين عن الناس ” ليرد عليه ” لقد عفوت عنك ”
ليرد الصبي إن الله يحب المحسنين ليضحك جعفر ويصرفه ويجعله حراً.
وهي تعتبر قصة عن الاخلاق والفضائل للصحابي الجليل جعفر الصادق.
قصة عن الاخلاق والفضائل والأمانة
كان في قديم الزمان رجلاً يعمل تاجر وكان معروف بصدقه وأمانته فقد كان رجلاً يخاف الله في كل تصرفاته، وفي أحد الأيام قرر أن يستقر في بلدته ليخفف عن نفسه شقاء السفر بعد أن جمع مبلغاً كبيراً من المال، ذهب التاجر إلى رجلٍ يرغب ببيع بيته واشتراه منه وعاش بسعادة في منزله الجديد.
وخطرت له فكرة لجعل المنزل أوسع وهي أن يهدم جداراً وعندما هدمه وجد جرة من الذهب مدفونة تحت الجدار، فرح التاجر ولكنه قال لا بد أن أعيدها لصاحب المنزل فهو أولى مني به.
حمل التاجر الجرة وذهب إلى صاحب المنزل ليسلمه إياها فرفض الرجل أن يأخذ الذهب وقال له لقد بعتك المنزل بما فيه.
رفض الرجل والتاجر أن يأخذا الذهب وذهبوا إلى قاضي ليحكم بينهم بالعدل فتعجّب القاضي من أمانة الرجلين وسألهما إذا كان لديهما أولاد فكان لدى أحدهم ابن والآخر ابنة فقرر القاضي أن يزوجهما وأن يصرف الذهب عليهما.
قصص قصيرة عن الاخلاق والفضائل للأطفال
- كان أحمد طفلاً يلعب في باحة المدرسة فوجد مبلغاً من المال ملقى على الأرض، أخذ أحمد المال وذهب به إلى المعلمة وأعطاها إياه لأنه يعلم أنه ليس ماله، قالت له المعلمة جزاك الله كل الخير يا أحمد فأنت طفلٌ أمين، فكان يمكنك أن تأخذ المال ولكنك لم تفعل، أحمد يعلم بأن الله عز وجل يراه في كل وقت، لذا قرر أن يسلّم المال للمعلمة، وبعد قليل ٍ من الوقت جاء صديقه ليبحث عن المال الذي أضاعه، فأعطته إياه المعلمة وطلبت منه أن يشكر صديقه أحمد على أمانته.
- يوسف طفل يلعب مع أخيه بالكرة في المنزل وأثناء اللعب اصطدمت الكرة بزجاج النافذة وانكسر، سمعت أم يوسف صوتاً مزعجاً وعندما وصلت إلى الغرفة رأت بأن الزجاج قد كُسِر، سألت الأم من فعل هذا فأخبرها يوسف أنه هو من فعلها ولكن لم يكن يقصد الأذية واعتذر لأمه، سامحته الأم لأنه كان صادقاً وطلبت منه ألا يلعب بالكرة في المنزل حتى لا يتسبب بأضرارٍ أخرى.
- كان هناك صبي سريع الغضب ولا يستطيع التحكّم بردود أفعاله لدرجة أنه أصبح مؤذي، فقرر الوالد بطريقة تعلّمه كيف يتحكم بغضبه، وطلب منه أن يضرب بالفأس على الحائط كلما شعر بالغضب وفعلاً وافق الابن، وكان في كل مرة يغضب بها يأخذ فأساً صغيراً ويضرب به على الحائط حتى يزول غضبه، وفي الأسبوع الأول تسبب بحفر كثيرة في الحائط، ثم قلّ عدد الحفر في الأسبوع التالي وبهذا الشكل أصبح يستطيع التحكم بغضبه.
ذهب الوالد لوالده وهو سعيد لأنه استطاع وأخيراً أن يتحكم بغضبه فطلب منه الأب أن يخرج الفؤوس من الحائط، فعل الابن ما طلبه الأب فوجد أن الحفر لا تزول من الحائط، فأخبره الأب أنه سعيد لأنه استطاع التحكم بغضبه ولكن آثار كلماتنا عند الغضب مثل أثر الفأس على الحائط لا تزول.
قصة عن الاخلاق والعدل
يُحكى أنه كان هناك فلاحاً احتاج من جاره الماء ليسقي بستانه ليبيعه الجار المخادع البئر بعد أن فكر بطريقة لخداع الفلاح وعندما أراد أن يسقي بستانه رفض الجار بحجة أنه باعه الجدار وليس الماء الذي في البئر.
احتار الفلاح ولم يعد يدري ماذا يفعل فقرر أن يذهب إلى القاضي ليحكم بينهم بالعدل، فذهب إليه ومن حسن حظه أنه كان رجلٌ ذكي فطِن، وأثناء المرافعة قال القاضي الجار المخادع: بما أنك بعته جدار البئر بدون الماء فأمامك خيارين إما أن تستخرج كل الماء الذي يحتويه البئر، أو أن تدفع رهناً للفلاح على الماء لأن البئر ملكه.
فكانت هذه قصة عن الاخلاق والفضائل للقاضي الذي حكم بالعدل ونصر المظلوم.
اسئلة شائعة حول قصة عن الاخلاق والفضائل
1. ما أهمية الأخلاق في دين الإسلام؟
جعل الإسلام للفضائل والأخلاق مكانة عالية والفطرة السليمة هي التي تدعو إلى الأخلاق الفاضلة ، فهي الغاية من إرسال النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشر .
2. لماذا عظّم الإسلام من مكانة الأخلاق ؟
لأن الأخلاق ليست مجرد سلوكٍ فحسب، إنما هو فعل حقيقي وهي الأساس الذي تقوم عليه الأمم، كما يعتبر نوع من أنواع الجمال.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي جمعت فيه أكثر من قصة عن الاخلاق والفضائل، وكلها في سبيل إفادة القارئ.
اقرأ أيضاً:
المراجع
- ↑ www.uua.org | Stories in Virtue Ethics