كم يعيش مريض السرطان المنتشر؟ | أحدث الدراسات الطبية تُجيبك

كم يعيش مريض السرطان المنتشر؟ | أحدث الدراسات الطبية تُجيبك

يشير السرطان المنتشر إلى المراحل الأخيرة التي تؤول إليها سيرورة المرض، إذ أن الخلايا السرطانية تعمل على غزو الأنسجة و الأعضاء و العقدة اللمفاوية، مخلفة مضاعفات كبيرة، الأمر الذي يجعل من احتمالية النجاة شبه معدومة، إذ أنّه و على الرغم من التقدم العلمي الكبير من زاوية التعامل مع النقائل السرطانية، و السيطرة قدر الإمكان على المرحلة الرابعة و الأخيرة من السرطان، إلا أنّه يبقى المريض إذا ما وصل إلى هذه المرحلة في مواجهة مباشرة مع الموت، و ذلك لعجز الطب عن تقديم ضمانات علاجية شافية، ما تقدم هو ما يدفع بالعديد من الأشخاص للتساؤل عن كم يعيش مريض السرطان المنتشر – و هل توجد علاجات قادرة على السيطرة على تفاقم الحالة؟

تعريف السرطان المنتشر

تأتي خطورة الأورام الخبيثة من قدرة الخلايا السرطانية على غزو الأنسجة و الأعضاء و العقد اللمفاوية المجاورة. ليس هذا و حسب بل من الممكن أن تحدث هجرة لبعض الخلايا السرطانية تجاه أعضاء بعيدة عن مكان الورم الأصلي، و يشار إلى هذه الحالة بالسرطان المنتشر أو بالمرحلة الرابعة من السرطان. علماً أنّ الانتقال إلى هذا الشكل لا يحدث سريعاً، و إنما يتطلب الأمر سنوات أو عقود.

الجدير بالذكر أنّه في هذه الحالة فإن الخلايا السرطانية المنتشرة، تكون لها ذات الطبيعة لخلايا الورم الأصلي، كما أنّه يشار لها بذات الاسم، بمعنى أنّه في حال انتشار سرطان الثدي مثلاً إلى الرئتين، فتتم الإشارة إلى هذه الحالة المريضة ب “سرطان الثدي المنتشر” [1] .

ما هي آلية انتشار السرطان

كم يعيش مريض السرطان المنتشر

قبل الإجابة عن كم يعيش مريض السرطان المنتشر، و لتبرير التخوف الكامن وراء هذا السؤال، سنعمل في هذه الفقرة إلى الحديث عن كيفية انتشار السرطان، إذ أنّه عادةً ما تتمتع الخلايا السرطانية بالقدرة على الانتشار إلى الكثير من أعضاء و أنسجة الجسم، و لكنها تستهدف على وجه الخصوص أعضاء بعينها، من مثل الكبد و الرئتين و العظام، و فيما يلي سنعمل على ذكر الأماكن المتوقع غزوها من قبل كل نوع من السرطانات:

  1. سرطان البروستات: في هذه الحالة تنتشر الخلايا السرطانية و تغزو كلاً من الكبد و الرئتين و العظام، فضلاً عن وصولها إلى العمود الفقري و الغدد الكظرية.
  2. سرطان القولون: تغزو الخلايا السرطانية في هذا النوع من الأورام كلاً من الكبد، و الرئتين، و الغشاء الصفاقي.
  3. سرطان الرئة: تنتشر بصورة رئيسية إلى الأجزاء الأخرى من الرئتين، علاوةً على وصولها إلى الدماغ، و الكبد، و العظام، و الغدد الكظرية.
  4. سرطان الثدي: تطال النقائل السرطانية في هذا النوع من الورم الخبيث كلاً من، الكبد و الرئتين و العظام، علاوةً على الدماغ.

أما عن الآلية الفيزيولوجيا التي تتبعها الخلايا السرطانية عند مريض السرطان المنتشر، فتكون كما يلي:

  • أولاً: ينمو الورم الأصلي و يبدأ بمهاجمة الأنسجة المجاورة
  • ثانياً: في مرحلة لاحقة تعمل الخلايا السرطانية على الانتقال إلى الأوعية الدموية، و العقد اللمفاوية.
  • ثالثاً: و نتيجة الخطوة السابقة تصل الخلايا الورمية عند مريض السرطان المنتشر إلى أعضاء الجسم المختلفة.
  • رابعاً: يحدث أثناء هجرة الخلايا السرطانية عبر الأوعية الدموية، أن تعلق في الأوعية الشعرية الصغيرة، و بالتالي تبدأ بمهاجمتها و كذلك الأنسجة المجاورة. الجدير بالذكر أنّه من الممكن أن تكمن هذه الخلايا السرطانية لسنوات في بعض الأنسجة لتعاود نشاطها لاحقاً.
  • خامساً: ما أن تصل هذه الخلايا إلى الأنسجة المجاورة، حتى تعمل على البدء بتشكيل كتلة ورمية صغيرة.
  • سادساً: في مرحلة لاحقة يحدث أن يعمل الورم على تشكيل أوعية مستقلة، لتقوم بدروها على تغذيته و تعزيز نموه.

الأعراض التي يبديها مريض السرطان المنتشر

تختلف الأعراض التي يبديها مريض السرطان المنتشر، اعتماداً على العضو الذي تم غزوه بالنقائل السرطانية، فضلاً عن وجود أعراض مشتركة لدى جميع حالات السرطان المنتشر، من مثل فقدان الوزن، و التعب العام، و فيما يلي سنعمل على التفصيل في الأعراض التي تظهر تباعاً مع كل نوع من أنواع الأورام المنتشرة:

  • فيما إذا تم غزو الكبد بالخلايا السرطانية، فمن المتوقع أن تظهر أعراض تتلخص باليرقان، و الألم الشرسوفي، و الامتلاء البطني.
  • الانتشار إلى العظام من شأنه أن يؤدي إلى ظهور ألم في مكان الورم. كما أنّه من الملاحظ ازدياد نسبة الكالسيوم في الدم، و في ذات السياق يعاني مريض السرطان المنتشر الذي وصلت الخلايا السرطانية لديه إلى العمود الفقري، من ضغط على الحبل الشوكي، و بالتالي ظهور ضعف في الأطراف، و اضطراب في أداء بعض الأعضاء كالأمعاء و المثانة.
  • و بالحديث عن الانتشار إلى الدماغ، فإن أبرز الأعراض هنا، تكون عبارة عن صداع، و تشوش في الرؤية، فضلاً عن حدوث خدر و تنميل في الأطراف. كما أنّه من المحتمل أن تحدث تشنجات عضلية.
  • أما إذا وصلت الخلايا السرطانية إلى الرئتين، فإنه ستظهر لدى المريض آلام في منطقة الصدر، و كحة مستمرة، علاوةً على عدم القدرة على التنفس الطبيعي.

هل توجد علاجات واعدة للسرطان المنتشر

على الرغم من عدم إمكانية علاج مريض السرطان المنتشر، إذ تنصب الجهود في هذه المرحلة على إبطاء نمو السرطان، و بالتالي المحاولة قدر الإمكان على إطالة عمر المريض، و تخفيف أعراض السرطان لديه، كما تأخذ الخطة العلاجية بالحسبان تقليل الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة، هذا و تجدر الإشارة إلى أنّ البرتوكول العلاجي الذي يقره الطبيب في حالة السرطان المنتشر، يتوقف على الكثير من المعايير، ليس أخرها نوع السرطان، و الخيارات العلاجية المتاحة، و عمر المريض، و حالته الصحية، و فيما إذا كان قد تلقى علاجات مسبقة.

الجدير بالذكر أنّ العلم توصل إلى العديد من الأدوية  السرطانية، التي تعمل على استهداف الخلايا الورمية دون غيرها، الأمر الذي لاقى أصداء إيجابية. و من الطرق العلاجية المتوفرة أيضاً، نذكر:

  • التدخل الجراحي
  • العلاج الكيميائي
  • الأشعة
  • العلاج بالأدوية
  • العلاج الهرموني.

كم يعيش مريض السرطان المنتشر

ما تقدم يشي باستحالة علاج مريض السرطان المنتشر، و بالتالي هذا ما يجعل من الصعب على الأطباء تقدير المدة الزمنية، التي من المحتمل أن يعيشها المريض، لذلك يذهب الكثير من الأطباء إلى التعامل مع مرض السرطان المنتشر، كحالة مزمنة عقيمة الشفاء، كغيرها من الأمراض المزمنة، التي لا مناص من تكيف المريض معها كمرض السكري مثلاً، أو مرض ارتفاع التوتر الشرياني.

و لكن ما تقدم لا يتنافى مع كون بعض الأطباء، يضعون تخمينات إزاء المدة التي سيقضيها مريض السرطان المنتشر. و ذلك نتيجة الإحصائيات و الدراسات، و منها نذكر:

  • في حالة سرطان القولون المنتشر، من المتوقع أن يعيش المريض لمدة أقاصها خمس سنوات. و للعمل على إطالة عمر المريض، يتم وضعه على العلاج الكيميائي.
  • أما في حالة سرطان الرئة المنتشر، فإن التقديرات تشير إلى ما نسبته 32% يعيشون لمدة سنة واحدة. و لا تتجاوز نسبة من يعيشون 5 سنوات عن 2%.
  • مريض سرطان البنكرياس المنتشر تقدر نسبة أن يعيش ل 5 سنوات ب 4.5% .
  • في حالة سرطان العظام فتشير الإحصائيات إلى ما نسبته 49% لاحتمالية أن يعيش مريض السرطان المنتشر ل 5 سنوات.
  • تسجل الدراسات نسبة مرتفعة لصالح مرضى سرطان الدرق المنتشر، بما نسبته 93.3%. بمعنى أن 93 مريض من أصل 100، سوف يعيشون لمدة خمس سنوات تقريباً.
  • سرطان المري 13.8%.
  • سرطان الكبد المنتشر 10.2%.

هل يمكن لمريض السرطان المنتشر أن يتعايش مع حالته

لما كان مريض السرطان المنتشر يعاني من جملة من الأعراض الإضافية عن أعراض السرطان الأساسي. و التي قد تكون إما عن غزو النقائل السرطانية للأنسجة، أو بسبب الأدوية التي يتلاقها المريض، كأن يعاني من ألم – غثيان – إقياء – تنميل – فقدان وزن – تعب عام.

و عليه يكون على المريض التوجه إلى أخصائي الرعاية التلطيفية. الذي يعمل على تخفيف الأعراض و الآلام المصاحبة لسير المرض، بغية تخفيف الحالة الجسدية و النفسية للمريض.

اقرأ أيضاً:

ماهي علامات الشفاء من السرطان و ماهي معدلات النجاة؟

المراجع

  1. Metastatic Cancer: When Cancer Spreads | www.cancer.gov
389 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.