كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء بخطوات بسيطة

كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء بخطوات بسيطة

من أكثر المشكلات التي تواجه الأهل في رحلة تربية أبنائهم هي حالة العصبية و نوبات البكاء الهيستيرية التي يمر بها الأطفال، و خصوصًا إذا حصل ذلك في الأماكن العامة. فتصبح الأم في حالة توتر شديدة وغضب من هذا التصرف إضافة إلى خجلها من هذا السلوك أمام الجميع. و قد يصل ذلك إلى ضرب الطفل بغرض إسكاته. و بالنسبة للطفل من سنة إلى سنتين يعتبر البكاء بالنسبة له تصرف طبيعي لأنه لا يملك وسيلة أخرى للتعبير عما يشعر به من جوع و عطش و ما يسبب له إزعاجًا أو ألمًا. ولكن إذا وصل الطفل إلى سن يستطيع فيه التكلم و التواصل مع الأم و التعبير عما يريد، هنا تكمن المشكلة و تصبح العصبية و البكاء سلوك غير طبيعي. فلا عليكِ بعد الآن من عصبية طفلكِ و بكاءه لأننا في هذا المقال سنتحدث عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء.

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى عصبية الطفل

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى عصبية الطفل

قبل التحدث عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي و كثير البكاء [1]. يجب معرفة ما هي الأسباب المؤدية لعصبية الطفل:

بداية عليك أن تعلمي أن العصبية سلوك مكتسب من البيئة المحيطة به. فلا يمكن أن يولد الطفل و هو عصبي و لا علاقة للجينات بذلك. و كما قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” كل مولود يولد على الفطرة “.

  1. إذ تؤثر البيئة المحيطة على الطفل و تلعب دورًا كبيرًا في تحديد طباع الطفل. فإذا كان المنزل مليء بالتوتر و المشاكل بين الأبوين فذلك يؤدي لنشوء طفل عصبي.
  2. نقص في احتياجات الطفل الجسدية، إذا كان الطفل جائع أو كان نومه متقطع و غير منتظم. إضافة إلى نقص في احتياجاته النفسية كالحب و الاحتواء و الحنان.
  3. كثير من الأطفال يستخدم البكاء و العصبية لإجبار الأم و الأب على تنفيذ متطلباتهم.
  4. قد يشاهد طفلك برامج كرتونية تحتوي على مشاهد العنف و العصبية، و يظن الطفل أن هذا الفعل صحيح و جميل. فيحاول أن يتقمّص هذه الشخصية و يلعب هذا الدور.
  5. قد يلجأ الطفل إلى الغضب و العصبية للتعبير عن ذاته و وجوده. فقد يكون الطفل منبوذ بين إخوته أو يشعر بتفضيل إخوته عنه، فهنا يلجأ للعصبية لإظهار نفسه ولَفت الأنظار إليه.

كيفية التعامل مع الطفل العصبي و كثير البكاء

كيفية التعامل مع الطفل العصبي و كثير البكاء

أمّا بالنسبة للسؤال كيفية التعامل مع الطفل العصبي و كثير البكاء سنقدّم بعض الخطوات التي تساعدكِ عزيزتي الأم في التعامل مع طفلك [2]. منها :

بداية عليك أن تعلمي أن التربية بحاجة إلى صبر و تفهم و تفرغ و في بعض الأحيان تغافل أيضًا. لأنهم أطفال لا تستطيعي أن تقومي بضبط سلوكهم على مدار الساعة، فكل طفل عنده مشاعر انفعال و غضب و حزن و بكاء. و يجب تربية الأبناء بحيث يستطيعون أن يتعاملوا مع هذه المشاعر بطريقة صحيحة و هو ما يعرف بالذكاء العاطفي.

1- لا تعالجي العصبية بالعصبية

  • في حال غضبك عليه أنت تقومين بتعزيز مشاعر الغضب عند طفلك. فعند غضب الطفل حاولي أن تسيطري على غضبك و انفعالك، و تتعاملي معه بكل هدوء. و قومي بسحبه من منطقة غضبه إلى هدوئك أنت.
  • ثم تذكري دائمًا أنك أنت المعلم الأول و الأساسي له وينظر لك بأنك أنت القدوة و طفلك يكتسب سلوكه منك. و لا يقتصر الهدوء فقط على تعاملك مع طفلك، إنّما يجب عليكِ أن تتعاملي مع المواقف المحيطة و التي تحدث أمام الطفل بكل هدوء و دون عصبية.
  • فعليك أن تضبطي نفسك و تتحكمي في ذاتك و تتوقفي عن الانفعال الزائد عن كل ما يدور حولك.
  • عند بكاء طفلكِ لا تستجيبي له، لأنه أسلوب يستخدمه الطفل كي يحقق ما يريد. فلا تستسلمي لبكائه و تنفذي له رغباته بغرض إسكاته لأنه سوف يعتاد على ذلك في تنفيذ طلباته. و هذا سوف يؤثر سلبًا على سلوكه في المستقبل.
  • كما يمكنكِ استخدام مبدأ التجاهل، و مهما ازداد بكائه وعَلَا صراخه لا تستسلمي له و خصوصًا أمام الأقارب و في الأماكن العامة. حتى يفهم أن هذه الطريقة التي يتبعها في تحقيق طلباته غير مجدية و لن تلبي رغباته.
  • لا تتناقشي معه و لا تقومي بالتفاوض و هو في حالة البكاء، لأنه لن يكون قادرًا على سماعك. إذ أن مشاعر الغضب و الحزن هي التي تسيطر عليه و لن يقوم بالرد عليك و هذا سوف يستفزكِ جدًا و قد تلجأي للعنف.

2- درّبي طفلكِ على أسلوب الحوار

  • من كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء أن تقومي بتدريب طفلكِ على أسلوب الحِوار.
  • و ذلك باستخدامك ألفاظ سهلة و بسيطة و مشجعة بنفس الوقت.
  • كأن تقولي لطفلك أنت شاطر و كبير لماذا تبكي. ابحث عن سبب بكائك، عبّر عما تشعر به، ما الشيء الذي يزعجك.
  • ثم مع الصبر و التكرار يصبح الطفل قادرًا على التعبير بلسانه و تفريغ مشاعره بالحوار.
  • كما أنه يمكنك باستخدام الحوار أن تشرحي لطفلكِ أنه يوجد عدة طرق للتعبير عن مشاعرك و ذلك بضرب الأمثلة له. كأن تقولي لطفلك أن لديكِ عدة أنواع من الأطعمة و أنت دائمًا تأكل نفس نوع الطعام جرّب أن تغير هذا النوع.
  • و كذلك الأمر أنت دائمًا تقوم بالتعبير عمّا يزعجك بالغضب و البكاء جرّب أن تغير هذه الطريقة بالكلام.
  • لا تقومي بفعل أشياء تفاجئ طفلك و تغضبه. كأن تقومي فجأة و من غير سابق إنذار بنزع اللعبة من يده أو أخذ الطعام منه أو إطفاء التلفاز و هو يشاهد برنامجه المفضل و مستمتع به. و في بعض الأحيان تقومي مباشرة بتغير ملابس طفلك دون إخباره بذلك.
  • هذه الأفعال كما أنها تزعج الكبار فهي أيضًا تزعج الأطفال، تستطيعي أن تخبري طفلك بكل هدوء و بأسلوب مناسب أنك سوف تقومي بتغير ملابسه.
  • أو انتهى وقت اللعب و أنك سوف تأخذي هذه اللعبة حتى لا يتفاجأ، و لا تقولي بأن طفلي لن يستوعب ما أقوله له لأن هذه المعلومة خاطئة، فالطفل من سن السنة و النصف يستطيع استيعاب الأوامر و ذلك بأسلوب مبسّط يتناسب مع سنه.

3- تحسين طبيعة العلاقة الزوجية

  • عليكِ أن تحاولي دائمًا أن تنتبهي لعلاقتكِ الزوجية بينكِ و بينك زوجك. و عدم مناقشة المشكلات أمام الأطفال لأن هذا سوف ينعكس على حياتهم.
  • و حاولي قدر المستطاع أن تحافظي على هدوء منزلك. كما يمكنك أن تتجنّبي زيارة الأشخاص العصبين و أصحاب الأصوات المرتفعة لأن هذا يلعب دورًا هامًا في تكوين صفات طفلك.

4- ابتعدي عن نعت طفلكِ بالألفاظ النابية و الصفات السلبية

  • توقفي عن وصف طفلك بأي صفة سلبية، كأن تخبريه أنك طفل مشاغب و عصبي و سيئ،. ففي بداية الأمر سوف ينكر الطفل ذلك و يرفض هذه الفكرة و لكن عند استمرارك بتكرار هذه الألفاظ على مسمعه سوف يصدق ما يقال له و يستمر به.
  • استخدمي مبدأ الثواب و العقاب لتعززي عنده حالة الهدوء و السكينة، فتقومي بمكافأة طفلك عند سلوكياته الهادئة و تعاقبيه عند استخدامه العصبية بأساليب عقاب مناسبة دون اللجوء إلى العنف و الشتم.
  • احترام الطفل، فبعض الآباء يستفزون أطفالهم و يتسببون في إحراجهم أمام الناس و عند غضب الطفل لذلك يضحكون عليه، هذا يعزز من شعور العصبية عندهم.
  • تستطيعين أن تقرأي لطفلك قصص عن الطفل الهادئ و الطفل العصبي و تسألي طفلك ماذا استفدت من هذه القصة، من كانت الشخصية الأفضل، أي شخصية أحببتها أكثر، من تريد أن تكون منهم، و هكذا.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء.

اقرأ أيضًا :

كيفية التعامل مع الطفل العنيد | تعرفي على كيفية التعامل الصحيحة

المراجع

  1.    www.kidshealth.org | What are the causes of child nervousness
  2.    www.childmind.org | How to deal with a nervous and crying child

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.