في الإسلام هناك ما يسمّى بـ ” صلاة الجنازة ” و التي تصلّى على الميت الغير شهيد، و هي فرض كفاية و ليست فرض على كل مسلم، و في هذا المقال سنتحدث عن كيفية صلاة الجنازة و حكمها و فضلها.
تعريف الجنازة
تعريف الجَنازة لغةً :
- الجِنَازَة : الميت.
- و الجِنَازَة : الميّت و النَّعش و المشَيّعون.
- و يقال الجِنَازَة : الشيءُ يثقل على قوم فيغتمُّون به.
- يقال أيضًا : ضرِب حتّى ترك جنازةً.
- طعنَ في جِنَازَته : ماتَ.
- و جمع جِنازة : جَنائِزُ.
أمّا تعريف الجنازة في الإسلام اصطلاحًا : هي صلاة تصلّى على الميت الغير شهيد.
حكم صلاة الجنازة
اتّفق أئمّةَ الفقه و جمهور الفقهاء بأنّ صلاة الجنازة هي : ” فرض كفاية “، لأمرِ النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و محافظة المسلمين على صلاة الجنازة. روي عن أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري و مسلم : ” أنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان يؤتى بالرجل المتوفى، عليه الدّين، فيسأل هل ترك لدينه فضلًا، فإن حدث أنه ترك وفاء صلّى، و إلّا قال : ” صلّوا على صاحبِكم “. حديث صحيح
فضل صلاة الجنازة
قبل أن نبدأ بالحديث عن كيفية صلاة الجنازة، نذكر ما هو فضلها، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” من شهدَ الجنازة حتى يصلّى عليها فله قيراط، و من شهدها حتَى تدفن فله قيراطان، قيل : و ما القيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين. متفق عليه
كيفية صلاة الجنازة
فيما يلي شرح مفصّل لكيفية صلاة الجنازة :
- صلاة الجنازة هي فرض كفاية، أي إذا قام بها بعض المسلمين سقط عن باقي المسلمين.
- من السنّة أن يقوم الإمام عند رأس المتوفي الرجل متجهًا نحو القبلة، و عند وسط المتوفي المرأة، لفعله كذلك النبي صلى الله عليه و آله و سلم. رواه أبو داوود.
- من السنّة أيضًا أن يتقدّم الإمام على المأمومين، أمّا إنْ لم يجد من المأمومين مكانًا لهم فلا حرج إنْ وقفوا عن يمين الإمام أو عن يساره.
- ثم يسنّ مع كل تكبيرة أن يقوم المصلّي برفع يديه، كما يفعل النبي صلى الله عليه و آله و سلم [1].
كيفية صلاة الجنازة
يقوم الإمام بالتكبير ” أربع تكبيرات “، وفق التالي :
1- التكبيرة الأولى
بعد التكبير يقول الإمام : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ثم يقرأ :
- سورة الفاتحة : ” بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله ربِّ العالمين* الرََحمن الرحيم* مالِكِ يوم الدِّين* إيّاك نعبدُ و إيّاك نستعين* اهِدنا الصِّراطَ المستقيم* صِراطَ الذينَ أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم و لا الضالّين “.
- و حسب المذهب الشافعي و غيره، لم يتم تشريع قراءة دعاء الاستفتاح.
2- التكبيرة الثانية
- بعد التكبيرة الثانية يصلّي الإمام على النبي صلى الله عليه و آله و سلم، أي يقرأ الصلوات الإبراهيمية، و يجوز إن اقتصرَ على الصلاة على النبي فقط بصيغة : ” اللهم صلِّ على محمد “.
- الصلوات الإبراهيمية : ” اللهم صلِّ على محمد و على آل محمد كما صلّيتَ على إبراهيم و على آلِ إبراهيم، و بارِك على محمد و على آل محمد كما باركتَ على إبراهيم و على آلِ إبراهيم، في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد “.
3- التكبيرة الثالثة
- بعد التكبيرة الثالثة يدعو الإمام للميّت بالأدعية المأثورة.
- من هذه الأدعية الواردة : ” اللهم اغفر له و ارحمه و عافه و اعف عنه، و أكرِم نزله و وسِّع مَدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرَد، و نقِّه من الخطايا كما نقيّت الثوب الأبيض من الدَّنس، و أبدله دارًا خيرًا من داره و أهلًا خيرًا من أهله، و زوجة خيرًا من زوجته، و أدخله الجنّة و نجّه من النّار، و قِهِ عذاب القبر ” رواه مسلم و أحمد.
4- التكبيرة الرابعة
- بعد التكبيرة الرابعة، يقول الإمام : ” اللهم لا تحرمنا أجره، و لا تفتنا بعده “. ذكر النووي في كتاب رياض الصالحين.
- أو يمكن للإمام بعد التكبيرة الرابعة أن يسكت قليلًا، و من ثم يسلّم تسليمة واحدة عن يمينه، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه و آله و سلم. رواه الحاكم.
- و لكن من الجائز أن يسلّم الإمام أيضًا عن يساره تسلمية ثانية، كون وردت عدة أحاديث في ذلك.
أخطاء الجنازة
عرفنا كيفية صلاة الجنازة، و لكن من المهم جدًا أن نعرف ما هي الأخطاء التي لا تجوز في الجنازة. من هذه الأخطاء :
1- التأخّر في دفن الميت أو تجهيزه لغير الحاجة أو الضرورة
- هذا التأخير يخالف هدي النبي صلى الله عليه و آله و سلم، في قوله : ” أسرِعوا بالجنازة، فإن تكُ صالحةً فخيرٌ تقّدمونها، و إنْ يكُ سِوى ذلك، فشرٌ تضعونهُ عن رقابِكم “.
2- التكاسل في صلاة الجنازة
- إنّ التكاسل عن صلاة الميت يضيّع الأجور و الثواب.
- كما أنّها تضييع لحق من حقوق المسلم على أخيه المسلم، و هو أن يتبعه بعد موته.
3- التأخّر في قضاء دَّين الميت
- ورد عن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم تركه صلاة الجنازة على أحد الصحابة، بسبب وجود دين برقبته عليه، حتى جاء بعض أصحابه و تكفّل بالسداد عنه.
4- النياحة
- يقصد بالنياحة : رفع الصوت عند البكاء.
- و قد نهى النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن النياحة.
5- لطم الخدود و شق الجيوب
- إنّ لطم الخدود كنوع من المبالغة في البكاء و النياح على الميت و شقّ الجيوب و الثياب، يعتبر سخط على قضاء الله.
- و قد قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم : ” ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخدود، و شَقَّ الجيوب، و دَعَا بدعوى الجاهلية “.
6- إسدال شعر المتوفية على صدرها
- الأولى أن ينفض شعر المتوفية و ضفائرها، ثم تغسل جيدًا، و يجعل شعرها كله في ثلاث ضفائر، بعد ذلك تلقى خلفها.
7- غسل الميت الجُنب مرتين
- من أخطاء الجنازة أن يغسل الجُنب أو الحائض غسلين
- لكن الصواب هو غسلٌ واحد.
8- اتباع المرأة الجنازة
- نهى النبي الكريم محمد صلى الله عليه و آله و سلم الصحابيات من اتباعهنّ للجنازة.
- ففي حديث أن عطية : ” نهينا عن اتّباع الجنائز، و لم يعزم علينا “.
9- الجلوس على القبور أو المشي عليها
10- شَتِم الأموات
- لا يجوز سب أو شتم الميّت حتى و إن كان كافرًا.
11- أن يكون المتوفي خلف المصلّين
- يجب أن يكون المتوفي أمام المصلّين و ليس خلفهم.
12- عدم حِداد المرأة مدّة العدة
- من المخالفات في الجنازة في الإسلام عدم حداد المرأة عدة زوجها المتوفي، بل تخرج من بيتها بلا ضرورة أو حاجة.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن كيفية صلاة الجنازة، و للمسلم أن يصلّي على أخيه المسلم اقتداءً بسنة نبيه الكريم و ينال الثواب الكبير.
اقرأ أيضًا :
دعاء للشفاء من المرض | أدعية من القرآن الكريم و السنة النبوية
المراجع
- ↑ صلاة الجنازة | www.ar.wikipedia.org