ماهو الاحتباس الحراري وما تأثيره على البيئة؟

ماهو الاحتباس الحراري وما تأثيره على البيئة؟

ما هو الاحتباس الحراري أو كما يعرف أيضًا بظاهرة الاحترار العالمي أو ظاهرة الدفيئة، و ما هي أسباب حدوثه و كيف يحدث، و هل يوجد تاريخ له. كل هذا و أكثر سنعرفه في مقالنا العلمي فاجمع تركيزك لتخزِّن المعلومات الجديدة التي قد تسمعها لأول مرة.

ماهو الاحتباس الحراري

ماهو الاحتباس الحراري

إذا أردنا أن نقوم بتعريف عام لظاهرة الاحتباس الحراري أو ظاهرة الدفيئة، فهي عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض يابسة و ماءً، و حسب الموسوعة البريطانية فهو ظاهرة طبيعية لزيادة في معدَّل حرارة الهواء الذي يكون قريبًا من سطح الأرض، حيث بدأت هذه الزيادة بالظهور قبل قرن أو ربما قرنين، بسبب النشاط الإنساني الذي كان قد بدا مع بداية الثورات الصناعية [1].

متى نشأ مفهوم الاحتباس الحراري

أول من تحدّث عن ” ما هو الاحتباس الحراري ” قبل مئة عام، هو العالم السويدي ” سفانتي أرينيوس ” الذي حاز على جائزة نوبل، حيث قام بالإشارة إلى أن الغازات الموجودة في الجو تقوم بحبس حرارة الشمس و من ثم تمنعها من أن تنفد إلى الفضاء، و كما قام أيضًا بتقديم ورقة بحث علمية عام 1895 أكَّد فيها بأن هذا التبدّل البسيط أو التغيير ضمن انبعاثات الغازات ربما يؤدي إلى حجز كمية هائلة من الحرارة، في حين أكدّت الدكتورة من جامعة أستراليا الوطنية ” نيريلي أبرام ” بأن نشأة ظاهرة الاحترار العالمي أو الدفيئة، كانت قد ابتدأت في الفترة بين عامي 1830 و 1850 مع بداية الثورة الصناعية، على عكس ما كان سائداً بأنها ظاهرة حديثة، و لكن باتت النتائج في نهاية القرن التاسع عشر ظاهرة للعيان.

كيف يحدث الاحتباس الحراري

كيف يحدث الاحتباس الحراري

كان قد بدأت هذه الظاهرة في النصف الشمالي للكرة الأرضية و المحيطات الاستوائية، في حين ظهرت في النصف الجنوبي للكرة الأرضية بشكل متأخر، و ذلك بسبب توسع المحيطات الكبير و الذي يقوم بسحب الحرارة لطبقات عميقة، فالسبب الرئيسي لحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري هو انبعاث الغازات الدفيئة و التي تعمل على رفع درجة حرارة كوكب الأرض، و ذلك يسمّى بتأثير البيوت الزجاجية. و فيما يلي تلخيص لكيفية حدوث هذه الظاهرة وفق الخطوات التالية [2] :

  • حرق الوقود الأحفوري، مثل استخدام الفحم للتدفئة أو البنزين، إلى إنتاج الغازات التي تكون السبب الرئيسي بالاحتباس الحراري، و هي الغازات الدفيئة.
  • ثم إنّ وجود هذه الغازات الذي يشبه وجودها البطانية التي تعمل على تغليف سطح الأرض و حبس أشعة الشمس، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.
  • من أهم ما يزيد من إنتاج هذه الغازات، مثل : الميثان و غاز ثنائي أكسيد الكربون، هي بعض ممارسات إزالة الغابات، أو استخدام بعض من أنواع الأراضي لحرق النفايات فيها، بالإضافة إلى تربية المواشي.

أسباب الاحتباس الحراري

أسباب الاحتباس الحراري

بعد أن تحدثنا عن ” ماهو الاحتباس الحراري ” و كيفية حدوثه، يجب أن نتطرق إلى ذكر أبرز أسباب ظاهرة الدفيئة [3] :

العوامل البشرية

تساهم الكثير من الأنشطة البشرية بشكل واضح في تغيير المناخ من خلال استخدام الوقود الأحفوري لمختلف الأنشطة، حيث أن احتراق هذا الوقود يؤدي كما ذكرنا في الفقرة السابقة إلى انبعاث العديد من الغازات الدفيئة مثل غاز ثنائي أكسيد الكربون، و التي من شأنها أن تعمل على تغيير في كمية الجزئيات التي تكون عالقة في الهواء. و فيما يخص الغازات الدفيئة فهذه أهم مصادرها التي تنتج بسبب النشاط البشري و التي تزيد من آثار الاحتباس الحراري :

1- زيادة تركيز غاز الميثان في الجو

من أهم العوامل التي ترفع من تركيز غاز الميثان هي :

  • زراعة حقول الرز.
  • التخمّر المعوي الذي يصيب الدواب.
  • طرق مختلفة في إدارة السماد.
  • تأثير خطوط الأنابيب.
  • سوء التهوية ضمن مكبّات النفايات.
  • التغيّر الذي يطرأ على رطوبة الأرض، و منه التأثير الكبير على الاحتباس الحراري.

2- زيادة تركيز غاز أكسيد النتروجين الثنائي

  • تؤدي مختلف الأنشطة الزراعية و التي تشمل أيضًا استخدام الأسمدة، إلى ارتفاع في نسبة غاز أكسيد النيتروس ” أكسيد النتروجين الثنائي “.

3- مركبات الكلورو فلورو كربون CFCS

هناك العديد من الأنشطة التي تستخدم مركبات الكلورو فلورو كربون و التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري :

  • أنظمة إخماد الحريق.
  • الهالونات التي تستخدم في أنظمة التبريد.
  • العديد من عمليات التصنيع.

العوامل الطبيعية

في الحقيقة إن الإجابة عن سؤال ” ماهو الاحتباس الحراري “، تتشعب كثيرًا، فإلى جانب الأنشطة أو العوامل البشرية هناك العوامل الطبيعية التي من شأنها أن تزيد من درجة حرارة كوكب الأرض، بالإضافة إلى التفاعل بين الأنشطة البشرية و العوامل الطبيعية. و فيما يلي أهم العوامل الطبيعية التي لها تأثير على ظاهرة الدفيئة :

1- النشاط الشمسي

التغيّرات التي تطرأ ضمن النشاط الشمسي مثل البقع الشمسية و التوهجات، من شأنها أن تزيد من درجة الحرارة العالمية، و كمثال عن ذلك : امتاز القرن السابع عشر بنشاط شمسي قليل مع أشعة خافتة، و التي سبَّبت بفترة مناخية عرفَت ” العصر الجليدي الصغير “، و قد لاحظ العديد من العلماء وجود عدد لا بأس به من التغيرات الشمسية و التي تؤثّر فعلًا على ظاهرة الاحتباس الحراري و هي :

  • تغيّر النشاط المغناطيسي للشمس : الذي يملك الدور الرئيسي في تشتيت الأشعة المكوّنة من جسيمات مشحونة ضمن الأرض.
  • تغيّر دوري في نشاط الشمس : و من أبرز هذه التغيرات هي التغيّر في دورة البقع الشمسية، و التي قد تمتد إلى 11 عام تقريبًا.
  • التغيّرات في الأطوال الموجية : مثال عن ذلك، الموجات فوق البنفسجية و الأطوال الموجية المرئية.

2- البراكين

تعتبر البراكين من العوامل التي تساهم بشكل فعلي في تشكيل ما يعرف بماهو الاحتباس الحراري، أو ظاهرة الدفيئة. كون ثوران البراكين على مدى مئات بل ملايين السنين أدّى إلى إنتاج أو انبعاث كميات كبيرة جدًا من الغازات الدفيئة، مثل : بخار الماء و غاز ثنائي أكسيد الكربون في الجو. و كتلخيص موجز لآثار البراكين على ظاهرة الاحترار العالمي  :

  • من الجدير بالذكر بأنّ ثوران بركان واحد، لا يمكن أن يؤثِّر في زيادة درجة حرارة كوكب الأرض، و بالتالي تأثير واضح على الاحتباس الحراري، و لكن التأثيرات التي تنتج عن حدوث الكثير من البراكين خلال تاريخ كوكب الأرض.

3- حرائق الغابات

  • تؤئِّر بشكل واضح حرائق الغابات في درجات الحرارة حول العالم، و خصوصًا تلك التي تحدث على فترات طويلة و عل نِطاق واسع.
  • ثم إنّ حرائق الغابات تؤدي إلى انبعاث غاز الكربون الذي يكون مخزَّنًا في النباتات، و بالتالي زيادة في نسبة الغازات الدفيئة مثل : غاز ثنائي أكسيد الكربون.
  • إلى جانب ذلك، وجود الإشعاع الشمسي الذي يملك دورًا كبيرًا في ارتفاع درجة حرارة الأرض و تلويث الهواء.

4- ذوبان الجليد السرمدي

  • يعمل ذوبان الجليد في القطبين الشمالي و الجنوبي، على الزيادة من ظاهرة الاحتباس الحراري، و ذلك بسبب الكميات الكبيرة من الكربون الذي يكون مخزَّنًا في الجليد.
  • و بعد ذوبان الجليد بفضل الكثير من العوامل، مثل : الانفجارات البركانية و حرائق الغابات و النشاط الشمسي، يتم انبعاث الغازات بشكل واسع.
  • ثم إنّ انبعاث الكربون بصورة مفاجئة، يعمل على إحداث العديد من الخَلل في الأنشطة الطبيعية، مثل دورة الكربون.

آثار الاحتباس الحراري

آثار الاحتباس الحراري

لا يكفي أن نجيب عن ” ماهو الاحتباس الحراري “، بل هناك آثار لهذه الظاهرة على الصحة و المناخ و النظام الحيوي [4].

1- آثار الاحتباس الحراري على الصحة

إن ظاهرة الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي تؤثِّر على صحة الكائنات الحيّة :

  • تفشّي الالتهابات المؤذية الضارّة : مثل وباء الكوليرا لبعض أنواع المأكولات البحرية، و ذلك بسبب ارتفاع في درجة حرارة المحيطات.
  • تدنّي القدرة على مقاومة الالتهابات المعدية و الفيروسات : و ذلك بسبب انتشار المجاعات، و فشل في المحاصيل الزراعية.
  • انتشار مرض حصى الِكلى : و الذي ينتج عن الجفاف بسبب ارتفاع في درجة حرارة سطح كوكب الأرض.
  • ارتفاع في درجات حرارة فصل الصيف : الأمر الذي يؤدي إلى إطالة مدة الصيف، و بالتالي انتشار الكثير من الأمراض التي تسبِّبها حشرات البعوض، و منها الإصابة بمرض فيروس غرب النيل.

2- آثار الاحتباس الحراري على المناخ

لظاهرة الاحتباس الحراري آثار واضحة على المناخ. و أبرز هذه الآثار هي :

  • ذوبان الجليد و الثلوج.
  • تغيّر في معدلات هطول الأمطار.
  • زيادة في حموضة المحيطات.
  • ارتفاع واضح في مستوى البحر.
  • التغيّر في الطقس.
  • زيادة في أعداد السُحُب.
  • التغيّر في دورة الكربون.
  • التأثير على التيارات المحيطية.
  • التغير ضمن نظام الحياة البيولوجية.

3- آثار الاحتباس الحراري على النِظام الحيوي

” ماهو الاحتباس الحراري ” سؤال يجب الإجابة عنه بذكر آثار هذه الظاهرة على الأنظمة الحيوية :

  • هلاك العديد من الأنواع الحيوانية و النباتية : بسبب انتشار العديد من مسببات الأمراض، و التي قد كانت محصورة في المناطق الشبه مدارية و المدارية.
  • التأثير على كلٍّ من الحشرات و الطيور المهاجرة : حسب وكالة حماية البيئة، و في الوقت الحاضر فإنّ هذه الحشرات و الطيور ستصل قبل عدّة أيام و ربما قبل عدّة أسابيع، مِما كانت عليه في القرن العشرين إلى الأعشاش  و أماكن التغذية.
  • انتقال النباتات و الحيوانات في نموّها نحو الشمال.
  • اختفاء ثلث الحيوانات على سطح الأرض.
  • اندثار نصف النباتات في العالم بحلول 2080.

أبرز حلول مشكلة الاحتباس الحراري

أبرز حلول مشكلة الاحتباس الحراري

إلى جانب إجابتنا عن سؤال ” ماهو الاحتباس الحراري ” ، و ما هي آثاره، نتطرق إلى ذكر أهم حلول ظاهرة الدفيئة [5].

  •  تحسين قطاع وسائل النقل.
  •  استخدام الطاقة النووية.
  •  ضمان التنمية المستدامة.
  •  التخلّص من الكهرباء المنتِجة للوقود الأحفوري.
  • استخدام الوقود المنخفض الكربون.
  •  إدارة الزراعة و الغابات.
  •  تحسين كفاءة استخدام الطاقة.

و بهذا نكون قد وصلنا إلى خِتام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

اقرأ أيضًا :

أساليب الوقاية من مرض السرطان بشكل مفصل

المراجع

  1.    www.nationalgeographic.com | What is global warming
  2.   www.britannica.com | How does global warming happen
  3.    www.nationalgeographic.com | The causes of global warming
  4.    www.gheffects.com | greenhouse effects
  5.    www.solarimpulse.com | Global warming solutions
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.