ماهو داء الكلب ؟ و هل هو فعلًا مرض مميت بمجرد أن تظهر أعراضه و علاماته على المصاب ؟ ما هي أسبابه و الفسيولوجيا الخاصة به ؟ كل هذا و أكثر سنعرفه معًا في هذا المقال.
ماهو داء الكلب Rabies
يمكن تعريف داء الكلب على أنه ” مرض فيروسي معدي ينتقل من الحيوانات المسعورة أو المصابة بدَاء الكَلب إلى الحيوانات الأليفة و البشر من خلال العَض أو الخدش، و يظهر هذا المرض على شكل التهاب في الدماغ بعد فترة الحضانة، و تتمثَّل أعراضه بفرط الحركة أو الخمول و الصداع و في حال لم يتم علاجه فقد يؤدي إلى الوفاة “. يعتبر دَاء الكَلب من الأمراض المعدية الأعلى معدلًا للوفيات وهي أحد الأمراض التي يخافها البشر، حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أن داء الكلب يُودِي بحياة 59 ألف شخص سنويًا في حوالي 150 دولة في أنحاء العالم [1].
سبب تسمية داء الكلب بهذا الاسم
يعود سبب تسمية داء الكلب بهذا الاسم إلى أن ما يعادل 99% من الحالات المرضية كان سببها الكلاب المسعورة، بالرغم من أنّ هذا المرض المعدي ليس شرطًا أن يسببه الكلب، إنما قد ينتقل إلى الإنسان أو الحيوانات الأليفة بواسطة الحيوانات البرية الأخرى، مثل : الثعالب و الخفافيش.
أسباب داء الكلب
- ينتقل فيروس السعار الذي يوجد في لعاب الحيوان المصاب إلى الحيوانات الأخرى أو الإنسان بواسطة العض أو الخدش، حيث يعتبر فيروس داء الكلب فيروسًا غير قادرًا على اختراق الجلد السليم و لكنه باستطاعته أن ينتقل من خلال الغشاء المخاطي و جروح الجلد، و كلّما كان الجرح أكبر و تهتك الجلد أكثر كلّما غَدَت الإصابة أخطر.
- كما يمكن أن ينتقل فيروس داء الكلب بواسطة الحيوانات الأليفة، مثل : القطط المنزلية و الكلاب.
- و يمكن أيضًا أن ينتقل هذا الفيروس بواسطة الحيوانات البرية، مثل : الذئاب و الخفافيش و الثعالب.
- ثم إنّ نسبة خطر انتقال داء الكلب من خلال المواد و الأدوات الملوّثة باللعاب قليلة [2].
- أما بالنسبة إلى الدماء الجافة و الإفرازات فإن كمية فيروسات داء السعار قليلة و تموت خارج الجسم في غضون ساعات قليلة.
ما هي فسيولوجيا داء الكلب ( السعار )
- يدخل فيروس داء الكلب إلى الأعصاب المحيطية بعد عضة أو الحيوان المصاب لينتقل بعد ذلك إلى الجهاز العصبي المركزي أثناء فترة الحضانة التي تقصر أو تطول بحسب مكان العضة و كمية الفيروسات فيها و عمق هذه العضة و مدى القرب من الجهاز العصبي المركزي.
- أما فترة حضانة فيروس داء الكلب تتراوح بين عشرين إلى تسعين يوم، و نادرًا ما قد تصل إلى سنين، أي من سبع إلى تسعة عشر سنة و أكثر من تسعين بالمائة من حالات داء السعار تكون فترة الحضانة أقل من سنة.
- ينتقل فيروس داء السعار عبر السيالات العصبية في الأعصال المحيطية بما يعادل من 12 إلى 14 مليمتر في اليوم، حتى يصل إلى العقد القاعدية فيبدأ بالتضاعف و تظهر الأعراض السريرية من خدر و تنميل و ألم.
- فعندما يصل الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي يسير بسرعة من 200 إلى 400 مليمتر في اليوم فيؤدي إلى التهال دماغ فيروسي ينتشر بسرعة في الأعصاب المحيطية الباقية و الغدد اللعابية.
أعراض داء الكلب
تظهر أعراض السعار على عدة مراحل على النحو التالي :
1- الطور الأولي
يبدأ داء الكلب بطور أولي يستمر لمدة أربعة أيام يعاني فيها المريض من ما يلي :
- الصداع.
- الحمى.
- التعب.
- غثيان و إقياء.
- سعال جاف.
- حلق مؤلم.
2- مرحلة فرط الاستثارة
في هذه المرحلة تتمثّل الأعراض كما يلي :
- سيلان اللعاب.
- الخوف.
- التعرّق.
- اضطرابات حركية شديدة.
- انعدام النوم.
- حالات الهياج.
- الاختلاجات و التقلّصات التوترية.
- النفضان العضلي الليُيفي.
- رهاب الماء، حيث لا يكون بمقدور المريض أن يبتلع الماء نتيجة التشجنات المؤلمة في عضلات الحلق.
- يكون المريض شديد الحساسية لأقل حركة ممكنة من الهواء و للضجيج.
- يحدث الموت في غضون أيام قليلة خلال نوبات الاختلاج، أو من الممكن أن تتطور الحالة نحو المرحلة الشللية مترافقًا مع شلل نومي في عضلات الرأس.
- قد يقضي داء الكلب على المصاب خلال مدة تتراوح من ثلاثة أيام إلى خمسة بسبب الشلل القلبي أو الشلل النفسي، و كلما اقتربت العضة من الجهاز العصبي المركزي تظهر الأعراض بشكل أسرع [3].
كيفية تشخيص داء الكلب
حاليًا لا يوجد أدوات مناسبة لتشخيص داء الكلب أو أداة ما لكشف وجود العدوى قبل ظهور الأعراض السريرية، و غالبًا ما يكون التشخيص السريري للمرض صعب إذا لم تربَط الإصابة أو الأعراض بحادثة مع حيوان ما مصاب بداء السعار، أو تظهر أعراض يتميز بها دَاء الكَلب، مثل : رهاب الهواء أو رهاب الماء.
علاج داء الكلب
من أبرز طرق التعامل مع داء الكلب ما يلي :
1- الوقاية بعد التعرض
2- أبرز الحالات التي تزداد فيها نسبة الإصابة بداء السعار
3- إجراءات أخرى هامة ينبغي القيام بها من أجل التعامل مع حالات الخدش أو العض
سنبدأ بأول طريقة :
1- الوقاية بعد التعرّض للإصابة Post Exposure Prophylaxis
يقصد بالوقاية بعد التعرض بالعلاج الفوري المباشر للشخص المصاب بعد تعرضه لداء السعار بواسطة خدش الجلد من قبل الحيوانات المصابة أو عن طريق العض، و غاية هذه الإجراءات هي منع وصول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي، فالعالاج الفعّال يبدأ بعد فترة قصيرة من التعرّض للإصابة بمنع ظهور الأعراض و الموت [4]. في حين تشتمل الوقاية بعد التعرض إلى الإجراءات التالية :
- العلاج الموضعي للجرح و غسل واسع النطاق بأسرع وقت ممكن بعد التعرّض للإصابة.
- و هذا من ضمن الإسعافات الأولية للإصابة، و الذي يتضمن التنظيف الشامل و الفوري للجرح لمدة أقلها خمسة عشر دقيقة بواسطة الماء و الصابون و اليوم و المنظفات و غيرها من المواد التي تساهم في قتل فيروس داء السعار.
- استعمال الغلوبولين المناعي لداء السعار في حال احتاج المريض كذلك.
2- أبرز الحالات التي تزداد فيها نسبة الإصابة بداء السعار
يزداد خطر الإصابة بداء الكلب إذا :
- حدوث التعرّض في منطقة جغرافية ينتشر فيها داء الكلب.
- يبدي الحيوان سلوك غير طبيعي أو يبدو مريضًا.
- أن يكون الجرح أو الأغشية المخاطية ملوّثة بلعاب الحيوان المصاب.
- أن يكون الحيوان الذي قام بالخدش أو العض معروف بأنّه من الحيوانات الناقلة لِداء الكَلب أو تخزنه في جسدها.
- في حال لم يتم تطعيم الحيوان.
- في حال لم يقم الشخص بأي سلوك يحفِّز به الحيوان على الخدش أو العض، أي العضة غير مبررة.
3- إجراءات أخرى هامة ينبغي القيام بها من أجل التعامل مع حالات الخدش أو العض
- يجب تنبيه الخدمات البيطرية من أجل تحديد الحيوان و حجره صحيًا لمراقبة الكلاب و القطط.
- حيث يجب استمرار الإجراءات الوقائية أثناء فترة المراقبة، و التي تستمر لمدة عشر أيام أو لحين صدور نتائج التحليل المخبرية.
- من الممكن أحيانًا أن يتم ما يسمّى بـ ” القتل الرحيم ” للبحث المخبري الفوري للحيوان المصاب.
- و قد يتوقف العلاج في حال ثبت أن الحيوان غير مصاب بداء الكلب.
- في حال صعوبة العثور أو القبض على الحيوان المصاب أو المشتبه به من أجل اختباره، فينبغي إكمال دورة كاملة من الإجراءات الوقائية.
و في الختام، نشير إلى ضرورة اتخاذ كافة التدابير الوقائية مهما كانت درجة التعرّض للإصابة.
اقرأ أيضًا :
كيفية التعامل مع مريض جنون العظمة
المراجع
- ↑ www.cdc.gov | What is rabies?
- ↑ www.mayoclinic.org | Causes of rabies
- ↑ www.mayoclinic.org | Symptoms of rabies
- ↑ www.cdc.gov | Rabies treatment