ماهو قانون الجذب و ما هو رأي الشريعة الإسلامية فيه؟

ماهو قانون الجذب و ما هو رأي الشريعة الإسلامية فيه؟

ازداد حدّة النقاش في الآونة الأخيرة بين الناس و خصوصًا بين الشباب و الفتيات حول موضوع الجذب، فماهو قانون الجذب ؟ و هل يا ترى هو حالة علمية مثبتة بالأدلة و البراهين ؟ ما هو موقف شريعة الإسلام منه ؟ و هل فعلًا نجح الأشخاص الذين قاموا بتطبيقه ؟ كل هذا و أكثر سنعرفه معًا في مقالنا اليوم فلا تفوّت فرصة قراءة هذا المقال الشيّق.

ماهو قانون الجذب The Law Of Attraction

ماهو قانون الجذب The Law Of Attraction

سنقوم بذكر تعريفين لقانون الجذب :

التعريف الأول : ” الاعتقاد بأنّ الكون يعمل على توفير و إنشاء ما يركّز عليه المرء بأفكاره “، حيث يعتقد الكثير من الناس بأنّ قانون الجذب هو قانون عالمي، و بحيث حتمًا ستكون نتائج الأفكار إيجابية، و ذات الأمر ينطبق على الأفكار السلبية و التي ستؤدي إلى نتائج سلبية دائمًا، و لكن هذا القانون يتعدى كونه يتخصص بما ذكر أعلاه، فمثلًا : عندما يفكّر الشخص بلامبورغيني حمراء فإنّه يعمل على جذب لامبورغيني حمراء [1]!!

التعريف الثاني : ” الإيمان الروحي للفكر الجيد بأنّ الأفكار السلبية أو الإيجابية تجلِب تجارب سلبية أو إيجابية في حياة الفرد “، و الاعتقاد بهذا القانون يقوم على فكرة أن الأفراد و أفكار الأفراد مصنوعة من ” الطاقة النقية “، و الطاقة النقية هي التي تجذب ما يفكّر به الفرد، فتتحسن صحتهم و تزيد ثروتهم و تكبر علاقاتهم العامة و الشخصية، و لكن بالطبع لا يوجد أي دليل علمي أو تجريبي يدعم قانون الجذب، و يعتبر من العلوم الزائفة!

كيفية تطبيق قانون الجذب

ماهو قانون الجذب The Law Of Attraction

على مستوى الوعي يعتبر تطبيق قانون الجذب أمرًا صعبًا نوعًا ما، بالرغم من أنّ النظرية تبدو سهلة التطبيق نظريًا أو نسبيًا، فهناك العديد من الأفكار المعيقة و السلبية في اللاوعي، حيث يمكن تغيير طريقة التفكير أو الأفكار و التخلّص منها، و من أجل جذب الرغبات يتم تطبيق قانون الجذب وفق الخطوات السبع التالية :

1- اتخاذ القرار

اتخاذ القرار يعني أن الأفكار أو الأهداف التي يريد الشخص جذبها لا يجب أن تكون أهداف أو أفكار عامة، إنّما واضحة و محددة و ذلك من أجل اتخاذ القرار بخصوصها.

2- الطلب

تبدأ عملية جذب الأفكار أو الأهداف من خلال تفريغها على الورق، أي كتابتها بصيغة المضارع مع ضرورة استخدام الضمير ” أنا “، فمثلًا : إذا أراد شخص ما أن يسافر إلى فرنسا من أجل أن يكمِل دراسة الماجستير، فعليه أن يفرِّغ تلك الفكرة يوميًا على ورقة : ” أنّا ممتَن لأنّي أعيش في فرنسا “، و ذلك يهدف إلى برمجة العقل الباطن و بالتالي تسنح له الفرصة العمل على تحقيق ذلك الهدف على أرض الواقع.

3- التخيّل

إحدى خطوات تطبيق قانون الجذب هو أن يتخيّل الفرد الأشياء التي يرغب بتحقيقها، و ذلك بسبب أنّ عملية التخيّل تعمل على إنشاء أو خلق مسارات عصبية جديدة في دماغ الفرد، و بالتالي لن يصبح هناك فجوة ما بين الواقع و الخيال، و تجدر الإشارة إلى أنّ نجاح هذه الخطوة يكمن بفعلها بانتظام، و ينصح استعانة الفرد بلوحة يتم تثبت الصور عليها المرتبطة بالهدف المطلوب أو المرجو تحقيقه و ذلك من أجل تسهيل عملية تصوّره.

4- الشعور

الشعور، ترتبط هذه الخطوة من خطوات تطبيق قانون الجذب بالخطوة السابقة ( التخيّل )، حيث نجاح عملية التخيّل يرتبط بتضمين المشاعر بجانبها، و ذلك من أجل منح عملية التخيّل الدافع و القوة لتحقيقها، فمن غير المشاعر ستكون عملية التخيّل صماء و فاشلة بجدارة، لِذا من المهم جدًا تضمين الشخص لحواسه الخمس عند التخيّل.

5- الامتنان

إنّ الامتنان يحسّن من حالة الفرد الشعورية، و هذا يجعله منسجمًا مع الكون و بالتالي إمكانية حصوله على ما يريد، فامتنان الشخص على أشيائه الموجودة يفتح له فرص الحصول على الأشياء التي يحبّها و يرغب بتحقيقها، و من أنجح الطرق التي يمكن اعتمادها لتطبيق فكرة الامتنان هي كتابة قائمة بجميع الأشياء التي يمتنّ الفرد لوجودها بحياته، مثل : الصحة و العائلة و البيت الآمن.

6- الإيمان

إنّ الإيمان بإمكانية تحقيق الأحلام و الطموحات من أهم خطوات تطبيق قانون الجذب، بحيث على التصديق أن يكون حقيقيًا.

7- الاستقبال

آخر خطوات قانون الجذب هي استقبال الشخص و استعداده لتحقيق أهدافه التي انتظرها و عمل على تحقيقها و هذه الخطوة لن تحصل إلا إذا تخلّى الشخص عن عدة أشياء في ماضيه، فإذا كان الشخص يهدف للدخول بعلاقة عاطفية جديدة، فعليه أن يترك العلاقات القديمة بقلب صادق و إذا كان الهدف مثلًا اكتساب عادة إيجابية جديدة فيجب أن يتخلّى عن عاداته القديمة و على هذا نقيس باقي الأهداف.

ماهو قانون الجذب في الحب

ماهو قانون الجذب The Law Of Attraction

لا يختلف مفهوم الجذب الفكري عن قانون الجذب في الحب، إنما هو أحد ما يتخصص به هذا القانون، حيث كثرت في الآونة الأخيرة تطبيق خطوات الجذب من أجل جلب شريك الحياة، و عمومًا يمكن لأي شخص أن يجذب شخصًا آخر باعتماد قانون الجذب و ذلك بإحدى المظاهر الآتية :

1- جذب شريك الحياة

حيث يركِّز الفرد على الصفات التي يتمنى أن تكون في شريك حياته، فعندما يركِّز على الصفات التي يرغب بها ستزداد فرصة وقوع الشخص بعلاقة حب مع شخص يحمل الصفات التي يحلم بها، و يقال : عند البحث عن شريك الحياة ابحث عنه في الأماكن التي تكون متواجد بها عادةً أي ضمن محيطك الاجتماعي و ذلك كون الفرص ستكون أكبر من الوقوع بعلاقة حب مع شخص غير قريب.

2- جذب العلاقة المثالية

يبدأ عمل قانون الجذب في الحب و غيره من خلال ما يعتقد الفرد، فإذا كان يعتقد أنه لن يجد الشخص المناسب فسيحصل هذا الأمر و لن يجده، و هنا تبدأ مخاوف الفرد بالظهور، لذا على الفرد أن يعي أفكاره و معتقداته و يدرك طبيعة العلاقة التي يبحث عنها، مع التركيز على المشاعر الإيجابية و بالتالي الحصول على علاقة صحية و ناجحة.

3- جذب المشاعر

قد يتمحور تفكير و تركيز الفرد حول الحصول على الحب الحقيقي و مشاعر الحب الصادقة و ذلك بتطبيق قانون الجذب بدلًا من التركيز على فرد معين بعينه، فقد يمتلك هذا الفرد بعضًا من الصفات المرغوبة و لكنه لا يخبئ بقلبه مشاعر الحب لك، لذا عليك أن تستخدم طاقتك القوية و مشاعرك من أجل البحث عن مشاعر المودّة و الفرح و الثقة في أشخاص يبادلونك نفس المشاعر التي تبادلهم إياها، فانظر للأمور من حولك بنظرة مليئة بالتفاؤل و الإيجابية و بادل مشاعرك الصادقة مع شخص يستحقها و يبادلك مثل ما تبادله!!

حكم قانون الجذب في الشريعة الإسلامية

بعد إجابتنا المفصّلة عن ماهو قانون الجذب سنذكر حكم الإسلام له، و الحقيقة هي يتعارض قانون الجذب مع الشريعة الإسلامية و ذلك كونه يمتلك جذور عقائدية فاسدة، فهو يتعارض مع إيمان المسلم بقضاء الله و قدره، حيث اشترط لتطبيق هذا القانون ما يلي :

  • وضع المتبع للقانون نصب عينيه أن ما يتمنى تحقيقه قد حصل فعلاً.
  • كتابة المتبع للقانون ما يريد و يتمنى حصوله بصيغة الحاضر واحد و عشرين مرة يوميًا و لمدة أربعة عشر يومًا.

حسن الظن بالله هل نفسه قانون الجذب

إن الله عز و جلّ أمرنا أن نحسِن الظن به، إنْ ظننّا خيرًا فلنا و إنْ ظننّا شرًا فلنا، و الدليل في الحديث القدسي : ” عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : قال الله تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، إن ظنّ خيرًا فله و إن ظنّ شرًا فله “.
فلا يغرّنا تلك البِدَع التي دخلت دين الإسلام من أجل أن تزعزع إيمان المسلم بقلبه فلا يؤمن حق الإيمان بربه و يغدو يائسًا قانطًا من رحمة الله. كما تجدر الإشارة إلى أنّ بالرغم من اتفاق العلماء المعاصرين على تعارض قانون الجذب مع الشريعة الإسلامية إلّا أننا نعلم بأنّ دين الإسلام هو دين التفاؤل، فقد كان حسن الظن و الإيجابية من أوصاف خير الأنبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و آله وسلم، و في هذا الصدد سنذكر قصة المشركين الذين كانوا يطاردون النبي و صاحبه أبو بكر، فلم يخاف النبي و ترك مجالًا للتردد أن يتسلل إلى قلبه، إذ قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه : ” كنتُ مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم في الغار، فرأيتُ آثار المشركين، قلتُ : يا رسول الله، لو نظر أحدهم أسفل نعليه لأبصرنا، قال : ما ظنّك باثنين الله ثالثهما ”
فالتفاؤل و نشر الإيجابية هو منهج الإسلام و الأنبياء فلا بأس أن ينتهج المرء التفاؤل في حياته و لكن من غير أن يعتقد بأفكار تخالف دين الإسلام الحنيف.

و في الختام، على المرء ألّا يصدِّق ما ينافي العقل و المنطق، فقانون الجذب ما هو إلّا أفكار مبتدعة ضمن العلوم الزائفة.

اقرأ أيضًا :

حجر لازورد Lapis lazuli | فوائده الروحانية والعلاجية وسعره

المراجع

  1. www.verywellmind.com | The Law Of Attraction
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.