ما الذي يغير الرسوبيات إلى صخر رسوبي، هو سؤال يحتاج إلى إجابة مفصّلة عن العوامل التي تساهم في تشكّل الصخور الرسوبية، و من ثم الحديث عن أنواع الصخور الرسوبية. و كل هذا سنتعرف عليه في هذا المقال العلمي.
ما الذي يغير الرسوبيات إلى صخر رسوبي؟
الجواب الذي يختصر كل ما سيتم شرحه الآن لسؤال ” ما الذي يغير الرسوبيات إلى صخر رسوبي ” هو :
” التراصّ و التماسك “ [1].
و فيما يلي سنتحدَّث عن مراحل تشكّل الصخور الرسوبية أو عوامل تكوينها :
1- عمليات التجوية Weathering
يقصد بعمليات التجوية التي تساهم بتغيير الرسوبيات إلى صخر رسوبي، بأنهّا مجموعة عمليات التحلّل الكيميائي و التفكك الفيزيائي، و التي تحدث عندما تتعرض الصخور المتواجدة على سطح الأرض للغلاف المائي و الغلاف الجوي [2]. و ذلك وفقًا لنوعي التجوية كالتالي :
- تجوية فيزيائية : و التي تعرف أيضًا بالتجوية الميكانيكية، و التي تؤدي إلى تفتيت الصخور دون تغيّر في مكوناتها المعدنية أو الكيميائية.
- تجوية كيميائية : حيث تتحلّل المعادن التي تدخل في تكوين الصخور، مكوِّنةً بذلك معادن أخرى.
2- عمليات التعرية و النقل Erosion And Transportation
حيث تعد كلٍّ من عمليتي التعرية و النقل عمليتين تساهمان في ” ما الذي يغير الرسوبيات إلى صخر رسوبي “، و هما عمليتان منفصلتان و لكنهما مرتبطتان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، فعملية التعرية تمثِّل الحركات الأولية للفتات الصخري، بينما عملية النقل تتم عبر مسافات أطول و أكبر، و من أهم العوامل التي تساهم في إتمام عمليتي التعرية و النقل : تأثير الجاذبية الأرضية، و المياه أو الرياح.
3- عملية الترسيب Deposition
عملية الترسيب عملية مهمّة جدًا، كونها تمثِّل استقرار الفتات الصخري الذي تمَّ نقله، و ذلك كون الوسط الذي يحمل هذه الفتات تغدو سرعته قليلة، مِمّا يجعله في ظرف غير قادر على أن يحمل الفتات الصخري، و كما تعكس المواد التي ترسَّبت طاقة الوسط الذي يحمل هذه المواد.
4- عملية التصلّب Lithification
إحدى العوامل التي تساهم في جواب السؤال ” ما الذي يغير الرسوبيات إلى صخر رسوبي “، هي عملية التصلّب و التي تمثِّل تحجّر الرواسب، حيث تتحول الرسوبيات و الفتات الصخري إلى صخر صلب، من خلال ضغط الرمل و الطين و الرواسب الأخرى ببطء، و التي تسمّى بعملية الرص، حيث يتم فيها أيضًا التقليل من حجم الفراغات التي تكون موجودة بين الرسوبيات، أي ازدياد في وزن الطبقات الرسوبية. لتأتي بعد عملية الرص عملية التماسك و التي تجعل الفتات الصخري أكثر تلاحمًا ليشكِّل بذلك كتلة صخرية واحدة.
أنواع الصخور الرسوبية
بعد أن أجبنا مفصّلًا عن السؤال ” ما الذي يغير الرسوبيات إلى صخر رسوبي “، سنتطرق إلى الحديث عن أنواع الصخور الرسوبية و التي تقسم إلى ثلاثة أنواع أساسية وفق الآتي :
1- الصخور الرسوبية الكيمائية Chemical Sedimentary Rocks
- تتشكَّل هذه الصخور بفعل تبخّر المياه الموجودة في الأراضي الصحراوية، لتخلِّف وراءها معادن ذائبة التي تتصلَّب فيما بَعد.
2- الصخور الرسوبية العضوية Organic Sedimentary Rocks
- يتشكّل هذا النوع من الصخور الرسوبية، بفعل تَرَسّب البقايا الحيوانية و النباتية، مثل : عِظام الكائنات التي تحتوي أملاح الكالسيوم، و التي تتصلّب لاحقًا مع مرور الزمن.
3- الصخور الرسوبية الفتاتية
- تتكون الصخور الرسوبية الفتاتية من تآكل ثم تراكم شظايا أنواع الصخور أو الرواسب الأخرى، و التي تكون على نوعين : عضوية و غير عضوية، العضوية هي التي تتكّون من تحلّل أجزاء الحيوانات و النباتات في الأرض، حيث تتشكّل مادة بيولوجية يتم انضغاطها لتصبح صخورًا فيما بعد، مثل : الفحم الذي هو عبارة عن صخر رسوبي تكوّن بفعل تحلّل النباتات التي تم انضغاطها على مدار سنوات طِوال.
- و أمّا الغير عضوية منها، فتتشكّل من قِطَع من الصخور المكسورة، و ليس من الكائنات الحية، مثل : الحجر الرملي الذي يتشكَّل من طبقات رواسب رملية يتم انضغاطها و من ثم تحويلها إلى كتَل حجرية، مثل : الدياتوميت.
أمثلة عن الصخور الرسوبية
” ما الذي يغير الرسوبيات إلى صخر رسوبي ” هو سؤال يحتاج إلى إجابة عن أمثلة هذه الصخور ليتضِّح أكثر مفهوم آلية التشكِّل.
1- الطباشير
- الطباشير هو من أنواع الحجر الجيري، الذي تكوَّنَ نتيجة قذائف كربونات الكالسيوم للكائنات البحرية.
- و من أهم خصائصه : قابليته للتفتيت، طريٌّ غير قاسي، و يتدفَّق بقوة عندما يتم لمس حمض الهيدروكلوريك له، كونه حجر مسامي جدًا.
- و من ثم فإنه يعدّ خزّان جيد للغاز الطبيعي و النفط.
2- الدولوميت
- هي عبارة عن صخرة رسوبية من النوع الكيميائي، تشبه الحجر الجيري إلى حدٍّ كبير.
- تتشكَّل عندما يتم تعديل الجير أو طين الحجر الجيري، من خلال المياه الجوفية الغنية بمعدن الماغنيسيوم.
3- ملح الصخور
- هي عبارة عن صخور رسوبية كيميائية تتشكَّل من تبخَر مياه البحيرات المالِحة و مياه المحطيات.
- ثم إنها تعرَف باسم ” الهاليت “، التي تتواجد بشكل نادر جدًا على كوكب الأرض، باستثناء المناطق الجافّة جدًا.
- غالب الأحيان ما يتم تعدين هذا النوع من الصخور الرسوبية في الصناعات الكيميائية، أو حتى يمكن معالجته لأجل استعماله كتوابل للطعام.
- فالذي يغير الرسوبيات إلى صخر رسوبي، مثل ملح الصخور أحد العوامل التي ذكرناها مسبقًا.
4- الدياتومايت
- تتشكَّل هذه الصخرة الرسوبية من بقايا الهياكل العظمية للدياتومايت، و الدياتومايت هي عبارة عن طحالب صغيرة الحجم وحيدة الخلية.
- بحيث يتم سحق هذه الطحالب لمسحوق ناعم يعرف باسم ” التراب الدياتومي “.
- و من خصائص هذا المسحوق الترابي الدياتومي : خفيف الوزن، مسامي، و خامل نسبيًا، و حجمه الجزيئي صغير نوعًا ما و مساحة سطحة كبيرة، و امتلاكه لهذه الخصائص جعلته وسيطًا مناسبًا لعملية الترشيح.
5- الحجر الجيري
- هي عبارة عن صخرة تتألف من كربونات الكالسيوم.
- بحيث يمكن تكوين هذا الحجر بشكل عضوي من تراكم الطحالب و القواقع و الشِعاب المرجانية.
- و أمّا تشكيله كيميائيًا فيتم من خلال ترسيب كربونات الكالسيوم في مياه المحيطات و البحيرات.
- ثم إنّ الحجر الجيري يستخدم في إنتاج الاسمنت و من ثم معادلة الأحماض.
- و هو من الأنواع التي تنتج عن ” ما الذي يغير الرسوبيات إلى صخر رسوبي “.
6- الحجر الصوّان
- هو عبرة عن صخرة رسوبية كيميائية و صلبة، و هو من أشكال الكوارتز الجريزوفولفين، و الذي يسمّيه علماء الجيولوجيا باسم ” تشيرت “.
- غالبًا ما يتكوَّن الحجر الصوّان مثل العقيدات في الصخور الرسوبية، مثل : الطباشير و الحجر الجيري البحري.
7- الزيت الصخري
- هي صخرة تمتلك كميات كبيرة من المواد العضوية، ما يقارب ثلث هذا النوع من الصخور مواد صلبة عضوية.
- يتم استخلاص و استخراج الهيدروكربونات الغازية و السائلة من الصخر الزيتي، مع تسخينه قبل ذلك أو يتم معالجتها بما يسمّى بالمذيبات.
- ثم إنه يعتبر أقل كفاءة من تلك الصخور التي يستخلص منها النفط و الغاز.
- و لكن الآليات المستخدمة في استخراج الهيدروكربون، تنشر انبعاثات خطيرة جدًا على البيئة.
و إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي أجبنا فيه عن السؤال العلمي ” ما الذي يغير الرسوبيات إلى صخر رسوبي “، و انتقلنا بعدها في حديثنا إلى أنواع الصخور الرسوبية مع بعض أمثلة عنها.
اقرأ أيضًا :
تعرف على الفرق بين الذهب والذهب المطلي
المراجع
- ↑ www.britannica.com | SEDIMENTARY ROCK
- ↑ www.ar.wikipedia.org | Weathering