تعتبر الشكايات الفطرية التي تطال الفم، إحدى أكثر الأمراض شيوعاً، لا سيما القلاع الذي يصيب الكثير من الفئات العمرية، و خاصةً الأطفال، ليكون على شكل اندفاعات قطنية الملمس، بيضاء اللون، تسبب بعضاً من الآلام، و على الرغم من شيوع هذه الشكاية إلا أنّها قد تسبب القلق لدى البعض، نحن بدورنا سنعمل من خلال هذا المقال على تبديد هذه المخاوف، من خلال شرح ما هو مرض القلاع، و ما هي أعراضه، و أسبابه، و التدابير العلاجية المتخذة بحقه، مع ذكر سبل الوقاية منه، فتابع المقال حتى النهاية لتحيط علماً بكل هذه التفاصيل.
ما هو مرض القلاع؟
يشار إلى مرض القلاع بالعديد من الأسماء ليس أخرها، داء المبيضات البيض الفموي أو المبيضات البيض الفموي البلعومي، أو الحمو، و بالعموم هذه الأسماء تشير إلى مرض فطري يطال الأغشية المخاطية للفم، لا سيما الخدين و اللسان، و تكون هذه الشكاية على شكل اندفاعات بيضاء مائلة إلى الصفرة، و قد تكون محاطة بهالة حمراء، هذا و تتهم فطور المبيضات البيض بالتسبب بهذه الشكاية، و عليه تكون الإصابة غير خطيرة و بسيطة، و يمكن أن تشفى عفوياً، كما يمكن تسريع وتيرة الشفاء من خلال المضادات الفطرية الموضعية أو الجهازية [1] .
و بالحديث عن أبرز الفئات العمرية المعرضة لمثل هذه الشكاية، فهي فئة الرضع، و الأطفال، و كبار السن، فضلاً عن الأشخاص مضعفي المناعة، و عند هذه الفئة الأخيرة(مضعفي المناعة) من الممكن أن يمثل مرض القلاع خطورة لديهم، لاحتمالية أن يمتد إلى باقي أجزاء الجهاز الهضمي.
أنواع مرض القلاع
لا يكون مرض الحمو على شكل واحد، بل إنّه يتفرع إلى ثلاث أنواع، و هي:
- الغشاء الكاذب، و هو الأكثر شيوعاً.
- القلاع الحماموي، في هذا النوع تأخذ الاندفاعات الفطرية لوناً أحمر بدلاً من الأبيض.
- القلاع مفرط التنسج، و يشار إلى هذا النوع بأسماء أخرى، ليس أخرها مرض المبيضات البيض العقدي، أو المبيضات الشبيه بالبلاك، وهو النوع الأقل شيوعاً، بسبب أنّه عادةً ما يصيب مرضى الإيدز.
هل يعتبر داء المبيضات البيض الفموي معدي؟
على الرغم من إمكانية انتقال الفطريات المتهمة بإحداث هذا المرض، من شخص إلى أخر، إلا أنّه نادراً ما يتسبب هذا الانتقال من تظاهر المرض، و بالحديث عن طرق انتقال الفطريات فهي تكون من خلال ما يلي:
- التقبيل.
- الجنس الفموي.
- الرضاعة الطبيعية( من الممكن أن تنتقل الفطريات من فم الرضيع إلى ثدي الأم، و بالتالي ظهور بعض الأعراض من مثل تشقق حلمة الثدي، و حكة، و ظهور قشور حولة الحلمة، و آلام في منطقة الثدي لا سيما في وقت الرضاعة)
ما هي أسباب القلاع الفموي؟
تعتبر المبيضات البيض(الفطور المتهمة بإحداث مرض القلاع)، متعايشة بشكل طبيعي في الفم، بالإضافة إلى أماكن أخرى من الجهاز الهضمي، فضلاً عن تواجدها بشكل طبيعي على سطح الجلد، و على الرغم من تعايش هذه الفطور بشكل طبيعي في هذه الأماكن ضمن نسب محددة، إلا أنّه من الممكن في حال ضعف المناعة، أن يحدث خلل في تموضع هذه الفطريات، و بالتالي نموها بشكل زائد، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور مرض القلاع، و من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بهذه الشكاية نذكر [2] :
- مرض السكري.
- السرطانات.
- الإيدز.
- جفاف الفم.
- التدخين.
- سوء التغذية.
- العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
- المبالغة في استخدام غسول الفم.
الجدير بالذكر أنّ كل العوامل السابقة، تصب في إطار إضعاف الجهاز المناعي، الأمر الذي من شأنه أن يعطي الفرصة للفطور بالنمو الزائد، و الخروج عن نسبها الطبيعية.
أعراض القلاع الفموي
بعد أن كنا قد تحدثنا عن ما هو مرض القلاع، و عن أسبابه، حري بنا أن ننوه إلى احتمالية ألا تترافق الإصابة بأي أعراض خاصة في مراحلها المبكرة، أما في حال تفاقم الشكاية، فإنّه من الممكن أن يعاني المريض من الأعراض التالية [3] :
- ظهور بقع بيضاء مندفعة إلى الخارج على مناطق متفرقة من جوف الفم، لاسيما على الخدين من الداخل، و على اللسان، و اللوزتين، و اللثة، و الشفاه.
- من الممكن أن تتحد هذه البقع مع بعضها لتشكل ما يسمى اللويحة.
- تأخذ هذه البقع البيضاء شكل الجبن المقرمش أو القطن.
- تورم و انتفاخ الغشاء المخاطي للفم.
- قد يعاني بعض المرضى من نزوف بسيطة.
- الإحساس بالألم و الحرقة.
- تشقق زاويتي الفم.
- من الممكن أن يتحسس المريض طعم سيء في الفم.
- في حال انتشار القلاع على كامل سطح اللسان، من الممكن أن تتأثر الحليمات الذوقية، و بالتالي خسارة حاسة التذوق.
- التهاب اللثة.
- في بعض الحالات الشديدة، من الممكن أن تمتد الإصابة حتى المري، و بالتالي يواجه المريض هنا صعوبة في البلع، بالإضافة إلى الترفع الحروري، و شعور بأن الطعام عالق في المري.
مضاعفات مرض القلاع
نادراً ما يتسبب مرض القلاع أي مضاعفات عند الشخص سوي المناعة، إلا أنّه في بعض الحالات الشديدة من الممكن أن تمتد الإصابة إلى المري.
و بالحديث عن الأشخاص مضعفي المناعة، و في حال عدم تلقي العلاج المناسب، من الممكن أيضاً أن يحدث ما يسمى داء المبيضات الغازي، الذي يوصف بتسلل الفطريات إلى المجرى الدموي، و منها إلى الأعضاء الحيوي، من مثل القلب، و الدماغ، مع ما لهذا من مضاعفات خطيرة تتمثل بالإضرار بعمل هذه الأعضاء، مع مخاطر حدوث صدمة إنتانية.
طرق التشخيص المتبعة لمرض الحمو الفموي
يعتبر تشخيص مرض القلاع الفموي في غاية السهولة. من خلال المظاهر السريرية، و رؤية الاندفاعات البيضاء على سطح اللسان، و من الممكن للطبيب في حالة الاشتباه بماهية الإصابة، أن يلجأ إلى أخذ مسحة من اللسان كخزعة ترسل إلى مختبرات التحليل، لتقصي نوعية الفطريات.
كما أن الطبيب في حالة الاشتباه بامتداد الإصابة إلى المري، من الممكن أن يذهب لأخذ مسحة قطنية من الحلق، أو أن يعمل على إجراء تنظير هضمي، فضلاً عن إمكانية إجراء صورة بالأشعة السينية.
علاج مرض القلاع
يمكن تسريع وتيرة التشافي بمرض القلاع الفموي، من خلال صرف بعض مضادات الفطور التي تتراوح مدة التداوي حتى أسبوعين، علماً أن مثل هذه الإجراءات الطبية تكون ضرورية في حالة مضعفي المناعية. و من هذه العلاجات نذكر:
- حبوب الفلوكونازول.
- حبوب الكلوتريمازول.
- غسول النيتساتين (يتوفر على شكل نقط للأطفال الرضع).
- حبوب الايتراكونازول.
- الأمفوتريسين(في الحالات الشديدة).
- مكملات البروبيوتيك.
- غسول الماء و الملح.
- غسول الماء و خل التفاح.
- في حال تكرار الإصابة، من الممكن لتناول الزبادي غير المحلى أن يحد منها.
طرق الوقاية من مرض القلاع
ترتكز طرق الوقاية من مرض القلاع على دعم صحة الجهاز المناعي، و العناية بنظافة الفم، و من سبل الوقاية نذكر [4] :
- ممارسة الرياضة بانتظام، لكونها تعمل على تدعيم عمل الجاهز المناعي.
- مراعاة أن يكون النظام الغذائي المتبع صحي.
- المداومة على تنظيف الأسنان بصورة منتظمة، و لمريتن في اليوم على الأقل.
- الحرص على تنظيف الأسنان من بقايا الطعام العالقة بين الأسنان، من خلال استخدام خيط الأسنان.
- الحرص على شرب الماء بانتظام و بكميات جيدة، بسبب أن مثل هذه الإجراء يمنع من جفاف الفم.
- في حال استخدام بخاخات الكورتيكوستيروئيدية، يتوجب شطف الفم بالماء عقب كل استخدام.
- الابتعاد عن الأطعمة و المشروبات التي تشتمل على السكريات.
- في حال ارتداء طقم الأسنان، فإنه يجب إزالته قبل الخلود إلى النوم، مع الحرص عل تنظيفه بشكل دوري.
- ضبط سكر الدم.
اقرأ أيضاً:
الدليل الشامل لعلاج القلاع عند الرضع
المراجع
- ↑ What is thrush? | www.my.clevelandclinic.org
- ↑ Everything You Need to Know About Oral Thrush | www.healthline.com
- ↑ What Is Oral Thrush? | www.webmd.com
- ↑ Oral thrush | www.mayoclinic.org