هل مرض داء القطط خطير ؟! إليك رأي الطب بذلك

هل مرض داء القطط خطير ؟! إليك رأي الطب بذلك

كثيراً ما نسمع بأنّ امرأة حامل قد تعرضت للإجهاض، أو انجبت مولداً مشوهاً، و ذلك نتيجة إصابتها بمرض داء القطط، فما هو هذا المرض، و ما علاقته بالقطط، و ما هي أبرز أعراضه، و مضاعفاته، و هل من سبيل لعلاجه، و الوقاية منه، كل هذا و أكثر سنضمن الإجابة عنه في السطور التالية، فتابعي قراءة المقال حتى النهاية.

ما هو مرض داء القطط؟

مرض داء القطط

داء القطط أو داء المقوسات مرض طفيلي، ينتج عن الإصابة بطفيلي وحيد الخلية يسمى بالمقوسة الغوندية. و الأخير يتواجد بكثرة في براز القطط (من هنا جاءت تسميته بداء القطط)، كما أنّ الطفيلي من الممكن أن يتواجد في اللحم الغير مطبوخ جيداً، لا سيما لحم الغزال و لحم الضأن.

لدى متابعة السيرة المرضية لحاملي هذا الطفيلي، نجد أن الكثير من هؤلاء لا يبدون أية أعراض، و على النقيض من ذلك نجد أنّ الأشخاص الذين يعانون مسبقاً من ضعف مناعي يبدون أعراض شديدة، تشي بحملهم لهذا الطفيلي، هذا و يكثر الحديث عن خطورة هذا المرض في إطار تسببه بتشوهات كبيرة للأجنة، في حال كانت الأم الحامل مصابة به [1] .

أسباب مرض داء القطط

يمكن حصر الإصابة بداء القطط، نتيجة انتقال طفيلي المقوسة الغوندية أو ما يسمى أيضاً باسم التوكسوبلازما إلى الإنسان. و غالباً ما يكون الاحتكاك و التماس المباشر مع القطط هو السبب وراء هذه العدوى، على اعتبار أنّ القطط هي العائل الوحيد لهذا الطفيلي، هذا و على الرغم من عدم ابداء القطط الحاملة للتوكسوبلازما لأية أعراض تثير الشكوك من حولها، إلا أنّها تبقى قادرة على طرح بيوض هذا الطفيلي مع البراز الخاص بها، و هنا نشير إلى أن هذا الطفيلي في الغالب يتواجد لدى القطط البرية، حيث أنّ القطط المنزلية التي يمنع اختلاطها مع حيوانات أخرى، من النادر أن تكون حاملة له، تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الإحصائيات تبين أنّ نسبة انتشار هذا المرض تكون في أعلى معدلاتها في البلدان ذات الجو الحار، بسبب أن بيوض الطفيلي المنطرحة مع البراز تكون قادرة على الصمود لأطول فترة ممكنة في الأجواء الحارة تحديداً.

و بالحديث عن السبل التي تنتهي بوصول هذا الطفيلي إلى الإنسان، فهي تكون عن واحدة مما يلي [2] :

أولاً: انتقال الطفيلي من القطط إلى الإنسان

أولى الطرق التي من الممكن أن تفضي إلى وصول طفيلي التوكسوبلازما للإنسان هو الاحتكاك مع القطط المصابة، بسبب أن القطط الحاملة للعدوى تكون قادرة على طرح ملايين البيوض الخاص بطفيلي المقوسات مع برازها، و ذلك على مدى 3 أسابيع اعتباراً من تاريخ إصابتها، و ما يزيد الأمر خطورة أن بيوض هذا الطفيلي من الممكن أن تبقى حية في البيئة الخارجية، سواء في التربة أو المياه الملوثة بالبراز.

ثانياً: انتقال الطفيلي عبر الغذاء الملوث

ثاني الطرق التي من الممكن أن تنتهي بوصول طفيلي المقوسات إلى الإنسان، هو بلع هذا الطفيلي، إذ من الممكن أن يتكاثر الطفيلي في اللحم النيئ، و بالتالي إن تناول هذه اللحوم دون طبخها بشكل جيد من الممكن أن يشكل سبيلاً لوصول العدوى للإنسان، أضف إلى ذلك أنّه من الممكن أيضاً أن تصل العدوى بسبب تناول الفواكه أو الخضروات الملوثة، أو نتيجة شرب الماء الملوث ببراز القطط المصابة بالداء.

و هنا تجب الإشارة إلى أنّ الطفيلي يصل إلى هذا اللحم، عن طريق تغذي الحيوانات من غزلان، و أغنام، و غيرها، على الأعشاب الملوثة بفضلات القطط المصابة، حيث أنها و لدى ابتلاعها لبيوض التوكسوبلازما، تتطور هذه البيوض و تنضج إلى حين أن تنتج طفيليات تحيط نفسها بكيسات داخل أنسجة الحيوان، هذا و على الرغم من قابلية كل الحيوانات للإصابة بداء المقوسات، إلا أنّ عملية طرح بيوض هذا الطفيلي مع البراز تبقى من نصيب القطط فقط.

ثالثاً: انتقال طفيلي داء القطط من إنسان مصاب إلى أخر سليم

على الرغم من عدم قدرة الطفيلي على الانتقال من شخص مصاب إلى أخر سليم، إلا أنّ هذه الاحتمالية تبقى واردة في حالة واحدة، و هي من الأم الحامل إلى الجنين، و إنّ لهذا أثار خطيرة جداً على صحة الجينين، لذلك نجد أن الأطباء يشددون على الحامل بضرورة الابتعاد عن تربية القطط أو ملامستها خلال فترة الحمل.

رابعاً: طرق أخرى

يمكن القول بأن طرق انتقال عدوى مرض داء القطط التالية تكون نادرة، و مع ذلك تبقى واردة الحدوث، و منها نذكر:

  • نقل دم شخص مصاب إلى أخر سليم.
  • نقل الأعضاء.
  • ملامسة دم شخص مصاب.

أعراض داء المقوسات

في الأعم الغالب لا يبدي المصابون بمرض داء القطط أية أعراض وصفية، و فيما إذا أبدى البعض بعضاً من الأعراض، فهي لا تتعدى عن كونها علامات تشابه إلى حد بعيد الأعراض التي تأتي في سياق الإصابة بالإنفلونزا، إلا أنّه هنا من المحتمل أن تبقى هذه الأعراض قيد التظاهر على مدى شهر، و من ثم تنحسر بمفردها، و من هذه الأعراض نذكر [2] :

  • الترفع الحروري.
  • التعب و الإنهاك و الآلام العضلية المعممة.
  • صداع.
  • تورم الغدد اللمفاوية في منطقة الرقبة.
  • التهاب البلعوم و الحنجرة.

هذا و عادةً ما تشكل طفيليات المقوسات كيسات داخل الأنسجة، لا سيما في العضلات، و القلب، و الدماغ، و العينين، و تبقى كامنة دونما أن تتسبب بأية أعراض، و في حال حدث و أن ضعفت مناعة الشخص لسبب ما، فإنها تذهب لأن تبدي الأعراض التالية:

  • التهاب الدماغ، كأن يحدث ضعف في جانب واحد من الجسم – تلعثم في الكلام – تشوش في الرؤية – هذيان – هلوسة.
  • ترفع حروري، و قشعريرة، و طفح جلدي، إضافة إلى عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي. و تحدث مثل هذه الأعراض في حال كان الطفيلي قد سجل انتشار كبير في أعضاء الجسم.
  • في حال عانى الشخص من ضعف كبير في الجهاز المناعي، فمن الممكن أن تتطور هذه الأعراض إلى حد الإصابة ب:
    • التهاب رئوي حاد.
    • فشل كبدي.
    • التهاب عضلة القلب.

أما بالنسبة للأطفال الذين يولدون لأم مصابة بداء القطط، فإنه من الممكن أن تكون لديهم حدة الإصابة شديدة لدرجة أن يموتون بعد مدة وجيزة من الولادة، كما أنّه من الممكن لبعض الأطفال ألا يعانوا من أية أعراض بدايةً و من ثم بعد شهر إلى سنة تتظاهر عليهم جملة من الأعراض، وعموماً فإنّ أعراض مرض داء القطط الخلقي تشتمل على ما يلي:

  • الاختلاجات.
  • اليرقان.
  • تضخم الكبد و الطحال.
  • طفح جلدي.
  • استسقاء الرأس، و في أحيان أخرى صغر الرأس.
  • إعاقة فكرية.
  • التهاب الشبكية و المشيمية في العين.
  • تشوش الرؤية.
  • الدماع.
  • فقدان الرؤية.

تشخيص مرض داء القطط

لا يمكن الاعتماد على الأعراض و العلامات في التوصل إلى قرار بشأن الإصابة بمرض داء القطط، لتبقى الاختبارات المصلية التي تعمل على تقصي الغلوبولين المناعي G( ضد يعمل الجسم على تطويره لدى التعرض لأي مستضد، ليبقى في الجسم كخط دفاعي في وجه أي إصابة لاحقة) صاحبة القرار الفصل بشأن الإصابة.

و نظراً للمضاعفات التي من الممكن أن تتطور عن إصابة الأم الحامل بمرض داء القطط، و بالتالي يكون من الضرورة تقصي الغلوبولين المناعي M، الذي يشي بوجود عدوى نشطة، و في حال ثبت ذلك، فإن الطبيب يعمل على إجراء المزيد من الاختبارات في سياق معرفة وصول الإصابة إلى الجنين من عدمها، كأن يعمل على اختبار السائل الامنيوسي و دم الجنين، و من الممكن أن يلجأ إلى التصوير بالأشعة فوق الصوتية.

مضاعفات مرض المقوسات

تأتي خطورة الإصابة بمرض داء القطط، نظراً لحجم المضاعفات المرتقبة في حالة ضعف المناعة، علاوةً على العقابيل الكبيرة التي من الممكن أن تتربت على الجنين في حال إصابة الأم الحامل بعدوى نشطة، و من هذ المضاعفات نذكر:

  • مضاعفات قلبية (التهاب القلب و فشله)
  • مضاعفات رئوية (التهاب رئوي حاد، في حال ضعف المناعة)
  • مضاعفات على مستوى الكبد.
  • مضاعفات عينية تصل إلى حد العمى.
  • مضاعفات دماغية، و بالتالي  نوبات صرع – اختلاجات – تخلف عقلي

هل يمكن علاج مرض داء القطط؟

يعتمد البرتوكول العلاجي على حالة المريض الصحية، و على مدى فوعة المرض، إذ أن الحاجة إلى العلاج و نوعية الأدوية المختارة تختلف بين شخص و آخر، و فيما يلي سنعمل على ذكر الخيارات الدوائية التي يوصي بها الأطباء عادةً [3] :

أولاً: المصابون لا عرضيون

غالباً لا يحتاج الشخص الحامل لطفيلي مرض داء القطط، إلى أي علاج طالما لم يبدي أعراض، و حتى و إن ابدى أعراض خفيفة، فغالباً سوف تنحسر دون تدخل علاجي.

ثانياً: المصابون العرضيون

في حال تطورت العدوى و أصبحت شديدة نتيجة ضعف المناعة مثلاً. فهنا يكون لا بد من تدخل دوائي عبر البيريميثامين + السلفاديازين + حمض الفولينيك.

ثالثاً: الحوامل 

في حال تعرضت المرأة الحامل لإصابة بالمقوسة الغوندية فإنها تكون بحاجة إلى إشراف طبي كبير. بغية انتقاء العلاج الأنجع لحالتها، و ذلك بناء على وصول الطفيلي للجنين من عدمه، و على تاريخ حدوث الإصابة، إذ أنّه يمنع في مثل هذه الحالة إعطاء دواء البيريميثامين خلال الأشهر الثلاث الأولى، بسبب أنّ له الكثير من الأثار المشوهة للأجنة، و من الممكن عندها الإستعانة بالسبيرامايسين، الذي يعمل بصورة  فعالة على منع تفاقم انتشار الكيسات في الأعضاء.

رابعاً: حديثي الولادة 

في حالة الأطفال المصابين بمرض داء القطط الخلقي، فإنه يتم إعطاءهم البيريميثامين و السلفاديازين و اللوكوفرين على مدى عام بعد الولادة.

كيف يمكن الوقاية من مرض داء القطط؟

للوقاية من مرض داء القطط، يمكن اتباع النصائح التالية:

  • طبخ اللحوم بشكل جيد.
  • غسل الأيدي قبل تناول الطعام.
  • غسل الخضروات و الفواكه بشكل جيد قبل تناولها.
  • لبس القفازات حال التعامل مع القطط أو التربة.
  • يتوجب على المرأة الحامل تجنب الاحتكاك مع القطط.
  • غسل اليدين بعد التعامل مع القطط، أو بعد تنظيف صناديق فضلاتها.
  • غسل الأواني و ألواح التقطيع بعد استخدامها لتحضر اللحوم.
  • تجنب شرب الماء غير المعالج.
  • تجنب شرب الحليب غير المبستر.

 

اقرأ أيضاً:

ما هو داء المشعرات | مرض البينغ بونغ ورأي الطب فيه

المراجع

  1. Parasites – Toxoplasmosis (Toxoplasma infection) | www.cdc.gov
  2. Toxoplasmosis: Symptoms, Treatment, and Diagnosis | www.healthline.com
  3. Toxoplasmosis | www.health.harvard.edu
205 مشاهدة

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.