لقد تمكن العلماء منذ سنوات كثيرة من ملاحظة بعض الحقائق المدهشة عن جسم الإنسان. ومن أبرز هذه الحقائق هي أن أغلب البشر تمتلك بصمات أصابع مميزة خاصة بها، وهناك احتمال ضئيل جداً لوجود شخصين يمتلكان نفس بصمات الأصابع. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ العلماء أيضاً أن كل إنسان يمتلك مميزات وخواص صوتية فريدة به. بالتالي يمكن استخدام هذه المعايير الحيوية الفريدة في مجال الأمن والحماية بطرق مختلفة. وخلال سطور مقال اليوم سوف نقوم بالإجابة على السؤال “من هو مكتشف بصمة الصوت”، كما أننا سنذكر لك أيضاً بعض المعلومات المهمة والمميزة عن هذا الموضوع. تابع معنا القراءة في حال كنت متشوقاً لسماع المزيد عنه.
ما هي البصمة الصوتية
يتم تعريف البصمة الصوتية أو بصمة الصوت (Voiceprint) على أنها الميزات والخصائص الصوتية لفرد أو شخص ما. حيث لاحظ العلماء منذ وقت طويل أن كل إنسان يمتلك ميزات صوتية مميزة خاصة به. بالتالي يمكن التفريق بين الشخص والآخر بالاعتماد على ميزات الصوت الخاص بهم. وحالياً، يتم تطوير هذه التقنية بشكل كبير من أجل استخدامها بطرية مفيدة في مجال الأمن والحماية، وخصوصاً بشكل إلكتروني [1].
أما بالنسبة لأبرز الميزات الصوتية، فإنها تكون نبرة الصوت ودرجة علوه. وذلك بالإضافة إلى سرعة الكلام والتردد الخاص بهذا الصوت.
من هو مكتشف بصمة الصوت
تم ملاحظة هذه المعايير الصوتية الفريدة في البشر في أوائل ستينات القرن الماضي، وذلك من قبل العالم لورانس كيرستا. حيث لاحظ وجود اختلافات بسيطة بين الأصوات الخاصة بمجموعة من الأشخاص، وبعد أن قام بإجراء بعض التجارب، تمكن من اكتشاف ما يعرف اليوم باسم البصمة الصوتية أو بصمة الصوت. بالتالي يمكننا أن نقول بأن الإجابة على السؤال “من هو مكتشف بصمة الصوت” هي لورانس كيرستا.
هل تعتبر البصمة الصوتية أفضل من بصمة الأصابع
لكونها غير مدروسة بشكل كبير، لا يمكن تحديد مدة موثوقية البصمة الصوتية عند البشر. ولكن بشكل عام، وبناءً على التقارير والأوراق التي تم نشرها من قبل العلماء والأطباء عن هذه البصمة، يمكننا أن نقول بأنها تعتبر ذات موثوقية عالية جداً. حتى أن بعض العلماء قالوا أن الميزات الخاصة بصوت الإنسان يزيد عددها عن 100، بالتالي فإن البصمة الصوتية الخاصة بكل شخص تكون أكثر تميزاً وفرادة من بصمة الأصابع [2].
والجدير بالذكر هنا أن استخدام تقنية معايير بصمة الأصابع الحيوية منتشر بشكل كبير جداً في أيامنا الحالية، في حين تغيب تقنية البصمة الصوتية. وذلك لأن العلماء والمطورين لم يتمكنوا من صناعة أجهزة دقيقة ومناسبة تجارياً لتوظيف هذا المعيار الحيوي الرائع.
ما هي تطبيقات البصمة الصوتية
لقد ذكرنا لك سابقاً أن استخدام البصمة الصوتية يعتبر قليل جداً، وخصوصاً بالمقارنة مع المعايير الحيوية الأخرى التي تستخدم اليوم في مجال الأمان [3]. ولكن إليك أبرز التطبيقات التي تستخدم فيها البصمة الصوتية، بالإضافة إلى التطبيقات التي يطمح العلماء إلى استخدام هذا المعيار فيها:
1- مجال أمان البنوك
تعتبر البنوك واحدة من أهم المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية على الإطلاق. ولهذا يطمح الكثير من العلماء إلى ابتكار طرق آمنة جداً للتعامل مع البنوك، وذلك لتجنب عمليات الاحتيال والنصب التي تتم فيها. وفي حين تعمل أغلب البنوك الموجودة في العالم على نظام اسم المستخدم وكلمة المرور الخاصة به، إلا أن هذه التقنية تعتبر ضعيفة جداً في بعض الأحيان. إذ ترتبط كلمة المرور الخاصة بكل مستخدم بحساب بريد إلكتروني خاص به، وهذا لكي يتمكن من تغيير هذه الكلمة في حال قام بنسيانها. بالتالي يتم في بعض الأحيان اختراف عناوين البريد الإلكتروني وتغيير كلمة السر الخاصة بكل عميل.
ولهذا تعمل بعض البنوك على استخدام تقنية البصمة الصوتية لعلاج هذه المشكلة. وذلك لأنها تتمتع بالكثير من الميزات التي لا توجد في طرق الحماية الأخرى المستخدمة حالياً. ومن أبرز هذه الميزات نذكر لك ما يلي:
ميزات البصمة الصوتية
- لا يمكن للعميل أن يقوم بنسيان كلمة المرور الخاصة به، فهي عبارة عن صوته فقط
- توفر هذه الطريقة الكثير والكثير من الوقت والجهد، فبدلاً من صناعة كلمة مرور وحفظها والخوف من نسيانها أو انتشارها، ما على العميل إلا أن يقوم بالتحدث ليتمكن من الولوج إلى الحساب الخاص به
- باستخدام تقنية البصمة الصوتية في البنوك، يمكن تقليل حالات الاحتيال بشكل كبير، ويمكن إلغاء هذه الحالات بشكل كامل في حال تم تطبيقها بشكل واسع
- على عكس الطرق التقليدية في الأمان، لا يمكن لأي شخص أن يسرق كلمة المرور الخاصة بك ويستخدمها للدخول إلى حسابك
- بالإضافة إلى الكثير من الميزات المختلفة الأخرى
2- في الأجهزة الإلكترونية
لقد كانت فكرة استخدام المعايير الحيوية في الأجهزة الشخصية موجودة منذ زمن بعيد. ولكن بسبب صعوبة تصنيع هذه التقنيات، والتكلفة الكبيرة الخاصة بإنتاجها، لم يتم الاعتماد عليها سابقاً. أما في عصرنا الحالي، فتمتلك أغلب أجهزة الموبايل حساساً مخصصاً لواحد من هذه المعايير على الأقل. حيث تأتي أغلب أجهزة الموبايل بحساس قادر على استشعار بصمات الأصابع الخاصة بمالك الموبايل. ليس هذا فقط، وإنما تمكن المطورون والعلماء في شركات تصنيع الموبايلات من إخفاء هذه الحساسات أسفل الشاشات أيضاً.
أما بالنسبة لاستخدام بصمة الصوت في الموبايل، فلم يتم تضمينها حتى الآن بشكل كامل. ولكن يطمح الكثير من المطورون والعلماء إلى تضمين هذه التقنية في أجهزة الموبايل أو الكمبيوتر في المستقبل القريب. وذلك نظراً لكونها توفر مستوى عالي جداً من الأمان، على عكس الطرق الأخرى. ومن أبرز ميزات البصمة الصوتية عن بصمات الأصابع أن الحساس الخاص بها لا يمكن أن يتضرر، على عكس حساس بصمات الأصابع الذي قد لا يعمل في حال كانت الأصابع مبللة أو في حال تم خدشه من استعمال الموبايل.
التقنيات البديلة للبصمة الصوتية
في حال بدت لك فكرة استخدام بصمة الصوت في أجهزة الموبايل فكرة غريبة أو بعيدة المنال نوعاً ما، ما عليك إلا أن تلق نظرة على تاريخ استخدام المعايير الحيوية في الموبايل. حيث بدأت أجهزة الموبايل عصرها الأول باستخدام كلمات المرور فقط لحماية معلومات وبيانات المستخدم. ومن ثم تطورت تقنيات الحماية لتشمل استخدام بصمات الأصابع، والتي تعتبر حتى يومنا هذا من أكثر أساليب الحماية انتشاراً في أجهزة الموبايل. أما بعد ذلك، عملت بعض الشركات على تطوير تقنيات أكثر تطوراً من بصمات الأصابع. حيث قامت شركة سامسونج في عام 2016 بإطلاق موبايل قادر على تمييز بصمة قزحية العين لدى المستخدم، بدقة ومستوى أمان أعلى بكثير من بصمات الأصابع.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اليوم. حيث قمنا فيه بالإجابة على السؤال “من هو مكتشف بصمة الصوت”. كما أننا ذكرنا لك أيضاً بعض المعلومات المهمة عن هذه التقنية، الميزات الخاصة بها، وطريقة تضمينها في عالمنا اليومي. لا تنسى أن تقوم بزيارة موقعنا بشكل مستمر، لكي تتمكن من قراءة المزيد من المقالات الأخرى، التي تتحدث عن أهم الاختراعات والاكتشافات العلمية البارزة.
اقرأ المزيد من موقعنا:
هل تعلم من هو مكتشف الالمنيوم؟
المراجع
- ↑ What is a Voiceprint | www.blog.achalert.com
- ↑ What is Voiceprint and How | www.cxtoday.com
- ↑ Voiceprint Identification | www.expertpages.com