إليك أبرز مهارات الإلقاء والخطابة

إليك أبرز مهارات الإلقاء والخطابة

مهارات الإلقاء والخطابة هي من القدرات التي تزيد من ثقتك بنفسك، وتعزِّز من قدراتك للتحدث أمام الحشود بلا توتر ومن دون أي صعوبات، كل ما يفيدك بهذا الموضوع ستجده في هذا المقال فاستدعي حواسك وتركيزك لتبدأ.

تعريف الإلقاء والخطابة

هي مهارة إقناع الآخرين والتأثير بهم والقدرة على تحفيزهم، من خلال القدرة على التعبير عن الأفكار و إيصال المعنى الصحيح لها بقوة، ويمكن أيضًا أن نعرِّف فن الإلقاء والخطابة على أنّه فن نثري يستوجب تعلُّم قواعد خاصة أهمها فن إقناع الجمهور الذي قد يكون مألوفًا للمتحدث أو غريبًا عنه، ويختلف الجمهور من حيث الثقافة والعدد.

مهارات الإلقاء والخطابة الرئيسية

هناك ثلاث مهارات رئيسية يتفرع منها عدد كبير من المهارات الفرعية، لنتحدث تفصيلًا عن المهارات الرئيسية :

1- مهارة الإعداد الجيد

تشكِّل هذه المهارة لبّ الموضوع وعليه يتم تحديد طريقة الشرح وإيصال المعلومة بالشكل الصحيح، فالخطيب البارع هو الذي يعرف أي قضيّة هي محطّ انتباه الجمهور فيختارها، وبالفعل إن قام بذلك سيأتي يوم عرضه ويندهش من الحشود الهائلة التي ترغب بالحضور، سيكون الجميع متحمسًا لإبداء رأيه والمشاركة في الموضوع، وبالتالي ستمر ساعات العرض التقديمي بسرعة وسهولة ومن دون أن يشعر الجمهور وحتى الخاطب، لأنها كانت ممتعة وشيِّقة للغاية.

2- مهارة قوة الشخصية

الشخصية القوية الواثقة من نفسها هي من تسحِر الجمهور وتجعلهم ينتبهون إلى الخطيب لآخر دقيقة، فعندما تكون صادق وأمين في معلوماتك سيعطيك هذا قوة الشخصية والثقة بالنفس أولًا وستدخل بلا استئذان إلى قلوب جمهورك، كما أنّ تقبلك لآراء الآخرين حتى لو كانت تتعارض مع أفكارك وسعيك إلى إقناعهم بها من أهم صفات الشخصية القوية.

3- مهارة الاستماع الجيد

الاستماع شيء غاية في الأهمية، فعليك أن تكون عزيزي الخطيب مستمِعًا جيدًا لآراء الجمهور وانتقاداتهم ومدحهم بكل حب وابتسامة، فهذا يوازي تمامًا أهمية قدرة التحدث إلى الناس، عليك أن تتحدث وتستمع بنفس الشغف، لا أن تتحدث بطلاقة وتستمع بملل!

وبهذا نكون قد أجزنا التعبير عن مهارات الإلقاء والخطابة الرئيسية، فلننتقل إذًا إلى الفرعية منها .

مهارات الإلقاء والخطابة الفرعية

حتى يكون خطابك عامرًا بالمعلومات الصادقة، له ظلال من نور، وحتى يكون أسلوبك خفيفًا لطيفًا مبهِجًا يؤثِّر بالآخرين، هناك مجموعة من المهارات التي تتفرع كما تحدثنا عن المهارات الرئيسية ينبغي لك أن تتعلمها حتى تكون متحدِثًا لّبِقًا، إذًا إليك عزيزي القارئ مهارات الإلقاء والخطابة الفرعية  :

  • الحصول على المعلومات من مصادر موثوقة .
  • فهم المحاضرة المراد إلقائها بشكل جيد ومن ثم فهمها للقدرة على استذكارها أثناء العرض .
  • التدريب على مهارة إيصال المعلومات بشكل واضح .
  • معرفة كل المعلومات التي قد يحتاجها الجمهور .
  • السيطرة على أي مظاهر للخوف والتوتر قد تبدو واضحة للجمهور أثناء المحاضرة .
  • الشيء الذي يجعل المحاضرة أكثر متعة هو روح الدعابة، فدرِّب نفسك على كيفية استخدامها .
  • مهارة جذب انتباه الحضور لك .
  • إدارة الوقت بحيث تنتبه إلى أن يتماشى موضوعك مع الوقت المطلوب منك إنهاء العرض التقديمي .
  • مهارة التحكم بنبرات الصوت أثناء الحديث عن الفقرات المهمة .

أنواع فن الخطابة

يختلف نوع الخطبة من حيث الهدف منها وما هو الموضوع المراد التحدث عنه، فمن مهارات الإلقاء والخطابة أن تتعرف على أنواعها حتى تدرك كيفية التعامل مع كل نوع على حِدا، لذلك دعنا نتحدث عن هذه الأنواع مع تفصيل كل منها :

1- الخطبة الثقافية

من اسمها يبدو واضِحًا لك أنها تهدف إلى الثقافة والتعليم، وتوصيل المعلومات إلى الجمهور من خلال الشرح الوافي والتوضيح بشتّى أنواع الطرق، وإما أن تكون هذه الخطب خاصة أي محددة لِفئة عمرية ما أو قد تكون عامة تشمل جميع الموضوعات ولجميع الفئات العمرية.

2- الخطب الدينية

أيضًا يبدو لك واضِحًا أن الهدف من مثل هذه النوع من الخطب هو النصح و الإرشاد، فيتحدث الخطيب بطريقة تلين القلوب ومقتصرة على الحديث الديني فقط، مثل خطبة الجمعة وخطبة عيدي الفطر والأضحى، خطبة المولد النبوي الشريف الذي يصِّب الخطيب فيها جلَّ اهتمامه على حياة الرسول-صلى الله عليه وسلم- .

3- خطب المناسبات

الهدف من هذا النوع من إلقاء الخطبة هو تطوير وتحسين المناسبات الاجتماعية، ومنها مناسبة افتتاح منطقة سياحية جديدة في البلد أو خطب التهنِئة بحلول شهر رمضان المبارك، أو خطب التكريم أو الترحيب بشخصية مشهورة، أو حتى نعيّ شخصية مهمة في المجتمع .

4- خطب الإقناع

أي خطبة هدفها تغيير فكرة سيئة تطغي على مجتمع ما أو تسليط الضوء على عادة مجتمعية بالية تسبب مشاكل اجتماعية كثيرة، تصنف تحت نوع خطب الإقناع، حيث لابد أن يكون فيها الخطيب محطّ ثقة الناس واحترامهم وتعاطفهم، وذلك من خلال التحدث إليهم بوسائل العقل والمنطق حتى يحشد أكبر عدد ممكن من مؤيدي الفكرة ويتجاوز أي اعتراض عنها.

وبهذه الأنواع التي ذكرناها نكون قد ألهمنا الخطيب إحدى مهارات الإلقاء والخطابة، حتى يدرك أن لكل نوع من الخطب مهارة خاصة .

نصائح ذهبية لتحسين مهارات الإلقاء والخطابة

إذا كنت تشعر بالتوتر عند مخاطبة جمع غفير من الناس فأنت بحاجة إلى تطبيق النصائح التالية لتتمكن من تحسين مهارات الإلقاء والخطابة لديك، وستلاحظ التغييرات بنفسك من خلال تركيز الحضور معك وتفاعلهم بالأسئلة والمشاركات وبتعبير وجوههم، إليك بعضًا منها :

1- زِد من ثقتك بنفسك

من مهارات الإلقاء والخطابة أن تملك معلومات كثيرة ليس في مجالك والمجالات المرتبطة بتخصصك، أي كن مثَقّفًا هذا يجعلك ملِّمًا بشكل واسع لكل ماهو مرتبط بموضوعك، وهذا الأمر يرفع من ثقتك بنفسك ويبدد مخاوفك التي قد تنشأ بسبب التوتر ما قبل المحاضرة، فمن المتوقع جدًا أن يسألك أحد ما من الحضور سؤالًا لا تعرف إجابته، وهذا يحصل إن كنت لم تكن معلوماتك كاملة وغنية حول موضوعك .

2- سيطر على نبرات صوتك

من الضروري جدًا أن تتحكم في طبقات صوتك أثناء الإلقاء من حيث علوها وانخفاضها حسب ما يمليه عليك أجزاء العرض من أهمية، فالفقرة الهامة يجب عليك أن ترفع صوتك لتجذب انتباه الجمهور إلى أهمية ما تذكر، بنفس الوقت عندما تريد التحدث عن شيء غريب وغير مألوف فاخفض صوتك ثم ارفعه قليلًا لتبيّن للحضور ندر ما تطرقت له .

3- اهتم بلغة الجسد

إذا كنت تسرد فكرة حزينة نابعة عن مشاعر مليئة بخيبات الأمل والانكسار، فكيف سيصدّق الجمهور أنها كذلك إن كان وجهك ضاحِكًا مبتسِمًا ؟! . لذلك احرص على أن تكون لغة جسدك متماشية متناسقة مع كلماتك.

4- تحدث وعينك على الجمهور

إحدى أسوأ مهارات الإلقاء والخطابة هي أن تخطب إلى الناس وأنت تنظر إلى السقف أو الأرض مثلًا، هذا بلا أدنى شك يعطي جمهورك انطباعًا أنك متوتر وغير واثق من نفسك أبدًا، فعليك أن تنظر إلى كل فرد موجود في قاعة المحاضرة فيشعر وكأنك تتحدث إليه .

5- اهتم بتوصيل رسالتك كما صنعتها

اهتم بطريقة إيصال رسالتك بالمعنى الصحيح بحيث تبتعد عن الغموض وإشارات الاستفهام التي قد تنشأ في رؤوس الحاضرين. ابتعد عن السرعة في الإلقاء وتكلم بهدوء وببطء،

افصل بين كل معلومة وأخرى بثوانٍ قليلة لكي يدرك الجمهور بأنك ستنتقل إلى فكرة أخرى أو معلومة أخرى.

أهمية تعلُّم مهارات الإلقاء والخطابة

يعد فن الإلقاء و الخطابة من الفنون الجميلة التي نات اهتمام مجموعة كبيرة من الأدباء، فماهي أهمية أن تتعلم مهارات الإلقاء والخطابة؟

أهم أهداف فن الإلقاء والخطابة

  • تهدف مهارة الإلقاء والخطابة الناجحة إلى تعزيز السلوك العملي السليم .
  • زيادة المعرفة والعلم .
  • تصحيح وجهات النظر الخاطئة .

أهمية الإلقاء والخطابة

1- التقدم الوظيفي

تستطيع تلك المهارة أن تساعدك في تقدمك الوظيفي، لِما تشير إلى الإبداع والقدرة على القيادة، والكفاءة المهنية والشخصية القوية. وكما تَعلَم أنها صفات تطلب بشكل كبير بسوق العمل .

2- تطوير الذات

تحسين هذا المجال هو أحد أكبر مزايا مهارات الألقاء والخطابة، فستصبح مهارات التواصل لديك سهلة ومنه قد طورت ذاتك من غير أن تشعر .

3- تعزيز التفكير الناقد

كتابة الخطب وإعداد مواضيع بحثك تتطلب جهدًا كبيرًا من التفكير الدقيق والعميق، فهي وسيلة رائعة لتبني لديك ميزة التفكير الناقد .

4- صناعة روابط اجتماعية 

لا شك أن المشاركات في التحدث أمام حشد من الجماهير الغفيرة تعد فرصة جيدة لإجراء اجتماعات جديدة مع أناس جديدة تشاركك ذات اهتماماتك. بل إنها توسِّع دائرة علاقاتك الخاصة مع الآخرين .

5- بناء مهارات القيادة الصحيحة

إذا أصبحت قادِرًا على إقناع جمهورك ومن حولك بسهولة، فأنت تكون قد ملكت إحدى أعظم مهارات الإلقاء والخطابة .

الختام

إن كل ما ذكر بهذا المقال الشيّق الغني بالمعلومات الجميلة سيبقى كلامًا بلا معنى وستنسى ماقرأت إن لم تحاول أن تدرِّب نفسك عليها، وتسعى لتطوير ذاتك، لذلك وبما أننا وصلنا إلى نهاية مقال مهارات الإلقاء والخطابة اسمح لي أن أشاركك بكتاب قرأته حول هذا الموضوع، سيفيدك جدًا وهو : ” فن الخطابة ” للكاتب ديل كارنيجي.

اقرأ أيضاً:

هذا هو الفرق بين القصة والرواية

391 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.