هل الجاثوم أو شلل النوم مرض نفسي و كيف أتخلص منه؟

هل الجاثوم أو شلل النوم مرض نفسي و كيف أتخلص منه؟

يعاني الكثير من الأشخاص من اضطرابات سواء نفسية أو جسدية تضر بالنوم الصحي، و لما كان النوم الطريقة التي يحصل فيها الإنسان على الراحة، التي تعيد شحن طاقته لمواجه أعباء الحياة في اليوم التالي، فإن هذه الاضطرابات لا تؤثر في عملية النوم الطبيعية و حسب، بل تمتد أفعالها إلى التأثير السلبي على صحة الإنسان عموماً، هذا و يعتبر الجاثوم أحد أبرز الاضطرابات التي من الممكن أن تضر بعلمية النوم، حتى أنها تذهب بعيداً لدرجة توريط الشخص بالإصابة بالأرق و القلق، و عليه قد يتساءل البعض ممن تكثر لديهم حادثة الجاثوم، بأنّ هل الجاثوم مرض نفسي، و ماهي أسبابه، و آثاره، و هل يمكن التخلص منه؟ و عليه و نظراً لأهمية هذه الأسئلة كنا قد خصصنا هذا المقال للإجابة عن كل هذه التساؤلات من وجهة نظر علمية، فتابع المقال حتى النهاية لتحيط علماً بكل الإجابات.

نبذة عامة عن الجاثوم

هل الجاثوم مرض نفسي

قبل الإجابة عن هل الجاثوم مرض نفسي، حري بنا الحديث عن هذا الاضطراب بصفة عامة فمن خلال ذلك نستطيع أن نتوصل للتشخيص الدقيق عما إذا كان مرض نفسي أم عضوي أم عرض لمرض. هذا و يعتبر الجاثوم من اضطرابات النوم الشائعة، و نظراً لشيوعه فقد اطلق عليه العديد من التسميات، ليس أخرها شلل النوم أو الرابوص أو متلازمة الجنية العجوز( أتت هذه التسمية من الاعتقاد الشائع أنّه أثناء حدوث الجاثوم تكون هناك جنية عجوز تجثم على صدر الشخص، و بالتالي تمنعه من الحراك)، و توصف هذه الظاهر بأنها اضطراب يجعل من الشخص يصحو بشكل جزئي أثناء الحلم، بمعنى أنه صاحي و لكن عاجز عن الحركة [1] .

بتتبع فيزيولوجية الجاثوم نقف على أنّ الجاثوم يحدث خلال مرحلة النوم الريمي، أو ما يسمى بنوم حركة العين السريعة، و التي يرافقها شلل جسدي كامل، فعند حدوث اليقظة الدماغية خلال هذه المرحلة، يجد الإنسان نفسه و كأنه صاحي، و لكنه غير قادر على الحركة بشكل كامل، ليصاحب هذه الحالة ذعر و تخيلات و هلوسة.

الجدير بالذكر أنّ الإحصائيات كانت قد أشارت إلى أنّه هناك ما نسبته 20 – 30 % من إجمالي البشر ممن تعرضوا لهذه الحادثة. و أنّه يكثر على وجه الخصوص بين الطلاب و المرضى النفسيين.

هل الجاثوم مرض نفسي؟

لا يمكن اعتبار الجاثوم مرض نفسي و الشاهد على ذلك يكون من خلال تتبع الآلية التي تفضي إليه، و التي كنا قد أشرنا إليها في الفقرة السابقة، و استطراداً في الحديث عن آلية الجاثوم نذكر، أن النوم يقسم إلى أربع مراحل تتوزع ما بين النوم الغير ريمي و النوم الريمي، و لما كانت الأحلام تحدث خلال مرحلة الطور الريمي أو ما يسمى بنوم حركة العين السريعة، و التي تمتد إلى 5-10 دقائق كل 90 دقيقة،  فإن الجسد يعمل على شل نفسه خلال النوم الريمي ليمنعك من تنفيذ الأحلام، ليستثني فقط عضلات الحجاب الحاجز و عضلات العين، و هذا يفسر إمكانية فتح العينين جزئياً تزامناً مع الجاثوم.

إذاً يحدث الجاثوم في فترة النوم الريمي التي تكون فيها عضلات الجسم مشلولة، و بالتالي إذا حدثت اليقظة في هذه الفترة فإن الجسم يكون عاجز عن نقل الشخص من طور الحلم إلى اليقظة بسرعة، بسبب الشلل العضلي الحاصل، ليبقى الشخص معلقاً ما بين اليقظة الدماغية و بين الشلل الجسدي، و يستمر هذا الأمر من ثواني إلى دقائق.

و على الرغم من كون هذه الظاهرة طبيعية و تصيب الكثير من الأشخاص. إلا أنها تكون  كفيلة بأن تدب الرعب في نفس الرائي، بسبب عدم القدرة على الحركة، و ترافُق ذلك مع تخيلات و هلوسات، تجعل الشخص يعتقد و كأنه ميت أو ما شابه.

أعراض الجاثوم

يصف الأشخاص الذين يتعرضون للجاثوم الكثير من الأعراض التي ترافق هذه الحالة، و بسبب كثرة هذه الأعراض و رعبها، فإن هذا نفسه ما يدفعهم إلى الاعتقاد بكون الجاثوم مرض نفسي، و من هذه الأعراض نذكر [2] :

  • الاستيقاظ لمدة ثواني مع عدم القدرة على تحريك العضلات، أو الصراخ، بسبب الشلل الكامل الذي يطال عضلات الجسم.
  • الهلوسات التي تتنوع ما بين هلوسات سمعية أو بصرية أو حتى شعورية، إذ يصف الكثير ممن يطالهم الرابوص بأنهم شاهدوا أشباح، أو سمعوا أصوات غريبة، و بعضهم يذهب إلى وصف بأنه هناك من كان يجثم على صدرهم و يمنعهم من الحركة و التنفس.
  • الذعر و الخوف الشديد، بسبب الشلل العضلي و التخيلات، و هذا العرض بالتحديد هو من يدفع الأشخاص الذين تكثر لديهم هذه الحالة إلى سؤال هل الجاثوم مرض نفسي؟
  • عدم القدرة على التنفس الطبيعي.
  • الإحساس بوجود ضغط على الصدر، و هو يفسر الاعتقاد الشعبي الشائع بخصوص وجود جنية عجوز تجثم على الصدر.
  • فرط التعرق.
  • ألم عضلي.
  • يتوهم الشخص بأن الموت قد اقترب منه.
  • صداع.

أسباب كثرة الجاثوم و التي تتعارض مع كونه مرض نفسي

لا يمكن اعتبار الجاثوم مرض نفسي، و لكن من الممكن أن يشي عن تعرض الشخص لضغوطات نفسية و جسدية، آلت إلى حدوث الرابوص، و من الممكن اعتباره في بعض الأحيان عرض لمرض، و من الأسباب التي تفسر حدوث الرابوص ما يلي [3] :

  • التعرض للإنهاك النفسي، بسبب كثرة ضغوط الحياة.
  • عدم الانتظام في النوم، و هذا يفسر كثرة الجاثوم لدى الأشخاص الذين يعملون بأشغال تتطلب ورديات في الليل.
  • التعب الجسدي و الإرهاق الذي يكون عن السفر المتكرر.
  • على الرغم من نفي كون الجاثوم مرض نفسي، إلا أنّه يمكن أن يكون عرض لبعض الأمراض من مثل النوم السباتي.
  • الإدمان على المسكرات.
  • الإكثار من شرب المنبهات قبيل النوم.
  • من المشتبه أن تضلع وضعية النوم في إحداث الجاثوم، إذ أنّه عادةً ما تكثر هذه الحالة عند الأشخاص الذين ينامون و وجههم إلى الأعلى.
  • تغير بيئة النوم.
  • الإدمان على المخدرات.
  • تعاطي الأدوية المخدرة، أو أدوية ال ADHD.

 كيف يمكن التقليل من احتمالية حدوث لجاثوم؟

توجد بعض النصائح التي من شأنها أن تقلل من فرصة و احتمالية حدوث الجاثوم، و من هذه النصائح نذكر:

  • الحصول على قسط كافي من النوم.
  • من المفضل تجنب أخذ قيلولة في فترة قريبة من وقت نومك الأصلي.
  • أفضل طريقة يمكن لها أن تقلل من فرصة حدوث الجاثوم هو اتباع نظام نوم منتظم، و عدم اخلاله حتى في حالة العطل.
  • من المفضل تجنب استخدام الأجهزة الذكية و لساعة قبل النوم. لكون الأشعة المنبعثة عن هذه الأجهزة تقلل من افراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد بدوه على النوم.
  • يمكن لك بدلاً عن استخدام الأجهزة الذكية قبل النوم، أن تذهب إلى ممارسة الأنشطة التي تبعث على الهدوء و الاسترخاء. من مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
  • لتجنب وصولك إلى مرحلة يثار فيها لديك سؤال هل الجاثوم مرض نفسي. تجنب القلق و التوتر قدر الإمكان، و بالتالي هذا من شانه أن يقلل من فرصة حدوث الرابوص بشكل كبير.
  • انتظم على ممارسة الرياضة.
  • تجنب شرب القهوة أو المنبهات في الفترة القريبة من النوم.
  • تجنب المسكرات أو الأدوية المهدئة.

اقرأ أيضاً:

هل الغضب الشديد مرض نفسي؟

المراجع

  1. Sleep Paralysis | www.healthline.com
  2. Sleep paralysis: Everything you need to know | www.medicalnewstoday.com
  3.   Sleep Paralysis | www.webmd.com
235 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.