هل الصوم يرفع السكر و كيف يحدث ذلك؟

هل الصوم يرفع السكر و كيف يحدث ذلك؟

يواجه مريض السكر الكثير من التحديات على صعيد ضبط نسبة الغلوكوز في المجرى الدموي خاصته، على اعتبار أنّ هذه النسبة من المتوقع أن تطالها بعضاً من التغيرات جراء العديد من العوامل ليس أخرها، التبدلات الهرمونية التي قد تحدث عند السيدات، و النظام الغذائي المعتمد من قبل هؤلاء المرضى، و الذي يعتبر العامل الأساسي في التحكم بالسكر الدموي، إضافة إلى السلوكيات و الشدة النفسية التي قد تؤثر هي الأخرى على ضبط هذه النسبة، و أخر هذه العوامل  و التي تكثر التكهنات حولها هي الصيام، ف هل الصوم يرفع السكر – و كيف يحدث ذلك – و هل توجد طرق تحول دون ذلك؟ كل هذا و أكثر سنحاول الإجابة عنه في هذا المقال، فتابع القراءة حتى النهاية.

هل الصوم يرفع السكر؟

هل الصوم يرفع السكر

للإجابة عن هل الصوم يرفع السكر بشكل دقيق يجب علينا أن نفهم أن ضبط السكر في الدم تتولاها الهرمونات، فأي ارتفاع أو انخفاض في نسبة الهرمونات، تؤول إلى تغيرات تطال نسبة الغلوكوز تباعاً، وعليه ليس من المستغرب أن نلاحظ أن الصائم غالباً ما يبدي ارتفاع في نسب السكر الدموي، و ذلك لعدم قدرة الهرمونات في هذه الحالة على تخفيض النسبة المذكورة.

و للتفصيل أكثر في الإجابة يجب علينا هنا أن نفرق بين أولئك السكريين عن الأشخاص الطبيعيين، فأما في حالة مرضى السكر فإن اختلال نسبة الغلوكوز لديهم في حالة الصيام، تكون بسبب عدم قدرة الجسم على إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين، الذي يساهم في خفض السكر، أو بسبب ما تبديه الخلايا من مقاومة تجاه هذا الهرمون، و تعرف هذه الحالة الأخيرة بمقاومة الأنسولين.

أما بالنسبة للأشخاص الطبيعيين( غير المرضى)، فإن ابداءهم لارتفاع السكر أثناء الصيام، يكون بسبب ما يذهب إليه الجسم خلال فترة الامتناع عن تناول الطعام، من إفراز هرمون الجلوكاجون، الذي يساهم في رفع نسبة الغلوكوز في المجرى الدموي [1] .

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى رفع السكر أثناء الصوم؟

حتى تكون الإجابة عن هل الصوم يرفع السكر واضحة بشكل كامل، و التي أقرت الفقرة السابقة بأصحيتها، يجب علينا هنا أن نذكر الأسباب التي تؤدي إلى الارتفاع الحاصل على مستوى الغلوكوز الدموي، و منها نذكر:

1. ظاهرة الفجر

تشير هذه الظاهرة إلى آلية فيزيولوجيا يعتمدها الجسم لضمان التحكم بالسكر الدموي. إذ أنّه عادةً ما يعمل الجسم خلال ساعات الليل على خفض الهرمونات العاملة على كبح نسبة الغلوكوز، و بالتالي نشهد ارتفاع في سكر الدموي خلال فترة الصباح التي تسبق الفطور، و تعلل هذه الآلية بمحاولة الجسم منع احتمالية انخفاض سكر الدم الذي من الممكن أن يكون خلال النوم.

2. تأثير سوموجي

يشار إلى هذا الأثر أيضاً باسم ارتفاع السكر الدموي المرتد. و هي آلية غالباً ما يلجأ إليها الجسم للحول دون انخفاض السكر أثناء النوم، وتكون من خلال تحرير الكبد للغلوكوز المختزن، و بالتالي يشهد الجسم ارتفاع للسكر في الصباح. و يمكن القول بأنّ هذه الألية تجيب أيضاً عن هل الصوم يرفع السكر.

3. الأدوية

إن عدم الالتزام بجرعة دواء السكر، أو كأن يتناولها الصائم في غير موعدها، من المؤكد أنّ ذلك سيؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم خلال الصوم.

4. طبيعة الغذاء

ليس من المستغرب أن نورد في قائمة الأسباب المؤدية إلى ارتفاع السكر أثناء الصوم، طبيعية النظام الغذائي المعتمد، حيث أنّ و لدى تناول الشخص على السحور مثلاً لطعام مليء بالكربوهيدرات و السكريات، فإن هذا سوف يؤدي بطبيعة الحال إلى رفع السكر الدموي في الصباح.

أعراض ارتفاع السكر أثناء الصوم

بعد أن كنا قد أثبتنا أن الصوم يرفع السكر. يجب علينا الحديث عن الأعراض التي ما أن يتحسسها الصائم حتي يعي بأنّ نسبة السكر في دمه قد شهدت ارتفاعاً. و من هذه الأعراض نذكر:

  • العطش الشديد.
  • كثرة التبول.
  • جفاف الفم.
  • يبدي الشخص في هذه الحالة رائحة كريهة من الفم.
  • الغثيان و الإقياء.
  • الإنهاك و التعب.
  • عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.

مضاعفات ارتفاع السكر أثناء الصوم

في حال تحسس المريض للأعراض السابقة التي من الممكن أن تشي عن وجود ارتفاع في نسبة الغلوكوز الدموي، فإنّه من الواجب عليه أن يعمد إلى تصحيح هذه النسبة بشكل سريع، لأنّ ذلك من الممكن أن يؤول إلى المضاعفات التالية:

  • التجفاف، بسبب كثرة التبول، التي تؤدي إلى خسارة السوائل، في ظل عدم قدرة الصائم على تعويضها.
  • إصابة الشخص بالحماض الكيتوني السكري. و هي حالة تصيب الشخص حال عدم قدرة الجسم على إفراز ما يكفي من الأنسولين لحرق السكر(المصدر الأول للطاقة)، فيذهب إلى تكسير الدهون(المصدر الثاني للطاقة)، و بالتالي هذا ما يؤدي إلى تراكم الكيتونات في المجرى الدموي.

الإجراءات الواجب اتباعها حال ارتفاع السكر خلال فترة الصوم

في حال ثبت لدى الشخص أن الصوم يرفع السكر، فمن الواجب عليه المسارعة إلى الإفطار. ليعمل على شرب كمية كبيرة من السوائل، التي تساعد على تعديل نسبة السكر، و تمنع حدوث الجفاف، و المسارعة في طلب المشورة الطبية، التي من الممكن أن تقر بضرورة أخذ جرعة أنسولين في حال تحققت نسبة أعلى من 400 ملغ/دل، و أياً كان شكل داء السكري لدى الشخص، سواء من النوع الأول أو الثاني، إذ تساهم هذه الجرعة في إعادة نسبة الغلوكوز في الدم إلى طبيعتها.

الطرق التي من شأنها أن تساعد على ضبط السكر أثناء الصيام

بعد أن اتضح جواب هل الصوم يرفع السكر، بالتأكيد على إمكانية حدوث ذلك. فإنّه من الممكن لشخص السكري الراغب في الصيام، أن يراعي النقاط التالية، التي من شأنها أن تعمل على الوقاية ما أمكن من احتمالية حدوث ارتفاع في نسبة السكر:

  • تجنب أي أطعمة غنية بالسكر أو الملح خلال فترة الإفطار. و مراعاة تناول الفواكه و الخضروات الغنية بالألياف، و ذلك لقدرة الأخيرة على تحقيق امتصاص بطيء للسكر.
  • من الممكن لصائم المحتمل أن يحدث لديه ارتفاع في السكر الدموي، أن يحرص على ممارسة الرياضة، لفترة لا تقل عن ربع ساعة، كأن يعمد إلى المشي مثلاً.
  • شرب الماء بكيمات جيدة، و على فترات متفرقة.
  • مراعة النوم بشكل جيد.
  • تجنب التوتر، و القلق، و العصبية. على اعتبار أنّ التغيرات السلوكية هذه من شأنها أن تؤثر على نسبة الغلوكوز الدموي.
  • تناول الأطعمة الغنية بالبروتين.
  • العمل على أخذ قياسات لنسبة السكر على فترات متفرقة، تكفل مراقبة النسبة على مدار اليوم.

اقرأ أيضاً:

طرق الوقاية من مرض السكري ومنع وقوعه أصلاً

المراجع

  1. Why is blood glucose elevated when fasting? | www.dietdoctor.com
253 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.