هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي و ما هي الأسباب التي تولد هذا الشعور؟

هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي و ما هي الأسباب التي تولد هذا الشعور؟

قد يشتبه على البعض التفريق بين الثقة بالنفس و الغرور، فعلى الرغم من التشابه الظاهري التي تدليه هاتين الصفتين على الشخص من زاوية الاعتداد بالنفس، إلا أن صفة الغرور ذات فعل سلبي فهي تفرغ الإنسان من محتواه الفكري، فضلاً عما لها من تداعيات على صعيد النفور المجتمعي، على الجهة المقابلة نجد أنّ الإنسان الواثق بنفسه مؤمناً بقدراته و إمكانيته، مع ما لذلك من أثر إيجابي في تعزيز فرصة تحقيق الأحلام، فضلاً عما توحيه من قدرة الشخص على التحكم بكل تصرف يبدر منه، هذا و إن الثقة بالنفس ترجمة عملية لما اختزنه الشخص في ترعة معلوماته و خبراته، لذلك تعتبر صفة محمودة و منشودة، إلا أنّه و للأسف يعاني العديد من الأشخاص من ضعف الثقة بالنفس، رغم أنّ هؤلاء أنفسهم قد يمتلكون من المواهب و الخبرات ما يستدعي فعلاً توليد هذه الصفة. و عليه و نظراً لأهمية هذه الصفة سنخصص هذا المقال للإجابة عن سؤال هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي؟

هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي؟

يشير العديد من علماء النفس إلى كون الثقة بالنفس صفة مكتسبة أكثر منها فطرية. و هذه النتيجة قد تكون بديهة لكون الثقة بالنفس تنبع مما تلقاه الفرد من تنشئة اجتماعية و دعم أسري، فضلاً عن الدعم الشخصي الذي يقدمه الفرد لنفسه، من خلال انشغاله في تطوير ذاته، و عدم تقزيم إمكانيته. هذا و تأتي أهمية اكتساب الشخص لهذه الصفة، من كونها تعمل على إحداث ترجمة سريعة لكل تصرفاته و أفعاله، دون الحاجة أن يكون ببغاء بشري، كما أنّها تنأى به عن الانسياق مع ما يفرضه المجتمع من اعتقادات فكرية، و عادات مجتمعية، و ذلك لكون الثقة بالنفس لبنة بناء الشخصية أصلاً، و عليه و بناءً على ما تقدم من كون الثقة بالنفس صفة مكتسبة، فيمكن الإجابة عن السؤال الذي حمله عنوان المقال هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي؟ بالنفي قطعاً [1] .

 أسباب عدم الثقة بالنفس

كنا قد أشرنا في مطلع الفقرة السابقة و التي كنا نفينا فيها كون عدم الثقة بالنفس مرض نفسي، أن الثقة بالنفس تنبع مما تلقاه الشخص من دعم اجتماعي و أسري، فضلاً عن مساعدة الشخص لنفسه في بناء هذه الثقة من خلال الإيمان بالقدرات و عدم الاستهانة بالإمكانيات، و عليه فيما يلي سنعمل على التفصيل في ذكر أسباب عدم الثقة بالنفس:

  • أولى الأسباب التي يمكن اتهامها بكونها سبب في إثارة سؤال هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي، هو الشعور بالدونية و احتقار الذات.
  • أثبتت العديد من التجارب أن استمرار الشخص بنقد نفسه نقداً جارحاً سلبياً، كأن يخاطب نفسه “بأن غبي” أو “أنا فاشل”، فإن هذا من شأنه أن يحول الشخص فعلاً إلى إنسان غبي و فاشل. و تعلل هذه النتيجة من كون مثل هذا النقد السلبي من شأنه أن يهز ثقة الإنسان بنفسه.
  • دائماً ما نجد أن الأشخاص الذين يعانون من عدم الثقة بالنفس، هم أشخاص سلبيين. بمعنى أنهم دائماً ما يركزون على النقاط السلبية التي يتصفون بها، مع تجاهلهم للكثير من الصفات المحمود التي يكتنزونها.
  • لما كانت التربية التي ينشأ في كنفها الفرد خلال مرحلة الطفولة، الأرضية لشخصيته و أفكاره و صفاته النفسية. و بالتالي تعتبر التربية الخاطئة، و الاستمرار في ترهيب الطفل و تعنيفه، حجر الزاوية في صنع شخصية رهوة و ضعيفة و منعدمة الثقة بالنفس.
  • عدم تشجيع الطفل، و تجاهل أفكاره، و تقزيم قدراته، من شأنه أن يؤدي إلى شعور الطفل بالدونية و بأنه غير مهم، و بالتالي تعاظم شعور عدم الثقة بالنفس.
  • من أكثر الفخاخ النفسية التي قد يقع بها الأهل خلال تربية الأطفال، أنّهم دائماً ما يقارنون الطفل بغيره من أصدقاء أو أقارب، و بالتالي هذا من شأنه أن يؤدي إلى اهتزاز ثقة الطفل بنفسه، حتى يبلغ درجة يتساءل فيها هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي؟
  • تعرض الشخص لفشل في دراسته أو عمله قد يكون عامل في تعزيز عدم ثقته بنفسه.

كيف يمكن لك أن تعمل على تعزيز شعور الثقة بالنفس؟

إذا كنت تتساءل هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي، فهذا يعني أنّك قد بلغت مرحلة عميقة من عدم تقدير الذات. و بالتالي فإنه من الواجب عليك المسارعة في علاج هذا الشعور، و الذي يكون بدايةً من خلال التصالح مع الذات، و الإيمان بالقدرات، و تتبع الأسباب التي آلت بك إلى عدم الثقة بالنفس، و العمل على تدبيرها و استئصالها. و فيما يلي بعض النصائح التي من شأنها أن تعمل على تعزيز الثقة بالنفس   :

  • يمكن لممارسة التمارين الرياضية بانتظام أن تعمل على تعزيز الثقة بالنفس. بسبب أن الرياضة تحفز إفراز هرمون الدوبامين، و الأخير له دور بارز في تحسن المزاج.
  • لما كانت الثقة بالنفس تعتبر في الكثير من الأحيان ترجمة حرفية لما اكتنزه الفرد من معلومات و خبرات. و بالتالي إن تثقيف النفس من خلال القراءة، و الاختلاط مع الأشخاص الناجحين، يعزز بشكل كبير من شعور الثقة هذا.
  • تحدى نفسك و قاوم مخاوفك، فمثلاً في حال كنت تخاف من التحدث في الملأ، فحري بك هنا إن أردت تعزيز ثقتك بنفسك، أن تذهب عمداً إلى الحديث في الملأ، فعلى الرغم من كون هذا الفعل قد يرتب عليك في بادئ الأمر الشعور بالحرج و الاضطراب و الندم، إلا أنّه على المدى الطويل سينفي فرضتيك بأنّ عدم الثقة بالنفس مرض نفسي.
  • في الكثير من الأحيان قد ينعكس المظهر الخارجي للإنسان على نفسيته. و بالتالي يمكن لك أن تعمل على بناء ثقتك بنفسك من خلال اهتمامك بمظهرك الخارجي.
  • تحرر من دائرة الراحة، التي تعوق الكثير من قدراتك، و تؤثر سلباً على ثقتك بنفسك. فيجب عليك التحلي بالشجاعة و اتخذا القرارات الجريئة، مع ما لها من إيجابيات و ما عليها من تداعيات.

سمات الشخص الواثق بنفسه

هل عدم الثقة بالنفس مرض نفسي

توجد الكثير من الصفات و العلامات النفسية و الجسمانية، التي من الممكن أن تشي بكون الشخص تخلص من الشعور الذي يراوده بكون عدم الثقة بالنفس مرض نفسي، و أنه نجح في اتبع البرتوكولات التي من شأنها أن تزيد من اعتداده بنفسه، و من هذه السمات نذكر [2] :

  • إمكانية التحكم بالعواطف

يبدي الشخص الواثق بنفسه رباطة جأش. إذ أنه هو من يقود عواطفه و ليس العكس، و بالتالي فهو لا ينقاد مع مشاعر الخوف أو الألم و الذعر، بل يبقى مسيطراً على نفسه.

  • التركيز على النقاط الإيجابية

الشخص الذين ينجح  في التملص من شعور عدم الثقة بالنفس، تتغير طريقة تعاطيه مع الأمور، كما أنّه يركز على الأفكار الإيجابية البناءة.

  • الإقدام و مواجهة المشاكل التي تعترضه

يمتاز الشخص الذين يتمتع بثقة عالية في النفس، بكونه دائماً ما يواجه أي نقد سلبي قد يطاله، و لا يفر من مواجهة المشاكل، بل على العكس يسارع إلى حلها.

  • النأي بنفس عن أي مقارنة

الشخص الذي تغلب على شعوره بكون عدم الثقة بالنفس مرض نفسي، لا يقحم نفسه في أي مقارنة لا طائل منها.

  • القدرة على قول لا

بمعنى أن الواثق بنفسه يكون قادر على رفض ما يخالف فكره و معتقداته، دون تخوف.

  • الواثق بنفسه يستمع أكثر مما يتكلم

و يكون ذلك لإيمانه بأنّ التعلم و بناء الخبرات يأتي من تعزيز مهارة الاستماع و الإصغاء. فلا يتكلم لمجرد أن يتكلم، بل يستمع أولاً ليتكلم ثانياً.

  • التكلم بثقة

فالشخص الواثق بنفسه يؤمن بكل ما يتفوه به، و لا يتردد في الحديث و ابداء الرأي.

  • القدرة على تبادل أطراف الحديث

لا يعنى ذلك بأن الشخص الواثق بنفسه هو إنسان يحكم عليه بكونه اجتماعي. و إنما نرمي بذلك أن الشخص الواثق بنفسه قادر على الدخول في جدال و نقاش إن اقتضى الموقف ذلك.

اقرأ أيضاً:

هل الجاثوم أو شلل النوم مرض نفسي و كيف أتخلص منه؟

المراجع

  1. Confidence | www.psychologytoday.com
  2. 10 Signs Of Truly Confident People | www.lifehack.org
195 مشاهدة

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.