هل قطرة العين تفسد الصيام للمريض؟

يأتي شهر رمضان المبارك و تأتي معه الكثير من الأسئلة التي يطرحها المسلمون، من مبطِلا للصوم و مبطِلات للوضوء و غيرها من الأسئلة التي يجب أن يعرفها المسلم في دينه حتى لا يقع في ما نهى الله عنه، و من الأسئلة المطروحة بكثرة، السؤال : هل قطرة العين تفسد الصيام، لِذا في هذا المقال نحن بصدد الإجابة عنه ^[1].

هل قطرة العين تفسد الصيام

هل قطرة العين تفسد الصيام، سؤال يحتاج إلى الإجابة الصحيحة و الفتوى الصحيحة، و فيما يلي رأيَين للفقهاء حول استعمال قطرة العين اثناء الصيام :

رأي الفقهاء الأول

أَجْمَعَ بعض الفقهاء في هذا الرأي، على أنّ استخدام قطرة العين اثناء الصيام لا تفطِر، حتى و إنْ شعر الصائم بطعمها في حلقه، و لكن على شرط بألّا يبتلع منها ما وصل إلى حلقه، فإنْ ابتلعه يبطِل صومه و يفسد، و هذا الرأي أَجْمَعَ عليه المذاهب التالية : الحنفي و الشافعي و أيضًا الإمام ابن تيمية، إلى جانب الفقهاء المعاصرين، مثل : الشيخ ابن عثيمين و الدكتور وهبة الزُّحيلي، بالإضافة إلى أنّه قرار مجمع الفقه الإسلامي، و لكن ما هو الدليل الذي استدلّوا عليه في قولهم؟ و هل هو دليل قوي أم ضعيف؟ الحديث الذي استدلّوا به، هو حديث عائشة رضي الله عنها ( و الذي ضعفه الكثير من الفقهاء و العلماء )، و الذي أخبرتْ فيه بأنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم بأنّه كان يكتحل و هو صائم، و هو دلالة تبيّن على جواز أن يضع الصائم الكحل في عينيه.

رأي الفقهاء الثاني

أَجْمَعَ بعض الفقهاء في هذا الرأي، على أنّ استخدام قطرة العين اثناء الصيام تبطِل الصيام و تفسده، و قد أجْمَعَ على هذا الرأي المذاهب التالية : المالكي و الحنبلي، إلى جانب العديد من المعاصرين، مثل : الشيخ محمد السلامي و الدكتور صالح الفوزان، و استدلّوا في قولهم هذا على حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم الذي كان قد أمَرَ فيه بالإثمد، و الإثمِد هو نوع من الكحل يتم وضعه عند النوم، و قال باجتنابه اثناء الصيام، فلو كان الإثمِد لا يفسد الصيام لَمَا أمرَ النبي صلى الله عليه و سلم بأن يتجنَّبه الصائم، و أيضًا هذا الحديث ضعفه الكثير من الفقهاء و العلماء.

سبب الاختلاف في حكم قطرة العين اثناء الصيام

ربما إلى الآن قد تجد نفسك لم تعرف الإجابة عن سؤالنا اليوم ” هل قطرة العين تفسد الصوم “، و ذلك بسبب اختلاف الآراء، بالطبع ستتضِّح الإجابة أكثر و لكن بعد أن نعرف ما هو سبب الاختلاف الذي يحدث للإجابة عن هذا السؤال و الذي يكون كما يلي :

المذهب الحنفي و الشافعي

• يرى المذهب الحنفي على أنّه لا يوجد بين الجوف و العين منفذ، و أنّه لا يمكن أن يصل شيء ما إلى العين إلى الجوف و الحلق، و بالتالي لا تكون قطرة العين مفسدة للصيام.
• و وافق على هذا القول المذهب الشافعي، الذي يرى أيضًا بأنّ العين لا تعتبر من المنافذ المفتوحة للجوف، و لا يجدون فرق بين عدم وجود طعم في الحلق أو وجوده.

المذهب الحنبلي و المالكي

• يرى المذهب الحنبلي بأنّ العين تعتبر منفذ إلى الجوف، و أي شيء قد يدخل إلى و من العين و يصل إلى الحلق فيعدّ من مفسدات الصيام و مبطِلاته، أي قطرة العين تفسد الصيام لدى الحنابلة.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى خِتام مقالنا، مع ضرورة التنويه إلى أنه يفضّل أن يتم تأخير استخدام قطرة العين إلى ما بعد الإفطار خروجًا من الاختلاف و الخِلاف بين المذاهب، و لكن إذا احتاج الصائم استخدامها أثناء صيامه في النهار فلا حرج في ذلك، و إنْ وجد طعم في حلقه نتيجة قطرة العين فعليه أن يتفله و لا يبتلعه حتى لا يفسد صومه. و الله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا :

علاج انتفاخات العين | تدابير دوائية و طبيعية كفيلة باسترجاع جمال عينيك