هل أضرار التدخين السلبي على الحامل مماثلة للتدخين المباشر؟

لا يخفى على أحد أن التدخين هو أحد أخطر العادات السلبية التي اقترفها الإنسان، حيث أنّه سنوياً تسجل 6 ملايين حالة وفاة بسبب المضاعفات الخطيرة التي يتسبب بها التدخين، من مثل السرطانات و أمراض القلب و الأوعية، إلا أنّ التدخين لا يقف عند هذا الحد حيث أنّ أضراره المرتقبة تتسع لتشمل الحامل، سواء أكانت الأم الحامل تمارس هذه العادة الخطيرة، أو تتعرض للتدخين السلبي، و هذه المخاطر تحيق بالأم و بجنينها أيضاً، فإذا كان الحفاظ على صحتك ليس سبباً كافياً للإقلاع عن التدخين، أو تجنب التدخين السلبي فإن صحة طفلك لا بد أن تكون مسوغ كافي لتجنب دخان السجائر، و لمزيد من التفاصيل حول أضرار التدخين السلبي على الحامل، تابعي قراءة هذا المقال حتى النهاية.

أضرار التدخين على الجنين

تشير الأرقام إلى أنّ احتمالية إصابة الجنين بالاعتلالات تزيد حتى 25% في حالة الأمهات المدخنات باعتدال. و ترفع هذه النسبة حتى تلامس ال65% في حالة الأمهات المفرطات في التدخين(اللواتي يستهلكن أكثر من 20 سيجارة في اليوم). و من أضرار التدخين على جنين الحامل نذكر ^{[1]  [2]} :

• ترتفع احتمالية حدوث الإجهاض، أو موت الجنين مباشرة عقب الولادة. و هذا الاحتمالية ترتفع حتى تبلغ أكثر من 30% في حالة السيدات المفرطات في التدخين، كما أنّ هذه الإحصائية تعتبر من أضرار التدخين السلبي على الحامل، لا سيما تلك السيدات التي تكثر التعرض لدخان السجائر.
• كثيراً ما يلاحظ ولادة أطفال أقل من الوزن الطبيعي، لأمهات مدخنات أو للواتي يتعرضن للتدخين السلبي.
• لما كان الطفل يحصل على الأوكسجين و الغذاء من دم أمه. فإنه من الطبيعي أن الأمهات المدخنات سيعملون على نقل السموم التي يتلقونها من التدخين إلى دم الجنين، هذا و تقدر تعداد هذه السموم بأكثر من 7000 مادة سامة. و كثيراً من هذه السموم ثبت بدليل القاطع مسؤوليتها عن إحداث السرطانات، لا سيما السيانيد و الزرنيخ.
• يتهم النيكوتين الذي يتواجد في دخان السجائر، بأنّه يحدث تضيق في الأوعية الدموية. و هذا التأثير يطال حتى أوعية المشيمة، و بالتالي تأثر إيرادات الجنين من الغذاء و الأوكسجين.
• من أضرار التدخين على الحامل و جينيها، أنّه يرفع من احتمالية انفصال المشيمة. و لما كانت الأخيرة هي العضو المسؤول عن إيصال الغذاء و الأوكسجين للجنين، و بالتالي هذا سيعرضه لخطر الموت، فضلاً عن النزيف الذي سيطال الأم الحامل، و الذي سيعرض حياتها بطبيعة الحال للخطر.
• إن السموم التي تستنشقها السيدة المدخنة، و التي تكون مسؤولة أيضاً عن أضرار التدخين السلبي على الحامل ، تؤدي إلى تسارع النبض لدى الجنين.

لماذا يجب على الأم الحامل الإقلاع عن التدخين؟

إذا لم تكن الأضرار التي تنتهك صحتك سبباً كافياً لإقناعك بالإقلاع عن التدخين أو تجنب التعرض للتدخين السلبي، فإن الأضرار التي تطال الجنين يجب أن تكون الدافع الأكبر لترك هذه العادة، حيث أن أضرار التدخين السلبي أو المباشر على الحامل كفيلة بأن تقنعك.

و علاوةً على ما كنا قد أوردناه في الفقرة السابقة من أضرار التدخين على الجنين. سنعمل فيما يلي على استعراض أبرز الأسباب التي من الواجب أن تكون سبباً لإقلاع الحامل عن التدخين:

• السيدات المدخنات عرضة بشكل أكبر لفشل الحمل و حدوث الإجهاض.
• النساء المدخنات من المحتمل بشكل كبير أن تحدث لديهنّ الكثير من المضاعفات الصحية سواء أثناء الحمل أو الولادة. من مثل النزف الذي يعرض حياة الأم و الجنين للخطر.
• العديد من الدراسات كانت قد أشارت إلى ارتفاع احتمالية حدوث الحمل الهاجر(إخصاب البويضة خارج الرحم) في حال كانت الأم مدخنة، و هذا الأثر يعتبر من أضرار التدخين الفعلي أو من أضرار التدخين السلبي على الحامل(لا سيما تلك السيدات اللواتي يرتدن أماكن يكثر فيها هواء السجائر على الدوام).
• من الملاحظ ارتفاع نسبة حصول تشوهات على الجنين، في حال كانت الأم مدخنة.
• يتهم دخان السجائر على كونه السبب وراء ولادة أطفال أقل من الوزن. حيث لاحظت العديد من الدراسات الإحصائية أنّ الأطفال الذين يولدون لأم مدخنة، يعانون من انخفاض بالوزن بما لا يقل عن 200 غ عن المعدل الطبيعي، و بالتالي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
• تكثر حالات وفاة الطفل خلال الأسبوع الأول عقب الولادة، فيما لو كانت الأم مدخنة.
• إن التعرض لدخان السجائر أو التدخين المباشر، من شأنه أن يترجم إلى أمراض في الجهاز التنفسي عند الجنين. و هي ترفع بطبيعة الحال احتمالية أن يعاني الطفل عقب الولادة من الربو.
• لا تقتصر أضرار التدخين على الحامل أثناء فترة الحمل و حسب. بل تتسع أيضاً لتشمل فترة الإرضاع، و الشاهد على ذلك أن الكثير من السيدات المدخنات، يعانون من مشاكل في الإرضاع الطبيعي، بسبب قلة إنتاج الحليب الحاصل.

أضرار التدخين السلبي على الحامل

إن أضرار التدخين السلبي على الحامل لا تقل عن التدخين المباشر. بسبب أن السموم التي يتم نفثها مع دخان السجائر تشتمل على الكثير من السموم تصل حتى 7000 ألاف مادة سامة، من ضمنها 70 مادة ثبت قدرتها على إحداث السرطان، و بالتالي سواء أكانت الأم الحامل تمارس التدخين المباشر، أو تتعرض لدخان السجائر، كما يحدث في حالة التدخين السلبي، فإنها تلحق بالجنين الكثير من الأضرار، من ضمنها ما كنا قد أتينا على ذكره أعلاه، إضافةً إلى ازدياد احتمالية إصابة الجنين بالسرطان و أمراض القلب و الربو و الحساسية ^[3] .

ما تقدم يشي بضرورة إقلاع الأم الحامل عن التدخين على الفور. و أن تتجنب أيضاً أي تعرض لدخان السجائر، بما يعرف اصطلاحاً بالتدخين السلبي.

أضرار التدخين السلبي

لا يسعنا أن نختم المقال دون التعريج بشكل موسع على أضرار التدخين السلبي عموماً. حيث أن أضرار التدخين السلبي لا تكون على الحامل و حسب، بل من الممكن أن تعرض أي شخص يستنشق مثل هذه السموم للكثير من الأخطار، و من هذه الأضرار نذكر:

• إن التدخين السلبي يجعل الشخص معرضة بنسبة أكبر للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
• إن التعرض المستمر لدخان السجائر يساهم بشكل كبير في تدمير الشعيرات الصغيرة التي تكثر في المجاري التنفسية. و التي تعمل كفلتر للبكتريا و الجراثيم، و بالتالي التدخين السلبي يجعل من الشخص عرضة بشكل أكبر للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
• إن التدخين السلبي من شأنه أن يؤثر على الأطفال بشكل كبير. حيث يجعلهم عرضة بشكل أكبر من أقرانهم للإصابة بالأمراض التحسسية، و التهابات المجاري التنفسية، و غيرها الكثير من الأمراض، كما أن التدخين السلبي يهدد حياة الرضع بشكل كبير عبر ما يسمى موت المهد المفاجئ
• تعرض الأطفال للتدخين السلبي يعوق قدراتهم العقلية. و يجعلهم أقل قدرة على التحصيل العلمي مقارنةً بأقرانهم الأصحاء.
• إن دخان السجائر يشتمل على الكثير من المواد التي تصنف ضمن إطار المواد المسرطنة. من مثل السيانيد، و الزرنيخ، و الكادميوم، و البنزين، و البريليوم، و هذا ما دفع جمعية مكافحة السرطان إلى إدراج التدخين السلبي إلى جانب المباشر بكونه سبب للكثير من السرطانات. لاسيما سرطان الرئة، و سرطان الفم، و سرطان الحنجرة، و سرطان البنكرياس، و سرطانات الجهاز الهضمي ^[4] .

اقرأ أيضاً:

ماذا يحدث عند التوقف عن التدخين بالتفصيل