يعرف مرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه باللغة الإنكليزية Attention Deficit Hyperactivity Disorder، و الذي يعرف باختصار (adhd)، و الذي يصيب على وجه الخصوص الأطفال بعد تعرضهم لحادث معيّن، أكثر من إصابة الكِبار، بالرغم من أنّ هذا المرض قد يصيب الكِبار أيضًا، و لمعلومات أكثر عن هذا المرض من أعراض و عِلاج و نصائح، لا تفوّت قراءة هذا المقال الذي وضعنا له عنوان : ” اضطِراب فَرط الحَرَكة ونقص الانتباه (adhd) “.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd)
يمكن لأعراض هذا المرض أن تظهر في الفترة ما بين سن الطفولة وصولًا إلى سن البلوغ، و يمكن في هذه الفقرة أن نقوم بتصنيف أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) وفقًا لفئة نقص الانتباه و فئة الاندفاع و النشاط الزائد و فرط الحركة، مع العِلم بأنّ أكثر المصابين بهذا المرض يعانون من أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه [1].
أسباب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) عند الأطفال
على وجه الخصوص سنتحدّث عن أسباب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) عند الأطفال، كونهم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. فنبدأ برأي الباحثين لهذا الاضطراب الذين يزدادون قناعةً بأنّ هذا المرض سببه الصفات الورائية، لا اختيارات الأهل المغلوطة، و بالرغم من أنّ خبايا هذا المرض كثيرة و لم يكشف إلّا عن القليل منها، إلّا أنّ الباحثين استطاعوا أن يقوموا بتحديد بعضًا من عوامله و التي قد يكون تأثيرها كبيرًا [2].
1- الوراثة
في الحقيقة، و حسبما بدا خلال السنين الأخيرة، بأنّ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) ينتقل من جيل إلى جيل ” وراثيًا “، فكل طفل من أربعين طفلً الذين يعانون من هذا الاضطراب لديه شخص في العائلة يعاني أيضًا من هذا الاضطراب.
2- تغيير في أداء الدماغ و بنيته
أوضحت العديد من صور الدماغ تغييرات عديدة في بنية الدماغ و أدائه عند الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد تمت ملاحظة نشاط متدنٍ ضمن المناطق الدماغية التي تكون مسؤولة عن الانتباه، و لكن إلى الآن لا يزال السبب الدقيق مجهولًا.
3- التدخين أثناء الحمِل
المرأة الحامِل المدخِّنة تزيد في الحقيقة من احتمِال أن تلِد طفل يعاني من هذا الاضطراب، إضافة إلى أنّ الإفراط في تعاطي المخدرات و تناول المشروبات الروحية خلال فترة الحمل يؤدي إلى هبوط في نشاط الخلايا العصبية التي تقوم بإنتاج الناقلات الكيمائية فيما بين الأعصاب، إلى جانب أنّ تعرّض النِّساء الحوامل إلى ملوِّثات سامّة بيئية يكنَّ أكثر عرضة لتلدنَ طفل يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd)
في الحقيقة، لا يوجد اختبار واحد مخصص لتشخيص فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd)، الأمر الذي يخلق صعوبة في تشخيص هذا المرض، و لكن أفضل طريقة لتشخيص هذا الاضطراب هي القراءة حول كل ما يخص هذا المرض، فتبدأ المرحلة الأولى لتشخيص هذا المرض هي القيام بفحص طبي للطفل، يشمل الأسئلة التي تتعلّق بصحة الطفل العامة و الحديث عن أي أعراض ظاهرة لدى الطفل في المنزل أو في المدرسة، فالأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب تظهر عليهم علامات الاضطراب لمدة طويلة، و يواجهون صعوبة كبيرة في القيام بالمهام التي تتطلّب قدرًا عاليًا من التركيز و الانتباه، مثل : إيجاد حل المسائل الحسابية، القراءة [3].
أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) عند الأطفال
من خلال المواقف التي يمرّ بها الطفل أثناء يومه في المنزل أو في المدرسة أو حتى في الحضانة أن تلاحظ الأم أو المعلِّمة بعضًا من أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) لدى الطفل [4]. حيث أبرز أعراض هذا المرض هي على النحو التالي :
أعراض فرط الحركة و النشاط الزائد و السلوك الاندفاعي
تتمثَّل أعراض هذا الاضطراب ” فرط الحركة ” لدى الأطفال كما يلي :
- مقاطعة كل من يتكلّم أثناء الحديث.
- عدم قدرة الطفل المصاب بفرط الحركة على الالتزام بالدور.
- الإصابة بنقص في التركيز بشكل دائم أثناء تأدية المهام.
- يتصّرف الطفل المصاب بالنشاط الزئد بدون أن يفكّر.
- عدم قدرة الطفل المصاب بالسلوك الاندفاعي و فرط الحركة على الجلوس بشكل هادئ، حتى و إن كان المكان من حوله هادئًا.
- كثرة الكلام و الحديث.
- التذمّر عند الانتظار أو عند الجلوس، الأمر الذي يدفع بالطفل إلى تغيير وضعيته أو الركض و العبث في المكان أو المشي و الركض أو الوقوف.
- يقوم الأطفال المصابين بفرط الحركة بتصرفات لا تليق بمكانهم، أي يقومون بتصرفات في وقت غير مناسب و مكان غير مناسب.
- عدم القدرة على ممارسة الهوايات أو اللعب بهدوء، إنّما لا يستطيع الطفل اللعب من دون فوضى و حركة زائدة.
- عدم إدراك الطفل بممارسات قد تكون خطيرة، فيقوم بفعلها دون أن يدرك مدى خطورة هذه التصرفات.
أعراض نقص الانتباه
يعاني الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه بظهور الأعراض الآتية :
- صعوبة الطفل في تنظيم مهامه.
- صعوبة كبيرة في التركيز أثناء تأدية المهام و الأنشطة اليومية.
- نسيان الطفل بالقيام بمعظم أنشطته اليومية.
- صعوبة في الانتباه و التركيز في التفاصيل، الأمر الذي يؤدي إلى ارتكاب العديد من الأخطاء.
- تفادي الطفل لإنجاز مهامه التي تتطلّب منه تركيزًا و مجهودًا ذهنيًا، مثل : حل الواجبات المنزلية.
- من السهل أن يتشتّت الطفل المصاب بنقص الانتباه، نتيجة المؤثِّرات من حوله.
- صعوبة في التفاهم و الانسجام و التوافق مع الآخرين.
- انشغال الطفل بأفكاره الخاصة، و عدم الاستماع الجيد للآخرين.
- كثرة النسيان، و بالتالي فقدان الكثير من الأشياء الخاصة بالطفل و ممتلكاته.
- يقوم الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) بإجراء الكثير من التغييرات على أنشطته التي يقوم بها بشكل مستمر.
- يقضي الطفل فترات طويلة في أحلام اليقظة.
نصائح هامة للسيطرة على أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال
لا شك أنّ لهذه الأعراض يمكن للوالدين و المعلمين أيضًا أن يقوموا بمساعدة الأطفال المصابين بمرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من خلال قيامهم ببعض الاستراتيجات التي من خلالها يمكن التغلّب على هذه الأعراض [5]. نذكر بعضًا من هذه الاستراتيجيات :
- وضع عدة قوانين بسيطة و واضحة، و تطبيقها بأسلوب هادئ و خصوصًا عند الحاجة إلى تنبيه الطفل لأمرٍ ما.
- ثم إنّ وضع روتين يومي ثابت راسخ في المنزل و المدرسة أيضًا مع ضرورة الالتزام به، من شأنه أن يساعد في السيطرة على الأعراض.
- التواصل المستمر مع الطفل، مع مراعاة إشعار الطفل بالاهتمام الكامل خلال الحديث معه.
- عدم توجيه أكثر من أمر للطفل في وقت واحد.
- الطلب من الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) أن يقوم بتكرار الطلب الموجّه له، و ذلك من أجل التأكد و التحقق من مدى استيعابه.
- مدح الطفل و توجيه عبارات ثناء و مدح له عندما يقوم بسلوك حَسَن، مع إشعاره بمدى إنجازاته و تقديرها.
- تقسيم الأنشطة و المهام الكبيرة إلى أنشطة و مهام أصغر، لسهولة إنجازها.
- إعداد جدول يتضمن كافّة المهام المطلوبة.
- تحفيز الطفل على ممارسة الرياضة، لأنّه من خلال ممارستها يستهلك الطفل طاقته الزائدة، كما تحدّ من مخاطر إصابته بالتوتر و الاكتئاب، و تزيد من تركيز الطفل و تحسِّن من جودة نومه، إضافة إلى أنها تعمل على تعزيز و تنشيط وظائف الدماغ.
- تجنّب الكلمات السلبية مع الطفل، و ذلك لأنّ الطفل المصاب بمرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) يشعر بأنّ أخطاؤه كثيرة، و بالتالي الحديث معه بطريقة سلبية سيؤدي ذلك إلى إحساسه بمشاعر مؤلمة، الأمر الذي يزيد من تصرفاته العدائية و الاندفاعية.
- ينبغي على الوالدين أن يقوما بالتواصل بشكل مستمر مع إدارة مدرسة الطفل، من أجل تقييم أدائه في المدرسة.
أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) عند البالغين
لا يمكن أن ننهي الحديث عن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd)، دون أن نذكر هذه الأعراض عند البالغين، حيث يمكن للكثير أن يشعر بأعراض هذا الاضطراب و هي تنخفض مع التقدم في السن، إلا أنها تظهر بشدة عند البالغين و تؤثِّر على أداء أنشطتهم اليومية [6]. فتتمثّل أعراض هذا الاضطراب لدى البالغين على النحو التالي :
- الحمّاس الزائد المؤدي إلى الاندفاع.
- صعوبة في إدارة و تنظيم الوقت.
- صعوبة في تحديد المهام حسب أولوياتها.
- الفوضى.
- مشاكل كبيرة في التركيز على نشاط واحد و مهمة واحدة، و بالتالي صعوبة بالغة في أداء أكثر من مهمة في وقت واحد.
- الإصابة بالتوتر و القلق، مع صعوبة كبيرة في السيطرة عليه.
- الشعور باليأس و الإحباط و ربما الاكتئاب.
- سرعة الغضب.
- سوء في التخطيط.
- تقلّبات مستمرة في المزاج.
- صعوبة في متابعة المهام المطلوبة و إنجازها.
نصائح هامة للسيطرة على أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين
يمكن للشخص البالغ المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) أن يقوم باتّباع هذه الاستراتيجيات و النصائح للسيطرة على هذه الأعراض :
- المحافظة على روتين ثابت.
- وضع قائمة بالمهام و الأنشطة اليومية و المطلوب إنجازها.
- استخدام مفكّرة من أجل تدوين الملاحظات.
- تخصيص أمكنة محددة للأشياء المستخدمة بكثرة من قِبَل الشخص المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd).
- تقسيم الأنشطة و المهام الكبيرة إلى أنشطة و مهام أصغر.
كيف تختلف أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه عند الجنسين
في الحقيقة، يصاب الذكور بهذا الاضطراب أكثر من الإناث، مع اختلاف متابين بينهما، فالذكور يغلب على سلوكهما فرط الحركة و النشاط الزائد و السلوك الاندفاعي، بينما الإناث يغلب عليهنَّ نقص الانتباه.
علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) عند الأطفال
أبرز طرق علاج هذا الاضطراب، قمنا بجمعها و تصنيفها على النحو التالي :
1- العلاج الدوائي
تعتبر الأدوية المهدِّئة و الأدوية المنشِّطة من العلاجات الدوائية الأكثر انتشارًا لمعالجة اضطِراب فرط الحركة ونقص الانتباه (adhd) عند الأطفال. تشمل :
- ديكستروأمفيتامين Dextroamphetamine.
- ميثيل فندات Methylphenidate.
مع العلم بأنّ العلماء إلى الآن لا يعرفون كيفية تأثير هذه العلاجات الدوائية، و لكن الانطباع الذي ساد بينهم هو بأنّ هذه العقاقير تعمل على تحفيز و تنشيط الدماغ و موازنة مستوى تراكيز المواد الكيميائية ضمن الدماغ، و التي تعرف باسم ” الناقلات الكيميائية بين الأعصاب “، فهذه الأدوية تساهم في تحسين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بدرجة كبيرة، إلّا أنّ تأثيره قصير الأمد، أي يزول بسرعة كبيرة.
2- العلاج الدوائي للمشاكل القلبية و الاضطراب
في الحقيقة و للأسف تمّ تسجيل أكثر من حالة وفاة بسبب فشل القلب عند بعض الأطفال و عند بعض المراهقين أيضًا، الذين تناولوا الأدوية المنشطِّة، و لكن هذا في حالات نادرة.
3- استشارة الاختصاصيين
يحصل الكثير من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب على فوائد جمّة من استشارة الاختصاصيين، مثل : المعالج النفسي، العامل الاجتماعي، فيمكن بالعلاج السلوكي أن يعالج من أعراض الاضطراب. و من أبرز هذه الاستشارات :
- المعالجة السلوكية.
- المعالجة العائلية.
- المعالجة النفسية.
- مجموعات الدعم.
- اكتساب الطفل للمهارات و المؤهِّلات الاجتماعية.
و للحصول على نتيجة سريعة و صحيحة لهذا النوع من العلاج، يكمن السرّ في ضمان التعاون بين الأهل و المدرسّين و المعالِجين [7].
ثم إلى هنا نكون قد وصلنا إلى خِتام مقالنا اليوم، الذي تحدثنا فيه عن مرض اضطِراب فَرط الحَركة ونقصِ الانتباه (adhd)، فلا بأس من سؤال الوالدين لأخصائيين نفسيين حول حاجة طفلهما إلى انضمامه إلى برنامج التعلّم الفردي Individualized education program، حيث يعرّف برنامج التعلّم الفردي بأنه عبارة عن خطة يضعها أولياء الأمور و المعلمين الخاصّة بالطفل المصاب بمرض فرط الحركة ونقص الانتباه و يواجه العديد من الصعوبات في التحصيل الدراسي.
اقرأ أيضًا :
علامات الشفاء من التوحد | هل هي حقيقة أم كذب
المراجع
- ↑ www.cdc.gov | Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)
- ↑ www.mayoclinic.org | Causes of attention deficit hyperactivity disorder (ADHD) in children
- ↑ www.cdc.gov | Diagnosing Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)
- ↑ www.healthline.com | Symptoms of attention deficit hyperactivity disorder (ADHD) in children
- ↑ www.mayoclinichealthsystem.org | 5 tips to manage ADHD in children
- ↑ www.mayoclinic.org | Adult attention-deficit/hyperactivity disorder (ADHD)
- ↑ www.cdc.gov | Treatment of ADHD