اعراض الولادة المبكرة | أسباب و علاج و وقاية

يستمر الحمل الطبيعي الكامل تقريبًا أربعين أسبوعًا، و فيما يخص الولادة المبكرة فتتميز بحدوث تشنجات تسبّب فتح عنق الرحم و ذلك قبل الأسبوع السابع و الثلاثين للحمل، فما هي اعراض الولادة المبكرة و ما هي أسبابها و من هنّ الفئة الأكثر تعرضًا لها، كلّ هذا و أكثر سنتحدّث عنه في مقالنا اليوم، فتابعي معنا.

ما هي الولادة المبكرة

ينبغي تعريف الولادة المبكرة ^[1] قبل أن نشرع بالحديث عن اعراض الولادة المبكرة. حيث نعرّف الولادة المبكرة Premature Birth : هي ولادة الجنين قبل دخول الأم في الأسبوع السابع و الثلاثين من حملها، و للأسف كانت نسَب الولادة المبكرة مرتفعة، لتعود بالانخفاض بشكل واضح في الفترة الواقعة ما بين عامي 2007 و 2014، لتعاود النسبة بالارتفاع في عام 2016، و الجدير بالذكر بأنّ ما يسمّى ” عامل العِرق Ethnicity ” له دورًا هامًا في حدوث الولادة المبكرة، حيث وجد بأنّ نسبة الولادة المبكرة تكون مرتفعة عند السود فيما إذا قارنا النسبة مع البِيض، و يمكننا أن نصنِّف الولادة المبكرة وفقًا لِمراحل الحمِل و من المرحلة الأكثر  إلى الأقل شيوعًا :

1- الحالات المتأخرة من الولادة المبكرة

• تظهر اعراض الولادة المبكرة في الحالات المتأخرة لها، و هي الحالة الأكثر شيوعًا.
• في هذه الحالة يولد الطفل بعد إتمامه من أربع و ثلاثين إلى ست و ثلاثين أسبوعًا من فترة الحمل.
• تعرف الحالات المتأخرة من الولادة المبكرة في الإنجليزية ” Late Preterm “.

2- الحالات المتوسطة من الولادة المبكرة

• في هذه الحالة من الولادة المبكرة يولد الطفل بعد إتمامه من اثنان و ثلاثين إلى أربع و ثلاثين أسبوعًا من فترة الحمل.
• تعرف الحالات المتوسطة من الولادة المبكرة في الإنجليزية ” Moderately Preterm “.

3- الحالات الشديدة من الولادة المبكرة

• تظهر اعراض الولادة المبكرة في هذه الحالة بعد إتمام الأم أسبوعها الثاني و الثلاثين من الحمِل.
• تعرف الحالات الشديدة من الولادة المبكرة في الإنجليزية ” Very Preterm “.

4- الحالات الفائقة من الولادة المبكرة

• هذه الحالة من الولادة المبكرة هي الحالة الأشد صعوبة و إيلامًا.
• حيث يولد الطفل بعد إتمامه للأسبوع الخامس و العشرين من أسابيع الحمِل.
• تعرف الحالات الفائقة من الولادة المبكرة في الإنجليزية ” Extremely Preterm “.

ما هي أسباب الولادة المبكرة

في الحقيقة إلى الآن لا يوجد أسباب معروفة للولادة المبكرة، و لكن بالطبع يمكن التقليل من خطر الإصابة بالولادة المبكرة من خلال التعامل الصحيح مع جسم الأم خلال فترة الحمِل، حيث يمكن لهذا أن يقلّل بشكل واضح من خطر الولادة المبكرة و بالتالي التقليل من ظهور اعراض الولادة المبكرة، و في الجانب الآخر هناك حالات تساعد في ارتفاع نسبة الولادة المبكرة ^[2]. و فيما يلي أبرز و أشهر أسباب الولادة المبكرة التي من المحتمل حدوثها :

• حمِل الأم بتوأم أو حتى ثلاثة توائم.
• اضطرابات في الرحم، أو في المهبل، أو في المشيمة.
• ولادة مبكرة سابقة.
• التدخين.
• تعاطي المخدّرات و شرب الكحول.
• نوع من الالتهابات التي قد تؤثِّر على الجهاز التناسلي أو السائل الأمينوسي.
• الأمراض المزمنة، مثل : السكري و ارفاع ضغط الدم.
• نقص في الوزن قبل الحمل، أو زيادة في الوزن حتى لو كانت بسيطة أثناء فترة الحمل.
• التعرّض لضغط نفسي شديد، كموت عزيز أو التعرّض لحدث عنيف.
• الإجهاض المتكرر.

ما هي عوامل خطر حدوث الولادة المبكرة

يلزم معرفة كل ما يتعلّق بالولادة المبكرة من أسباب و عوامل خطر و مضاعفات و حتى نتائج، قبل أن نعرف ما هي اعراض الولادة المبكرة، حيث تشمل عوامل خطر هذا النوع من الولادة ما يلي :

1- ارتفاع ضغط الدم

• إحدى أهم عوامل خطر الإصابة بالولادة المبكرة هي ارتفاع ضغط الدم، و الذي يحدث عندما يكون ضغط الدم عالي جدًا على جدران الأوعية الدموية.

2- تسمم الحمل

• هذا العامل من العوامل الشائعة التي قد تسبّب في ظهور اعراض الولادة المبكرة.
• حيث تسمم الحمل هو صنف من أصناف ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو بعد الولادة مباشرة.
• ثم إنّ لم يتم علاجه فقد يسبّب مشاكل على نسبة عالية من الخطورة مؤديةً بذلك إلى الموت.

3- السكري

• عندما يكون جسم الأم يحتوي على كميات كبيرة من سكر الغلوكوز في الدم، فينتج بذلك مرض السكري.

4- العدوى

• تسبِّب الأمراض المنقولة جنسيًا بظهور اعراض الولادة المبكرة.
• إضافة إلى التهابات الرحم و المهبل و حتى التهاب المسالك.

5- الركود الصفراوي في الكبد

• يعد الركود الصفراوي في الكبد أثناء فترة الحمل من أكثر حالات الكبد شيوعًا التي يمكن أن تحدث خلال حمل الأم بجنينها.

6- التخثّر

• في مثل هذه الحالات يزداد خطر الإصابة بالجلطات الدموية الغير طبيعية ^[3].

ما هي الفئة الأكثر عرضة للولادة المبكرة

فئات النساء الأكثر عرضة لظهور اعراض الولادة المبكرة والتي تحمل نسبة خطر عالية. هي كما يلي :

• امتلاك الأم لعنق رحم قصير.
• حمل الأم بأكثر من طفل.
• ولادة مبكرة سابقة.
• تعرّض الأم لإجهاض سابق في الثلث الثاني من فترة الحمل.
• خضعت الأم لعملية جراحية من أمراض الحوض، مثل : الأورام الليفية.

اعراض الولادة المبكرة

بعد أن تحدثنا مفصّلًا عن الأسباب المؤدية لحدوث الولادة المبكرة و ماهي عواملها، ننتقل للحديث عن اعراض الولادة المبكرة التي من الممكن أن تشعر بها الأم من غير أن تدرك أنها قد تلد طفلها في غير موعده الطبيعي، بالرغم من أن الاعراض قد لا تظهر بوضوح لدى بعض النساء إلّا أنه من الضروري الانتباه لها، و هذه الاعراض هي كالتالي :

• تشنجات متكررة في أسفل البطن، بمعدل أكثر من ٧ مرات في الساعة، حيث تشبه هذه التشجنات آلام الدورة الشهرية.
• آلام في أسفل الظهر، قد تستمر أو تأتي حينًا و تختفي حينًا أخرى.
• شعور الأم بالضغط الزائد في المهبل أو في منطقة الحوض.
• نزيف مهبلي، أو خروج سائل من المهبل.
• زيادة في الإفرازات المهبلية.
• الإصابة بالإسهال.
• حدوث تقلصات في الرحم بمعدل أكثر من أربع مرات في الساعة.
• ألم في الجهة الداخلية للفخذين ^[4].

ملحوظة هامة : ظهور إحدى هذه الاعراض أو كلها ينذر بالولادة المبكرة و يجب استشارة الطبيب فورًا و خصوصًا في حال حدوث نزيف دموي.

مضاعفات الولادة المبكرة

ظهور اعراض الولادة المبكرة و ولادة الام ولادة مبكرة تسبّب بمضاعفات للطفل المولود، أبرز هذه المضاعفات هي :

• انخفاض وزن الطفل.
• صعوبة في التنفس.
• أعضاء غير مكتلمة.
• مشاكل في الرؤية.
• صعوبات في التعلم.
• مشاكل سلوكية.
• كما أنّ هناك احتمال الإصابة بالشلل الدماغي ^[5].

علاج الولادة المبكرة

إذا بدأت اعراض الولادة المبكرة بالظهور قبل أوانها، يوصى الأم بشرب نصف لتر من العصير أو الماء ^[6]. إلى جانب إجراءات العلاج التالية :

1- الستيرويدات القشرية

• تناول الكورتيكوستيرويدات تساهم في تعزيز مرحلة نضج رئة الجنين.
• فعندما تكون الأم في الفترة الواقعة ما بين الأسبوع الثالث و العشرين و الرابع و الثلاثين من الحمل، يوصي الطبيب بالستيرويدات القشرية في حال أنه يعتقد بأنها في خطر للولادة المبكرة من اليوم إلى سبعة أيام.
• و قد يوصي الطبيب بأخذ الستيرويدات القشرية، في حال الظنّ بتعرّض الأم لخطر الولادة المبكرة بين الأسبوعين الأسبوع الرابع و الثلاثين و السابع و الثلاثين من الحمل.

2- كبريتات المغنيسيوم

• قد يوصي الطبيب بأخذ كبريتات المغنيسيوم إذا كانت الأم معرّضة لخطر الإصابة بالولادة المبكرة بين الأسبوعين الربع و العشرين و الثاني و الثلاثين من فترة الحمل.

3- مضادات المخاض

• مضادات المخاض تبطئ التقلّصات و الانقباضات مؤقتًا.
• ثم من الممكن أخذ مضادات المخاض لمدة ثمانية و أربعين ساعة من أجل تأخير الولادة المبكرة و السّماح للكورتيكوستيرويدات بتحقيق أكبر فائدة.

4- الإجراءات الجراحية

• قد يقترح الطبيب على الأم التي تمتلك عنق قصير للرحم، بإجراء إجراحي يسمّى ” تطويق عنق الرحم “، بحيث تتم خياطة عنق الرحم بنوع خيوط قوية.
• لتتم بعد ذلك إزالة الغرز بعد ست و ثلاثين أسبوعًا من الحمل.

الوقاية من الولادة المبكرة

من أبرز و أهم طرق الوقاية من ظهور اعراض الولادة المبكرة و بالتالي ولادة مبكرة :

• المتابعة خلال الحمل من خلال الفحوصات الدورية للتأكد من سلامة الجنين و صحة الحمل.
• الحرص على التغذية السليمة، مثل : تناول الفيتامينات المخصّصة لفترة ما قبل الحمل.
• التقليل من النشاط و ساعات العمل التي من الممكن أن تقضيها الأم الحامل و هي واقفة على قدميها.
• تجنب التدخين و احتِساء الكحول أثناء فترة الحمل.
• يجب أن يكون تناول الأدوية خلال فترة الحمل خاضِعًا لمراقبة الطبيب، مهما كان نوع الدواء.
• المحافظة على توازن و استقرار الأمراض المزمنة، مثل : ارتفاع ضغط الدم و السكري.
• أخذ استشارة الطبيب فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية.
• إذا كانت الأم تمتلك تاريخ في الإجهاض و الولادة المبكرة، فيوصي الطبيب بأخذ حقن لهرمون البروجسترون أسبوعيًا.

ثم إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، و على الأم الحامل أن تقوم بزيارة طبيبها لترى فيما إذا كانت معرّضة للولادة المبكرة.

اقرأ أيضًا :

هل حبوب منع الحمل تسبب العقم في بداية الزواج؟