لن ترضى الكثير من النساء عن أجسامهنّ، ما دام الأخير لم يحقق لهنّ شروط النحافة و الرشاقة، على اعتبار أن الجسد المنحوت أهم معيار للحظوة بالجمال و الفتنة، و لما كان الالتزام بجداول الغذاء الصارمة، و مراقبة عدد السعرات الحرارية الواردة، و المواظبة على التمارين الرياضية أموراً مستصعبة، فإنّ هذا ما يجعل رحلة الوصول إلى الجسم المثالي طويلة و صعبة، و لكن لحسن الحظ من الممكن تقصير هذه الرحلة، و مضاعفة فرصة الحصول على الجسم المنشود، من خلال ريجيم الصيام العكسي، فما هو هذا الريجيم، و كيف يمكن تنفيذه، و ما هي فوائده، وأضراره؟ كل هذا و أكثر سنعمد على الإجابة عنه في هذا المقال، فتابعي القراءة حتى النهاية.
ما هو ريجيم الصيام العكسي؟
لفهم مبدأ ريجيم الصيام العكسي، ينبغ علينا بدايةً أن نفهم الآلية التي يتعاطى فيها الجسم مع المحفزات الخارجية، حيث أنّ الدراسات العلمية أثبتت مؤخراً أن كل خلية في الجسم لها ساعة بيولوجية خاصة بها، حيث تقرر هذه الساعة وقت النشاط، و وقت الخمول الخاص بالخلية أو العضو، و الجدير بالذكر أن الساعة البيولوجيا الخاصة بالجسم تستمد القدرة على إحداث هذا التوقيت و جدولة الأعمال، اعتماداً على ضوء الشمس، فعلى سبيل المثال نجد أن عملية الهضم تنحسر بشكل كبير خلال ساعات الليل، لتنشط في هذه الأوقات تحديداً عمليات الاستقلاب، و إصلاح الدنا التالف، و عليه يمكن القول بأنّه إذا ما تناولنا الطعام خلال ساعات الليل، فإنّه من المتوقع أن تكون عملية هضم الطعام بطيئة، كما أن الجسم لن يكون قادر على التعامل مع ارتفاع نسبة سكر الدم الحاصلة بالشكل المثالي، و ذلك بسبب تراجع حساسية مستقبلات الأنسولين في هذه الفترة.
و بإسقاط ما تقدم على مفهوم الصيام العكسي، نجد أنّه نظام غذائي يسعى إلى تخفيض الوزن، حيث يستدعي الامتناع عن تناول الطعام لمدة تصل ما بين 13 إلى 16 ساعة، و سمي بالعكسي لأنه و بعكس الرائج فإنّ هذا الصيام يبدأ ليلاً، كأن يباشر اعتباراً من الساعة الخامسة ليلاً، و يستمر إلى الصباح، مع احتساب ساعات النوم ضمن مدة الصيام، و تنتهي فترة الصيام هذه مع وجبة الإفطار التي من المفترض أن تكون بين الساعة السادسة والتاسعة صباحاً.
إن مبدأ الصيام العكسي يكون متماشياً مع الساعة البيولوجيا التي سبق و أن شرحنا، حيث أن الجسم يلجأ بدايةً إلى الغلوكوز لاستحصال الطاقة، و لدى نفاذ الغلوكوز من الدم، يحيل الجسم اعتماده إلى مخازن الدهون ليعمل على استنزافها، و إننا لما قمنا بتبكير وقت الفطور، و مباشرتنا الصيام في ساعات الليل، نكون قد افسحنا المجال أمام الجسم ليقوم بحرق أكبر كمية من الدهون [1] .
طريقة القيام بالصيام العكسي
لما كان القيام بالصيام العكسي يشترط تناول وجبة الفطور و العشاء في وقت باكر، و عليه فإذا ما كانت وجبة العشاء على الساعة السادسة، ليبدأ الصوم إلى حين الوصول إلى موعد وجبة الفطور، و التي يجب أن تكون بين الساعة السابعة لل التاسعة، علماً أنّه من الممكن في بعض الأيام أن نعمل على إطالة مدة الصيام إلى 16 – 17 ساعة، و ننوه هنا أيضاً إلى أنّه و خلال فترة الصيام هذه يمنع تناول أي نوع من الأطعمة، ليسمح فقط بشرب الماء، و فيما يلي سنورد أبرز و أهم النقاط المتعلقة بتنفيذ هذا النوع من الصيام:
- بخلاف الشائع يبدأ الصوم ليلاً، ليكون الامتناع عن الطعام على تمام الساعة السادسة، و يستمر إلى حين موعد موجبة الإفطار، بحيث يتحقق ما مقداره 13 – 16 ساعة صوم، متضمنة ساعات النوم.
- مكمن الفارق بين الصيام المتقطع و الصيام العكسي، أنّه في حالة الأخير نقوم بجعل موعد العشاء أبكر من المعتاد، كأن يكون في المتقطع على تمام الثامنة، ليصبح في حالة العكسي على تمام السادسة.
الجدير بالذكر أنّ العديد من الدراسات كانت قد أوضحت فعالية هذا النوع من الريجيم، بتحقيق فقدان أكبر للوزن، لكونه يفسح المجال أمام الجسم لحرق كمية أكبر من الدهون، و هذا يتحقق حتى في حال تناول وجبة فطور و عشاء لها نفس العدد من السعرات الحرارية [2] .
فوائد ريجيم الصوم العكسي
علاوةً على قدرة الصيام العكسي بإنقاص الوزن، فإنّه من المتوقع أن يؤول عنه الكثير من الفوائد على الصحة. و منها نذكر [3] :
- رفع حساسية مستقبلات الأنسولين.
- تحفيز عمل الجهاز المناعي.
- المحافظة على ضغط دم مثالي.
- إنقاص الشهية.
- خفض احتمالية التعرض لسرطان الثدي.
- المحافظة على صحة الدماغ.
أضرار ريجيم الصيام العكسي
إن المضار المتوقعة عن الصيام العكسي، تكون في حال عدم حصول الشخص على المعادن و الفيتامينات و البروتينات الهامة لصحة الجسم، بمعنى أن يتحول لديه الريجيم إلى سوء تغذية يضعف المناعة لديه، لذلك من الواجب على من يريد اتباع هذا الشكل من الريجيم أن يحرص على تناول جميع العناصر الغذائية الضرورية و ذلك على وجبة الفطور و العشاء، و ننوه إلى أنّ هذه الشكل من الصيام لا يجدي مع الحوامل و المرضعات، و يعرضهنّ للكثير من المخاطر، لذلك من الخطر على هذه الفئة الانقياد وراء هذا الصيام، و ينبغي عليهنّ استشارة الطبيب بخصوص ذلك.
أضف إلى ذلك أنّه من المحتمل أن يؤول عن الصيام العكسي بعضاً من الأثار الجانبية الأخرى نذكر منها:
- الإصابة بالإمساك.
- التعب و الإنهاك.
- مشاكل في النوم.
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- الصداع.
الفرق بين الصوم المتقطع و الصوم العكسي
على الرغم من التشابه بين كلاً من الصيام المتقطع، و الصيام العكسي. إلا أنّ مكمن الاختلاف يكون في كل من النقاط التالية:
- يمكن القول بأن الصيام المتقطع أكثر مرونة. بمعنى أن الشخص يستطيع أن يكيّف هذا الشكل من الرجيم مع نمط حياته، و بالتالي يختار النمط الذي يناسبه، كأن يصوم 12 ساعة، و بغض النظر عن متى يبدأ الصوم، و متى ينتهي، أما في حالة الصوم العكسي فإنّ هذه المرونة تكون مفقودة، بسبب أن الشخص يكون ملزم بأن يباشر بالصوم في المساء.
- في حالة الصيام المتقطع يكون الوقت الذي يتعين على الشخص أن يباشر الصيام منه، هو من توقيت أخر وجبة ، كأن مثلاً يتناول وجبة في ال9 مساءً ليستمر الصيام عقب ذلك لمدة 16 ساعة، أما في حالة الصيام المتقطع فإن السيد أو السيدة الذين يعتمدونه، يكونون ملزمين بالبدء في الصيام من الساعة 5 – 6 مساءً، و ليستمر الصيام عقب ذلك ل 13 – 16 ساعة.
- يعتبر الصيام المتقطع ريجيم قاسي، و بالتالي يكون مناسب للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة، و ذلك مشروط في حال عدم معاناتهم من أي أمراض. على الجهة المقابلة نجد أن الصيام العكسي مناسب سواء للمراهقين أو لكبار السن.
- الصيام المتقطع يساعد على خسارة الوزن بصورة أكبر. أما في حالة الصيام العكسي فهو يعتبر مفيد من قِبل تصغير المقاسات، بسبب أنّه يعمل على تقريب وجبة العشاء، التي عادةً ما تكون السبب وراء تراكم الدهون في الخصر و الأرداف.
نصائح حال اتباع ريجيم الصيام العكسي
إذا كنت تصبو إلى أفضل نتيجة من اتباع الصيام العكسي، فإنّه من الواجب حينها اتباع ما يلي من نصائح:
- شرب كميات كبيرة من الماء.
- تناول الخضروات و الفواكه الغنية بالألياف.
- الحرص على الحصول على نفس المقدار من السعرات الحرارية على مدار أيام الحمية.
- من المفيد ممارسة الرياضة قبل موعد الفطور.
اقرأ أيضاً:
جدول حمية غذائية للقولون العصبي
المراجع
- ↑ Could Reverse Fasting Help You Lose Weight? | www.rebootwithjoe.com
- ↑ How to start reverse fasting today | www.mindbodygreen.com
- ↑ REVERSE FASTING | www.thefastingdoctor.com