خيرُ ما نبدأ به مقالنا ” دعاء الحمد والشكر “، هو الآية الكريمة : ” لَئِن شَكَرتُم لَأزيدَنَّكُم “، فهذا وعدٌ من الله سبحانه و تعالى لِمَن يحمده و يشكره، فالله سبحانه و تعالى يحبّ من عبده إذا أكل أكلة أن يحمده عليها و إذا شَرِب، و كيفما يتحرّك يستشعر نِعَم ربه من حوله، فلا يتوقف لسانه و قلبه عن حمد الله [1].
ما هو فضل الحمد والشكر
مهما حاول الإنسان أن يحصي نِعَم الله، فلن يستطيع، فعطاءه لا ينتهي، و فضائله لا تنحصر بكمٍّ أو عدد. و قد خَصَّ الله سبحانه و تعالى بني البشر، و أنعمَ عليهم بالكرم و الخيرات و الفضائل، قال الله تعالى في سورة الاسراء [2] : ” وَ لَقَد كَرَّمنا بَني آدم و حَملناهُم في البَرِّ و البَحر و رَزَقناهُم مِنَ الطَّيبات و فضَّلناهُم على كثيرٍ مِمَّن خلقْنا تَفضيلًا “، فوجب على الإنسان ألّا ينكِر فضل الله و عطاءه. و للحمد الكثير من الفضائل، منها :
- يرفع الحمد والشكر من شأن الإنسان.
- الثناء على من يحمد و يشكر الله.
- دعاء الحمد والشكر غاية الخَلق، فخلقنا الله سبحانه و تعالى مستخلفين في الأرض، و أسبغَ علينا بالنعم و الفضل و الكرم.
- فإنّ الله إذا أحبّ عبدًا قرّبه بالحمد والشكر و الثناء.
- وعد الله الحامدين بخير الجزاء و أحسنه، فلهم السعادة دينٌ و دنيا، أي في الدنيا و الآخرة، و لهم الجنّات العالية بِما حمدوا و أثنوا على عطايا الله عز و جل.
- الحمد سبب لفتوحات كبيرة من العطاء، فعندما يحمد العبد ربه، فحتمًا سيزيده الله من رزقه الواسع و من فضله، و أرضاه في دنياه و رزقه حبّ عباده لأنّ الله أحبّ عبده.
- بالحمد والشكر تدوم النعم، و تعم البركات، و يحفظ الله عز و جلّ أهل العبد و ماله و ولده.
- الحمد والشكر عبادة، فمن يشكر الله و يحمده، فهذا من حق العبادة.
ما هي النِعَم التي يجب أن نحمد الله عليها
قبل أن نذكر ما هو دعاء الحمد والشكر، من المهم أن نعرف جميعًا ما هي النعم التي ينعم الله بها علينا، و ذلك على سبيل العلم لا الحَصر، إلى جانب أن نجلي الغشاء عن عيوننا لنراها. و النعم هي على نوعين أساسين جوهريين :
1- النعم الروحية
تعمدّتُ ذكر النعم الروحية قبل النعم المادية، و ذلك لقلّة من يفهمها و يراها و يدركها. فأعظم نعمة هي : دين الإسلام خاصةً و دين التوحيد عامةً، الذي مَنَّ الله به على عباده، و الذي جاءت عن طريق رسلِ الله، الذين أخذوا بعبادِ الله إلى الهداية و الحق، فالحمد لله دائمًا و أبدًا. و من بعض الأمثلة على النعم الروحية و التي تستحق كل دعاء الحمد والشكر :
- نعمة الإيمان و الإحساس بلذّته و حلاوته.
- نعمة الإخوة الطيّبون.
- نعمة الولد الصالح.
- نعمة الإحساس بالغير و من ثم مساعدتهم من غير أن يطلبوا ذلك.
- نعمة العافية و الصحة، فالبلع من غير ألم نعمة.
- و أكل كلّ أنواع الطعام نعمة، فهناك الكثير من المرضى الممنوعين عن أنواع كثيرة من الطعام لأسباب مرضية في المعدة مثلًا.
- نعمة الأخ في الله.
2- النعم المادية
النعم المادية و التي تستحق أن يبحث الإنسان عن دعاء الحمد والشكر هي كثيرة، فهي كلّ ما خلقه الله سبحانه و تعالى في هذا الكون العظيم. قال الله تعالى في سورة الجاثية [3] : ” وَ سَخَّرَ لكُم ما في السَّماواتِ و ما في الأرض جميعًا مِنّه “. و من بعض الأمثلة عن النعم المادية :
- نعمة المأوى و الملبس.
- نعمة الطعام و الشراب.
- نعمة وجود الأشياء التي تساعد الإنسان في استمرار عمله على هذه الأرض.
دعاء الحمد والشكر
و الآن بعد أن عرفنا ما هو فضل الحمد و ما هي أنواع النِعَم مع بعض الأمثلة عن كلّ نوع، سوف نذكر بعضًا من دعاء الحمد والشكر، فيجوز للإنسان أن يحمد الله و يشكره بالصيغة التي يريد. و لكن سنضع بين أيديكم أدعية حمد وشكر مأثورة :
- اللهم لك الحمدُ يا الله حمدًا يليقُ بجلالك و عظيم سلطانك.
- لا أحصي ثناءً عليك يا الله، أنت كما أثنيتَ على نفسك.
- اللهم لك الحمدُ مِلءَ السَّماواتِ و مِلءَ الأرض.
- لك الحمدُ يا الله مِن قاعِ الفؤادِ إلى عَرشكَ المقدَّس.
- الحمدُ لله ربِّ العالمين، حمدًا لشكره أداءً، و لحقِّه قضاءً، و لحبِّهِ رجاءً، و لِفضلهِ نماءً، و لثوابهِ عطاءً.
- دعاء الحمد والشكر : الحمدُ لله ربِّ العالمين الذي جعل لكلِّ شيءٍ قدرًا، و جعلَ لكلّ قدرٍ أجلًا، و جعلَ لكلّ أجلٍ كتابًا.
- الحمدُ لله الذي أذهبَ عنا الحَزَن.
- اللهم لك الحمدُ حتى ترضى، و لك الحمدُ إذا رضيت، و لك الحمدُ بعد الرضا.
- الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
- الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه.
- الحمد لله الذي أطعمنا و سقانا، الحمد لله الذي كفانا و آوانا، الحمد لله الذي مَنَّ علينا و أَفْضَل.
- لك الحمدُ يا الله عدد خلقك، و رضاء نفسك، و زِنّة عرشك، و مداد كلماتك.
- لك الحمد يا الله حمدًا لا ينفد أوله و لا ينقطع آخره.
أدعية مأثورة للحمد والشكر
كلّ ما زاد العبد بالحمد والشكر كان ذلك أفضل و أجزل في الثواب و العطاء. و من ثم فيما يلي مجموعة من دعاء الحمد والشكر :
- اللهم لك الحمد كلّه، و لك الشكر كلّه، و إليك يرجع الأمر كلّه، علانيته و سرَّه، فأهلٌ أنت أن تحمَد، و أهلٌ أن تعبَد، و أنت على كل شيء قدير.
- اللهم لك الحمد كالذين قالوا خيرًا مِمّا نقول، و لك الحمد كالذي أنت تقول، و لك الحمد على كل حال.
- اللهم لك الحمد أنت نور السماوات و الأرض، و أنت بكل شيء عليم.
- الحمد لله على عطائه، الحمد لله على رزقه، الحمد لله على آلائه، الحمد لله على نعمائه.
- الحمد لله حمد الشاكرين و الشكر لله شكر الحامدين.
- دعاء الحمد والشكر : الحمد لله على لطفه، الحمد لله على خيره، الحمد لله على كرمه، الحمد لله على سِعة النِعَم، الحمد لله على وفرة الرزق.
- الحمد لله على كثرة العطايا، الحمد لله على بركة الهدايا، الحمد لله على الخير كله.
- الحمد لله على ما وهبَ من خيراتهِ الحِسان.
- يا رب لك الحمد على الخير الذي جاد، و الك الحمد على الفضل الذي ساد.
- اللهم أوجِب لنا رِضاك، و جزيلِ إحسانك، و عظيمِ رزقك، يا أكرم من سُئل و أعظم من أعَطى، و أكرم من وَهَب.
- الحمد لله في سري و في علني، في حزني و في سعدي.
- الحمد لله عمّا كنتُ أعلمه، و الحمد لله عما غابَ عن خَلَدي.
- لك الحمد يا الله في السّراء و الضرّاء.
- و لك الحمد في الشدة و الرخاء، و لك الحمد على كل حال.
كيف يشكر العبد ربه
و من ثم بعد عرض بعض من دعاء الحمد والشكر، ينبغي أن نتعرف على طريقة الشكر، فلا يقتصر الشكر على اللسان فقط، و إنّما بالأفعال :
- شكر القلب، و الذي يكون بشكر العبد لربّه بخشوع جوارحه و صدقه، و استكانته، و خضوعه.
- شكر اللسان، و هو أن يعترف العبد بفضل الله، فيحمده و يشكره لفظًا و صراحةً.
- شكر الجوارح، و هذا النوع له فضل عظيم جدًا، حيث طريقة شكر الله فيه تكون بالالتزام بما أمرّ الله به، و الابتعاد عمّا نهى الله عنه، و على سبيل المثال أيضًا : أن أَشكر الله على نعمة البصر، فأَبتعد عن مشاهدة الأفلام الإباحية و التي فيها من الذنوب شيء عظيم، عافانا الله منه، و أشكر الله على نعمة العافية، فأبتعد عن الخمر و التدخين و المأكولات الضارّة.
ما هو سجود الحمد والشكر
دعاء الحمد والشكر، ليس له زمان أو مكان، فأستطيع أن أشكر الله عز و جلّ في أي وقت و في أي مكان، و لكن شرّع الإسلام، الدين الحنيف، بسجود الشكر، و الذي يسجده العبد عندما يحصل على نعمة كبيرة أو عندما يدفع الله عنه ابتلاء عظيم، أو في حال كان العبد مبتليًا و فرَّج الله عنه كربه. و الذي يكون :
- هو سجود، يسجده المسلم من غير تكبيرة.
- ثم إنّ سجود الشكر لا يحتاج إلى تسليم.
- بعد ذلك، يمكن للمسلم أن يؤدّيه و هو قاعدًا أو قائمًا.
- يمكن للمسلم الطاهر أو محدثًا أن يسجد سجود الشكر، مع وجوب الطهارة أفضل.
- يقول فيه المسلم ما أراد، فيثني على الله بنعمه و يشكره على دفعه الضرر عنه.
- فقد كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم إذا بشّره أحدُ ما بخبر أسرَّه، خَرَّ ساجدًا شكرًا لله تعالى.
و في السطر الأخير لمقالنا، عوّد نفسك على استشعار نِعمِ الله من حولك و اشكره عليها ما حييت، و اطلب منه أن يجعلك تشعر بالنعمة من غير أن تجرِّب فقدانها.
اقرأ أيضًا :
دعاء لقيام الليل مع كيفية صلاة الليل و فضلها
المراجع
- ↑ www.ar.wikipedia.org | Thank goodness
- ↑ www.quran.com | Al-Isra
- ↑ www.quran.com | Surah Al-Jathiyah