حرص المسلم في كلّ أيام شهر رمضان المبارك على الدعاء و فعل الطاعات و الخيرات، و حين تأتي ساعات الأخيرة لانتهاء هذا الشهر الفضيل، يطلب المسلم من الله سبحانه و تعالى أن يغفر له ما قصّر فيه، و يتقبّل منه صالح أعماله و طاعاته، و يعفو عنه و يبارك له في ما فعل من خيرات و ما قدّم من صدقات أو زكاة، لِذا بين سطور هذا المقال سنجد أكثر من دعاء وداع شهر رمضان و كيف ينبغي على المسلم أن يودّع هذا الشهر العظيم في أجره و ثوابه.
دعاء وداع شهر رمضان
فيما يلي أجمل أدعية و أكثرها روحانية عن المؤمنين و السلف الصالح في دعاء وداع شهر رمضان المبارك، حيث يجوز للمسلم أن يودّع شهر رمضان الفضيل بأي دعاء قد ألهمه الله به :
- اللهم يا ربّ أنت الكريم، أكرمتنا في شهرك الفضيل، رزقتنا من واسع فضلك، و أنعمتنا علينا من جزيل عطائك، فسترتنا و أطعمتنا من غير حولٍ مِنّا و لا قوة، فلك الحمدُ و الشكرُ لك.
- اللهم إنّي أسألك أن لا ينتهي شهر رمضان هذا، إلّا و قد أعتقتت رقابنا و رقاب والدينا و أخواتنا و من له حقٌ علينا من النار.
- اللهم يا ربّ يا حنّان يا منّان، أسألك أن تبلّغني شهر رمضان القادم و نحن بألف خير و صحة و عافية، و أن تحبر تقصيرنا في رمضاننا هذا و تعفو عنّا و تغفر لنا و ترحمنا، و ألّا تحرمنا خيرك لقلّة شكرنا، و ألّا تحاسبنا لقلّة استغفارنا.
- من دعاء وداع شهر رمضان : اللهم إنّي أسألك ألّا ينتهي شهر رمضان هذا، إلّا و قد غفرت ذنوبنا و عفوت عنّا و كتبتنا في قائمة العتقاء من النار، و بلّغتنا قيام ليلة القدر و تقبّلت دعاءنا و صلاتنا و صيامنا و قيامنا.
- اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، و النجاة من نيرانك، اللهم اجعلنا فيه من المقبولين و من النار معتوقين.
- اللهم اجعلنا مِمّن قد شملتهم الرحمة في هذا الشهر يا الله، و مِمّن عمّتهم المغفرة و حازوا العتق من النار.
- يا ربّ، اجعل رمضان هذا غافرًا لذنوبنا، ماحيًا لزلّاتِنا، مغيّرًا لنفوسِنا.
- اللهم بلّغنا شهر رمضان كلّ عام على خير و صحة و عافية، لا فاقدين و لا مفقودين، محاطين بالأهل و الأحبّة.
- اللهم أعِد علينا رمضان أعوامًا مديدة، و نحن بأحسنِ حال و أفضل صحة.
- اللهم اجعل صيامي فيه بالشكر و القبول على ما ترضاه و يرضاه الرسول، محكمة فروعه بالأصول، بحق سيدنا محمد و آله الطاهرين.
أجمل و أرقّ الكلمات في وداع شهر رمضان
بعد أن زدنا من حصيلة علومنا الدينية، بتعلّم أكثر من دعاء وداع شهر رمضان، ينبغي أن نقول : كما أنّنا في كل عام من الأعوام بقدوم شهر رمضان المبارك، نقوم بتهنئة أهالينا و أصحابنا و جيراننا، فيجب أيضًا أن نقوم بإرسال بعض الكلمات الجميلة بوداع شهر الخير و القرآن. و فيما يلي بعض من الكلمات الرقيقة في وداع هذا الشهر الفضيل :
- بكت العيون على الفِراق، لقد كان ضيفًا حلّ بعد اشتياق، ضيفًا كريمًا، مليئًا بفضائل الأخلاق : صيام و قيام و طيب الإنفاق و خصاله الطاعات، كان ضيفًا عزيزًا طيب الأعراق.
- لحظات ذهبية قبل انقضاء آخر أيام شهر رمضان المبارك، شهر الخيرات و البركات، فلنعمرها بذكر الله و الاستغفار، تقبّل الله مِنّا و منكم رمضان.
- أسأل الله أن يجعلنا و إياكم مِمّن عفى عنهم و رضي عنهم و غفر لهم و حرّمهم على النار و كتب لهم الجنّة.
- أحبتي، في آخر رمضان أقول لكم : تقبّل الله صيامكم و قيامكم و صالح أعمالكم.
- ها هو رمضان يلملم حقائبه و يتهيأ للرحيل، كان ضيفًا يؤلف بين القلوب و يهذِّب النفوس.
- اللهم اجعل آخر يوم في رمضان نهاية أحزاننا و بداية أفرحنا.
- دقائق قليلة و تنتهي قصة ثلاثين يومًا، الحمد لله الذي أعاننا على صيامه و قيامه.
- الحمد لله الذي بلّغنا شهره و تمامه، اللهم اجعلنا مِمّن يقال لهم : أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.
- روحانية التراويح و نقاء النفوس و مائدة الإفطار و حديث السمر، يا الله ما أسرع رمضان، تقبّله مِنّا يا ربّ العالمين.
- انتهى شهر رمضان بما فيه من الخيرات، أتمنى لي و لكم أن نكون قد حصدنا فيه الكثير من الخير و الغفران و العتق من النيران.
- الصوم لن ينتهي و القرآن لن يرحل و المساجد لن تغلق، و الاستجابة لن تتوقف و الأجِر لن ينقطع.
- بالأمسِ رؤية هلال رمضان و اليوم رؤية هلال شوال، نسأل الله الرحمة و المغفرة و العتق من النار [1].
كيف يودّع المسلم شهر رمضان
ينبغي للمسلم أن يغتنم أيام شهر رمضان المبارك بكلّ الأعمال الصالحة التي ينال بها مرضاة الله سبحانه و تعالى، و خير ما يفعله في الأيام الأخيرة لوداع شهر رمضان هو :
1- الصدق مع الله
- حيث يجب على المسلم أن يحاسب نفسه باستمرار، فينظر ماذا قدّم في شهر رمضان المبارك، إن كان على الوجه الذي يرضي الله، فهنيئًا له، و إن كان مقصِّرًا، فعليه أن يطلب من الله المغفرة و العفو و يغيّر أي سلوك يفعله لا يرضي الله و يحقّق مراتب التقوى في حياته.
2- طلب العفو من الله
- قبل أن يردّد المسلم دعاء وداع شهر رمضان، ينبغي له أن يطلب من الله أن يعفو عنه، و خصوصًا في العشر الأواخر، فقد جاء في السنّة النبوية الشريفة بأنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم قد علّم السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، أن تطلب العفو من الله، بقول : ” اللهم إنّك عفوٌ كريم، تحبُ العفوَ فاعفُ عنّي “.
- و من ثم يجدر بالمسلم أن يكون حسن الظن بالله، أي يطلب العفو من الله و هو واثقًا بأنّ الله تعالى سيعفو عنه، لأنّ العفو هي صفة قائمة لله سبحانه و تعالى.
3- لزوم الاستغفار
- الاستغفار يلزم لجبر النواقص من العبادة، تمامًا كما صدقة الفطر اللازمة لجبر النقص الذي قد يحصل في عبادة الصيام، مثل : اللغو في المجالس.
4- خضوع القلب و خشوع الجوارح
- حتى يقول المسلم دعاء وداع شهر رمضان المبارك و هو موقن حقًا لِما يقول، يجب أن يتبعد عن التباهي و الإعجاب بالنفس، الذي يبطل الأعمال.
- ثم إنّه يجب أن يحفظ المسلم قلبه من الرياء و الغرور، و إلّا فلم يتحقق مقصوده من العبادة، و هو الله تعالى وحده.
5- توديع شهر رمضان المبارك كما تمّ استقباله
- لا شك أن جميع المسلمين يستقبلون شهر رمضان المبارك بالهمّة القوية و العزيمة و الإرادة على الصيام، و القيام و أداء الصلوات و فعل الطاعات و الخيرات، فيجب أن يحافظ على هذه الهمّة حتّى بعد أن ينقضي شهر رمضان المبارك.
- و حرّي أنّ على من عرف ما هو فضل الطاعة، و استشعر بركاتها و ذاق حلاوتها، أن يحافظ ما دام حيًا عليها.
- و كما قال الله تعالى في سورة النحل : ” و لا تكونوا كالذينَ نَقَضَتْ غَزلَها مِنْ بعدِ قوةٍ أنكاثًا، تتخِذونَ أيمانَكُم دَخَلًا بينكُم أن تكونَ أمَّةٌ هي أربَى مِنْ أمَّةٍ، إنّما يبلوكُم الله بهِ و ليبيّننّ لكُم يومَ القيامةٍ ما كنتُم فيهِ تختلِفونَ “ [2].
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم، كما وصلنا إلى ختام شهر رمضان المبارك، و لنضع نصب أعيننا جميعًا بأنّ أي عبادة أو أي خلق أو عادة أو صحبة غرسها فيك شهر رمضان المبارك استمّرت معك إلى ما بعدِ رمضان، هي الربح الحقيقي!
اقرأ أيضًا :
المراجع
- ↑ www.theramadankareem.com | End of Ramadan Quotes
- ↑ www.quran.com | Surah Al-Nahl