يحتل السرطان المرتبة الثانية بعد الأمراض القلبية، كأحد أكثر الأمراض تسبباً بالوفاة. إذ أنّه و على الرغم من التطور الكبير الذي شهده القطاع الطبي، فإنّ العلم لا يزال إلى اليوم عاجز عن إيجاد علاج شافي 100% للسرطان، ليبقى أفضل علاج للسرطان هو منع وقوعه، لتبقى بصحة جيدة خالية من الأوجاع، و بالتالي و لأهمية ما تقدم كنا قد خصصنا هذا المقال للحديث عن طرق الوقاية من مرض السرطان، فتابع المقال حتى النهاية لتحيط علماً بكل التفاصيل.
طرق الوقاية من مرض السرطان
لما كان السرطان أحد أكثر الأمراض فتكاً، و أحد أكثر الأمراض صعوبة في العلاج. فإنّ هذا يستدعي بطبيعة الحال اتباع كل السبل التي من شأنها أن تقلل من احتمالية الإصابة بهذا المرض الخطير، و ذلك لأنه في الكثير من الحالات قد لا يكون هناك طائل من العلاجات المتبعة في تطبيب السرطان، عدا تخفيف وطأة المرض، و تحسين حياة المريض، و إطالة عمره، فالتعويل على العلاج قد لا يكون هنا صائباً، بل الأجدر بك أن تلزم المثل الشائع “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
كل ما تقدم يشي بأهمية عدم التهاون مع الوقاية من مرض السرطان، لذلك سنعمل فيما يلي على استعراض أبرز السبل التي عليك الالتزام بها، فيما لو أردت حماية نفسك من الأورام الخبيثة [1] :
1. تقليل التعرض لأشعة الشمس
تعتبر الأشعة فوق البنفسجية مكمن الخطر في أشعة الشمس، إذ تعمل الأخيرة على توليد الجذور الحرة في البشرة، و بالتالي ترفع من احتمالية إصابة الجلد بالسرطان، و لكن لحسن الحظ توجد العديد من الطرق التي من شأنها أن تحد من التأثيرات الضارة لهذه الأشعة، و منها نذكر:
- احرص على ارتداء الملابس الفضفاضة التي تكفل تغطية أكبر مساحة من الجسم.
- تجنب ارتداء الملابس داكنة اللون، في الأيام المشمسة، بسبب أنها تعمل على امتصاص الأشعة.
- دهن المناطق المكشوفة من الجسم بالواقي الشمسي SPF30 على الأقل. مع مراعاة تجديده كل ساعتين، إذ أنّ لمثل هذا الإجراء دور كبير في الوقاية من مرض السرطان.
- ارتداء القبعات الشمسية، التي تعمل على الحد من وصول أشعة الشمس إلى منطقة الوجه.
- ارتداء النظارات الشمسية ذات النوعية الجيدة، فهي تعمل على منع وصول أشعة ال UV إلى العين.
- تجنب الخروج إلى الشمس في الأوقات التي تشهد أشعة قوية. إذ عادةً ما تمتد هذه الأوقات ما بين 10 صباحاً حتى ال 4 عصراً.
- البقاء قدر الإمكان في الظل.
2. التوقف عن التدخين و الامتناع عن شرب المسكرات
أهم قرار يجب عليك البت به في حالة الوقاية من مرض السرطان، هو التوقف عن التدخين. إذ أن الإدمان على التبغ يضعك وجهاً لوجه مع السرطان، إذ أن التدخين يعتبر المسؤول المباشر عن عدد كبير من السرطانات، لا سيما سرطان الرئة – الفم – الحنجرة – البلعوم – البنكرياس – المريء – المثانة – عنق الرحم – الكلى.
أما عن الكحول، فإن الأثر السلبي المتوقع عن الإدمان عليه لا يقل خطورة عن التبغ. إذ أن الكحول يعتبر مسؤول أيضاً عن الإصابة بكلاً من، سرطان الثدي – القولون – الرئة – الكبد – الكلى.
3. اتباع نظام غذائي صحي
إذا أردت حماية نفسك من السرطان، فحري بك أن تعمل على إدراج الفواكه و الخضروات و الحبوب الكاملة، في النظام الغذائي الخاص بك، و أن تحرص على تناولها بشكل منتظم، بسبب أنّ مثل هذه الأطعمة عادةً ما تكون غنية بمضادات الأكسدة، التي تعمل على محاربة الجذور الحرة، و التي تتهم بمهاجمة الخلايا و إحداث طفرات فيها، و بالتالي نشوء السرطانات.
و حريُّ بك أيضاً الابتعاد عن الخضروات المعدلة وراثياً. و أن تحرص في حصولك على الأغذية النباتية هذه أن تكون خالية من المواد الكيميائية التي عادةً ما ترش على الزرع، بغية تسريع نموه و محاربة الحشرات التي من الممكن أن تطاله، إذ أن الكثير منا الدراسات كانت قد اتهمت السماد الكيميائي و المبيدات الحشرية، بالتسبب بالعديد من السرطانات عند الإنسان.
أضف إلى ما تقدم أنّه من الواجب عليك الابتعاد عن الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية من مثل، الدهون، و السكريات المكررة. و أن تعمل على استبدال الزبدة و السمن بزيت الزيتون، و اللحوم الحمراء بالأسماك [2] .
4. ممارسة الرياضة بانتظام من أساليب الوقاية من مرض السرطان
تشير العديد من الدراسات إلى أن تمتع الإنسان بوزن مثالي، من شأنه أن يشكل وقاية من سرطان الثدي – البروستات – الرئة – الكلى – القولون. كما أن ممارسة الأنشطة الرياضية التي تساهم في تخفيض الوزن، و تحفز المناعة، وتنشط الدورة الدموية، يصب في إطار حمايتك من السرطان، لا سيما سرطان الثدي – القولون.
هذا و الأهم من ممارسة الرياضة، هو الانتظام في ممارستها. إذ عادةً ما ينصح بممارسة تمارين الكارديو بمعدل 150 دقيقة في الأسبوع، و من الممكن أيضاً ممارسة التمارين البدنية القوية بمعدل ساعة و ربع في الأسبوع.
5. اجراء فحوص دورية
من الواجب عليك أن تعمل على اجراء فحصوص دورية لك، و ذلك بغية أن تكون متيقظاً لأي بؤرة ورمية تنشط لديك. إذ أن معيار نجاعة معالجة الكثير من السرطانات، يكون من خلال التدخل الباكر.
هذا و تتضاءل نسبة النجاة مع تأخر التدخل الطبي، و قد ينعدم الأمل نهائياً إذا ما دخل السرطان المرحلة الرابعة، و التي يكون فيها قد انتشر إلى أعضاء و أنسجة أخرى في الجسم.
6. تجنب التوتر و القلق
عادةً ما يفرز هرمونا الأدرينالين و الكورتيزول في الدم، و ذلك خلال مشاعر القلق و التوتر. أما الأول(الأدرينالين) فهو يعمل على رفع الضغط، من خلال أثره على الأوعية و القلب. في حين يذهب الثاني(الكورتيزول) إلى رفع السكر في المجرى الدموي. و من الملاحظ أن تكرار ذلك على المدى البعيد، نتيجة سواد القلق و التوتر، و بالتالي فإن هذا من المحتمل أن يرفع من احتمالية الإصابة بالسرطان، لذلك من غير المستغرب أن يكون تحسين المزاج من سبل الوقاية من مرض السرطان، و انتشاره.
7. تلقي بعض اللقاحات | تعمل كوقاية غير مباشرة من مرض السرطان
إن التعرض لبعض الفيروسات من شأنه أن يزيد من احتمالية الإصابة ببعض السرطانات، و من الأمثلة على ذلك نذكر:
- الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي B، يرفع من احتمالية الإصابة بسرطان الكبد
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري HPV، من شأنه أن يجعل السيدة أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم، و سرطانات الأعضاء التناسلية .
ما تقدم يشي بضرورة الوقاية من مثل هذه الفيروسات و التي تعني بطبيعة الحال، الوقاية من مرض السرطان أيضاً. و يتحقق ذلك من جهة بعدم الدخول في علاقات جنسية متعددة، إذ أن مثل هذه الفيروسات عادةً ما تنتقل عن طريق الجنس، كما أنّه من الواجب عليك عدم استخدام محاقن ملوثة في ايتاء بعض الأدوية، و أن تحتاط من قِبل عدم مشاركة أدواتك الشخصية(ماكينة الحلاقة – فرشاة الأسنان) مع شخص أخر. من جهة أخرى تكون الوقاية من هذه الفيروسات من خلال تلقي لقاح يعمل على الوقاية منها.
اقرأ أيضاً:
كل ما تريد معرفته عن السرطان اللمفاوي
المراجع
- ↑ How to Prevent Cancer | www.cdc.gov
- ↑ Cancer prevention | www.mayoclinic.org