كيف يمكن علاج التهابات المريء وهل يمكن الوقاية منها؟

كيف يمكن علاج التهابات المريء وهل يمكن الوقاية منها؟

نظراً للتموضع التشريحي للمريء الذي يعتبر صلة وصل لمرور الطعام ما بين الفم و المعدة، فإنّ هذا ما يجعله عرضة لبعض الالتهابات بطبيعة الحال، و إن هذه الالتهابات تأتي عن العديد من الأسباب، ليس أخرها مثلاً ارتجاع حمض المعدة، أو نتيجة تناول بعض الأدوية عن طريق الفم و تماسها مع مخاطية المريء، أو نتيجة تناول بعض الأطعمة المحسسة، و غيرها الكثير من الأسباب التي تفضي إلى نتيجة واحدة، و هي آلام، و انزعاج كبير، و الشعور بضيق في الصدر، نتيجة التفاعل الالتهابي الحاصل في قناة المري، و عليه و نظراً لشيوع مثل هذه الشكاية فإننا سنعمل في السطور التالية على استعراض أبرز طرق علاج التهابات المريء، فضلاً عن الحديث عن أنواع، و أعراض، و أسباب هذه الشكاية.

نبذة عن التهابات المريء

علاج التهابات المريء

يشار إلى التهاب المريء على أنه حالة التهابية تصيب أنسجة المريء، نتيجة هجرة الخلايا و العوامل الالتهابية لصالح هذه القناة، بسبب العديد من العوامل أبرزها ارتجاع حمض المعدة، الأمر الذي يؤدي إلى تهيج هذه القناة و إبداءها العديد من الأعراض التي تؤثر على جودة حياة المريض، من مثل مواجهة صعوبة في تناول الطعام، و الشعور بحرقة دائمة في الصدر، فضلاً عن حدوث التقرحات و الندب الدائمة في حال عدم علاج التهابات المريء.

أنواع التهابات المريء

لا تقتصر التهابات المريء على  نوع واحد، بل تأخذ أربع أشكال، و ذلك نظراً لاختلاف العامل المسبب الذي يقف وراء حدوث هذه الشكاية الصحية، و تأتي أهمية معرفة هذه الأنواع، للعمل لاحقاً على تقديم العلاج الأنجع، و الذي يتناسب و العامل المسبب، علاوةً على أنّ إدراك المريض لهذه العوامل، تعطيه الفرصة لتجنبها إن أمكن ذلك، و ذلك في سياق الوقاية من هذه الالتهابات، و فيما يلي سنعمل على استعراض هذه الأنواع تباعاً، مع شرح كلاً منها على حدى [1] .

أولاً: التهاب المريء الارتجاعي

هذه النوعية من التهابات المريء تكون نتيجة الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي، و الذي يكون عن ارتجاع حمض المعدة لصالح قناة المري، و بالتالي إصابتها بالتهيج و الالتهاب المزمن.

ثانياً: التهاب المريء المعدي

تقف الأحياء الدقيقة من مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات خلف هذا الشكل من التهابات المري، و على الرغم من ندرة هذه النوعية من التهابات المريء، إلا أنّ احتمالية حصولها تبقى واردة، لا سيما عند المصابين بضعف في الجهاز المناعي، كمرضى السرطان أو الإيدز.

ثالثاً: التهابات المريء بسبب الأدوية

تأتي هذه النوعية من التهابات المري في سياق تعاطي الأدوية بشكل خاطئ، كأن لا يتم شرب الماء بشكل كافي عقب جرعة الدواء، و بالتالي بقاء جرعات من الأدوية ضمن أنبوب المريء الأمر الذي يؤدي إلى تهيجها و إصابتها بالالتهاب، علاوةً على أنّه هناك بعض الأدوية الأخرى من مثل البايفوسفونيت تتطلب إجراءات خاصة عند التجريع، من مثل البقاء بوضعية مستقيمة لمدة نصف ساعة، و إن الإخلال بهذا من الممكن أن يعرض المريض لتهيج في المريء، و من الأمثلة الأخرى على الأدوية التي من الممكن أن تتسبب بالتهابات المريء نذكر:

  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
  • الصادات الحيوية.
  • مركبات من مثل كلوريد البوتاسيوم.

رابعاً: التهاب المري اليوزيني

يشيع علاج التهابات المريء من هذا النوع عند الأطفال بشكل خاص، و أتت تسميته بهذا الشكل نظراً لضلوع نوع من الكريات البيض بتسببه، والتي تأتي هجرتها لصالح القناة المريئية في سياق الرد المناعي الذي يبديه الجسم تجاه تناول بعض الأطعمة المحسسة، من مثل الشوكولا أو الحليب.

أسباب التهاب المري

لدى علاج التهابات المريء و تقصي السبب الكائن وراء تظاهر هذه الشكاية، نجد أنّه من الممكن تقسيم الأسباب التي تفضي إلى هذه الحالة لما يلي [2] :

  • من الممكن أن تحدث التهابات المريء نتيجة الإصابة بعدوى، وأياً كان شكل هذه العدوى سواء بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية، أو حتى طفيلية، و غالباً ما تؤدي العدوى إلى التهاب المريء عند الأشخاص الذين يعانون سلفاً من ضعف المناعة، إما نتيجة الإصابة بالسرطان مثلاً، أو كما يحدث عند مرضى عوز المناعة المكتسب، و يمكن القول بأن كلاً من المبيضات البيض، و فيروس الهربس، و فيروس المضخم للخلايا CMV، هي أكثر الكائنات التي من الممكن أن تقف وراء حدوث هذا الالتهاب.
  • العوامل التي تؤدي إلى تهيج المريء، من الممكن أن تتهم أيضاً بأنها تفضي إلى التهاب المريء، و من هذه العوامل نذكر:
    • التدخين.
    • العلاجات المقدمة في سياق تطبيب السرطان، من مثل العلاج بالأشعة.
    • الكحول.
    • الأدوية من مثل، البايفوسفونيت(تعمل على علاج هشاشة العظام)، و مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية، و التي يشار لها اختصاراً ب NSDIADs، من مثل الإيبوبروفين، و الصادات الحيوية أبرزها التيتراسايكلين و الدوكسيسايكلين.
    • مرض GERD، و الذي يعرف على أنه ارتجاع حمض المعدة لصالح المري.
    • الإقياءات المستمرة.
    • التدخل الجراحي.
    • الممارسات الخاطئة عند تناول الأدوية، كأن لا يتم شرب الماء بالمقدار الكافي عقب جرعة الدواء الفموية.
    • السمنة.
  • من الممكن أن يكون التهاب المريء ناتج عن تناول بعض الأطعمة، من مثل:
    • المشروبات الغازية.
    • المشروبات الحاوية على الكافيين.
    • المأكولات الحارة.
    • الأطعمة الحامضة.

أعراض  التهابات المريء

غالباً ما يذهب الشخص إلى الطبيب بهدف علاج التهابات المريء، نتيجة المعاناة من الأعراض التالية [3] :

  • الشعور بحرقة تمتد من المعدة باتجاه الصدر.
  • ألم يزداد عند تناول الطعام.
  •  الشعور و كأنما هناك شيء عالق في الحلق.
  • التهاب الحلق.
  • السعال، الذي يتحرض نتيجة تخريش المريء.
  • الغثيان و القيء.
  • بحة الصوت.
  • فقدان الشهية.

علاج التهابات المريء

إنّ علاج التهابات المريء يكون بعد تشخيص و تحديد الطبيب السبب الكائن وراء تظاهر هذه الشكاية، لكون العلاج يختلف ما اختلف العامل المسبب، و عليه نذكر ما يلي من سبل علاجية [4] :

  • علاج التهابات المريء الناتجة عن ارتجاع حمض المعدة

يرتكز البروتوكول العلاجي في مثل هذه الحالة على مضادات الحموضة من مثل، مثبطات مضخة البروتون، و أشهر أدوية هذه المجموعة هي الأوميبرازل، و الإيزوأوميبرازول، و اللانسوبرازول، و الديكسلانسوبرازول، و في حال فشل هذه الأدوية من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي الهادف إلى تقوية المصرة الفاصلة بين المعدة و المريء، بهدف تقليل الارتجاع الحاصل.

  • علاج التهاب المريء المعدي

لما كانت هذه الحالة قائمة نتيجة الإصابة بالعدوى، و بالتالي فإنّه من الطبيعي أن يرتكز الكورس العلاجي هنا على الصادات الحيوية في حال الإصابة البكتيرية، أو على مضادات الفطور فيما إذا ثبت تسبب الفطور بالتهابات المريء.

  • علاج التهابات المريء الناجمة عن الأدوية

فيما إذا كان التهاب المريء ناتج عن تناول الأدوية، فمن الممكن هنا أن يلجأ الطبيب إلى تغيير الدواء، أو إلى تغير الشكل الصيدلاني الخاص بالدواء إن أمكن ذلك، مع التأكيد على المريض بضرورة الالتزام بشرب الماء عقب تناول الدواء، و مراعاة عدم الاستلقاء بعد التجريع الفموي.

  • علاج التهاب المريء اليوزيني

يقوم العلاج المقدم في هذه الحالة بداية على تحديد الطعام المسبب لحالة الحساسية التي ظهرت على شكل التهاب مريء يوزيني، للعمل على تجنب هذه الأطعمة، و بالتزامن مع ذلك من الممكن صرف بعض الأدوية التي تخفف من الرد المناعي الذي يبديه الجسم من مثل، الكورتيكوستيروئيدات.

أضف إلى ما تقدم أنّه لدى علاج التهابات المريء أياً كان نوعها، فإنّ الطبيب في الغالب يوصي بما يلي:

  • الابتعاد عن المأكولات الحارة أو الحامضة.
  • الحرص على مضغ الطعام بشكل جيد، و عدم الإسراع أثناء تناوله.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • من المفيد شرب العرقسوس و البابونج.
  • تجنب التوتر.

مضاعفات عدم علاج التهاب المري

في حال عدم علاج التهابات المريء، من الممكن أن يترتب على ذلك كلاً من المضاعفات التالية:

  • تشكل ندبات تعوق و تصعب من مرور الطعام.
  • انسداد المريء.
  • قرحة المريء.
  • انثقاب المري.
  • سرطان المري.

الوقاية من التهابات المريء

إذا ما كانت لديك عوامل خطر للإصابة بالتهابات المري، فإنّ كلاً من النصائح التالية تكون مجدية في منع وقوع الإصابة:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • ممارسة الرياضة.
  • تقليل الوزن.
  • تناول طعام صحي.
  • شرب كمية كافية من الماء عقب تناول الأدوية الفموية.
  • تجنب تناول الطعام قبيل النوم.
  • الابتعاد عن الأطعمة الحارة و الحامضة.
  • تناول الأطعمة اللينة.

اقرأ أيضاً:

كل ما تود معرفته عن علاج الفطريات بالفم

المراجع

  1. Esophagitis | www.healthline.com
  2. Esophagitis | www.medlineplus.gov
  3. Esophagitis | www.webmd.com
  4. Esophagitis | www.hopkinsmedicine.org
262 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.