يعتبر عرق السوس من المشروبات الشعبية، التي يشيع شربها في أوساط المجتمعات العربية، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، و أيام الصيف الحارة، نظراً لمذاقها اللذيذ، و قدرتها على تخفيف الظمأ، لذلك سنخصص أسطر هذا المقال للحديث عن فوائد العرق سوس المرجوة من شربه، فضلاً عن التنويه إلى المضار المتوقعة في حال الإفراط بشربه.
فوائد العرق سوس
يستخلص شراب عرق السوس من جذور النبتة التي تحمل نفس الاسم. فضلاً عن تواجده كأعشاب مجففة، كما أنّ البعض يذهب ليضيفه إلى الحلويات، و الأطعمة، ما يجعله أحد النباتات كثيرة الاستخدام، و فيما يلي سنتعرف على أبرز فوائد العرق سوس [1] :
1. فوائد العرق سوس على الجهاز الهضمي
في حال كنت تعاني من آلام في المعدة، أو قرحة المعدة، و حتى الإصابة بالحرقة، و الشعور بالغثيان. فإن لعرق السوس القدرة على تطبيب كلاً من هذه الآفات المرضية، بسبب احتواءه على الفلافونوئيدات، التي تتكفل إبراز فوائد العرق سوس على الجهاز الهضمي، لما تتمتع به من خواص مضادة للالتهاب.
أضف إلى ما تقدم، أنّ لعرق السوس أيضاً فوائد مضادة للميكروبات، تجعله يطال جرثومة H.Pylori. و التي تعرف أيضاً باسم الملوية البوابية، و التي توجه لها أصبع الاتهام بخصوص إحداث القرحة المعدية، و يكون هذا التأثير ناتج عن احتواء عرق السوس على حمض الغليسيريزيك، و التي كانت قد نسبت لها العديد من الدراسات فعالية مضادة للبكتريا. و على الرغم من هذا الإشارة التي حملتها بعض الدراسات في هذا المنحى.
إلا أنّ أبحاث أخرى كانت قد شككت من دور الغليسيريزيك، في تحييد الملتوية البوابية. و ذلك عقب تحسن حالة بعض المرضى المصابين بالقرحة، بعد إعطاءهم عرق سوس منزوع الغليسيريزيك، و لكن في كلتا الحالتين لم يتم نفي فوائد العرق سوس بشأن تطبيب القرحة، و لكن مكمن الخلاف كان حول المكون الفعال المسؤول عن ذلك.
2. فوائد العرق سوس للجهاز التنفسي
أشارت بعض الدراسات إلى إمكانية جني فوائد العرق سوس على صعيد الجهاز التنفسي، حيث لوحظ أنّ له أثر مميع للبلغم، فضلاً عن أدوار أخرى بشأن تخفيف وزمة الحلق، و التهاب البلعوم.
3. الحد من التعب و الإجهاد
يكون ذلك من خلال ما يضمنه عرق السوس من مواد شبيهة بالكورتيزول. و هو ذلك المركب الذي تعمل الغدة الكظرية على إفرازه عادةً، و الذي من الممكن أن تتراجع نسبته في الدم، لدى تعاطي الأدوية الكورتيكوستيروئيدية، التي تحد من عمل الغدة الكظرية.
4. فوائد شرب العرقسوس على البشرة
لما كانت جذور العرق سوس تشتمل على مواد تنسب لها أدوار مضادة للالتهاب، و أخرى مضادة للميكروبات، لاسيما جراثيم المكورات العنقودية الذهبية، و التي تتهم بشكل أساسي بالتسبب بحب الشباب، لذلك فإنّه من فوائد العرق سوس الحفاظ على بشرة نضرة، و التخلص من الآفات الممرضة التي قد تطالها، و نخص بالذكر حب الشباب، و الأكزيما.
5. يحارب العرقسوس السرطان
على الرغم من عدم الجزم بخصوص دور العرقسوس في محاربة السرطان. إلا أنّ الكثير من العلاجات التقليدية، كانت قد ضمنته في علاجاتها لمواجهة السرطان، لاسيما ذلك النوع الذي يطال الثدي و البروستات، و سرطان القولون. و من المرجح أن تلعب مادة البولي فينول، الذي يشتمل عليها منقوع العرق سوس، الدور الرئيس في هذا الصدد، أضف إلى ما تقدم أنّه من المجدي استخدام شراب العرق سوس، في تطبيب الأغشية المخاطية الفموية، و التي تكثر حالات التهابها، في أعقاب التعرض للمعالجة الكيماوية [2] .
6. فوائد أخرى لشرب عرقسوس
- علاج التهاب المفاصل و النقرس: و يكون ذلك عن دوره في خفض العوامل الالتهابية، فضلاً عن تقليل سوية السيتوكينات، التي عادةً ما ترتبط بالالتهاب و التورم.
- تخفيف آلام الطمث و متلازمة ما قبل الحيض: و ذلك بسبب قدرة عرق السوس، على إحلال توازن هرموني، بين الأستروجين، و البروجسترون، و بالتالي تخفيف هبات السخونة و آلام الطمث.
- مكافحة التسوس: لما كان عرق السوس، لديه الكثير من الخواص المضادة للالتهاب، و المضادة للبكتريا. فإنّ هذا يبرهن ما تذهب إليه بعض الدراسات، بشأن فوائد العرق سوس على صحة الأسنان.
- الحفاظ على صحة الكبد: يعمل عرق السوس على الحفاظ على سويات منتظمة من الأنزيمات الكبدية. و بالتالي الحفاظ على صحة الكبد، فضلاً عن ضلوعه في تخفيف حدة الإصابة بالتهاب الكبد C.
مضار الإكثار من شرب عرق سوس
على الرغم ما تقدم من فوائد العرق سوس، إلا أن ذلك لا يتنافى مع كون أنّ لعرق السوس مضار، من المحتمل ظهورها في حال تم شربه لفترة تتجاوز الأربع أسابيع، و بشكل يومي، فضلاً عن مغبة استخدامه لدى الحوامل، و فيما يلي سنعمل على ذكر أبرز التأثرات الجانبية، التي تكون عن الاستخدام المطول لعرق السوس [3] :
1. اضطرابات في القدرة الإنجابية عن الرجال
يرتبط استهلاك كميات كبيرة من عرق السوس، بحدوث ضعف في الانتصاب، علاوةً على ضعف في الرغبة الجنسية، بسبب تأثير عرق السوس بخفض نسبة هرمون التستوستيرون.
2. أضرار عرق السوس على الحوامل
يعتبر عرق السوس مضاد استطباب للسيدات الحوامل، بسبب أنّه من الممكن أن يقود إلى حدوث تشوهات تطال الجنين، مع رفع احتمالية حدوث ولادة مبكرة.
3. أضرار عرق السوس على الأطفال
يتزايد خطر ارتفاع الضغط المحدث بفعل عرق السوس عند الأطفال، لذلك دائماً ما ينصح بتجنب شرب الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 10 سنوات لمنقوع هذه العشبة.
4. خطر عرق السوس على الضغط
يحظر عرق السوس على مرضى الضغط، أو أولئك المرضى الذين يعانون من آفات قلبية، كما أنّ الأطباء يوجهون بضرورة عدم التعرض لهذه المادة، قبل أي إجراء جراحي، و لمدة أسبوعين، و ذلك بسبب الاتهامات الموجهة لعرق السوس بتسببه برفع الضغط، و الذي ينتج عن المواد الشبيهة بالكورتيزول.
5. احتباس السوائل بفعل عرق السوس
على الرغم من فوائد العرق سوس العديدة، إلا أنّ من أثاره الجانبية الملاحظة في حالة الإكثار منه، تكون إحداها على شكل احتباس سوائل، الأمر الذي من شأنه أن يؤذي عمل الكليتين، فضلاً عن رفع الضغط.
6.نقص البوتاسيوم
من أضرار عرق السوس الملاحظة في حالة الإفراط بشربه، تكون على شكل نقص في سوية البوتاسيوم، و انخفاضها عن الحدود الطبيعية، و لما كانت شاردة البوتاسيوم من الشوارد الهامة، و التي تتداخل في العديد من العمليات الحيوية في الجسم، فإننا نلاحظ عن هذا الانخفاض ما يلي:
- التعب و الهزال العام الذي يمنى به الشخص.
- ضعف في العضلات المخططة، و الذي يترجم أيضاً إلى تعب عام.
- ارتفاع في ضغط الدم، و ذلك في تآزر مع الأليات السابقة التي أتينا على ذكرها.
- اضطراب في نظم القلب.
فضلاً عن الأضرار التي سبق و ذكرناها، من المحتمل أن نشاهد أيضاً في حالة الإكثار من شرب عرق السوس، انقطاع الطمث، و اعتلال دماغي، و صداع، و خلل هرمونات قشر الكظر.
مما تقدم يدفعنا أن نقول، بأنّ عرق السوس يحظر في كل من الحالات التالية:
- الحوامل.
- مرضى ارتفاع الضغط.
- المرضى الذين يعانون من نقص في البوتاسيوم.
- في حالة التهاب بطانة الرحم.
- اضطرابات الكبد.
- أمراض القلب.
- في حالات اضطراب الوظيفة الكلوية.
- مرضى الزرق.
ننوه إلى أنّه هناك أنّه هناك أشكال من عرق السوس تكون منزوعة الغليسيريزيك، و هي بصفة عامة آمنة بصورة أكبر، نظراً لتحمل هذه المادة الكثير من المضار المحتملة [4] .
اقرأ أيضاً:
أبرز أضرار السكر الابيض على الصحة
المراجع
- ↑ Licorice Root’s Benefits | www.healthline.com
- ↑ 20 Incredible Benefits Of Licorice | www.organicfacts.net
- ↑ Licorice | www.mountsinai.org
- ↑ Licorice | www.webmd.com