المحتويات
عمومًا، عندما يستطيع الإنسان أن يعبّر عن مشاعره يشعر بالراحة، فالطفل يتعلّم من أبويه الكلام و كيفية التعامل مع الناس، فيدرك الكلمة الطيبة الحلوة و يفرح لها، الأمر أيضًا عندما يسمع غير جميلة فتتغير تعابير وجهه، لِذا من المهم جدًا أن يصف الوالدين مشاعرهما تجاه طفلهما بالكلام و تقديم المكافآت و الأحضان، أن تتعمّد تكرار الكلمات التي تصف مشاعرها سواء أكانت في حالة فرح أو في حالة غضب، و ذلك من أجل لأن يتعلّم الطفل كيف يعبّر عن مشاعره. و في هذا المقال جئنا لنجيب الأمهات على وجه الخصوص عن سؤالهنّ المتكرر ” كيف يعبر الطفل عن مشاعره “.
كيف يعبر الطفل عن مشاعره
تتمثّل الإجابة عن السؤال ” كيف يعبر الطفل عن مشاعره ” على النحو التالي :
1- بداية الطفل في التعبير عن ما يجول بخاطره
- يبدأ الطفل في التعبير عن مشاعره من خلال البكاء، الصراخ، أو الضحك.
- ثم بعد فترة، يغدو التعبير أكثر وضوحًا و دقةً من خلال بعض الكلمات البسيطة أو الحركات التي تفهمها الأم، أو بإيماءات أيضًا.
- فأول ما يتعلّمه الطفل هو أسماء الأشياء التي يراها أمامه و يقوم بلمسها بيديه يوميًا [1].
- بعد ذلك بمرور الوقت، يصبح للأطفال رصيد للحركات و الإيماءات و الكلمات التي يعبِّرون بها عن مشاعرهم.
2- تدرج الطفل في التعبير عن مشاعره
- في إطار الجواب عن السؤال ” كيف يعبر الطفل عن مشاعره “، يجب أن تعرف الأم بأنّ طفلها لا يعبّر عن مشاعره بدفعة واحدة، و إنّما بالتدريج.
- حيث تستمر المرحلة التي يتعلّم خلالها الطفل ليعبّر عن مشاعره بواسطة الأصوات و الحركات حتى الشهر السادس.
- و بمرور الوقت، يختزن الطفل في قاموسه اللغوي الكلمات التي يستطيع من خلالها التعبير عن مشاعره.
- و كأنّ الطفل يستمد الكلمات من معجم العواطف التي بداخله، ثم يقوم بتطويرها.
- الأمر الذي يساهم في مساعدة الطفل بالتعبير عن مشاعره و فهم مشاعر من حوله أيضًا.
3- فرحة الأم و الأب بتعبير طفلهم عن مشاعره
- لا شك بأنّ كل الأم تشعر بقلبها يطير فرحًا في السماء عندما تسمع من طفلها كلمات، مثل : أنا أحبكِ يا أمي، أحبكِ يا أمي كثيرًا عندما ترتدين اللون الأزرق.
- و في الوقت ذاته تحزن لسماعها كلمات من طفلها، مثل : أنا حزين يا أمي لأنك لا تلعبين معي، أنا أريدُ أن أبكي لأنكِ تتأخرين كثيرًا في العمل.
- فتشعر الأم بالفخر عندما تقوم باحتضان طفلها و هو يردد الكلمات الجميلة و في الوقت ذاته تحزن لمشاعر الحزن بداخله.
- و لكن بغض النظر عن المشاعر فنحن لسنا بصدد تصنيفها، تعبير الطفل عن مشاعره، هو ما تريده الأم و كانت تنتظره بفارغ الصبر.
كيف اعلِّم طفلي أن يعبِّر عن مشاعره
بالرغم من أنّ الطفل قادر على أن يقلّد أمه و أبيه في سلوكهما في الكلام و الحركات، إلّا أنه لا شك أنه بحاجة إلى الثقة و التعليم و الدعم. و فيما يلي خطوات لتساعد الأم و الأب في تعليم طفلهما كيف يعبِّر عن مشاعره. و ذلك في إطار الجواب عن التساؤل التربوي ” كيف يعبر الطفل عن مشاعره “ [2].
- على الأم أن تتحدث مع مقدّم الرعاية الصحية في حضانة طفلها أو في مدرسته، بخصوص مساعدته لطفلها و جميع الأطفال في المدرسة أو في الحضانة بتعليمهم كيفية تحديد مشاعرهم بشكل مباشر و بعد الموقف، لا بعد انتهاء الموقف.
- عندما يضحك الطفل و يبتسم، بإمكان الأم أن تقول له : ما أجمل ابتسامتك يا ولدي، و كأنكِ بهذا الكلام تضعين تسمية لمشاعره مهما كانت.
- يمكن اعتبار الطفل كأنّه مراقب دقيق لكل تصرفات أمه و أبيه و كل ما يدور حولهم، لِذا على الوالدين أن يظِهرا علامات و ملامح الثقافة العاطفية.
- على الأم أن تتحدّث مع طفلها عن المشاعر بشكل عام، حتى تقوم بتنمية المشاعر لديه و أنّ الحديث مع الطفل عن المشاعر أمر طبيعي. الأمر الذي يشجعهم على الحديث عن مشاعرهم.
- عندما يشاهد الأطفال برنامج تلفزيوني مع الأم أو الأب، فعليهما أن يناقِشا معه مشاعر الشخصيات في البرنامج التلفزيوني.
- فعندما يبدأ الطفل بتحديد مشاعره، و التعبير عنها بكلمات مناسبة، يمكنهم أن يتعلّموا كيفية التعامل مع المشاعر بطريقة صحيحة.
- و على الوالدين أن يقوما بتعليم طفلهما أساليب التهدئة الذاتية، مثل : التأمل و اللعب في الخارج و حتى التنفس العميق.
تمارين تساعد الطفل في التعبير عن مشاعره
سؤال ” كيف يعبر الطفل عن مشاعره ” سؤال يطرح بكثرة من قِبَل الأمهات خاصة، لأنهم يواجهنَّ صعوبة في التعامل مع أطفالهم، فمثلًا : لا يدرك الطفل سبب رفض أمه لتناول قطعتي حلوى، و لا يفهم أيضًا لماذا طلبتِ منه أن يغادر غرفة ألعابه عندما تريدين الذهاب إلى العمل، و لهذا و بعد أن أجبنا عن كيفية تعليم الطفل في التعبير عن مشاعره [3]. فيما يلي أبرز التمارين التي تساعد الأم و طفلها في التعبير عن مشاعره بسهولة :
- لعب الأم مع طفلها لعبة الانفعالات، فتمثيل الأم بتعابير وجه مختلفة تساعد الطفل في تخمين ما هي هذه المشاعر و من ثم تسميتها.
- أثناء قراءة القصص للأطفال، على الأم أن تساعد طفلها في تخمين مشاعر شخصيات القصة. وذلك من خلال طرح بعض الأسئلة، مثل : ” هل يمكنك أن تصنع وجه يبيّن مشاعر أبطال القصة في هذا الموقف “.
- استخدام الدمى من أجل تمثيل عدة مواقف، مثل : تمثيل مشهد دمية تأخذ لعبة ما من دمية أخرى، و من ثم سؤال الطفل عن المشاعر التي تشعر بها هذه الدمية.
- الطلب من الطفل أن يمثِّل وجهًا سعيدًا أو حزينًا أو مندهشًا، ثم قل له : أرني وجهًا سعيدًا!
- مشاركة مشاعر الأم أو الأب مع الطفل، فمثلًا : عند تناول الطعام، لا بأس بأن يتحدّث الأب عن شيء في حياته يجعله يشعر بالإحباط.
- و من ثم التحدّث عن الشيء الذي ساعده في التغلّب عن مشاعره.
- جعل الأطفال يرسمون وجوهًا بتعابير مختلفة، من خلال الرسم على الدقيق و الرمال.
- مطابقة الصور مع المشاعر.
أهمية تعبير الطفل عن مشاعره
بعد أن أجبنا مفصّلًا عن التساؤل ” كيف يعبر الطفل عن مشاعره “، من المهم أن نذكر أهمية تعبير الطفل عن مشاعره. من أهم الفوائد هي على النحو التالي :
- إبعاد الطفل عن المعاناة من مشكلات توتر الطفولة و قلقها، تلك التي تتعلّق بكبت المشاعر.
- ضمان نمو سليم للطفل من الناحية الاجتماعية و النفسية و العاطفية و العقلية.
- التعزيز من الذكاء العاطفي لدى الطفل.
- تحسين قدرة الطفل على الإفصاح عن ما يجول بخاطره و مشاعره بطريقة سليمة و صحيحة.
- تطوير مهارات الطفل في تهدئة نفسه بنفسه، و السلوك الأمثل عندما تنتابه مشاعر سلبية.
- تفادي نوبات الغضب لدى الطفل و العدوانية أيضًا و تصرفاته المضطربة، و التي تنتج عن كبته لمشاعره.
- زيادة قدرة الطفل مستقبلًا على مواجهة تحديات الحياة و صعوبتها.
- تعليم الطفل حول كيفية التعامل مع المشاعر بأنواعها، من حزنٍ و فرح و غضب و غير ذلك.
- و بالتالي منعه من أن يلجأ إلى أساليب غير مهذبة بهدف جذب أمه أو أبيه.
- إكسابه مهارة التعبير عن مشاعره بمجرد أن تنشأ.
و في الختام، من المهم أن تبقى الأم صبورة و هادئة و صادقة في التعامل مع طفلها، و أن تكون صديقته الصدوقة التي يلجأ إليها في كل حالاته.
اقرأ أيضًا :
تربية الطفل بعمر السنتين بطريقة صحيحة
المراجع
- ↑ www.expressable.com | How does the child express his feelings
- ↑ www.verywellfamily.com | How do I teach my child to express his feelings
- ↑ www.expressable.com | Exercises help the child express his feelings