لماذا الوشم حرام | تابع واقرأ بعناية

لماذا الوشم حرام | تابع واقرأ بعناية

يعرف الوشم بأنّه شكل من الأشكال التي يتم فيها تعديل الجسد، من خلال وضع علامة مميزة على الجسم و تكون ثابتة، و ذلك بواسطة الإبرة التي تغرز في الجلد ليتم بعد ذلك وضع الصبغ ضمن الفتحات و الجروح حتى يبقى داخل الجلد فلا يزول، و لكن لماذا حرم الإسلام الوشم، فلا شك أنك سمعت من قبل بسؤال ” لماذا الوشم حرام ” ، هذا ما سنجيب عنه في مقالنا اليوم [1].

لماذا الوشم حرام

لماذا الوشم حرام

قد يطرح الكثيرون و يتساءلون لماذا الوشم حرام، و إنّ حكم الوشم من الأحكام التي تكون معقول المعنى، أي عرف سببها، سواء باستنباط الفقهاء لها أو بإخبار القرآن الكريم عنها، فحرّم الله الوشم لأكثر من سبب. و هذه الأسباب هي على النحو التالي :

  1. تغيير خلق الله تعالى، و هذه العِلّة أدرَجَت الكثير من الأعمال في حكم التحريم، و على هذا فيكون أسوأ عمل قد يقوم به الإنسان المسلم هو تبديل خلق الله في غير ضرورة، لِما يكون فيه من الإثم و الإفساد و الشذوذ و الابتعاد عن الصواب.
  2. ثم يعدّ الوشم احتباس للصبغ بالدم الذي يتم إخراجه من جسد الإنسان المستوشم، و هذا يعتبر من النجاسات، و بهذا يكون المسلم و كأنه يحمِل النجاسة دائمًا، و بالتالي صلاته لا تصح و طاعاته لا يمكن أن تكون صحيحة تلك التي تشترط الطهارة و إزالة النجس.

ما هو حكم الوشم في الإسلام

بعد أن أجبنا عن السؤال ” لماذا الوشم حرام “، نأتي للحديث مفصَّلًا عن حكم الوشم في الإسلام، بأنواعه : الوشم الدائم و الوشم المؤقت، إضافة إلى حكم الرسم بالحناء هل يعدّ حرامًا.

1- حكم الوشم الدائم

ذكرنا بأنّ الوشم بشكل عام يكون بغرز الإبرة ضمن الجلد و من ثم إخراج الدم من الجلد، و استخدامه ليتغير لون الجلد دائمًا، فإمّا أن يصبح أزرقًا أو أخضرًا أو أسودًا، و هذا النوع من الوشم ” حرام “، و ذلك بسبب تجّنس الكحل و ثم اختلاطه بالدم، و شفاء الجرح يعني أن يبقى اللون ثابتًا، و قد جاء عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حديث شريف يبيّن حرمة الوشم، فقال عليه أفضل الصلاة و السلام : ” لَعَنَ الله الواشِماتِ و المُستوشِماتِ، و النَّامِصاتِ و المتنّمِصاتِ، و المتفلِّجاتِ لِلحسن المغيّراتِ خلقَ الله “. و اتفق فقهاء و علماء الإسلام على أنّ الوشم حكمه مثل حكم الصبغ بالشيء النجس.

2- حكم الوشم المؤقت

لماذا الوشم حرام، يقصد بالوشم في هذا السؤال هو ” الوشم الدائم “، حيث الوشم الذي تستخدمه النساء في الزينة، و الذين يكون مادة لاصقة يتم وضعها على الجلد و يكون خارج الجسم و ليس بداخله، فهذا الوشم ” جائز ” و غير حرام، و لكن بشرط ألّا تسبّب المواد المصنوع منها أي ضرر أو أذى، مثل : الإصابة بأمراض جلدية، و اتّفق بعض العلماء على أنّه لا يجوز أن تظهِر المرأة هذا الوشم لغيرِ زوجها.

3- حكم الرسم بالخضاب و الحناء

إنّ تزيين الأصابع بالحناء و استخدامها في صبغ الشعر أو الجلد، لا مانع من ذلك و لا حرج و جائز شرعًا، و لكن يجب أن يكون داخل البيت و بإذن الزوج، و لمعلومات شرعية أكثر، إنّ الحناء سنة للمرأة، و لكن الحناء للقدمين و اليدين في حق الرجل حرام و غير جائز شرعًا، لِما فيه من تشبّه بالنِّساء.

لماذا الوشم حرام في الإسلام و ما هي أحكامه

لماذا الوشم حرام في الإسلام و ما هي أحكامه

مِما سبق وجدنا جواب ” لماذا الوشم حرام “، بأنّ الإبرة التي تغرز في الجلد فيها إيلامًا للجسد، و بالتالي في هذا ضرر للمسلم من غير أن تقتضي الحاجة ذلك، و من المعلوم في الشريعة الإسلامية بأنّ الإضرار بالنفس أو الإضرار بالغير ” حرام “، حيث قال الله تعالى في سورة البقرة : ” و لَا تلقُوا بأيدِيكم إلى التهلُكة “. و فيما يلي بيان للأحكام التي بيّنها الإسلام في الوشم :

1- نجاسة الوشم و حكم إزالته

اتّفق فقهاء و علماء الإسلام على نجاسة الوشم بسبب اختلاطه بالدم، و لكن حكم إزالته قال فيه الفقهاء بأنّه يجوز عدم إزالته في حال سيسبِّب ضرر أو مشقة. و فيما يلي تفصيل للآراء وفق المذاهب الأربعة :

  1. المذهب الحنفي : حسب الحنفية، فلا تلزم إزالة الوشم بسبب المشقة، حيث يطهر بالغسل لتصح الصلاة بعد ذلك و هو موجود.
  2. المذهب الشافعي : حسب الشافعية، فقالوا إنّ الوشم حكمه حكم النجاسة، و ينبغي أن تتم إزالته ما لم يسبّب الضرر، و إذا خاف المستوشم الأذى فيجوز له ألّا يزوله، و لكن يجب عليه أن يتوب توبة نصوحة إلى الله و ألّا يعود لمثله، و تصح الصلاة بعد ذلك به.
  3. المذهب المالكي : حسب المالكية، يجوز عدم إزالة الوشم إذا كان بغرض التداوي أو بغرض تزيّن الزوجة لزوجها، و لكن إنْ كان غير هذا فلا يتم تكليف صاحبه بإزالته، فيكون بهذا من النجس المعفي عنه، و تصح الصلاة و هو موجود.
  4. المذهب الحنبلي : حسب المذهب الحنبلي، فذهبوا إلى جواز تركه و عدم إزالته، و ذلك لأنّ سلامة العضو و النفس أوجب.

2- ما هو حكم أخذ أجرَة على الوشم

اتفقنا على أنّ الوشم حرام فيما إذا كان وشمًا دائمًا أو الحناء إن كنت للرجال دونًا عن النساء، فيكون صاحب الوشم قد ارتكب إثمًا أغضب الله تعالى به ما لم يتب و يطلب المغفرة منه سبحانه و تعالى، و لكن هل من يقوم بعملية الوشم ( الواشم ) يكون قد ارتكب حرامًا ؟، في الشريعة الإسلامية، من يقوم بعملية الوشم ” الواشم ” يكون قد ارتكب الحرام، و هو من السحت ( آكلي الحرام، من يكس المال الحرام )، و ذلك لأنّ الوشم الدائم حرام، و بالتالي أجرة الواشم و الواشمة هي مالًا حرامًا، و حتى إن كانت الواشمة أو الواشم يقوم بعملية الوشم من غير أجرة فهذا حرام.

ما هو حكم الوشم إذا كان بغرض العلاج

حسب قول الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى في دار الإفتاء في مصر : ” إذا كان الوشم بغرض العِلاج من مرض ما، فلا حرج فيه و لا مانع منه، و أمّا الوشم بغرض الزينة أو بلا سبب فهذا حرام و غير جائز شرعًا “.

إلى هنا نكون قد وصنا إلى خِتام موضوعنا الذي تحدّثنا فيه عن حكم تحريم الإسلام للوشم.

اقرأ أيضًا :

لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم | و أسماء أخرى لم تعرفها من قبل

المراجع

  1.    الوشم | www.ar.wikipedia.org
196 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.