لديّ صديق يعادل ألفين نجمة تلمع في السماء، دائمًا مضيء و دائمًا يمدني بالنور، إنه الأخ الذي لم تلده أمي، أو الأخت لم تم تنجبها والدتي، كلمات رائعة عن الصديق تجدها في مقالنا هذا موضوع عن صديق [1].
الصديق حضنٌ مستراح
خير ما نفتتح به موضوع عن صديق، هو حديث الني محمد صلى الله عليه و سلم، عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم، قال : ” إنَّما مَثَلُ الجليسِ الصالحِ، و الجليسِ السَّوء، كحامِلِ المِسكِ، و نافخِ الكِيرِ، فحاملُ المِسكِ : إمَّا أنْ يحذيَكَ، و إمَّا أن تبتاع منه، و إمَّا أنْ تَجِد مِنهُ رِيحًا طيبةً، و نافِخُ الكِير : إمَّا أن يحرِق ثيابَك، و إمَّا أن تَجِد ريحًا خبيثةً “، ففي ضوء الحديث النبوي الشريف يمكن القول بأنّ المّرء قليل بنفسه، و لكنه كثير بإخوانه، فالصديق أخ الصديق و هما قوة لبعضهما و سند لبعضهما عند الشدائد.
فالصديق وقتُ الضيق
الصديق عونَ صديقه و ملاذه المستراح الآمِن في كل الأوقات عامةً، و في الشدائد خاصةً، فالصديق من يكون مخلِصًا في الشدة قبل الرخاء، و في الموت قبل الحياة، و في المودة و النصيحة و الحب و الإرشاد، و في الحزن قبل الفرح، و هو مَن يعزّي صديقه في المصائب، و يكون سندًا له في أشجانه و أحزانه، و يذكر محاسنه و فضائله، و يستر هفواته و يحافظ على أسراره.
الصديق الصالح نعمة من الله
كموضوع عن الصديق الصالح الذي يكون جنّة الدنيا و الآخرة، ففي هذه الحياة يكون الصديق الصالح كالأخ العزيز، يلقي الصديق همومه و أتعابه على صديقه، فيحملها دون أن يتردد أو يتعب أو يتثاقل منها أو يتململ، فالصديق الصالح هو يدك التي تأخذك إلى الجنّة، فهو النقيّ التقيّ، الذي ينصحك بالحسنى و يقرّبك إلى الله، فصحبته نور و تقى، و هنا جوهر الصداقة الصالحة الوفية و الحقيقية. في حين الصديق السيء هو الذي يجرف صاحبه إلى الشر والضلال، بل يكون مشجِّعًا على فعل المنكِرات و الأفعال السيئة القبيحة، و لا يقف بجانب صديقه عند المِحَن، لأنه أناني و لا يهمه سوى نفسه. فليس عن عبث سمي الصديق صديقًا، لأنه يصدَّق صديقه في جميع المواقف و الأقوال، و يشد بيده نحو الصلاح و الخير [2].
أجمل موضوع شعري عن الصديق
من أجمل القصائد الشعرية التي تحدثت عن الإخوة و الصداقة الصالحة، و التي هي من أجمل موضوع عن صديق [3].
1- قصيدة أخلاء الرخاء هم كثير
يقول الشاعر العربي شاعر الرسول محمد -صلى الله عليه و سلم- حسّان بن ثابت :
أخِلّاء الرّجال هم كثيرٌ
و لكن في البلاءِ همْ قليلُ
فلا تَغرُرك خُلَّةُ مَن تؤاخي
فَمَا لكَ عندَ نائبةٍ خليلُ
و كلُّ أخٍ يقولُ أنا وفيٌ
و لكن ليسَ يفعلُ ما يقولُ سِوى خِلٌّ له حَسَبُ و دَينٌ
فَذَاكَ لِما يقولُ هوَ الفَعولُ
2- قصيدة ليس الصديق الذي تعلو مناسبه
يقول الشاعر المصري محمود سامي البارودي :
ليسَ الصديقُ الذي تعلو مَناسبهُ
بَلِ الصديقُ الذي تَزكو شمائلهُ
إنْ رابكَ الدهرُ لَم تَفشَلْ عزائمهُ
أو نابكَ الهمُ لَم تفترْ وسائلهُ
يرعاك في حالتي بعدٍ و مَقربةٍ
و لا تغِبكَ مِن خيرٍ فواضِلهُ
لا كالذي يدَّعي ودًّا
و باطنهُ بِجَمرِ أحقادهِ
تَغلي مراجِلُهُ يَذمُّ فِعلَ أخيه
مظهِرًا أسَفًا لِيوهمَ الناسَ
أنَّ الحزنَ شاملهُ
و ذاكَ مِنهُ عِداءٌ في مجاملةٍ
فاحذَرهُ و اعلمْ بأنّ الله خاذِلَهُ
3- قصيدة إذا المرء لا يرعاك إلّا تكلّفًا
يقول الشاعر محمد بن إدريس الشافعي ” الإمام الشافعي ” كموضوع عن الصديق :
إذا المَرُء لا يَرعاكَ إلّا تكلّفًا فَدَعهُ
و لا تكثِر عليه التأسّفا
ففي الناسِ أبدالٌ و في التَركِ راحةٌ
و في القلبِ صبرٌ للحبيبِ و لَو جَفا
فَما كلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قلبهُ
و لا كلُّ مَن صايفتهُ لكَ قد صَفَا
إذا لَم يكنْ صَفوُ الوِدادِ طبيعةً
فَلا خَيرَ في خِلٍّ يَجيء تكلّفا
و لا خيرَ في خِلٍّ يخونُ خليلهُ
و يلقاهُ مِن بَعدِ المودَّةِ بالجَفَا
ينكِرُ عَيشًا قدْ تقادمَ عهدهُ
و يظهِرُ سِرًّا كانَ بالأمسِ قد خَفَا
سلامٌ على الدّنيا
إذا لَم يكنْ بِها صديقٌ صدوقٌ
صادقُ الوعدِ منصِفا
4- قصيدة عدوك من صديقكَ مستفاد
يقول الشاعر ابن رومي كموضوع عن صديق :
فلا تستكثرنّ مِن الصحابِ
فإنّ الداءَ أكثرَ ما تراهُ يحولُ من الطعامِ أو الشرابِ
إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدوًا مبينًا
و الأمورُ إلى انقلابٍ و لو كان الكثيرُ بطيبُ
كانتْ مصاحبةُ الكثير مِن الصوابِ
و لكن قَلَّ ما استكثرتَ إلّا سقطتَ على ذِئابٍ في ثيابٍ
فَدَعْ عنكَ الكثير فَكم كثيرٍ يعافُ
و كم قليلٍ مستطابِ
ما اللجَجُ المِلاحُ بمروياتٍ
و تلقى الريّ في النطَفِ العذابِ
5- قصيدة أمسى صديقك
يقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة في العصر الأموي :
أمسَى صديقكِ مِمّا قلتِ قد غَضِبوا
لا بَل أدلّوا فأهلٌ أن هم عَتَبوا
لا تَسمَعِنَّ كلامَ الكاشحينَ
كَما لَم أستمع بِكِ ما قالوا و ما هضبوا
نثّوا أحاديث لَم أسمع تحاورها
و زادَ فيها رِجالٌ غَيظَنا قَرِبوا
إن تعدُنا رِقبَةٌ إذ نَأَتِ غيركم
فأنتِ أوجَهُ مَن ينألا و يجتَنَبُ
للناسِ فضلكِ ف يحسنِ الصَفاء
و في صدقِ الحديثِ و شَرّ الخلَّةِ الكَذبِ
أنتِ همّي في أهلي و في سَفَري
و في الجلوسِ و في الركبانِ إن رّكِبوا
و أنتِ قرّة عيني إن نَوى
نَزَحت و منيتي و إليكِ الشوقُ و الطرَبُ
أبيات شعرية متنوعة عن الصديق
- لا شيء في الدنيا أحبّ لناظري مِن منظرِ الِخلّان و الأصحاب.
- شرّ البِلاد بلاد لا صديق بها، و شرّ ما يكسب الإنسان ما يصّمُ.
- عاشِر أناسًا بالذّكاءِ تميّزوا و اختَرْ صديقكَ مِن ذوي الأخلاق.
- إذا كنتَ في كلِّ الأمور معاتبًا صديقكَ، لَم تلقَ الذي لا تعاتبه.
- المَرء بعرف بالأنام بفعلهِ، و خصائل المرء الكريم كأصله.
- قد كنتَ دوماً حين يجمعنا الندى خِلًّا وفيًا، و الجوانح شاكره.
أقوال و حكم عن الصديق
كموضوع عن صديق صالح، فيما يلي أجمل قائمة من الأقوال المأثورة و الحكم [4] :
- صديقك يبني لكَ سرًا، و عدوك يحفر لكَ قبرًا.
- الرفيق قبل الطريق.
- الصداقة بئر يزداد عمقًا كلما أخذت منه.
- ابذل لصديقك دمك و مالك.
- الصديق هو مَن تخبره عن أخطائك قبل أن تعترف بها لنفسك.
- الصداقة تحفة تزداد قيمتها كلّما مضى عليها الزمن.
- حفنة من الأصدقاء خير من عربة مليئة بالدراهم.
- لُمْ صديقك سرًا، و امدحه أمام الآخرين.
- ثم إنَّ الصاحب ساحب، و قل لي من صديقك، أقل لك من أنت.
- الحب في متناول الجميع، أمّا الصداقة فهي امتحان القلب.
- الصداقة علاقة راقية جدًا، فقد تحتاج إلى أناس يعرفون معنى الوفاء.
- إذا كنتَ تملك الأصدقاء، إذًا أنت غني.
- الصديق الحقيقي هو من يكون بجانبك عندما يرحل العالم كله.
- الصداقة تبدأ عنما تشعر أنك صادق مع الآخرين و بدون أقنعة.
- الصداقة شجرة أمان.
- عمق الصداقة لا يعتمد على طول أمد المعرفة.
إلى هنا وصلتُ و إياكم إلى خِتام مقالنا الجميل، بمقولة : الصداقة ودٌّ و إيمان، و هي عقلٌ واحد في جسدين. فحافظ على صديقك الصالح و لا تخسرا نفسيكما مهما حصل.
اقرأ أيضًا :
المراجع
- ↑ www.topicsinenglish.com | topic about a friend
- ↑ www.infinitylearn.com | A topic about a good friend
- ↑ www.oprahdaily.com | Poetic verses about a friend
- ↑ www.goodhousekeeping.com | judgment about the friend