موضوع عن التسول مع أسباب وحلول المشكلة 2024

موضوع عن التسول مع أسباب وحلول المشكلة 2024

للأسف انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة ” التسول “، في المجتمعات العربية و الإسلامية و بشكل كبير، و بلا شك تكمن بين ثناياها السلبيات و المشاكل الأخلاقية و الاجتماعية، فما هي أسباب هذه الظاهرة؟ و ما هي حلولها؟ و ما هي نظرة شريعة الإسلام لها؟ هذا ما سنتعرفه في مقالنا اليوم موضوع عن التسول.

تعريف التسول

موضوع عن التسول

أهم ما نبدأ به موضوع عن التسول هو تعريفه، من أجل البحث عنه و إيجاد حلول له، فالتسول هو طلب الطعام و المال و خصوصًا في الشوارع، و خصصنا الشوارع بسبب الارتباط الوثيق بينه و بين التشرّد، حيث تشير الدراسات إلى أنّ أكثر من 80% من المتسوّلين لا يملكون مأوى أو مسكن، و المتسولون هم الفئة المجتمعية الأكثر ضعفًا، فهم يعانون من الحرمان و الفقر الشديد، و هم متعرِّضون أكثر للمخاطر. و بيَّنت الأبحاث التي قامت بها جامعة جلاسجو بأنّ التسول مقرون بالجشع و الطمع، فهناك الكثير من المتسولين مِمَّن يتسولون لشراء الكحول و المخدِرات، ليس لأنهم بلا مأوى و لأنهم جائعين، و غالب الأحيان نجدهم ينتمون إلى عائلات تعاني و تقاسي البطالة، أو تعاطي المخدرات، و أمّا من الجانب النفسي فإنهم يعانون من قلّة تقدير الذات [1].

أسباب التسول

لإكمال حديثنا موضوع عن التسول، فيما يلي أهم و أبرز أسباب التسول، و التي تشكِّل نسبة 95% تقريبًا [2]. و هي كالتالي :

1- الفقر

أول ما تعمدنا ذكره هو الفقر، لأنه السبب الرئيسي في التسول، حيث يجعل الكثيرين في حالة عدم القدرة على إعالة عائلاتهم و أطفالهم، فهم لا يمتلكون حتى أبسط و أدنى مقومات الحياة، لا يملكون قوت يومهم، و لا يتمكنون من الحصول على فرص عمل، الأمر الذي يجعلهم يلجأون إلى التسول.

2- المرض

يوجد من المرضى مِمّن لا يملكون ثمن علاجهم أو علاج لأطفالهم أو ذويهم، و انهزموا أمام كلفة العلاج الباهظة أو حتى لو كانت متدنية، فهم لا يجدون ثمنها، و بالرغم من تذرّع الكثير من المتسولين المرضى بوثائق طبية مزوّرة من أجل الحصول على المال، إلّا أن هناك بعض الحالات التي تكون بالفعل بحاجة إلى مال للعلاج فقط لا أكثر.

3- التعوّد

هناك من المتسولين للأسف مِمَّن ورثوا هذه العادة السيئة من آبائهم أو ذويهم، و الذين كانوا سبّاقون في ميادين التسول دون الشعور بالتردد و الارتباك و الحرج، و هذه الحالة هي من الحالات الصعبة و المعقّدة، و ذلك بسبب قناعة الفرد التي بنيَت على أن التسوّل ضروري مهما كانت الأسباب، فالمتسوّل من أجل أن المال يمكن أن يتم توقيفه من خلال تكفّل الجهات المعنية، و لكن المتسوّل بالوراثة و التعوّد يحتاج لبذل مجهود كبير من أجل إقناعه بأن ما يفعله غير لائق أبدًا و مخلّ بالضوابط الأخلاقية و الاجتماعية.

4- المعتقدات البالية الخاطئة

هناك مِمّن يعتقد أن التسوّل أمر طبيعي، و أنه لا يشكِّل أي عيب اجتماعي أو أخلاقي أو حتى فطري، و هو لا يختلف عن الاجتهاد و الكد و العمل، و لكنه يحتاج إلى الذل و الإهانة و هدر الكرامة، و هذا ما ينافي و يخالف القيم المجتمعية.

حلول ظاهرة التسول

حلول ظاهرة التسول

و كختام الحديث موضوع عن التسول، نذكر بعض من الخطط العامّة التي وضعتها الجهات الرسمية و الهيئات الخاصة بالإصلاح المجتمعي و الجمعيات الإنسانية و التي يمكنها أن تحدّ من هذه الظاهرة [3] :

  • تشجيع و تحفيز الأفراد على العمل، بدلًا من اللجوء إلى التسول.
  • تحسين الوضع الاقتصادي العام للأفراد.
  • التكفّل برعاية الأيتام، فمن يفقد المعيل، يحتاج إلى مَن يعيله، و غالب الأحيان تتولّاهم وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع بعض الجمعيات و الجهات الخيرية.
  • توزيع الثروات، حيث يجب ألّا تنحصر الأموال لفئة اجتماعية محددة دون الأخرى، أو ضمن طبقة معينة.
  • سنّ القوانين التي تقوم بمعاقبة كل من يقوم بالتسول، و تلاحق مجموعته التنظيمية و التجار الذي يختبئون وراء الكواليس، و لا يظهرون ضمن الميادين العامّة كما يفعل المتسولون.
  • العمل على ندوات تثقيفية توعوية عن الآثار السلبية للتسوّل على المستوى الفردي و المجتمعي.
  • توعية الوالدين على تشجيع أطفالهم على الاعتماد على أنفسهم و عدم طلب المعونة من الناس.

نظرة شريعة الإسلام إلى التسول

جميعنا نعلم بأن الشريعة الإسلامية شريعة عامّة شاملة، لم تغفل مطلقًا عن أي قضية من القضايا الاجتماعية للمسلم، و من بين هذه القضايا هي التسول و سؤال الغير، فقد ذكر النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم، منهجًا واضِحًا للقضاء على هذه الظاهرة، فحثَّ على طلب المسلم لرزقه بالسعي و العمل و الكدّ و الاجتهاد بعيدًا عن التواكل و الاعتماد على الغير والكسل عن العمل، فقال صلى الله عليه و آله و سلم : ” لَأن يَحتَطِبَ أحدُكم حزمةً على ظهرِه، خيرٌ من أن يَسَأَلَ أحدًا، فيعطيهِ أو يمنعه ” كما في صحيح البخاري، كما ذكر صورة مَن يسأل الناس بشكل كبير في الدنيا، فقال : ” لا تزالُ المسألة بأحدِكُم حتى يَلقى الله، و ليسَ في وجههِ مُزعةُ لَحمٍ ” ( صحيح مسلم ).

و إلى هنا نكو قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، و من المهم جدًا أن نساهم بالحدّ من هذه الظاهرة.

اقرأ أيضًا :

طريقة اخراج الزكاة في الإسلام

المراجع

  1.    www.dictionary.com | Definition of begging
  2.    www.quora.com | reasons for begging
  3.    www.theguardian.com | Solutions to the phenomenon of begging
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.