التواء الأمعاء عند الأطفال | احذره و لا تتهاون بعلاجه

التواء الأمعاء عند الأطفال ليس بالأمر السهل على الإطلاق، التواء الأمعاء يعني الانسداد الوظيفي أو الميكانيكي للأمعاء، و هذه الحالة المرضية قد تودي بحياة الطفل إلى الموت، فما هو هذا المرض و ما هي أسبابه، أعراضه، مضاعفاته، كيف يحدث، و ما هو علاجه ؟ كل هذا و أكثر سنتحدث عنه في مقال اليوم فلا تفوّت قراءته أبدًا.

ما هو التواء الأمعاء عند الأطفال

إنّ التواء الأمعاء عند الأطفال هو عبارة عن اضطراب قد يحدث في مرحلة مبكرة من مراحل الحمل، و تحديدًا في مرحلة تشكّل و تكوُّن أمعاء الجنين، و هذه الحالة المرضية تعتبر إحدى العيوب الخلقية التي من الممكن أن تؤثِّر على الطفل و صحته فيما بعد. حيث يعرّف التواء الأمعاء أو انسداد الأمعاء” Bowel Obstruction ” بأنه الانسداد الوظيفي أو الميكانيكي للأمعاء، الأمر الذي يمنع حركة ما تحتوي الأمعاء من السوائل الغذائية و الطعام و الغازات و السوائل الهضمية، و بالتالي : تراكم ما سبق من محتويات الأمعاء بداخلها، و قد يولِّد هذا التراكم ارتفاعًا في الضغط، الأمر الذي يؤدي إلى حدوق تمزّق في الأمعاء و بالتالي حدوث تسرّب للبكتيريا و المحتويات الضارّة للأمعاء إلى تجويف البطن و بالتالي زيادة خطر موت المريض ^[1].

كيف يحدث مرض التواء الأمعاء عند الأطفال

نعلم بأنّ الأمعاء هي أطول قسم من أقسام الجهاز الهضمي، فإذا امتدت إلى طولها كاملًا نجده قد وصل إلى ثلاثة أمتار بمرحلة البلوغ، و لكن بسبب أنّ الأمعاء مطوية فهي تتناسب نسبيًا داخل البطن مع المساحة الصغيرة. فعندما ينمو الجنين في رحم أمه تبدأ أمعائه كأنبوب صغير بشكل مستقيم ما بين المعدة و المستقيم، ليتطور هذا الأنبوب ” الأمعاء ” إلى أعضاء منفصلة، و بالقرب من نهاية الأسبوع الرابع و العشرين من الحمل، أي نهاية الشهر الثالث، تنتقل أمعاء الجنين من الحبل السري إلى البطن، فإذا لم تستدير الأمعاء بشكل صحيح بعد أن تنتقل إلى البطن يحدث ما يسمّى بـ ” سوء الاستدارة ” و هذا يحدث في حالةواحدة لكل خمسمائة حالة ولادة، و في الحقيقة إلى الآن لا زال السبب غير معروف. فإذا ولد الطفل يعاني من سوء الاستدارة سيعاني غالبًا من عيوب في القلب و تشوهات في الكبد أو الطحال مع عيوب عديدة في الجهاز الهضمي.

أسباب التواء الأمعاء عند الأطفال

لا توجد أي أسباب واضحة دقيقة إلى الآن تشرح التواء الأمعاء عند الأطفال، و لكن يعتقد العلماء بأنّه ناتج عن عيب خلقي في الأمعاء أو في الكبد أو استقرار أجزاء من الأمعاء في غير مكانها الطبيعي. مع العلم بأنّ معظم حالات التواء الأمعاء عند الأطفال تحدث خلال العام الأول من حياة الطفل، و في حالات نادرة تحدث عند البلوغ أو سن المراهقة ^[2].

أعراض التواء الأمعاء عند الأطفال

يعاني الأطفال المصابين بمرض التواء الأمعاء من الأعراض التالية :

• يمكن لمرض التواء الأمعاء عند الأطفال أن يمنع من مرور الطعام بشكل كامل صحيح، لِذا أولى أعراض هذه الحالة المرضية هي الشعور بتشنجات و آلام في البطن، و خصوصًا عندما لا تستطيع الأمعاء أن تدقع الطعام إلى ما بعد مكان الالتواء أو الانسداد.
• انتفاخ في منطقة البطن.
• صعوبة في التبرز.
• التقيؤ بلون أخضر أو أصفر.
• الخمول و الضيق.
• زيادة في معدّل ضربات القلب.
• تنفس أسرع من المعدّل الطبيعي للطفل.
• وجود دم في البراز.
• كمية قليلة من البول أو انعدام البول بسبب فقدان كمية السوائل.
• الإصابة بالحمّى.
• الإسهال أو عدم وجود براز.

تجدر الإشارة إلى أنّ حدوث القيء في مرحلة مبكرة بعد وقت قصير من بكاء الطفل فهذا يعني أن الالتواء في الأمعاء الدقيقة، أمّا القيء المتأخر فهذا يعني أنّ الالتواء في الأمعاء الغليظة.

مضاعفات التواء الأمعاء عند الأطفال

يمكن لمرض التواء الأمعاء عند الأطفال أن تؤدي إلى العديد من المضاعفات. و هذه المضاعفات تتمثل كما يلي :

• التفاف الأمعاء حول بعضها، الأمر الذي يؤدي إلى حدوق انقطاع في تدفق الدم إلى أنسجة الجسم و بالتالي موت الأنسجة، و هذا يؤدي إلى التشنج و الألم الشديد في البطن.
• من الممكن أن يحدث تشكل لبعض الأنسجة ” عصابات لاد ” لتسد الاثني عشر.
• حدوث انسداد ناجم عن ” عصابات لاد ” أو الانفتال، يعني احتمال توقف الأمعاء عن عملها أو موت أنسجة الأمعاء بسبب ضعف إمداد الدم، و ذلك في حال عدم معرفة مكان الانسداد و من ثم معالجته.

كيف يتم تشخيص التواء الأمعاء عند الأطفال

عندما يشتبه بوجود مرض التواء الأمعاء يقوم الطبيب بفحص الطفل ثم يقوم بإجراء التصوير المقطعي أو تصوير بالأشعة السينية أو بالموجات فوق الصوتية، و ربما يستخدم الطبيب عامل تباين ما لرؤية المسح الضوئي أو الأشعة السينية بشكل واضح أكثر، حيث يمكن للتباين أن يظهر تشوه الأمعاء في حال وجوده أو إيضاح مكان الالتواء. فعادة ما يحتاج الرضيع إلى إدخال الباريوم إلى أنبوب يتم إدخاله إلى المعدة من الأنف، أو إعطاء الباريوم للطفل على شكل حقنة شرجية، فيتم إدخال الباريوم عبر المستقيم ^[3].

علاج التواء الأمعاء عند الأطفال

إنّ غالب حالات التواء الأمعاء عند الأطفال تحتاج إلى الجراحة، و التي تعتبر جراحة طارئة عنما يقوم الطبيب بتشخيص مرض التواء الأمعاء عند الأطفال، حيث تتضمن العملية إعادة الأمعاء إلى مكانها الصحيح، و من ثم تقييم حالة الطفل الصحية بعد الانتهاء من العملية الجراحية من أجل التأكد فيما إذا استعادت الأمعاء إمداد الدم فيها و تدفقه بشكل طبيعي، أمّا في حال عدم حدوث ذلك، يتم إجراء عملية جراحية أخرى بعد يومين من العملية الجراحية الأولى، حيث يتم فيها إزالة الأجزاء الميتة أو المتضررة من الأمعاء و من ثم إعادة توصيل الأجزاء السليمة مع بعضها، أمّا في حال تطَلَّبَ الأمر إزالة جزء طويل من أمعاء الطفل، فقد يعمل الطبيب على إجراء فتحة صغيرة ضمن منطقة البطن ” فغرة Stoma ” و هذه الفتحة من أجل تخلّص جسم الطفل من الفضلات، و هذه طريقة بديلة من أجل تعافي الأمعاء بشكل تام.

نسبة نجاح العملية الجراحية

• بالرغم من أنّ هناك العديد من الأطفال الذين يعانون من مشاكل عديدة بعد إجراء العمل الجراحي، إلا أنّ معظم العمليات الجراحية تكون ناجحة.
• ثم بعد انتهاء العملية الجراحية يحتاج الطفل إلى التغذية الوريدية لفترة يحددها الطبيب، أو مدى الحياة، و ذلك في حال بقاء القليل من الأمعاء، و قد يوصي الطبيب أيضًا بنظام غذائي محدد خاص للطفل بعد العملية الجراحية.
• تجدر الإشارة إلى أنّه يمكن إعطاء الطفل السوائل و المضادات الحيوية لمنع التجفاف و العدوى.

إلى هنا نكون قد انتهينا من الحديث عن كل ما يخص مرض التواء الأمعاء عند الأطفال، فعلى الأم إذا رأتْ أيًا من الأعراض المذكورة في المقال على ولدها أن تذهب به إلى الطبيب على الفور.

اقرأ أيضًا :

علاج حموضة المعدة بطرق طبيعية | إليك الطرق الآمنة و الصحية