خير ما يفعله الشخص عند معاناته الأرق و عدم القدرة على النوم هو ذكر الله و الدعاء، لِذا في مقال اليوم سنتعرَّف على أكثر من دعاء الأرق.
دعاء الأرق المذكور في السنة النبوية الشريفة
لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- دعاء الأرق على وجه الخصوص، و لكن في السنة النبوية الشريفة العديد من الأدعية التي علّمها رسولنا -صلى الله عليه و آله و سلم- لأصحابه، و التي يمكن لِمَن يعاني من صعوبة في النوم و الأرق أن يدعو بها، حيث سنذكر بعضًا من الأحاديث التي يعتبر إسنادها ضعيفًا و لكن الدعاء بها من فضائل الأعمال و ليس فيها أبدًا ما يخالِف الشريعة الإسلامية. من هذه الأدعية :
- في حديث مرسل صحيح الإسناد، أنَّ الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله تعالى عنه- أصابه الأرق، فشكا ذلك إلى النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- فأمره أن يتعوَّذ عند منامه بكلماتِ الله التامات من غضبه، و من شرِّ عباده، و من همزاتِ الشياطين و أن يحضرون.
- و في حديث بإسناد ليس قويًا أنّ الصحابي خالد بن الوليد شكا إلى النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- فقال : ” يا رسول الله، ما أنامُ الليل من الأرق، فقال النبي : اللهم ربَّ السَّماوات السَّبع و ما أظلَّتْ و ربّ الأرضينَ و ما أقلَّت و ربّ الشياطين و ما أضلَّت، كن لي جارًا من شرِّ خلقك أجمعين أن يفرُط عليَّ أحدٌ منهم أو يطغى، عزَّ جارك و تبارك اسمك “.
- ثبت في الحديث الصحيح أنّ النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- قال : ” من تعارَ من الليل، فقال : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كل شيء قدير، الحمد لله، و سبحان الله، و لا إله إلّا الله، و الله أكبر، و لا حول و لا قوة إلّا بالله، ثم قال : اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيبَ له، فإن توضَّأ و صلَّى قبلتْ صلاته “.
دعاء الأرق لِمَن يعاني صعوبة النوم
من السنة النبوية أن يفعل المسلم قبل الخلود إلى النوم ما يلي و يذكر دعاء الأرق مع قراءة آية الكرسي، و سورة الإخلاص و المعوذتين، فهذا بإذن الله يكفّ وساوس الشيطان عن المسلم حتى يصبح :
في رواية أنّ النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ : قل هو الله أحد و قل أعوذُ بربِّ الفلق و قل أعوذُ بربِّ الناس، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه و وجهه و ما أقبلَ من جسده، و يفعل ذلك ثلاثًا. رواه البخاري
و عن أبي هريرة، أنّ النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- قال : ” إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بداخله إزاره، فإنّه لا يدري ما خلفه فيه، ثم يقول : باسمك ربِّ وضعتُ جنبي، و بك أرفعه، إنّ أمسكتَ نفسي فارحمها، و إنْ أرسلتها فاحفظها بِما تحفظ به عبادك الصالحين “.
حيث في الحديث السابق يعلّمنا النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- أدَبًا من آداب ما قبل النوم، و هو من صيانة الشريعة الإسلامية للمسلم في بدنه، فعندما يذهب المسلم إلى فراشه للنوم، فليقوم بنفضه بواسطة داخلة إزاره، أي بطرف إزاره الذي يكون أعلى الإزار تجاه جسده، و الإزار : ” هو الثوب الذي يحيط بالنصف الأسفل من البدن و يستره “، و في رواية البخاري ” ثلاث مرات ” للمبالغة، أي ليكون ذلك وترًا، أمّا لماذا بداخلة الإزار، فقيل : لأنّ المتحوّل إلى فراشه يحلُّ بيمينه خارجة الإزار و الداخلة تبقى معلَّفة فينفض بها، أو حتّى لا يتسّخ.
أدعية مأثورة قبل النوم
يمكن للمسلم أن يدعو ما شاء و أراد من خَيري الدنيا و الآخرة قبل النوم، و فيما يأتي أدعية مأثورة تقال قبل النوم، إلى جانب دعاء الأرق :
- باسمك اللهم أموتُ و أحيا.
- اللهم غارتِ النجوم، و هدأتِ العيون، و أنت حيٌّ قيّوم، لا تأخذكَ سِنةٌ و لا نوم، يا حيُّ يا قيّوم، أهدِئ ليلي و أنِم عيني.
- باسمكَ رَبِّ وضعتُ جَنبي، و بكَ أرفعه، إن أمسكتَ نفسي فارحمها، و إنْ أرسلتها فاحفظها بِما تحفظ به عبادك الصالحين.
- اللهم ربّ السماوات و رب الأرض و رب العرش العظيم، ربّنا و ربّ كل شيء، فالق الحبِّ و النَّوى، منزِلَ التوراةِ و الإنجيل و الفرقان، أعوذُ بك من شرّ كل شيء أنت آخذٌ بناصيته، أنتَ الأول فليس قبلك شيء و أنت الآخرُ فليس بعدك شيء و أنت الظاهرفليس فوقك شيء، اقضِ عنّا الدَّين و أغنِنِا من الفقر.
- اللهم إنّي أسلمتُ نفسي إليك و وجّهتُ وجهي إليك و ألجأتُ ظهري إليك و فوّضتُ أمري إليك رغبةً و رهبةً إليك، لا ملجأ و لا منجا منك إلّا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلتَ و نبيّك الذي أرسلتَ.
ما الذي يفعله الرسول قبل النوم
بعد معرفة أكثر من دعاء الأرق المأثور و غير المأثور، ما أجمل أن نقتدي بسنة نبينا محمد -صلى الله عليه و آله و سلم- فنفعل ما كان يفعل قبل نومه، حيث نبيّن فيما يلي بعض السنن القولية و الفعلية عنه :
- عن علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه و آله و سلم- قال له و لفاطمة : ” إذا أويتما إلى فراشكما أو إذا أخذتما مضاجعكما فكبِّرا ثلاثًا و ثلاثين و سبِّحا ثلاثًا و ثلاثين و احمُدا ثلاثًا و ثلاثين “، و في رواية أخرى : التسبيح أربعًا و ثلاثين، و في رواية أخرى : التكبير أربعًا و ثلاثين “. ( رواه البخاري )
- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- و حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه و آله و سلم- كان إذا أراد أن يرقد، وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول : اللهم قِني عذابك يوم تبعثُ عبادك، و في رواية كان يقول الدعاء ثلاث مرات. ( حديث حذيفة رواه الترمذي و أحمد و حديث حفصة رواه أبو داوود و النسائي )
- قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ” من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه “. ( رواه البخاري )
- كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- ” إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ و لا يقربك شيطان حتى تصبح، و قال النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- صدقك و هو كذوب، ذلك الشيطان “. ( رواه البخاري )
قراءة سورة الملك و الكافرون
- في حديث نوفل الأشجعي -رضي الله تعالى عنه- قال : ” قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نَم على خاتمتها فإنها براءة من الشِرك “. ( رواه أبو داوود )
- عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه و آله و سلم- قال : ” إنّ سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، و هي تبارك الذي بيده الملك “. ( رواه الترمذي و أبو داوود )
- رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم رجلًا مضطجعًا على بطنه، فقال : ” إنّ هذه ضجعة لا يحبها الله “. ( رواه الترمذي )، حيث في هذا الحديث كراهية النوم على البطن.
ثم إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تعرّفنا فيه على دعاء الأرق و سنن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قبل النوم.
اقرأ أيضًا :