طريقة اخراج الزكاة في الإسلام

أسئلة كثير يتم طرحها حول طريقة اخراج الزكاة و كيف يتم توزيعها، و هل هناك آداب من أجل توزيع الزكاة و هل يجوز تأخير إعطاء الزكاة لمستحقيها. كل هذا و أكثر ستجده في مقالنا هذا، فأمسك بيدك ورقة و قلم حتى تدوِّن كل الملاحظات التي تهمك.

طريقة اخراج الزكاة

عندما يحول الحول كاملًا على المال الذي يبلغ فيه النصاب أو قد تمَّ حصد الحصاد، فينبغي على المسلم الذي توافرت فيه شروط الزكاة أن يخرجها على الفور و حسب الشرع، فلا يجوز أن يؤخرها حتى و لو يوم واحد إلا في حال تقتضي المصلحة الراجحة ذلك، فقد كان للصحابة الكِرام رضي الله تعالى عنهم جميعًا ميعادًا محددًا كانوا قد اعتادوا فيه اخراج أموال الزكاة عامةً و عروض التجارة و النقدين خاصةً، و يقال أن هذه العادة قد فهمها الصحابة من قول الصحابي عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه حين قام على منبر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم خاطبًا : ” هذا شهر زكاتكم، فمن كان عليه دين فليؤد دينه، حتى تحصل أموالكم، فتؤدون الزكاة “.

ما هو شهر الزكاة الذي قصده الصحابي عثمان بن عفان

قيل أن هذا الشهر هو ” شهر رمضان المبارك “، و قيل إنه ” الشهر المحرَّم “، و قيل أيضًا غير ذلك. و أمّا حسب قول الإمام الزهري : ” لم يَسَم لي السائب الشهرو لم أسأله عنه “، و المقصود بذلك أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كان لهم وقتًا محددًا من العام من أجل اخراج زكاة أموالهم فيما عدا زكاة الزروع، و هذا الأسلوب هو الأيسر للمزكِّي حيث يحدد فيه وقت ثابت من كل عام يخرج فيه زكاة أمواله.

أصناف الزكاة

هناك أربعة أصناف لأموال الزكاة ^[1] يتم من خلالها طريقة اخراج الزكاة. و هذه الأصناف الأربعة كالآتي :

1- زكاة عروض التجارة و النقود

تستوجب الزكاة في النقود مثل الفضة و الذهب، و في عروض التجارة عندما يبلغ النصاب عشرين مثقالًا من الذهب، و مئة و أربعين مثقالًا من الفضة أي ما يعادل مئتي درهم. و بحيث يكون مقدار الزكاة في كلِّ من عروض التجارة و النقود هو ” ربع العشر “.

2- زكاة الثمار و الزروع

عندما يبلغ النصاب لزكاة الثما رو الزروع وهو ” خمسة أوسق ” و بما يعادل ” ثلاثمئة صاع من الصاع النبوي “، فيجب الاستطلاع على طريقة اخراج الزكاة من أجل توزيعها لمستحقيها. وإن كانت الزروع تسقى بلا كلفة أو مؤنة فيستوجب فيها مقادر الزكاة ” العشر “. وإن كانت تسقى بكلفة مثل استخدام مضخّات المياه أو إن كانت تسقى بمَؤنة فيوجب فيها الزكاة بمقدار ” نصف العشر “.

3- زكاة الأنعام

الأنعام هي البقر، الغنم و الإبل، حيث يشترط فيها بلوغ النِّصاب و حولان الحول مع ضرورة أن تكون هذه الأنعام سائمة، و كلمة سائمة تعني أن الأنعام يتم رعايتها أكثر السنة أو كلها، أمّا إذا كانت تعلف أكثر من نصف السنة فلا يجب الزكاة فيها، فيما عدا العلف اليسير فلا مشكلة فيه ^[2]. و تختلف الأنعام في طريقة اخراج الزكاة الخاصة بها و مقدارها، و لكن فيما يلي سنبيّن مقدار نصاب كلٍّ منها :

نصاب الغنم

عندما يبلغ  عدد الغنم نصاب الزكاة و هو أربعون في الحد الأدنى، فيجب الزكاة و لو بشاةٍ واحدة. أما إن زاد النصاب عن هذا العدد فيستوجب اخراج الزكاة عن كل مئة شاة مقدار شاة واحدة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا زكاة في أولاد الغنم بمفردها، بل يجب أن تزكَّى مع أمهاتها عندما تبلغ النصاب، فإذا كان الرجل يملك تسعًا من الغنم و أنجبت هذه سبعة في نهاية الحول، فتجب الزكاة عنها كلها بمقدار ثلاث أغنام.

نصاب الإبل

إذا بلغ عدد الإبل خمسة، فوجبت الزكاة عنها بشاةٍ واحدة، و هو أقل عدد يبلغ فيه نصاب الإبل، إذا بلغت الإبل أقلّ النصاب وهو خمسة، فتجب الزكاة عنها بشاةٍ واحدة، و إن كانوا خمسة و عشرين فالزكاة لبنت مخاض و هي الإبل التي أكملت عام كامل من عمرها، و في ستة و ثلاثين تكون الزكاة عن بنت لبون و هي الإبل التي أكملت العام الثاني من عمرها، و في ستة و أربعين فتكون الزكاة عن حِقَّة و هي الإبل التي أكملت العام الثالث من عمرها، و في إحدى وستين فالزكاة عن جَذعة و هي الإبل التي أكملت العام الرابع من عمرها، و في تسعة و ستين فالزكاة عنها هي بنتا لبون، و في إحدى و تسعين فالزكاة هي حِقَّتان، أمّا إن زاد النصاب عن مئة و عشرين إبل، فمقدار الزكاة يكون عن كل أربعين منها بنت لبون، و من كل خمسين حِقَّة.

آداب اخراج الزكاة

لا يكفي أن نذكر فقط طريقة اخراج الزكاة، بل يجب أن نتطرق إلى ذكر آداب الزكاة ^[3] التي يجب على كل مسلم توافرت فيه شروط الزكاة أن يتحلّى بها. وهي كالتالي :

• حرص المسلم على اخراج زكاة أمواله بنفس طيبة، و أن يكون من أفضل و أجود المال لديه.
• سلامة القلب من الرياء مع تجنب إذلال الفقير أثناء إعطائه مال الزكاة، إلا في حال أن أراد المزكِّي إظهارها من أجل تشجيع الأغنياء على الزكاة.
• أن يكون مستحقّ الزكاة صاحب تقوى و خلُق، و ذلك حتى تكون الزكاة إعانةً له على طاعة الله سبحانه وتعالى. أو عونًا له من أجل طلب العلم و تحصيله.
• الأفضل أن يكون مستحقّ الزكاة ذو صلة قرابة مع المزكّي حتى يتحقق له أجرين، أجر صلة رحمه و أجر الصدقة.
• أن تكون الزكاة كافية حتى تسدّ احتياجات المستحقّ.
• أن يحفظ المزّكي نفسه من العجب و التكبر و الغرور من خلال استصغار ما يدفعه من الزكاة.
• أن يقوم صاحب الزكاة بتقسيم أمواله المراد التزكية بها بنفسه، و ذلك من أجل توزيعها بشكل صحيح و ضمان وصولها إلى ذويها.

هل يجوز تأخير اخراج الزكاة

في الحقيقة أنه قد تعددت آراء الفقهاء حول هذا الموضوع ^[4]، و ذلك بعد وجوب الزكاة على المسلم. و هذه الآراء وفق الآتي :

• المذهب الحنفي : حسب قول الحنفية فإنه يجوز تأخير الزكاة، لوقت يكون فيه الفقير بأشد الحاجة إلى المال، أو ربما بسبب البحث عن من يستحق حقًا.
• المذهب المالكي : حسب قول المالكية فإنه تجب الزكاة العشر في الثمار و الزروع مع بلوغ الثمار حدّ الطيب و من ثم الأكل منه، مثل حلاوة العنب.
• المذهب الحنبلي و الشافعي : تجب الزكاة في العشر من الزروع و الثمار عندما تشتد الحبوب و يبدأ صلاح الثمار بالظهور.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اليوم. حيث قمنا فيه بالتحدث عن طريقة اخراج الزكاة بشكل مفصل، وذكرنا لك بعض المعلومات الأخرى المهمة عن هذا الموضوع. و لا تنسى أن تتابع مقالاتنا في هذا الموقع التي تتحدث عن المواضيع الدينية بشكل مبسط.

اقرأ أيضاً من موقعنا:

ما هي الزكاة في الإسلام وماهي شروطها