يعتبر الإسهال عند الأطفال من الشكايات الصحية الشائعة، و التي على الرغم من بساطة الكشف عنه و تطبيبه، إلا أنّه يشتمل على الكثير من المضاعفات و المخاطر التي من الممكن أن تؤول بالطفل، في حال لم يلقى التدبير الدوائي المناسب لإيقاف حالة الإسهال، فضلاً عن ضرورة إيتاء محاليل معاوضة السوائل و الشوراد التي من الممكن أن تكفل إيقاف تدهور الحالة الصحية للطفل، و منعه من الإصابة بالتجفاف الذي من الممكن أن يودي بحياة الطفل نتيجة الفشل الكلوي الذي من الممكن أن يحصل، كل ما تقدم يشي بأهمية علاج الاسهال عند الأطفال و عدم التهاون معه، لذلك قررنا أن نفرد مساحة عبر هذا المقال للحديث عن أفضل طرق تطبيب الاسهال.
نظرة عامة عن الاسهال عند الأطفال
يعرف الاسهال عند الأطفال على كونه تبرز الطفل لأربع مرات أو أكثر في اليوم براز رخو أو مائي ( طبيعياً يتبرز الطفل لمرتين في ال24 ساعة، و يكون البراز متماسك، و أصفر اللون)، و عادةً ما يترافق البراز الرخو بتبدلات في اللون و الرائحة أيضاً، حيث أنّه في الغالب يلاحظ أن لون براز الطفل المصاب بالإسهال، أخضر أو مائل إلى السواد في بعض الأحيان [1] .
هذا و إن حالة التبرز هذه تظهر فجأة و بشكل متكرر و غزير، لتستمر لفترة 24 – 48 ساعة، إلا أنّ هذه الشكاية الصحية تتحول إلى حالة مزمنة في حال استمرارها لأكثر من أسبوعين [2] ، و هنا يكون شديد الخطورة على الأطفال، لا سيما للفئة العمرية التي تكون ما دون الخمس سنوات، بسبب ارتفاع نسبة الماء في أجسام أطفال هذه الفئة، و هنا نشدد على ضرورة علاج الاسهال عند الأطفال من خلال التدخل الطبي الطارئ، لاتخاذ التدابير العلاجية المناسبة، بسبب أنّ هذه الحالة تؤثر على توازن الماء و الكهارل، و بالتالي إصابة الطفل بالجفاف، خاصةً إذا ما ترافق الاسهال عند الأطفال مع ترفع حروري استمر لأكثر من 24 ساعة.
الجدير بالذكر أنّه من الممكن أن يكون الاسهال عند الأطفال مرتبط بعدى بكتيريا، أو فيروسية، لذلك نجد الكثير من الأطباء يوصون الأمهات اللواتي يشتكين من إصابة أطفالهنّ بالإسهال، بضرورة غسل أيديهنّ بعناية بعد تغيير حفاض هؤلاء الأطفال.
مضاعفات و عقابيل عدم علاج الاسهال عند الأطفال
إن عدم علاج الاسهال عند الأطفال، من الممكن أن يعرض الطفل إلى الكثير من المخاطر، و من هذه المضاعفات الخطيرة نذكر:
- الجفاف
إن أولى المضاعفات التي من الممكن أن تكون عن إصابة الطفل بالإسهال، هو التجفاف الذي يطال الطفل، بسبب خسارة السوائل و الأملاح مع البراز، و تأتي خطورة هذا التجفاف من كونه مسؤول عن الكثير من المضاعفات الأخرى، ليس أخرها تغير حموضة الدم، و التأثير على عمل العضلات الهيكلية، فضلاً عن التأثيرات التي تطال الأعضاء الداخلية أيضاً، كما أنّ الطفل يكون مهدد بالإصابة بنقصان حجم الدم، و بالتالي تعرضه لهبوط ضغط مفاجئ، و تسارع النبض، و إن جملة هذه المضاعفات الخطيرة هي نفسها من تفرض ضرورة المسارعة في علاج الاسهال عند الأطفال.
الجدير بالذكر أنّه يمكن تحسس إصابة الطفل بالتجفاف، من خلال ما يلي من أعراض:
1. نقصان وزن الطفل، يخسر أكثر من 10% من وزنه.
2. عدم قدرة الطفل على تناول الطعام و الشراب.
3. خمول الطفل و إبداء تعب عام.
4. جفاف فم و عيون الطفل.
5. العطش الدائم.
6. فقدان الجلد لمرونته.
7. اليافوخ الأمامي غائر جداً.
8. العينان غائرتان.
9. عدد مرات التبول قليلة جداً، و في حالة التبول يكون قليل و غامق.
- سوء التغذية
يعتبر سوء التغذية من المضاعفات المرتقبة حال عدم علاج الاسهال عند الأطفال، و الأخير يتظاهر من خلال مجموعة من الأعراض، ليس أخرها انخفاض نشاط الطفل، و إصابته بالتعب و الخمول، فضلاً عن فقدان الوزن الواضح الذي يبدو عليه، و تزداد خطورة هذه الحالة مع الأطفال الذين هم ما دون الخامسة من العمر، بسبب ضعف المناعة الذي يفرضه سوء التغذية، و بالتالي إمكانية أن يتعرض الطفل المصاب إلى العدوى بالكثير من الأمراض الأخرى.
أنواع الإسهالات عند الأطفال
يتفرع الإسهال إلى نوعين هما الحاد و المزمن، و الأخير يكون عن إصابة الطفل بالإسهال لفترة تتعدى الأسبوعين، و هنا يكون من الضروري المسارعة في علاج الاسهال عند الأطفال، بغية تقصي سبب الإسهال و علاجه، تجبناً لدخول الطفل في متاهة المضاعفات التي كنا قد أتينا على ذكرها في الفقرة السابقة، أما عن أنواع الإسهالات حسب نوع البراز فهي على الشكل التالي:
- إسهال مائي
هذا النوع من الإسهال و الذي يتظاهر على شكل براز مائي غزير، من الممكن أن يكون عن إصابة فيروسية أو بكتيريا، و يكون هذا الشكل من الإسهال خطير لكونه يهدد الطفل بالدخول بحالة تجفاف سريعة، و الجدير بالذكر أن فيروس Rotavirus هو أحد أكثر الفيروسات تسبباً بالاسهال عند الأطفال.
- إسهال زحاري
يتظاهر الاسهال هنا على شكل براز مخاطي مصحوب بدم، و تتراجع احتمالية إصابة الطفل بالتجفاف في هذا النوع من الإسهال، بسبب عدم ترافقه مع فقدان كميات كبيرة من السوائل و الأملاح، و عادةً ما تتهم جراثيم الشيغلا و الأميبا بالتسبب بهذا النوع من الإسهالات.
أسباب الاسهال عند الأطفال
لا يكون الإسهال عند الأطفال عن سبب واحد، و بالتالي فإن علاج الاسهال عند الأطفال أيضاً يكون مختلف ما اختلف السبب الكامن وراءه، هذا و تختلف أيضاً أسباب الإسهال بين عوامل تكون مسؤول عن الشكل الحاد منه، و بين عوامل تتهم بالإصابة بالشكل المزمن من الإسهال، و عليه نذكر ما يلي [3] :
- أسباب إصابة الطفل بالإسهال الحاد
غالباً ما يرتبط الشكل الحاد من الإسهال بالإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية أو حتى طفيلية، لذلك يكون مصحوب غالباً بالتهاب معدة أو أمعاء، و هنا ننوه إلى أنّه من الملاحظ أن الشكل الحاد من الإسهال يربط في الصيف بالإصابة بعدوى جرثومية، في حين يكون في الغالب عن عدوى فيروسية في الشتاء، وهنا يرتكز علاج الاسهال عند الأطفال بإزالة العوامل المسببة.
و الجدير بالذكر أنّه لا يمكن القول بأن العدوى هي السبب الوحيد للإصابة بالإسهال الحاد، فمن الممكن أن تتسع العوامل المسببة لتشمل ما يلي:
1. من الممكن أن يكون الإسهال الحاد عن الاستخدام المفرط و الخاطئ لبعض المضادات الحيوية.
2. المبالغة بشرب عصير الفواكه.
3. التحسس تجاه بعض الأطعمة.
4. إحدى أكثر العوامل المتهمة بالاسهال الحاد عند الأطفال هو التسمم الغذائي. بسبب تناول بعض الأطعمة الملوثة بالبكتريا، وهنا يرتكز علاج الاسهال عند الأطفال عن طريق إعطاء المضادات الحيوية، التي يقرها الطبيب.
5. الإصابة بالانغلاف المعوي، و الذي يكون عن انزلاق يطال بعض أجزاء الأمعاء.
- أسباب إصابة الطفل بالإسهال المزمن
و بالحديث عن الاسهال المزمن عند الأطفال، فهو يكون عن واحدة مما يلي:
1. عدم تحمل الغلوكوز.
2. الالتهابات الطفيلية.
3. الاضطرابات الهضمية.
4. التهاب الأمعاء.
5. اضطرابات سوء الامتصاص، الذي من الممكن أن يكون عن بعض أمراض المناعة الذاتية.
6. عدم تحمل اللاكتوز، يلاحظ هذا الشكل من الإسهال، عند إبداء الطفل للإسهال عقب شرب الحليب.
أعراض الاسهال عند الأطفال
قبل الحديث عن علاج الاسهال عند الأطفال، حري بنا أن نستعرض أعراض هذه الشكاية، التي من الواجب على الأم في حال تحسسها، المسارعة في أخذ المشورة الطبية، لأخذ التدابير اللازمة منعاً من تطور الحالة و ظهور المضاعفات، علماً أنّ أكثر فئة تعرضاً لهذه الشكاية هم الأطفال فوق عمر ال6 أشهر، بسبب أنّها الفترة التي يبدأ فيها الطفل بتناول الأطعمة، و بالتالي ترتفع احتمالية تعرضه للعدوى المسببة للإسهال، كما أنّ هذه الفئة العمرية تشهد انخفاض في المناعة، مقارنةً مع من هم دون ال6 أشهر، بسبب أن الفئة العمرية الأخيرة تحظى بمناعة عالية يكون مصدرها الأم.
أما عن أعراض الإسهال فسنأتي على ذكرها فيما يلي، علماً أنّ اختلاف هذه الأعراض، من الممكن أن يفرض تعديلات على خطة علاج الاسهال عند الأطفال، و من هذه الأعراض نذكر:
- تبرز رخو أو مائي و لأكثر من أربع مرات في اليوم.
- يعاني الطفل من تشنجات و ألم بطني.
- الغثيان.
- ترفع حروري.
- من الممكن أن يترافق البراز المائع مع دم.
- سلس بولي.
- من الممكن أن تتظاهر حالة الإسهال مع انتفاخ و غازات.
- الجفاف، من الممكن الكشف عنه من خلال جملة الأعراض التي كنا قد أتينا على ذكرها سابقاً، إضافة إلى العلامة الفارقة و هي عدم عودة الجلد إلى طبيعته عقب قرص الجلد الكائن بين منطقة الإبهام و السبابة.
ننوه هنا إلى أن البراز المخاطي من الممكن أن يشي عن تحسس الطفل تجاه بعض الأطعمة التي تتناولها الأم، و التي تفرز مع حليب الإرضاع، أو عن التهابات معدية و معوية، و يكون مصدر هذا المخاط الجهاز الهضمي، الذي يفرز المخاط بغية تسهيل عمليات الهضم و التبرز.
علاج الاسهال عند الأطفال
لا يقرر إشراك الدواء في علاج الاسهال عند الأطفال، إلا في حال كان منشأ الإسهال بكتيري أو طفيلي، علماً أن الخطة العلاجية لن تختلف باختلاف الفئة العمرية، حيث أنّها تتشابه سواء عند الأطفال الرضع، أو عند الفئة العمرية الأكبر(خمس سنوات و أكبر)، و بالحديث عن الخطة العلاجية فهي تشتمل على ما يلي [4] :
-
إعطاء الطفل محاليل معاوضة الشوارد
يجب المسارعة في علاج الاسهال عند الأطفال ، منعاً من ظهور المضاعفات. و أولى هذه التدابير تكون إعطاء الطفل محاليل الشوارد عن طريق الفم، تجنباً لوصوله إلى حالة الجفاف التي تستدعي دخوله إلى المشفى، علماً أنّه في حال عناد الطفل أخذ هذه المحاليل عن طريق الفم، فمن الممكن أن نستعين بالقطارة التي توضع بين الخد و اللثة، لتجبر الطفل على شرب المحلول عند الضغط على القطارة.
الجدير بالذكر أنّ الغاية من استخدام هذه المحاليل ليست علاج الإسهال نفسه. و إنما الحد من مضاعفاته المرتقبة، فهو مزيج من السكر و الملح و الماء، و من الواجب تجريع الطفل العبوة خلال 24 ساعة، و عدم معاودة استخدامها في اليوم التالي، بسبب احتمالية تعرضها للتلوث الجرثومي.
-
تغذية الطفل بانتظام
من الواجب على الأم التي تتحسس إصابة طفلها بالإسهال، أن تستمر بتقديم الأغذية و الأطعمة التي يتناولها. درءاً لمضاعفات الإسهال المرتقبة، و في حالة الإرضاع من الخاطئ أن تتوقف الأم عن إرضاع طفلها، بل على العكس من ذلك يجب عليها أن تنتظم بتقديم الحليب للطفل، وفي حال تطور حالة الإسهال فيجب أن يعطى محاليل الإماهة الفموية(الأساسية في علاج الاسهال عند الأطفال) كما ذكرنا، و من الممكن تقديم هذه المحاليل وريدياً في الحالات الشديدة التي تتطلب الدخول إلى المشفى.
-
المضادات الحيوية
يتوقف قرار إشراك المضادات الحيوية في علاج الاسهال عند الأطفال على الطبيب. في حال جزم الأخير بأن السبب الكامن وراء إصابة الطفل بالإسهال، جراثيم الشيغلا مثلاً أو الأميبا.
-
الأدوية المضادة للإسهال
من الخطير إعطاء الأدوية المضادة للإسهال(مثل اللوبراميد الذي يعطى في تدبير الإسهال عند الكبار)، في علاج الاسهال عند الأطفال، بسبب أنّ هذه الأدوية من شأنها أن تعمل على إبطاء الحركة الحوية للأمعاء، و تخفيف حدة الألم، و بالتالي حجب الحالة المرضية الراهنة، كما أنّ هذه المعالجات من الممكن أن تؤدي إلى تراكم الجراثيم و الفيروسات المسببة للإسهال داخل الأمعاء، بسبب منعها طرح العوامل المسببة مع الفضلات، و بالتالي تزداد الحالة سوءاً.
نصائح عامة
من الممكن علاج الاسهال عند الأطفال، من خلال اتباع بعض النصائح التالية التي تدعم العلاج الأساسي الذي كنا قد أتينا على ذكره. و من هذه النصائح نذكر:
- من الممكن تقديم النشاء للأطفال المصابين بالإسهال، بسبب أنّه يعتبر فعال في تخفيف حدة و مدة الإسهال، كما أنّه يحد من خسارة الجسم لشوارد الصوديوم.
- إعطاء الطفل المصاب بالإسهال الفيتامينات و المعادن من خلال المكملات الغذائية التي تباع في الصيدليات.
- من المهم إخضاع الطفل لحمية غذائية تشتمل على الأطعمة الغنية النشويات، بسبب أنّ هذه النوعية من الأطعمة تساهم في إيقاف الإسهال، و منها نذكر البطاطا المسلوقة – الأرز المطبوخ بدون زيت – الموز. إضافة إلى إعطاءه الزبادي، بسبب اشتمال الأخير على خمائر تعزز من صحة الأمعاء.
- تجنيب الطفل الأطعمة التي تشتمل على دهون، بسبب أنّها من الممكن أن تحفز الإسهال.
- إعطاء الطفل محاليل البروبيوتيك (منتجات تشتمل على جراثيم مفيدة لصحة الأمعاء تباع في الصيدليات).
- إن علاج الاسهال عند الأطفال يكون في بعض الحالات من خلال تجنيب الطفل للأغذية التي تسبب له الإسهال. بسبب الحساسية التي يبديها تجاه هذه الأطعمة، من مثل الحساسية تجاه الغلوتين.
- إذا ما كان الإسهال عن عدوى فيروسية، فيجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ مثل هذه الشكايات مآلها التوقف بمفردها، دون حتى تدخل دوائي، مع مراعاة تقديم محاليل الإماهة.
اقرأ أيضاً:
كيف ينتقل مرض الجذام أو داء هانسن
المراجع
- ↑ Diarrhea | www.kidshealth.org
- ↑ Chronic Diarrhea in Infants and Young Children | www.healthline.com
- ↑ Diarrhea in Children | www.hopkinsmedicine.org
- ↑ Diarrhea in Babies | www.webmd.com