علاج الحروق الجلدية اعتماداً على درجة الإصابة

علاج الحروق الجلدية اعتماداً على درجة الإصابة

يحدث أن نتعرض في الكثير من الأحيان إلى حروق جلدية، نتيجة التعامل اليومي مع مصادر الحرارة من مثل إيقاد النار، أو إعداد أطباق الأطعمة الساخنة، أو نتيجة التعرض المطول لأشعة الشمس في أيام الصيف الحارة، و غيرها الكثير من المصادر التي قد تلحق الحروق و الضرر بالجلد، ولما كانت هذه الإصابات الجلدية تستدعي تدخل طبي و معالجة فورية، بغية التخفيف من الآلام التي تؤول عنها، و منعاً من حصول المضاعفات المرتقبة حال عدم المعالجة، و عليه يكون من الواجب على كل شخص معرفة كيفية علاج الحروق الجلدية، على اعتبار أنّها من الإسعافات الأولية التي ينبغي علينا الإحاطة بها، نحن بدورنا و عبر هذا المقال سنتولى مهمة استعراض أبرز طرق علاج هذه الإصابات الجلدية التي تختلف تباعاً مع اختلاف درجة الحرق الحاصل.

تصنيف الحروق

قبل الحديث عن علاج الحروق الجلدية، يتوجب علينا في بادئ الأمر أن نعمل على ذكر تصنيف الحروق، على اعتبار أنّ لكل درجة من درجات الحروق علاج مختلف يفرض نفسه، نتيجة لاختلاف الأعراض و المضاعفات الكائنة عن كل نوع [1] .

  • الحرق من الدرجة الأولى: في هذه الدرجة من الحروق، لا تتعدى الإصابة الطبقة الخارجية من الجلد، أي التلف يطال البشرة فقط.
  • الحرق من الدرجة الثانية: تشمل هذه النوعية من الحروق كلاً من طبقة البشرة و طبقة الأدمة، مع ما تشتمل عليه الأخيرة من غدد عرقية، و غدد دهنية.
  • الحرق من الدرجة الثالثة: تطال هذه الدرجة من الحروق كلاً من البشرة و الأدمة حتى الطبقة الدهنية الواقعة تحت الأدمة.
  • الحرق من الدرجة الرابعة: تعتبر أشد أنواع الحروق، وفيها يكون التلف قد طال حتى الأوتار و الأعصاب والعظام.

أعراض الحروق

ما تقدم من تصنيف للحروق الجلدية، يشي بطبيعة الحال عن اختلاف الأعراض التي تكون عن كل درجة من درجات الحروق، و الذي يفرض بطبيعة الحال تغير علاج الحروق الجلدية المتبع، و فيما يلي أبرز الأعراض المصاحبة لكل درجة:

  • أعراض الحروق الجلدية من الدرجة الأولى

في هذه الدرجة من الحروق لا تتعدى الأعراض حد احمرار الجلد و التورم، و في الغالب يؤول عن علاجها عدم ترك أي أثار أو ندبات.

  • أعراض الحروق الجلدية من الدرجة الثانية

من الممكن تميز الحرق من الدرجة الثانية من خلال مجموعة من العلامات الوصفية أبرزها ظهور الفقاعات المملوءة بالسائل، فضلاً عن احمرار سطح الجلد الذي يكون رطباً، و الألم الشديد عند لمس المنطقة المصابة، و الجدير بالذكر أنّه من المتوقع أن يخلف هذا الشكل من الحروق ندبات دائمة.

  • أعراض الحروق الجلدية من الدرجة الثالثة

غالباً ما تبدي هذه الدرجة من الحروق جلدً جافاً شمعياً، أو برونزي اللون، و غالباً ما يعتمد علاج الحروق الجلدية، على الطعوم الجلدية، بهدف ترقيع المنطقة المصابة.

  • أعراض الحروق الجلدية من الدرجة الرابعة

في هذا النوع من الحروق، يكون الجلد باللون الأسود المتفحم، كما أنّه في الغالب يغيب الإحساس عن المنطقة المصابة، بسبب الضرر الذي يطال الأعصاب الحسية.

مضاعفات عدم علاج الحروق الجلدية

إنّ أهمية علاج الحروق الجلدية، تنبع من حجم المضاعفات المحتملة حال عدم التعامل الفوري معها، و من هذه المضاعفات نذكر:

  • العدوى الجرثومية

أولى المضاعفات التي من الواجب التفكير بها عند حدوث الحروق الجلدية، هي إمكانية تسلل البكتريا عبر الجلد التالف، لتؤدي إلى عدوى موضعية، و من الممكن أن تتطور في الحالات الشديدة إلى تجرثم الدم.

  • حدوث الندبات

من المضاعفات المحتملة حال فشل عملية الاستشفاء الطبيعي للحروق، هو تشكل الندبات، لا سيما عندما يكون الحرق على الأنسجة الخارجية، و تأتي خطورة هذه الندبات انطلاقاً من كونها تلحق ضرر جسيم بجمال الجلد، كما أنّه من الممكن أن تحد من القدرة على الحركة، في حال كان التندب فوق أحد المفاصل.

الجدير بالذكر أنّه من الممكن أيضاً حال تعرض الأنسجة الداخلية للحروق أن تتشكل الندبات، كأن يحدث تندب لبعض الألياف العضلية و الأوتار، و بالتالي هذا يخلف مشكلة كبيرة في الحركة.

  • نقص حجم الدم

هذا الشكل من المضاعفات يكون عن التعرض لمساحات كبيرة من الحروق، التي تؤدي إلى تهتك الجلد و الأوعية الدموية، و بالتالي خسارة جزء كبير من سوائل الدم.

  • انخفاض درجة الحرارة

و هي تأتي في سياق فقدان سوائل الجسم، مع ما يترتب عليه من انخفاض في الضغط و برودة تطال الجسم، من الممكن أن تكون مهددة للحياة.

علاج الحروق الجلدية

تختلف طبيعة علاجات الحروق الجلدية المقدمة، مع اختلاف درجة الحرق الحاصل. إذ أنّه في بعض الأحيان من الممكن تدبير الحروق في المنزل، و ذلك في حالة الحروق البسيطة من الدرجة الأولى أو الثانية، أما في حالة الحروق الشديدة من الدرجة الثالثة و الرابعة، فإنّ ذلك يتطلب تدخل طبي طارئ في المشفى، و من هذه العلاجات نذكر [2]  [3] :

أولاً: الإسعافات الأولية للحروق الجلدية

بعد أن نعمل على تحديد درجة الحرق، من خلال تقصي الأعراض و العلامات التي يبديها، فإننا نقوم بما يلي:

  • علاج الحروق من الدرجة الأولى و الثانية

في حال كان الحرق من الدرجة الأولى أو الثانية، مع عدم انتشاره على مساحة كبيرة، فإنّه من الممكن علاج الحروق الجلدية بما يلي من اسعافات أولية:

    • تعريض الحرق لماء جاري معتدل الحرارة لمدة 10 إلى 20 دقائق.
    • المسارعة إلى دهن المنطقة المصابة بكريمات الترطيب، بغية المحافظة على السوائل في المنطقة المصابة، مما يساهم بشكل كبير في تخفيف حدة الحرق، و من الممكن هنا الاستعانة بجيل الألوفيرا.
    • و من ثم العمل على تغطية الحرق بشاش معقم، مع مراعاة عدم شد الشاش بشكل كبير على منطقة الحرق.
    • في حال كان الحرق من الدرجة الثانية، فإنّه من الواجب عدم لمس أو فقأ الفقاعات المليئة بالسائل.
    • أما في حال انفجار الفقاعات، فمن الواجب المسارعة إلى تنظيف الجرح بالماء الجاري و الصابون. و من ثم دهن المنطقة بمضاد حيوي موضعي، و العمل على إعادة تضميدها.
    • يمكن الاستعانة بمسكنات الألم من مثل، الأسيتامينوفين.
  • علاج الحروق من الدرجة الثالثة و الرابعة

أما في حال كان الحرق من الدرجة الثالثة أو الرابعة، فإنّه من الواجب المسارعة إلى أقرب مركز طبي. و من الممكن القيام بما يلي من إسعافات إلى حين الوصول إلى المركز:

    • العمل بدايةً على تحييد مصدر النيران.
    • التأكد من العلامات الحيوية للمصاب، و المباشرة في عملية الإنعاش في حال غياب النبض.
    • من المهم العمل على تغطية الحرق بشاش معقم.
    • تجنب تغطية الجلد المصاب بأي أقمشة مصنوعة من الألياف.

ثانياً: التدابير الطبية

أم بالنسبة لعلاج الحروق الجلدية بالتدابير الدوائية الطبية، التي من الممكن أن تقدم في العيادة أو المشفى، فهي تكون قائمة على ما يلي:

  • تسريب سيروم للمريض، للحول دون نقصان حجم الدم.
  • تنظيف الجرح.
  • إعطاء المصاب مضادات حيوية جهازية، بهدف منع أي عدوى جرثومية.
  • تدخل جراحي بهدف تحييد الأنسجة المتضررة، و ترقيع المكان بأنسجة سليمة.
  • إعطاء مسكنات الألم بالإيتاء العضلي أو بالتسريب الوريدي.

كيفية علاج الحروق البسيطة في المنزل

علاج الحروق الجلدية

من الممكن في حال كانت الحروق بسيطة (من الدرجة الأولى أو الثانية)، و في حال لم تتعدى مساحتها ال 7.5 سم، أن نعمل على علاج الحروق الجلدية بالاستعانة بما يلي [4] :

  • الماء البارد

أولى الإجراءات التي يمكن اتخاذها لعلاج الحروق الجلدية البسيطة، العمل على سكب ماء جاري معتدل الحرارة(بدرجة حرارة الغرفة 25 درجة) على المنطقة المتضررة، حيث أن لهذا الإجراء أثر كبير في الحد من تفاقم الإصابة، و من المفضل إطالة هذا الإجراء حتى 20 دقيقة.

  • العسل

يعتبر العسل أفضل علاج طبيعي للحروق الجلدية، بسبب ان العسل يعتبر مضاد التهاب و مضاد حيوي طبيعي.

  • الألوفيرا

من المفيد في علاج الحروق البسيطة أن نعمل على دهن المنطقة المصابة بجل الصبار، بسبب أن الأخير له خصائص مضادة للالتهاب، كما أنّه يعمل على كبح أي نمو بكتيري، فضلاً عن دوره في تعزيز الدورة الدموية لصالح المنطقة، و بالتالي تسريع وتيرة التشافي.

  • الخل الأبيض

من الممكن أيضاً أن نعمل على تبليل قطعة قطن بالخل الممدد، و أن نعمل على دهن الجلد المصاب، بسبب أن الخل الأبيض يتصف بأنّه مخفف للحكة و الألم، علاوةً على كونه مضاد حيوي و مضاد التهاب.

  • الحليب

في حالة الحروق البسيطة من الممكن أن يفيد الحليب في التخفيف من حدة الألم و التورم الكائن عنها. و للعمل على ذلك من الممكن نقع المنطقة المصابة بالحليب المعقم المبرد لمدة ربع ساعة.

  • الشوفان

يأتي دور الشوفان في علاج الحروق الجلدية، على اعتبار أنه مضاد التهاب، مما يساهم في تسريع تعافي الحرق بشكل ملحوظ. و للعمل على ذلك يمكن نقع المنطقة المصابة بمزيج الشوفان و الماء لمدة 20 دقيقة.

  • أكياس الشاي الأسود

يفيد تطبيق أكياس الشاي الباردة على المنطقة المصابة للتخفيف من تهيج و ألم الحرق الحاصل. مع الحرص على عدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء في حالة وجود جرح مفتوح.

اقرأ أيضاً:

كل ما تود معرفته عن علاج الفطريات بالفم

المراجع

  1. Burns | www.medicinenet.com
  2. First aid for burns | www.medicinenet.com
  3. Burns and scalds | www.nhs.uk
  4. Home Remedies for Burns | www.healthline.com
236 مشاهدة
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.