من المؤكد بأنّ امتناع الطفل عن رضاعته من ثدي أمه، من أكثر الأمور التي تقلق الأم، فتشعر و كأنّها رضيعها لا يحبها و يرفضها، الأمر الذي يسبِّب لها الكثير من الحزن و الإحباط، إنّما أكثر من هذا، حيث قد يصل بها الأمر إلى رفضها الطعام، و منهنّ مَن يبكين كثيرًا لمجرد أن يخطر على بالهم بأنّ حليبهم قد توقف، و لن يكون بمقدورهنّ أن يرضعنَ طفلهنَّ. و لكن في هذا المقال سنتحدّث عن علاج رفض الطفل للرضاعة الطبيعية.
هل طبيعي أن يرفض الطفل الرضاعة الطبيعية
قبل أن نتحدث عن علاج رفض الطفل للرضاعة الطبيعية، نسأل بعض الأسئلة الضرورية في ضوء الإجابة عن سؤالنا الأساسي الذي هو لبّ و جوهر موضوعنا اليوم.
- فمن الطبيعي أن يرفض الطفل الرضاعة الطبيعية، فهذا أمرٌ شائع.
- و بالرغم من وجود العديد من احتمالات رفض الطفل للرضاعة الطبيعية، و لكن ليس هناك ما يدعو للقلق أو الخوف، فبمجرد أن نعرف سبب المشكلة يمكن حلّها.
- لا بأس و لا حرج من حصول الأم على استشارة و دعم من حولها و الأمهات الأخريات، من أجل أن تتخلّص من القلق الذي تشعر به من مشكلة رفض الطفل للرضاعة الطبيعية.
- و ليس بالضرورة أن رفض الطفل للرضاعة الطبيعية يعني أنّه مستعدًا لعملية الفطام، فغالبًا ما يتعلّق الرفض بعوامل و أسباب أخرى.
ما هي أسباب رفض الطفل للرضاعة الطبيعية
في ضوء الإجابة عن سؤالنا ” علاج رفض الطفل للرضاعة الطبيعية “، ينبغي أن نعرف ما هي أسباب الرفض و التي تساعدنا في العلاج بشكل أسرع [1]. أبرز هذه الأسباب :
- في الحقيقة يوجد العديد من الأسباب التي تستوجب رفض الطفل للرضاعة الطبيعية بعد الولادة بشكل مباشر، أو حتى بعد عدة أشهر من رضاعته الطبيعية، و هذا من أجل أن يخبرنا الطفل بأنّه يعاني من مشكلة ما.
- من الشائع بأنّ الطفل الرضيع يكون سريع التأثر بأمه و بكل ما يخصّها، و ذلك بسبب قربه منها نفسيًا و جسديًا.
- إلى جانب تأثّر الطفل الرضيع بالنظام الغذائي الخاص بأمه، و ما تتناوله من الأدوية.
- من الممكن أن يكون أحد أسباب رفض الطفل للرضاعة الطبيعية هو وجود التهاب في الأذن، أو قرحة البرد، أو إحساسه بألم في فمه، أو حتى شعوره بعدم الراحة بسبب اللقاح أو التطعيم.
- ربما إصابة الطفل الرضيع بالزكام تسبب له انسدادًا في أنفه، و بالتالي صعوبة في التنفس، أي رفضه للرضاعة الطبيعية.
- انزعاج الطفل الرضيع من ردّة فعل أمه القوية من لدغه لها أثناء الرضاعة الطبيعية.
- عدم رغبة الطفل الرضيع بالرضاعة الطبيعية بسبب ابتعاد الأم عن طفلها لسبب ما.
- التأخر الطويل للأم عن رضاعتها الطبيعية لطفلها.
هل توجد أسباب مرضية لرفض الطفل للرضاعة الطبيعية
قد يكون رفض الطفل للرضاعة الطبيعية سببًا مرضيًا. نبيّن ذلك على النحو التالي :
- قد يكون سبب رفض الطفل للرضاعة الطبيعية ” التسنين “، فما عليكِ سوى أن تعطيه المسكِّن المناسب له، و من ثم استشارة الطبيب.
- و قد يكون ذلك بسبب انسداد أنفه، فينبغي أن تتأكدي من نظافة أنفه جيدًا قبل أن تقومي برضاعته.
- ربّما يكون تغيّر الهرمونات التي تسبِّب نزول الحيض سببًا في تغيّر طعم حليب الأم، و بالتالي رفض الطفل للرضاعة الطبيعية.
- أو من الممكن أن يكون السبب هو حمل الأم.
- و من أسباب رفض الطفل للرضاعة الطبيعية هو أنّه قد يكون قليل الصبر، فنزول الحليب ببطء يشعره بالنفور و الامتناع عن الرضاعة الطبيعية.
قد تكون رائحة الأم سببًا في رفض الطفل للرضاعة الطبيعية
ربما كان عنوان هذه الفقرة غريبًا و مدهشًا إلى حدٍّ ما، و لكن فيما يلي سنعرف ماذا يكمن وراء هذا العنوان الذي قد يكون سببًا من أسباب رفض الطفل للرضاعة الطبيعية :
- قد يكون تغيّر رائحة الأم سببًا من أسباب رفض الطفل للرضاعة الطبيعية، فقد تستخدم نوعًا جديدًا من العطور، أو تغيّر نوع الصابون الذي تستخدمه.
- قد يكون نوع الطعام الذي تتناوله الأم يسبِّب تغيرات في طعم حليبها، و بالتالي فقدان رغبة طفلها للرضاعة الطبيعية.
- ثم الدواء الذي تتناوله الأم، ربما يكون له دورًا في رفض الطفل للرضاعة الطبيعية، أو حتّى الدورة الشهرية.
- انشغال الطفل الرضيع باللهاية لفترة طويلة، يقلِّل من إدرار حليب الأم المرضِعة.
- شعور الطفل الرضيع بصداع أو ألم نتيجة الولادة الصعبة، يفقده الاهتمام بالرضاعة الطبيعية.
- ابتلاع الطفل للمخاط خلال الولادة قد يسبِّب له الغثيان و الاحتقان، و بالتالي صعوبة و أحيانًا رفض للرضاعة الطبيعية.
- شعور الطفل الرضيع بالاسترخاء و النعاس الشديد، نتيجة الأدوية المستخدمة للتخدير أثناء الولادة.
علاج رفض الطفل للرضاعة الطبيعية
نأتي للحديث عن علاج رفض الطفل للرضاعة الطبيعية بعد معرفة أهم و أبرز أسباب الرفض [2]. أهم طرق العلاج هي كما يلي :
- بالرغم من أنّ تقنية شفط الحليب تقنية قديمة مستخدمة في علاج رفض الطفل للرضاعة الطبيعية، إلّا أنها مفيدة جدًا.
- حيث يتم ذلك من خلال شفط الحليب باستمرار من الثدي على الأقل كل ساعتين، أو بحسب نظام الطفل الرضيع في الرضاعة اليومية.
- ثم يتم إعطاء الرضيع هذا الحليب المشفوط بواسطة سرنجة أو ملعقة أو زجاجة الرضاعة، و لكن يمنع شفط الحليب في حالة امتلائه كثيرًا بالحليب، و في حال احتقان الثدي.
- كما ينبغي على الأم ألّا تستسلم و تيأس بسهولة، إنّما يجب الاستمرار دائمًا و هي تحاول إرضاع طفلها بشكل طبيعي، حتى إذا كان الطفل يرفض الرضاعة الطبيعية.
- و على الأم أن تجرّب تقنية إرضاع الطفل و هو نائم نومه العميق، و ذلك بالطبع عندما يكون في وضعية نوم مريحة و مناسبة للرضاعة.
- الابتعاد عن أي مكان يوجد به ضوضاء، و إرضاع الطفل في مكان هادئ، من أجل ألّا ينشغل عن عملية الرضاعة.
- إنّ من أفضل و أهم طرق علاج رفض الطفل للرضاعة الطبيعية هو التلامس الجسدي فيما بينه و بين الأم، كون هذا التلامس يشعره بالأمان.
- تعامل الأم بشكل هادئ عندما يقوم طفلها بِعَضِّها أثناء الرضاعة، و لا تصرخ في وجهه، حتى لا تتولّد لديه ردة فعل تمنعه عن الرضاعة الطبيعية.
و أخيرًا، على الأم أن تجتنب كل أسباب رفض الطفل للرضاعة الطبيعية بهدوء.
اقرأ أيضًا :
الولادة في الشهر الثامن | هل هي خطيرة كما يقال عنها؟
المراجع
- ↑ www.breastfeeding.asn.au | Breast refusal – how to get baby to feed
- ↑ www.bellybelly.com | Breast Refusal | 13 Tips For A Baby That Refuses The Breast