ما هو تعريف التنمية المستدامة و هل هي ضرورة في الوقت الحالي

في ظل تنافس دول العالم من أجل النهوض بقطاعات الدولة و الوقوف بقوة ضمن ميادين الأعمال الدولية بمختلف مجالاتها، أصبح مصطلح التنمية المستدامة جزء لا يتجزأ و أساس يرتكَز عليه من أجل تمكين الدولة اجتماعيًا، اقتصاديًا، سياسيًا، ديموغرافيًا و عسكريًا، فما هو تعريف التنمية المستدامة و ما هي أهدافها، هذا ما سنتحدّث عنه في موضوعنا اليوم.

ما هو تعريف التنمية المستدامة

جوهر حديثنا اليوم هو الإجابة عن السؤال ” ما هو تعريف التنمية المستدامة “، فإذا أردنا تعريف التنمية المستدامة بمصطلحها العام و مفهومها الشامل نقول : هي نشاط شامل عام لكلّ قطاعات الدولة و مؤسسات القطاعات العامّة و الخاصّة و في المنظمات أو حتى الأفراد، فهي تشكِّل عملية هامّة من أجل الانتعاش بالظروف الحالية، استنادًا إلى دراسة الماضي و الاستفادة من تجاربه، و من ثم فهم الواقع و دراسته من أجل تغييره و المضي قدمًا به نحو الأفضل، ليأتي بعد ذلك : التخطيط السليم و الصحيح للمستقبل، و يتجلّى هذا : بالاستغلال الصحيح و الأمثل للطاقات البشرية و الطاقات المادية و المواد، إضافة إلى المعلومات و البيانات التي يمتلكها الأشخاص المقيمين على عملية التنمية، و من أحد الارتكازات التي ترتكز عليها عملية تعريف التنمية المستدامة هي الإيمان المطلق بضرورة اكتساب المهارات و المعارف و الخبرات و أهمية التعلّم المتواصل و عدم الاكتفاء بالمعلومات الحالية، و التطلّع نحو الأعلى دائمًا.

خصائص التنمية المستدامة

استكمالًا لجواب ” ما هو تعريف التنمية المستدامة “ ^[1] نتحدّث عن خصائص التنمية المستدامة و التي تتجلّى كما يلي :

1. تعتبر التنمية المستدامة من أنواع التنمية طويلة الأمد، أي تأخذ بالحسبان حقوق الأجيال في المستقبل أي الأجيال القادمة، و ذلك ضمن موارد الأرض و حمايتها أيضًا.
2. تلبية احتياجات الأفراد الضرورية و الأساسية من الغذاء و الحاجات التعليمية و الصحية و حتى الكِساء.
3. و بالتالي تعمل التنمية المستدامة على تحسين الأوضاع الاجتماعية و المادية للأفراد من دون أن يتم إلحاق الضرر بالتنوع الحيوي.
4. ثم إنّ من أولويات التنمية المستدامة أن تحافظ على التوازن على عناصر البيئة التي تعتبر منظومة متكاملة، حيث يؤدي هذا التوازن ما بين العناصر إلى توفير بيئة صحية لكافّة الأفراد.
5. تحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للأفراد.
6. المحافظة على عناصر و مركّبات المحيط الحيوي، مثل : الماء و الهواء، لأن من شروط التنمية المستدامة عدم الاستنزاف في الموارد الطبيعية ضمن المحيط الحيوي.
7. تعتمد أساليب التنمية المستدامة على التنسيق ما بين سلبيات استعمال الموارد و استخدامها و بين اتجاهات الاستثمارات، فتعمل جميعها بتأنّي و انسجام داخل المنظومة البيئية، وصولًا إلى التنمية المستدامة المنشودة.

أهداف التنمية المستدامة

عندما نسأل ” ما هو تعريف التنمية المستدامة ” لا نكتفي فقط بالتعريف، لأننا بذلك نكون قد أوجزنا الكثير من المعلومات القيّمة التي تخصّ التنمية المستدامة ^[2]. و لذلك نكمل الحديث بعرض أهم و أبرز أهداف التنمية المستدامة، و التي تتلَّخص كما يلي :

1. القضاء على الجوع و الفقر.
2. تأمين الحياة الصحية للأفراد.
3. توفير فرص العمل.
4. توفير أساليب التعليم الجيد.
5. الوصول إلى الخدمات التي تلبّي احيتاجات الأفراد الأساسية، مثل : المياه و الصرف الصحي و الطاقة المستدامة.
6. المساواة بين الأنثى و الذكر.
7. العمل على تعزيز و تحسين البنية التحتية.
8. حماية المحيطات ^[3].
9. المحافظة على النظم الأيكولوجية.
10. المحافظة على المنظومة البيئية.
11. إنشاء مجتمعات تتمتع بأساليب تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستهلاك و الإنتاج.

تحديات التنمية المستدامة

من أهم المعوّقات و الصعوبات التي تقف عائقًا في وجه تحقيق الاستدامة هي جزء لا يتجزأ من جواب السؤال ” ما هو تعريف التنمية المستدامة ” :

1. عدم وجود الاستقرار السياسي في بعض الدول.
2. درجة التنمية الاجتماعية و الاقتصادية التي لم تتحقق في كثير من الدول.
3.  التزايد المستمر للتدهور البيئي.
4.  نقص في الموارد التكنولوجية.
5. نقص في الموارد المالية.
6. تنوع في الأهداف الاقتصادية و السياسية على مستوى العالم.

ما هو مستقبل التنمية المستدامة

في الجانب الآخر من سؤال ” ما هو تعريف التنمية المستدامة ” يطرَح السؤال التالي ” ما هو مستقبل التنمية المستدامة ” والذي يتجلّى كما يلي :

1. دراسة الاتجاهات و التطلّعات التي تؤول إليها الاستدامة، هي خطوة صحيحة للوقوف بقوة أمام أي تحديات طارئة.
2. بالرغم من أن التنبؤ بمستقبل التنمية المستدامة أمر صعب إلّا أنه يمكن اقتراح سياسات و أساليب مرنة تضمن حقوق الأفراد في المستقبل.
   و ذلك لأن العولمة تشكّل خطرًا على الأمان الاقتصادي ^[4].

أبعاد التنمية المستدامة

من ضمن ” ما هو تعريف التنمية المستدامة ” تتجلّى أبعاد التنمية المستدامة ضمن ثلاثة أبعاد جوهرية رئيسية و التي يمكن تلخيصها كما يلي :

1- البعد الاقتصادي

حيث تحاول التنمية المستدامة جاهدةً أن تنهض بمستوى رفاهية الإنسان، و ذلك من خلال الزيادة في الخدمات الضرورية و السلع، و هذا لا يمكن أن يتحقق في ظل الموارد المحدودة إلّا على النحو التالي و بتوفّر العناصر الآتية :

1. توفير عناصر الإنتاج المهمة للعملية الإنتاجية.
2. رفع مستوى الفاعلية و الكفاءة للأفراد، من خلال تنفيذ البرامج التنموية.
3. الزيادة في معدّلات النمو لشتّى مجالات الإنتاج.
4. و بالتالي يتبع ما سبق، زيادة في نسبة الدخل و تنشيط ما يسمّى ” التغذية العكسية ” ما بين المدخلات و المخرجات.

2- البعد الاجتماعي

ما هو تعريف البعد البيئي في التنمية المستدامة، حيث يشمل هذا البعد الأنساق البشرية و العلاقات الجماعية و الفردية، إلى جانب الجهود المبذولة أو ما تسبِّبه من احتياجات. و تتمثّل عناصر هذا البعد على النحو التالي :

1. التمكين، المقصود به هو توعية كافة أفراد المجتمع بضرورة المساهمة في البناء المستقبل.
2. الحكم الرشيد الذي يتمثّل في نمط القواعد و السياسات و مدى الشراكى بين القطاعين الخاص و المجتمع المدني.
3. الاندماج، و ذلك من أجل إقامة مجتمع يتضامن في تليبة احتياجاته و إثبات مسؤولياته، إضافة إلى أنه يمتلك أهداف موحّدة.

3- البعد البيئي

هذا البعد من أبعاد التنمية المستدامة يركّز على التعامل الجيد مع الموارد الطبيعية و من ثم توظيفها لتخدم الإنسان، و ذلك من دون إحداث أي خلل في عناصر المنظومة البيئية. و هذا يتم على النحو التالي :

1. الاهتمام بالتنوع البيولوجي، و الذي يتمثّل في : الكائنات البشرية، الحيوانات، الغابات، النباتات، الطيور و الأسماك.
2. الاهتمام بالموارد المخزونة و المكتشفة و الثروات، من الطاقات الناضبة و المتجددة.
3. التلوّث البيئي الذي يعدّ أحد أسباب الإخلال بصحة الكائنات الحية.

كما يمكن أن تضيف بعدين آخرين إلى الأبعاد الثلاثة الرئيسية المذكورة، و هذين البعدين هما :

4- البعد التكنولوجي

حيث يتم تحقيق هذا البعد من خلال ما يلي :

1. اعتبار التكنولوجيات المحسّنة.
2. العمل الجيد على الحدّ و التقليل من انبعاثات الغازات التي تسبّب الاحتباس الحراري.
3. حماية طبقة الأوزون من الانحطاط و التدهور.

5- البعد السياسي

يعد البعد السياسي من أهم مرتكزات تعريف التنمية المستدامة، و ذلك كونه يؤثّر على كلّ الأبعاد، الاقتصادية و البيئية و الاجتماعية، و لتحقيق هذا البعد يجب أن يتم تجسيد قوانين الحكم الراشد، و ضمان تحقيق الشفافية و الديمقراطية في اتّخاذ القرارت.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام حديثنا عن التنمية المستدامة.

اقرأ أيضًا :

مفهوم ريادة الاعمال | أحيي فكرتك من الرماد و كن رائد نفسك