ماهو الإسقاط النجمي و لماذا يلجأ الإنسان له و هل حرّمه الإسلام ؟ هل له مخاطر ؟ كلّ هذا و أكثر سنعرفه في مقالنا اليوم.
ماهو الإسقاط النجمي Astral Projection
الإسقاط النجمي هو : ” عملية فصل جسد المرء أو وعيه عن الجسد المادي، أي قدرة المرء على ترك جسده و السفر إلى أي مكان يريده عبر ما يسمّى بالجسم الأثيري، حيث يتم افتراض وجود هيئة نجمية منفصلة عن الجسد المادي و قادرة على أن تسافر خارجه “، إنّ فكرة الإسقاط النجمي معروفة في مختلف الثقافات الشرقية و معروفة أيضًا في مختلف الديانات في العالم منذ القِدم، مثل : الهندوسية و البوذية، و يمكن تجربة الإسقاط الأثيري بواسطة الجهد الواعي أو يحدث تلقائيًا عند الاقتراب من الموت. تجدر الإشارة إلى أنّ هناك بعض المرضى الذين أصيبوا بالهلوسة خلال تعريض أنفسهم للتنزيم المغناطيسي الذاتي و الإيحائي و شعروا بشعور يشبه حالة الإسقاط النجمي، و بالرغم من وجود العديد من الأشخاص الذين يدّعون بأنّهم قادرون على تنفيذ عملية الإسقاط الأثيري و لكن لا يوجد أي دليل علمي على صحة هذه الحالة، فهو من العلوم الزائفة!
التحقق من صحة الإسقاط النجمي
في اختبار تم إجراؤه على شخص يدعى : ” إنجو سوان ” عام 1978 ( اقرأ كتاب : ” طفرات علمية زائفة ” )، حيث كان يدّعي بأنّه يمتلك قدرات خارقة للطبيعة ( قدرات نفسية )، حيث زعم بأنّه قد سافر إلى كوكب المشتري مع تقديم تفاصيل دقيقة للكوكب غير معروفة لدى العلماء، مع تقديم ما يقارب خمس و ستين ملاحظة، بعضها ملاحظات علمية. ثم و بعد حصول مركبتي بيونير 10 و مارينر 10 على معلومات عن كوكب المشتري، تم مقارنة النتائج وفق ما يلي :
- إحدى عشرة معلومة كانت صحيحة و لكنها مذكورة في أكثر من كتاب علمي من قبل.
- معلومة صحيحة لم تكن مذكورة في أي كتاب علمي من قبل.
- سبع معلومات صحيحة و لكنها تعتبر معلومات بديهية.
- خمس معلومات كانت تخمينات علمية أو حقائق محتملة.
- تسع معلومات غير قابلة لأن تتحقق.
- ثلاثون معلومة جميعها خاطئة تمامًا.
- معلومتان من الممكن أن تكونا صحيحتان.
حيث نسبة المعلومات الصحيحة التي قدمها إنجو سوان بلغت 37%، و هي بالطبع نسبة غير مقنعة، و على سبيل الفضول و تجربة التحقق من صحة هذا إدّعاء الرجل : قم بوضع شيئًا ما في أي مكان لا يكون بمقدور الشخص الذي يزعم بقدرته على السفر عبر ما يسميه بالجسد المادي أن يصل إليه، ثم اطلب منه أن يسافر نجميًا للمكان من أجل أن يتعرّف على الشيء الذي وضعته هناك!
فروع الإسقاط النجمي
بعد أن أجبنا عن السؤال : ماهو الإسقاط النجمي، سنذكر أهم فروعه، حيث يعد الفرعان الأوليان منه من أكثر الطرق الممارسة بين الأشخاص المهتمين بالموضوع، حيث قد تقصر المدة أو تطول التي يقضيها المرء في تعلّم تقنيات التركيز و الاسترخاء، و هذا يتبع لقدرات الشخص.
1- تجربة الخروج من الجسد Out Of Body Experiences
ينقسم هذا الفرع من فروع الإسقاط الأثيري أو النجمي إلى رحلتين، هما :
- رحلة وعي داخلية.
- رحلة وعي خارجية.
و هو انجراف الوعي إلى بيئة كثيفة الذبذبة، إما إلى خارج الجسد المادي أو عوالم أثيري.
2-الأحلام الجلية Lucid Dreaming
الأحلام الجلية هي الاستيقاظ في الحلم و استقبال المظاهر النجمية له، حيث يمكن في حالة التحكّم الأناني الذاتي أن يغيّر المرء من الحلم، كخلق الأشياء أو الطيران.
3- التخاطر Telepathy
4- الرؤية عن بعد Remote Viewing
أهم المخاوف التي تتعلق بالإسقاط النجمي
هناك الكثير من الأساطير حول المخاطر المفترضة للإسقاط النجمي أو الأثيري، و عبر التاريخ دائمًا كان هناك تركيز قوي على المخاطر المحتملة للإسقاط الأثيري أكثر من التركيز على فوائده، و أبرز هذه المخاطر هي :
- الخوف من الموت أثناء تجربة عملية الإسقاط النجمي أو الأثيري و عدم القدرة على عودة المرء إلى الجسم المادي، و بالرغم من عدم وجود روايات تفيد بأن أي مرء قد سبق و تعرّض لموت بيولوجي بسبب عدم قدرته على العودة إلى الجسد المادي.
- الخوف من فكرة أن الأشخاص الذين لديهم الإسقاط النجمي يجدون أنفسهم بين الأماكن المجهولة و الغرباء.
- الخوف من كون الإسقاط النجمي حالة غير آمنة، و الخوف من أن يستولي أو يسيطر شخص آخر على جسد غير جسده الفيزيائي أو المادي.
طرق العودة إلى الجسد المادي بعد الإسقاط الأثيري أو النجمي
من أبرز الطرق التي يستخدمها الأشخاص للعودة إلى الجسد المادي بعد الإسقاط النجمي هي :
- سماع الضوضاء.
- الشعور بالحركة من الأشخاص المجاورين.
- التفكير في العودة للجسد المادي.
- اعتماد وضعية غير مريحة على السرير.
- نية العودة و الإرادة إلى الجسد المادي.
- إدراك عدم اضطرار الفرد إلى التنفس خارج الجسد.
- أي عاطفة متفاقمة، مثل : الحزن و السعادة.
ما هي مخاطر الإسقاط النجمي
ماهو الخطر الذي قد يسببه الإسقاط النجمي ؟ ها نحن بصدد ذكر أهم تلك المخاطر :
1- التعرّض للإصابة بالأذى
إن المخاطر المفترض حدوثها على الجسد المادي هي أشدّ خطورة على الجسد الأثيري، و ذلك بالرغم من أنّ الجسد النجمي جسد شفاف و خفي، كما يتميز بأنّه معدوم الوزن و الكتلة، لِذا يمكنه أن يعبر الجدران و الآفاق من دون أن يحدث أي أذى للجسد المادي. و لكن الجدير بالذكر أنّ الجسد الأثيري يختبر مشاعر متخبطة من الرهبة و الخوف على أثر تنقله ضمن عالم الإسقاط النجمي، و كما ذكرنا سابقًا بأنّ عدم قدر الجسد المادي على التحكّم بتلك المشاعر فقد يتعرّض للإصابة بالأذى، حيث اتفق الأشخاص الذين اختبروا عملية الإسقاط النجمي بأنّ أجسادهم تعرّضت للإصابة بالأذى أثناء قيامهم بالتجربة، و من أهم المخاطر التي تصيب الجسد المادي هي تلبّس الجسد المادي بأرواح أخرى من عالم الإسقاط الأثيري و ذلك كونه يكون ضعيفًا جدًا بلا وعي، و قد لا يستطيع الشخص أن يعود لجسده المادي بسهولة.
2- احتمال الموت
إذا لم يستطع الجسد المادي احتمال المخاطر التي ذكرناها قد يؤدي هذا إلى احتمالية الموت، و هذا ما يسبِّب الريبة و الخوف من الإسْقاط النِجمي، حيث المتغيرات و المفاجآت التي يتعرّض لها الجسد النجمي أشد و أكبر بكثير مما يمكن للجسد المادي احتماله، كما تزيد فرص الموت في حالة عدم عودة الجسد الأثيري إلى الجسد المادي، و لكن هناك أقوال عديدة أثبتت بأنّ الخيط الفضي الذي يربط ما بين الجسد المادي و الجسد الأثيري هو خيط لا يمكن أن ينقطع مهما حصل، و هذا يعني أنّ طريق عودة الجسد الأثيري إلى الجسد المادي موجود دائمًا!
3- عدم القدرة على تحمّل الانفعالات و المشاعر
يتمثّل خطر الإسقاط النجمي الأكبر هو عدم قدرة المرء على التحكّم بمزيج الانفعالات و المشاعر المختلطة التي تملكه خلال عملية الإسقاط النجمي، مثل : الدهشة، الخوف و القلق، فعندما يفشل الجسد المادي بالتحكّم بكلّ هذه المشاعر التي يتعرّض لها الجسد النجمي، فرحلة الإسقاط ستفشل على الفور و بالتالي قد يعود الجسد الأثيري إلى الجسد المادي مباشرة و بسرعة كبيرة، و أكبر مِما تم التخطيط له و عدم قدرة الشخص على احتماله، فقد يحصل ارتفاع في معدل نبضات القلب و إصابة جسده المادي بالأذى.
الإسقاط النجمي في ميزان الشريعة الإسلامية
إنّ القول بالجسم النجمي هو قول على الله بلا دليل أو علم، فالله خلق الإنسان على مراحل بيّنها لنا في القرآن الكريم، فالإنسان مخلوق من تراب و طيب و صلصال، ثم نفخ تبارك و تعالى فيه الروح، فهو جسد واحد و روح واحدة، فقول أنّ الإنسان يمتلك خمسة أجساد و أنه يمتلك ما يسمّى بالجسد الأثيري هو قول بلا علم و غير مذكور أصلًا في القرآن الكريم أو السنة، قال الله تعالى في سورة يونس : ” إنَّ الذين يفترونَ على الله الكذبَ لا يفلِحونَ “، و قد نهى تبارك و تعالى عن قول الإنسان على الله بلا علم، حيث قال في سورة الإسراء [1] : ” و لا تقفُ ما ليس لكَ به علمٌ إنَّ السمع و البصرَ و الفؤادَ كلٌّ أولئكَ كان عنه مسؤولًا “. فالجسم الأثيري من ظنون و وهم ديانات الشرقيين الكفرية.
نختم مقالنا اليوم ” ماهو الإسقاط النجمي ” بأنّ الجسم الأثيري و علم الشاكرات و المانترا ( نحن لسنا بصدد شرحها ) هي بوابة للإلحاد بالله و الكفر، و الأشخاص الذين يعتقدون به ما هم إلّا أشخاصًا يجهلون أصول العقيدة الصحيحة و الإيمان و لا يعرفون صفات الخالق و حقائق التوحيد.
اقرأ أيضًا :