إن تربية الأطفال يمكن تسميتها أو اعتبارها ” بالسهل الممتنع ” فهي ليست بدرجة السهولة التي يظنها البعض و ليست بالصعب المستحيل التي تجعل البعض يفشل في تربية أبناءه. لاعتباره أن التربية تحتاج إلى درجة عالية من الثقافة العالية بعلم تربية الأطفال. و لكن في هذا المقال سنقوم بعرض أهم و أبرز نصائح في تربية الطفل و التي ستجعل الوالدين بشكل عام و الأمهات على وجه الخصوص قادرين على فهم نفسية أطفالهم و طرق التربية الإيجابية الصحيحة.
ما هي تربية الطفل و كيف نبدأ بها
حرِّيَ بنا أن نتكلم بشكل مختصر و ملَّخّص عن دور الأم دونها عن الأب أو مشاركتها معه في تربية الطفل و كيفية توطيد روابط العلاقة بينها و بين أطفالها منذ نشأتهم. فلا تثيركِ الدهشة عزيزتي إن قلتُ لكِ بأن تربية الطفل تبدأ و هو رضيع بعمر ستة أشهر. حيث يكون الطفل في هذا العمر قادرًا على استيعاب معنى أن تقولي له ” لا “.
و أمّا لسؤالك : ما هي تربية الطفل [1] فالجواب هو : أن الطفل بعمر الستة أشهر كما ذكرنا له قدرة على الاستيعاب و بالتالي تبدأ تربيته باحتضانكِ إياه أثناء بكاءه و تغييركِ لملابسه عندما يحتاج إلى ذلك. ناهيكِ عن الرضاعة الطبيعية أنها إحدى أقوى الروابط التي تساعد على تربية الطفل منذ صغره. و ذلك بسبب التلامس الجسدي الذي يحصل بينكِ و بين طفلك.
المرحلة الثانية في تربية الطفل
أقصد بالمرحلة الثانية هي تلك التي تلي مرحلة الرضاعة أو تلك التي يصبح بها الطفل قادرًا على التعلُّم بشكل أكبر و يصبح قادرًا أيضًا على التكلًّم. و لا شك أنكِ تعلمين أن الأم هي المدرسة الأولى في حياة أطفالها. فيتمثل دورها بإيجاز في ما يلي و التي تتمثل أيضًا بأبرز النصائح في تربية الطفل تربية سليمة خالية من الأمراض و العقد النفسية.
1- أنتِ مصدر الأمان
بمجرد أن يلمس جلدكِ جلد طفلكِ بعد الولادة مباشرة، فهذا بحدِ ذاته أقوى رابطة أمنة قد تنشأ بينكِ و بين طفلك. بالإضافة إلى أن هذه الرابطة تزداد متانتها مع الرضاعة الطبيعية و التي ترفقينها بالحنان و الأمان لطفلك.
2- أنتِ المعلمة الأولى
بالرغم من أنَّ تربية الطفل تقع على عاتق الأبوين، إلّا أنّ الأم تبقى مدة أطول مع طفلها فينا إذا قمنا بالمقارنة مع الأب. فنجد نسبة كبير من الأطفال تتأثر بأمهاتهم و يأخذون من طباعها بشكل كبير.
3- أنتِ الأقرب
لا شك أننا جميعنا نعرف و نعترف بأن الأم هي الشخص الأكثر أمانًا، و الذي نقوم بإخفاء أسرارنا معه. بالإضافة إلى كونها الشخص الذي يعرف تقريبًا كل شيء عن طفلها، فهو لا يخجل من طرح الأسئلة التي تدور في ذهنه لأمه.
4- إنكِ مصدر العاطفة الأقوى
هذه الفطرة التي تمتلكينها ” العاطفة ” هي ما تجعلكِ قادرة على فهم مشاعر طفلكِ، و من غير أن يتحدثوا أحيانًا. فكونكِ مصدر العاطفة فهذا يعني أنكِ أكثر قدرة على تعليم طفلكِ عن كيفية التعبير عن مشاعره و بدون أن تنتابه مشاعر الخوف.
أبرز سبع نصائح في تربية الطفل تربية سليمة
إليكِ أهم سبع نصائح في تربية الطفل [2] تربية ذكية و إيجابية تضمن لكِ شخصية قوية ناجحة لطفلك في المستقبل و شخصية متميزة في صغره. و التي تتمثل فيما يلي :
1- الارتباط الوثيق مع الأطفال
بدأتُ في هذه النصيحة التي هي من وجهة نظري أولى نصائح في تربية الطفل تربية خالية من العقد النفسية. و ذلك لأن التواصل المستمر مع الأطفال يتيح الفرصة للوالدين أن يقوموا بتوجيه أطفالهم و دعمهم بشكل صحيح. من خلال التخصيص اليومي الدائم من وقت الأبوين من أجل التحاور مع أطفالهم و فهم ما يجول في خاطرهم.
2- اكتشاف شغف الأطفال
ليحصل الأبوين على أساس سليم لتربية أطفالهم، فيجب أن يبدئوا منذ نعومة أظفار طفلهم. فلكل طفل هواية مكتنزة بداخله و بالتالي فإن لم يعمل الوالدين على اكتشافها فستدفن موهبته و يموت شغفه بداخله. ناهيك عن أنه يجب أن يكون هناك تشجيع مستمر للطفل حتى تتطور مهاراته و تصقل مواهبه.
3- عدم توبيخ الطفل على مرأى الناس
من أهم ما قد يسبب عقدة نفسية جسيمة للطفل هي أن تقوم والدته أو والده بتوبيخه أو نقد سلوك من سلوكياته أمام العلن وعلى مرأى الناس. ربما تقول إن طفلي صغير و لا يَعي أهمية هذا الموقف. و لكني أؤكد أن هذا التصرف خاطئ جدًا و لا تحمَد عواقبه أبدًا لِما تمتلكه من آثار سلبية مستقبلية على نفسية الطفل. فستجعله بشكل أساسي غير قادر على مواجهة المجتمع بالإضافة إلى أنه سيعاني من ” الرهاب “.
4- تعزيز احترام الطفل لنفسه
من أبرز نصائح في تربية الطفل هي أن تقومي على توقير احترامه لذاته، فيمكنكِ أن تبدئي بمدح إنجازات طفلك مهما كانت في نظركِ ضئيلة و ذلك لأن هذا سيجعله مفتخرًا بنفسه. و من المهم أيضًا أن تخبري طفلك بأن الجميع قد يخطئ و لكن مع عدم تعنيفه في حال الخطأ. و كما يجب أن تقومي بالابتعاد عن ذكر المصطلحات أو التعبيرات الغير إيجابية و التي تؤثر على الطفل بشكل سلبي.
5- عدم الإخلال بخصوصية الطفل
لا تعتبري أن الطفل شخص لا يدرك معنى الخصوصية، فهو كالشخص الناضج تمامًا فله كيان مستقل و خصوصيات يجب احترامها. فمثلًا لا يصح لكِ أو للأب أن تقومي باستجواب طفلكِ عن علاقته بأصدقائه. و لكن هذا لا يعني ألا نعرف طفلنا من يرافق و طبيعة البيئة التي يعيش فيه صديقه حتى تضمني عدم تأثر طفلكِ ببيئة لا تناسب بيئتك مثلًا.
6- تأسيس قواعد أخلاقية حَسنة
ثاني أهم النصائح التي يجب عليكِ كأم على وجه الخصوص أن تعرفينها و الوالدين على وجه العموم، هي تعليم و تثقيف الطفل و تهذيبه على مكارم الأخلاق منذ نعومة أظفاره. فيجب أن ينشأ الطفل على قاعدة صحية من العبادات و التقرب لله عز و جل على قدر سنه. مع تعليمه روح الفضيلة و احترام الآخرين و الالتزام بأسمى الأخلاق.
7- الأسوة المحمودة
حتى تكوني أم صالحة و قدوة حسنة لطفلك يجب عليكِ أولًا أن تكوني صادقة معه و صادقة مع الآخرين أمامه. فهو يتبنى أفعالكِ و ليس أقوالكِ، فليس من المقبول أبدًا أن تطلبي من طفلك أن يكون صادقًا معكِ و لكنه يراكِ تنتهجين سلوك الكذب مع من حولك.
أفضل ثلاثة أساليب في تربية الطفل تربية صحيحة
تندرج أساليب تربية الأطفال الحسنة [3] تحت العنوان العريض ” نصائح في تربية الطفل “. و ذلك لأن هذه الأساليب تعتبر من أهم القواعد التي يتم استخدامها في التربية كونها هي الأساس الداعم للطفل. و تتمثل أهم تلك الأساليب فيما يلي :
1- أسلوب استخدام تعدد الخيارات
ربما تجدين في محيطك الكثير من الأمهات أو الوالدين الذين يعتمدون على أسلوب الصراخ و الانتقاد من أجل ضبط أخطاء أطفالهم و تصحيحها. ظنًا منهم أنه الأسلوب الأمثل للتعليم، ناسيين أن أسلوب الثناء و التحفيز هو الأقوى في تهذيب أخطاء أطفالهم. فيجب عليكِ كأم أن تستخدمي أسلوب الخيارات المتعددة في تربية طفلك. فهذا سيجعله قادرًا على الاعتماد على نفسه غير متكِّلًا على أحد. بالإضافة إلى أن هذا الأسلوب سيدفعه لتكرار كل الأعمال الجيدة التي أثنيتي بها عليه.
2- أسلوب المكافأة و العقاب
إن استخدام هذا الأسلوب في تربية الطفل ستجعله يدرك أهمية ما فعله سواء كان صحيحًا أو خاطئًا. فيدرك أهمية تصرفه الصحيح ويكرره دائمًا أو يستوعب فكرة السلوك الخاطئ الذي ارتكبه فيبتعد عن تكراره. فيتمثل الأسلوب بإعطاء الطفل مثلًا الحلوى التي يحبها عندما يقوم بفعل يحمد عليه، أو حرمانه من مشاهدة التلفاز أو اللعب بلعبته المفضلة عندما يقوم بتصرف خاطئ. و طبعًا يجب عليكِ متابعة الأمر و عدم التراجع عن قرارك سواء كان العقاب أو بالثواب.
3- أسلوب التعبير عن الرأي
أن تعطي مساحة واسعة لطفلك حتى يقوم بالتعبير عن رأيه ليس بالأمر الصعب، فكما ذكرنا في الفقرة السابقة بأنه يجب على الأم خاصة أن تقوم بتخصيص وقت يومي لأن تجلس مع طفلها و تستمع لما يجول في ذهنه من أفكار. فتتحاور معه و تجعله يعبِّر عن رأيه في موضوع ما حتى تشعره بأنه شخص ناضج و له كيانه المستقل. فأرجوكِ لا تبخلي على طفلك في إعطائه هذه المساحة.
أهم خطوات التربية الإيجابية للطفل
من واجبي كأم أن أقدم لكِ أبرز نصائح في تربية الطفل تربية إيجابية صحية سليمة تصنع من طفلكِ شخصية سويّة متميزة مبدعة [4]. ألا و هي كالتالي :
- قومي بتحويل سلوك طفلكِ الخاطئ إلى نظام يجب اتباعه. فمثلًا ( لا يجب اللعب على جهاز الكمبيوتر لفترة طويلة، حددي ساعة مثلًا للعب ).
- اصنعي لطفلك منهج الامتيازات و المكافآت، فعندما يلتزم بتطبيق النظام الذي وضعتيه فامنحيه مكافأة على ذلك.
- قومي بوضع جدول مخصص للسلوكيات الصحيحة و الخاطئة التي يقوم بها طفلك خلال هذا الشهر مثلًا. مع الحوافز التي سيحصل عليها و العقاب الذي سيناله في حال خالف النظام المتفق عليه. و طبعًا مع إخبار طفلك بهذا الجدول حتى تشجّيعه على الالتزام به.
- ساعدي طفلك على تعزيز الثقة بنفسه و احترام ذاته. فاتركيه يختار ما يريد أن يرتدي عند ذهابه إلى السوق مثلًا و دعيه يخلع ملابسه لوحده عند العودة للمنزل و يرتدي البيجاما. أو يمكنكِ حتى أن تطلبي منه مساعدتكِ في أعمال المنزل ثم تشكري جهوده على ما بذله في ترتيب غرفته أو التقاط ألعابه من الأرض.
- خصصي يوم في الأسبوع للخروج في نزهة مع الأب، و مشاركة طفلكما اللحظات الجميلة. مما سيجعله محبًا أكثر لنفسه و لمن حوله و يغدو شخصًا منفتحًا على المجتمع غير منغلق على نفسه.
أبرز عشر أخطاء شائعة في تربية الطفل
للأسف قد لا تجدين الكثير من الأبوين الذين يتجنبون الأخطاء الشائعة في تربية أطفالهم، فلا تكوني منهم. بل و انصحيهم بتفاديها حتى تتغلبي و إياهم على كل المشاكل التي قد تقف عائقًا في سبيل التربية الصحيحة للأطفال. فتعرفي إلى أكثر عشر أخطاء [5] يتم تداولها بين الآباء في تربية أطفالهم ثم كيفية علاجها و تجنبها :
1- عدم المبالغة أو التقليل من شأن مشاكل الطفل
قد يأتي إليكِ طفلكِ يومًا ما و هو يبكي لمشكلة حصلت معه مثلًا في الروضة. فهنا يجب عليكِ أن تفهمي ما هي المشكلة و مدى خطورتها و تأثيرها على طفلك، و لا تستصغري حجمها مما كان و لو كانت بسيطة بنظرك. و لكنها في نظر طفلك قد تكون مشكلة بحجم الكون. فاجلسي معه و تحاوري من أجل فهم ما حدث معه ثم دعيه يحاول في حل مشكلته بنفسه من خلال الحوار المفتوح بينكِ و بينه. فاطلبي منه أن يفكِّر في إيجاد طريقة لحل مشكلته و ساعديه على ذلك و ادعميه.
2- الدلال المفرط أو المدح الزائد
بالرغم من أننا ذكرنا ضمن فقرة نصائح في تربية الطفل أن المدح و الثناء يتصدران أبرز خطوات التربية و لكن ضمن الحدود المسموحة الوسطية. فمثلًا إن قمت بالاستمرار على مدح ذكاء و موهبة طفلك بشكل مبالغ فيه فهذا حتمًا سيؤدي إلى إحباط شديد مستقبلًا مع أقرانه. فقد تجد طفلك منزعجًا عندما يحصل جميع من في الصف على جائزة، و ذلك لأنه اعتاد على أن يكون الأكثر موهبة و الأكثر تميزًا. فكيف سيشعر بالتميز و جميع أصدقائه حصلوا على الجائزة مثلًا. و هذا سيخلق عادة الغش و الكذب عند الطفل، فحذاري من المدح الزائد.
3- الإفراط في توخي الحذر
من الطبيعي بل من الأشياء الحتمية أن نلعب الدور الحقيقي في الخوف على أطفالنا، فتجدنا نبذل جهدنا و نصبّ كل طاقتنا من أجل حمايتهم من الأذى. و لكن بهذا التصرف أو السلوك سنعزلهم عن السلوك الطبيعي الصحي الذي يقوم على المخاطرة، نعم المخاطرة لا تستغرب. فمثلًا : إن لم يلعب الطفل في الحديقة و يتسلّق و يسقط فلا شك أنه سيعاني من الخوف و الرهاب كالبالغين تمامًا. بل و يوقنون أن هذا العالم هو مكان مليء بالمخاطر و غير آمن، فلن يثقوا بأنفسهم أو حتى بالآخرين. و لذلك دعهم يكتشفوا بيئتهم مع إحاطتك بهم من غير أن يشعروا.
4- كسر الحدود
من أبرز الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال و التي يجب أن تذكَر ضمن قائمة نصائح في تربية الطفل هي: عدم وجود أي حدود لتصرفات و سلوكيات الطفل. فلا تظني أيتها الأم العزيزة أنكِ على صواب عندما تسمحين لطفلك بفعل كل شيء و من غير وجود أي رادع أو قاعدة يتبناها. فالكثير من الأطفال سيجدون صعوبة كبيرة في العيش بدون أي نظام أو روتين يتبعه. فقدمي له الخيارات الواضحة و المحدودة من أجل مساعدة طفلك على المعرفة و العيش بشكل سليم بعدي عن التشتت ثم اكتشاف ما حوله بنفسه.
5- إعطاء الطفل المال بدلًا من الوقت
قد تكون مشغولًا جدًا في عملك أيها الأب من أجل تأمين كل وسائل الحياة الكريمة لعائلتك، و ربما أنتِ أيضًا أيتها الأم العزيزة. و لكن من الخطير جدًا جدًا أن نترك أطفالنا في آخر القائمة من ضمن الأولويات، فيبدأ الطفل تلقائيًا بالتقليل من شأن نفسه و عدم احترامها و يفعلون ربما سلوكيات خاطئة من أجل أن يقوموا بجذب انتباهك أيها الأب أو انتباهكِ أيتها الأم. فمهما كانت درجة انشغالكما يجب ألا تنسوا حق طفلكم في الجلوس معكم و التعلم منكم و النهل من حنانكم و عطفكم. فاجعلوهم أولى أولوياتكم و امنحوهم من وقتكم قليلًا.
6- البحث عن معدل الذكاء الدراسي لا العاطفي أو الاجتماعي
كثير هي نصائح في تربية الطفل ولكن يمكنك اعتبار هذه الملاحظة إحدى أهم النصائح في تربية الأطفال تربية سليمة. فتجد غالب الأهالي يستخدمون الذكاء كمعيار لنضج طفلهم، فيفترضون أنه مستعد لاستيعاب العالم بأكمله و لكن هذا ليس صحيحًا البتة، فالطفل لا يوجد عنده موهبة واحدة فقط و جانب واحد في شخصيته، فالذكاء الاجتماعي و العاطفي لا تقل أهميتهما عن الذكاء الدراسي أو الأكاديمي. ناهيك عن أن الذكاء الاجتماعي مثلًا قد يضع طفلك مستقبلًا في منصب مرموق و حياة مهنية رائعة.
7- مدح النتيجة لا السعي
في دراسة أقام بإجرائها الباحثتان ” كلوديا مولر ” و ” كاورل دويك ” في جامعة كولومبيا حول تربية الأطفال أو الأبناء [6]، بأن الأطفال الذين قيل لهم بأنهم الأذكى كانوا عرضة للانتكاسات. فالدراسة تقوم على أنه تمَّ إخبار الأطفال بأن أداؤهم في الامتحان كان جيد جدًا و لكن بغض النظر عن الجودة الفعلية لأدائهم، فقسم من الأطفال قيل لهم : ” كن ذكيًا في حل المشكلة ” وقسم آخر منهم قيل لهم : ” لا شك أنك عملت بجهد و جدّ لحل هذه المشكلة “. فالأطفال الذين قيل لهم بأنهم أذكياء قد مالوا إلى اختيار المهمات التي يعرفون بأنهم سيقومون بتأديتها على أكمل وجه. بينما القسم الثاني منهم اختار المهمات التي اعتقدوا بأنهم من الممكن أن يتعلموا شيئًا منها.
8-عدم الانسجام في تربية الأطفال
إن كنتِ أمًا صارمة جدًا في أحيان و حنونة جدًا في الأحيان الأخرى، فيجب عليكِ أن تستمعي لإحدى أخطر و أهم نصائح في تربية الطفل. ألا وهي : عدم التوافق في أسلوب التربية للطفل أي الأسلوب المتقلّب كموج البحر. فقد تبدين تارةً أنكِ غير مهتمة لِما يفعله طفلك أو تتعاملي معه بحزم و إصرار حد الاختناق تارةً أخرى. فهذا من الطبيعي أن يخلق طفل لا يعرف ما يفعل و لا يدرك ما يجب عليه أن يفعله، و هل ما فعله صحيح أم لا.
9- ترقُّب أشياء غير واقعية
لا تتوقع من طفلك الذي ما زال يبلغ العام أن يتقن استخدام الحمام بسرعة، أو طفل بعمر ست سنوات يتبوَّل في سريره. فلا ترفع سقف توقعاتك بطفلك بل اجعلها تتطابق مع استطاعة طفلك سواء من الناحية الجسدية أو الصحية أو حتى التنموية.
10- تغيير أشياء غير مفيدة
إذا كنتِ مضطرة إلى استخدام أسلوب ما بشكل يومي لتصحيح سلوك طفلك و من غير أي فائدة، فاعلمي أنكِ ضمن دائرة الخطأ ” تغيير أشياء لا تفيد “. فيجب عليكِ أن تتعرفي بشكل جيد إلى الأساليب الصحيحة في تربية الأبناء. و لا تحاولين جاهدة في تغيير سلوك طفلك من خلال أسلوب هو بالأساس خاطئ.
نصائح هامة في تربية الطفل
استمعي إلى هذه النصائح بحب و تركيز لتساعدك على تربية طفلك تربية ناجحة :
- اصنعي علاقة حنان و طمأنينة مع طفلك.
- تأثر طفلك بكِ ينبغي أن يجعلك خير الإنسان و خير القدوة.
- اتركِ طفلك يصنع كيانه بنفسه، من خلال اتخاذ قراراته لوحده مع دعمكِ له لتصقلي شخصيته.
- احزري من التفاضل بين أطفالكِ حتى لا تخلقي عداوة فيما بينهم.
- ابتعدي عن النقاش و الحوار مع طفلك و أنتِ غاضبة، حِفاظًا على نفسيته.
- احرصي على التعامل المعتد مع طفلك، فلا تجعليه يشعر بأنه شخص مميز حد التكبر و الغرور.
- علِّمي أطفالك ما هي حدود جسده، أي قومي بتعليمه الثقافة الجنسية حسب ما يتوافق مع عمره، و ذلك من أجل حمايته من التحرش.
- انتبهي إلى عدم معاقبته على فعل لم تضعي له ضوابط من الأساس.
- لا تكوني جهة الانتقاد الدائم، بل قومي بالثناء عليه باعتدال و تهذيب أخطائه بطريقة ليّنة.
- أشعري طفلكِ بالمسؤولية.
- اهتمي بممارسة الرياضة مع أطفالك بشكل منتظم مع مراعاة التغذية السليمة.
- ينبغي أن يكون هناك مسؤولية تربية مشتركة فيما بينكِ و بين الأب من أجل اكتمال عملية التربية بشكل صحيح.
إلى هنا أصل و إياكم إلى ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن نصائح في تربية الطفل. و لكن من الضروري جدًا أن أقول إن مهمة الأبوين في تربية أطفالهم لا تنتهي بمجرد أن يبلغوا سن الرشد. بل عليهم أن يواصلوا تأدية دورهم في التعليم و النصح و الإرشاد بالحزم و اللين و العطف. فالأبوين سيسألان أمام الله عن الحق و العدل و التربية الحسنة التي قاموا بتقديمها لأبنائهم.
اقرأ أيضًا :
افضل كتاب لتربية الاطفال | إليك قائمة بأبرزها
المراجع
- ↑ www.mominformed.com | What is child rearing
- ↑ www.parentingforbrain.com | Tips for raising a child
- ↑ www.encyclopedia.com | Good child-rearing methods
- ↑ www.positivepsychology.com | Steps to positive education of the child
- ↑ www.cnbc.com | Common mistakes in raising children
- ↑ www.progressfocused.com | Study of “Claudia Mueller” and “Kaurel Dweck” at Columbia University