على الرغم من عدم وجود ضمانات على الشفاء التام لمرضى السرطان، إلا أنّ التقدم الطبي الكبير في مجال الأبحاث السرطانية، استطاع التوصل إلى معدلات النجاة من هذا المرض، و التي تكون رهناً بنوع السرطان و مرحلة اكتشافه، كما أنّ أبحاث أخرى خلصت إلى تحديد أكثر أنواع الأورام السرطانية القابلة للشفاء، و في سياق متصل تجدر الإشارة إلى أنّ كثيراً من العلماء لا يذهبون إلى استخدام كلمة شفاء، عند توصيف الحالات السرطانية، بل “تخفيف”، و ذلك لكون الأورام عموماً من الممكن أن تعاود نشاطها في المستقبل، و يكون المعيار الزمني للبت بتراجع الورم، هو أن يبدي المريض علامات الشفاء من السرطان لمدة خمس سنوات، الأمر الذي ينبأ بإمكانية الشفاء التام. في مقالنا لليوم سنعمل على الإجابة عن الاستفسارات الواردة بخصوص عملية التشافي من الأورام، ك ماهي علامات الشفاء من السرطان – و ماهي الأورام التي تحمل أكبر نسبة شفاء – و ماهي معدلات النجاة من السرطان؟
هل يمكن الشفاء من السرطان بشكل تام؟
عندما يصار إلى تشخيص السرطان في مرحلة مبكرة، فإن هذا من الممكن أن يؤول إلى الشفاء التام. نتيجة التدخلات الطبية التي تأخذ شكل جراحي، بغية استئصال الكتلة الورمية، قبل أن تنتشر الخلايا السرطانية و تتشكل النقائل، إضافة إلى تضافر جهود العلاج الكيميائي و الإشعاعي في تطبيب هذه الشكايات، إذاً نسبة الشفاء ترتفع بشكل كبير في حال تم تشخيص السرطان مبكراً، على النقيض من ذلك من المعروف أن معاندة السرطان للعلاج تزداد في حال انتشاره، و يصبح الأمل بشفائه معدوم تقريباً، إلا أنّه في بعض الأورام الخبيثة حتى و إن انتشرت، فتبقى احتمالية الشفاء واردة، من مثل سرطان الدم، و سرطان العقد اللمفاوية، و سرطان الخصية، و سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة.
أضف إلى ما تقدم أنّه هناك أنواع أخرى من السرطانات تبدي معدلات شفاء كبيرة. من مثل سرطان الثدي و سرطان القولون، و اللذان تختلف طرق تطبيبهم بين الجراحة و الجرعات الكيميائية و الأشعة. هذا و لا يشترط التدخل الجراحي في كل أنواع السرطانات، إذ تتكفل العلاجات الكيمائية و الشعاعية بالأمر فقط، في مثل سرطان الفم و الحنجرة، و سرطان السرج، وسرطان الرئة ذو الخلايا الكبيرة.
و قبل الانتقال إلى الحديث عن علامات الشفاء من السرطان، تجدر الإشارة إلى الشفاء يعتمد بشكل أساسي على التشخيص المبكر. فضلاً عن اختيار الكورس العلاجي الأمثل، كما أنّ الدعم المعنوي الذي من الواجب تقديمه لمريض السرطان، من قبل الطبيب المعالج و الأهل، لا يقل أهمية في رفع احتمالية الشفاء، إذ أن التخوف من مضاعفات هذا المرض، و من الآثار الجانبية لبعض العلاجات، يعتبران من معوقات العلاج بصورة رئيسية، إذ أنّه و على الرغم من الخطورة المتفاقمة في حالة انتشار السرطان في الجسم، إلا أنّه توجد حالات كثيرة تم ضبطها و كبح نمو الورم، من خلال العلاجات الكيمائية و الأشعة و تقديم الدعم النفسي للمريض.
ماهي علامات الشفاء من السرطان؟
بعد أن يتم تشخيص مرض السرطان، و العمل على علاجه بالسبل الجراحية، و العلاجات الكيميائية و الأشعة، من الممكن أن يبدر عن المريض بعض العلامات التي تشي بعلامات الشفاء من السرطان، و من هذه العلامات نذكر:
- عودة الوزن إلى الحدود الطبيعية، و التخلص من التعب و الإرهاق.
- عودة الثقة للقدرات الجسدية.
- زوال أمارات الاكتئاب و القلق.
- عودة الثقة بالنفس، و الشعور بالسلام الداخلي.
- انحسار الآلام الجسدية.
- زوال الأرق، و القدرة على النوم بشكل جيد.
- يرجع الشعر لينمو من جديد.
- تعود النضارة للبشرة.
ما هي معدلات النجاة بعد ظهور علامات الشفاء من السرطان؟
تكشف معدلات النجاة أو إحصائيات النجاة من مرض السرطان، النسبة المئوية للأشخاص الذي تماثلوا للشفاء بعد إصابتهم بواحد من أنواع السرطان. و هي ترتكز في إحصاءاتها على النجاة خلال السنوات الخمس الأولى بعد العلاج.
تقوم هذه الإحصائيات على تتبع آلاف الحالات، ممن يعانون من ذات الورم السرطاني. و يذهب معدل النجاة العام إلى تقديم قراءات للكثير من الأشخاص الذين عانوا من نوع محدد من السرطانات، و تغطي هذه القراءات حالات متنوعة من حيث الفئة العمرية، و الحالة الصحية، و المرحلة التي تم فيها اكتشاف المرض، أي فيما إذا تم تشخيصه مبكراً، أو بعد تفاقم الحالة الصحية، و بناءً على ما تقدم يستطيع الطبيب الذي يتابع الحالة الصحية لمريض السرطان، أن يقدم تقدير دقيق نوعاً ما لإمكانية ظهور علامات الشفاء من السرطان. و من الأمثلة على معدلات النجاة نذكر:
- سرطان المثانة
في هذا النوع من الأورام الخبيثة، تقدر نسبة النجاة ب 77%. بمعنى أن كل 100 شخص ممن شخص لديهم سرطان المثانة، فإنّ 77 شخص سيعيشون لمدة 5 سنوات، و يمكن كذلك قراءة المعدل بالعكس، كأن نقول 23 شخص من أصل 100 مصاب يموت في غضون ال 5 سنوات الأولى.
- سرطان الرئة
يبلغ معدل النجاة في هذه الحال 60 %. و ذلك في حال تم تشخيص المرض في مراحل الباكرة، بمعنى أن 60 شخص من أصل 100 مصاب تم تشخيصه بسرطان الرئة بشكل مبكر، سوف يعيشون لمدة 5 سنوات، في حين تسجل هذه النسبة تراجع كبير فيما لو تم تشخيص الإصابة في مراحل متأخرة، إذ تبلغ 6% فقط، بسبب أن النقائل السرطانية تكون قد تفشت في الجسم.
ماهي الأورام التي تحمل أكبر نسبة شفاء؟
بعد أن كنا قد أجبنا في الفقرات السابقة عن ماهي علامات الشفاء من السرطان. و استطراداً في ذلك نقول أنّه و على الرغم من كون تخطي حاجز ال 5 سنوات دون عودة السرطان إلى ظهور يعتبر من علامات الشفاء من السرطان، إلا أنّ ذلك لا يعني بشكل قاطع عدم احتمالية تواجد الخلايا السرطانية في جسمك. و فيما يلي سنعمل على استعراض أبرز خمس أنواع من السرطان، تحمل نسبة شفاء كبيرة:
- سرطان البروستات
يعزى ذلك لكون هذا النوع من الأورام ينمو ببطء كبير. و غالباً فإن الأشخاص المصابين بهذا النوع من الورم يعيشون لسنوات طويلة، ليموتون عن سبب آخر.
- سرطان الدرق
من الملاحظ أن نسبة كبيرة من الأشخاص المصابين بهذا النوع من الورم، فإنهم يبدون علامات الشفاء من السرطان و يعيشون لسنوات طويلة، بسبب أن خلايا الورم هذا تنمو ببطء، كما أنّه حتى في حال انتشار الورم إلى النسج المجاورة، فإنّه يمكن للتدخل الجراحي أن يتكفل بإزالة الأنسجة الخبيثة. و يذهب هؤلاء المرضى بعد الجراحة إلى أخذ أدوية تنوب عما كانت تفرزه الغدة الدرقية من هرمونات.
- سرطان الخصية
هو الآخر من الأورام التي تسجل نسبة شفاء عالية. حيث يعول على التدخل الجراحي الذي يذهب إلى استئصال إحدى الخصيتين أو كلتيهما، فضلاً عن دور العلاج الكيميائي، و الأشعة في كبت و قتل الخلايا السرطانية.
- سرطان الجلد
تأتي احتمالية النجاة من هذا الورم، بسبب التعويل على اكتشافه مبكراً. كونه يلاحظ في العين المجردة، الأمر الذي يلزم المريض في مراجعة الطبيب، للعمل على إزالة الورم السرطاني قبل خروجه عن الجلد.
- سرطان الثدي
و ذلك بسبب التقدم العلمي الكبير الذي تم احرزاه على صعيد الكشف المبكر عن سرطان الثدي. و التوصيات بشأن اجراء فحوص روتينية، إذ أن لعملية الكشف المبكر دور كبير في تجنيب المريض للمضاعفات، وظهور علامات الشفاء من السرطان.
اقرأ المزيد من موقعنا: