من تعاريف التلوث العامة هي : إدخال الملوِّثات ضمن البيئة الطبيعية و التي تسبب تغيرات سلبية فيها، و التي تكون إمّا على شكل طاقة أو مادة أو حتى ملوِّثات طبيعية، فمنذ التطور التكنولوجي و الثورة الصناعية بدأ التزايد بشكل مضطرد، و لمعلومات أكثر حول هذه الظاهرة البيئية تابع معنا هذا المقال تحت عنوان ” موضوع عن التلوث “.
موضوع عن التلوث
كبداية موضوع عن التلوث، يتم تعريفه بأنه ارتفاع في كمية المواد بمختلف أشكالها، السائلة و الصلبة و الغازية، أو إضافة إحدى أشكال الطاقة، مثل : الطاقة الحرارية و الضوئية و النشاطات الإشعاعية و غير ذلك الكثير، داخل البيئة، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على أن تقوم بتحليل هذه الطاقات أو المواد، أو إعادة تدويرها أو تبديدها أو تخفيفها، إلى جانب أنها تصبح غير قادرة على أن تقوم بتخزين المواد، بالإضافة إلى مختلف أشكال الطاقة الغير ضارّة، و هذا ما يعرف بالتلوث البيئي، الذي يمتد ليشمل تأثيره السلبي الكائنات الحية التي تعيش ضمن البيئة الملوَّثة [1].
ما هي أنواع التلوث
عندما نذكر ” موضوع عن التلوث ” فالحديث يطول لكونه مشكلة طبيعية بيئية تلزم الحلول و الحدّ منها قدر الإمكان، و استنادًا لمصادر التلوث فإنها يقسم إلى نوعين : تلوث صناعي و طبيعي [2].
1- التلوث الصناعي
يقصد به أيضًا بالتلوث البشري، كونه ينتج من نشاطات الإنسان في البيئة، و لأنه يجد أنشطته الصناعية و الترفيهية و الخدمية و غيرها، بالإضافة إلى استخداماته التي تزيد يومًا بعد يوم لمظاهر التقنيات الحديثة و كافة ابتكاراتها المتعددة، فمن المؤكَّد أن جميع الأنشطة الصناعية هي المسؤولة عن هذه المشكلة في عصرنا الحاضر و من ثم بلوغها هذه الدرجة العظيمة في خطورتها، و التي تهدِّد الحياة على كوكب الأرض وبقاء الإنسان عليها [3].
مصادر التلوث الصناعي
من أهم مصادره :
- صناعة التعدين.
- البناء.
- وسائط النقل.
- صناعة البلاستيك.
- المبيدات الحشرية.
- غازات التبريد.
- مداخن المصانع.
- عوادم السيارات.
- البتروكيماويات.
- الحروب.
و إكمالًا لموضوع عن التلوث، من الجدير بالذكر أن شدة التلوث الصناعي تعتمد على كثير من العوامل، منها :
- الملوثات الصناعية.
- الفترة الزمنية للتلوث.
- نسبة تركيز المواد الملوثة.
- الخصائص الكيمائية و الفيزيائية و الحيوية للمواد الملوثة.
- قابلية تحلل المواد الملوثة ضمن الوسط البيئي التي ستوضع فيه، إضافة إلى استيعابها.
- نسبة السمّية بالنسبة إلى الإنسان و الكائنات الحيّة.
- المنطقة التي تصرف ضمنها الملوِّثات الصناعية أو تلك التي تنطلق و تنبعث منها.
أنواع الملوثات الصناعية
- ملوثات سائلة : مثل محاليل المواد الكيماوية، و التي تقذفها المصانع ضمن مجاري المياه.
- ملوثات صلبة : هي الملوثات التي تنجم عن الكثير من الصناعات، مثل : الأتربة التي تنتج عن صناعة الإسمنت.
- ملوثات غازية : مثل الأدخنة المتصاعِدة من مصافي تكرير النفط و مداخن المصانع، إضافة إلى الغازات الضارّة بمختلف أشكالها.
2- التلوث الطبيعي
التلوث الطبيعي جزء من عرض موضوع عن التلوث كما سبق و ذكرنا، فالتلوث الطبيعي تعود مصادره إلى الظواهر أو الكوارث الطبيعية، مثل : البراكين و العواصف و الصواعق، و التي تحمل معها كميات ضخمة من الأتربة و الرِمال، مِمّا يسبِّب تلف في المحاصيل و المزروعات، يمكن القول بأنه من الصعب أن يتم التنبؤ به أو السيطرة عليه بشكل تام، فهو موجود منذ الأزل و سيبقى إلى الأبد، و لن يشكِّل شيء مقلق للإنسان، إذا ما قارناه مع التلوث الصناعي [4].
أشكال التلوث
كل ما نذكره في هذا المقال هي أجزاء رئيسية لموضوع عن التلوث، فلن تكتمل عناصر هذا الموضوع من دون ذكر أشكاله [5]، و التي تتجلّى وفق الآتي :
تلوث الهواء
- يحدث عندما يتم إطلاق و انبعاث للجسيمات و المواد الكيمائية في الغلاف الجوي.
- تشمل الملوثات الغازية الشائعة : أول أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، مركبات الكلوروفلوروكربون و أكاسيد النتروجين.
- ثم إنّ الأوزون الضوئي الكيميائي و الضباب الدخاني ينتجان من تفاعل الهيدروكرونات و أكاسيد النتروجين مع ضوء الشمس.
- يتميز الغبار الناعم أو بما تسمى بالجسيمات المعلَّقة بحجمها الضئيل الذي يتراوح ما بين 2.5 إلى 10 ميكرومتر.
- يشكّل هذا النوع خطرًا كبيرا على صحة الإنسان في كافة أنحاء العالم، بسبب تعرضهم لمستويات غير آمنة و غير صحية من غاز ثنائي أكسيد الكربون.
التلوث الكهرومغناطيسي
- كموضوع عن التلوث، يمكن تعريف هذا النوع بأنه الكمية الهائلة من الإشعاع الكهرومغناطيسي في شكله ” الغير مؤَيَّن “، مثل : موجات الراديو، و التي يتعرض لها الناس بشكل مستمر و خصوصًا في المدن الكبرى.
- و من الجدير بالذكر إلى أنه إلى الآن لَم يزَل تأثير هذا النوع على صحة الإنسان غير معروف.
تلوث التربة
- يمكن تعريف هذا النوع بأنه ارتفاع في نسبة المواد الكيميائية الموجودة ضمن التربة، أو تواجد مواد غريبة عنها و لا تنتمي إليها، أو ربما زيادة في تركيز بعض مكوناتها عن الحدود الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بكثير من الأمراض و التي تصيب بذلك الكائنات الغير مستهدفة.
- يمكن القول بأن مصادر هذه الظاهرة تندرج تحت قسمين، أحدها يضم كل الملوِّثات البشرية، و الآخر يضم المصادر الطبيعية، مثل : زيادة تركيز في بعض المكونات المعدنية، و التي تجعل التربة سامّة و غير صالحة لأن يتم استخدامها.
- هو من أشكال الأخطار الخفية عن البيئة و على البيئة، كونه من الصعب أن تتم ملاحظته و مشاهدته بالعين المجرَّدة، إلى جانب الصعوبة في تقييمه بشكل مباشر.
تلوث المياه
- كما ذكرنا سابقًا بأن جميع أنواع التلوث هي جزء أساسي من موضوع عن التلوث، و هذا النوع يتشكَّل أو يتكوَّن من تصريف المياه الصناعية العادِمة من النفايات الصناعية و التجارية، سواء عن قصد أو عن غير قصد ( مثل الانسكابات ) في المياه السطحية.
- كما أنّ تصريف مياه الصرف الصحيّ الغير معالجة، و الملوّثات الكيميائية مثل : الكلور الذي يتواجد في مياه الصرف الصحي العالجة.
- ثم إنّ إطلاق الملوثات و النفايات ضمن الجريان السطحي المتدفق إلى الماء السطحي في جميع المناطق، مثل : الجريان السطحي الزراعي، يساهم بدرجة كبيرة في صنع هذا النوع.
- تلوث المياه الجوفية الذي ينتج عن النفايات، و الرشح إلى الأرض، بِما في ذلك خزانات الصرف الصحي و مراحيض الحفر و فرط النفايات و المغذيات.
التلوث الضوضائي
يشمل هذا النوع أبرز المصادر التالية :
- ضجيج الطرق ( السيارات و الحافلات و الشاحنات و غيرها )، و الطائرات و الضجيج الصناعي.
- السونار عالي الكثافة، و خصوصًا في المدن الكبرى، كونه يسبب التوتر و الإرهاق و اضطرابات النوم.
- استخدم الصهاينة و النازيّون هذا النوع، حتى يحرموا المساجين من النوم، و الذي ينتج عنه أيضًا الانهيار العصبي و النفسي.
- الآلات المختلفة، مثل : جزازات العشب و المكانس الكهربائية و مكبِّرات الصوت و المعدّات الصناعية.
و كنتيجة عنه فإنه يسبِّب تلف في قدرة سمع الإنسان، إلى جانب الاضطرابات النفسية المتمثِّلة في الارتباك و القلق، و الاضطرابات الفيزيولوجية مثل : آلام الرأس، إضافة إلى تدني في قدرة الإنسان على الإنتاجية، و قد ثبت علميًا بأن الضوضاء يسبِّب ما يقارب 50% من الأخطاء العملية الميكانيكية، و بما يعادل 20 % من الحوادث المهنية.
أشكال أخرى من التلوث
ضمن موضوع عن التلوث بشكل أساسي، ذكرنا أهم أشكاله، و لكن هناك أشكال أخرى تتجلّى كما يلي [6] :
- التلوث الإشعاعي : مثل توليد الطاقة النووية و أبحاثها و أبحاث أسلحتها.
- التلوث البلاستيكي : متمثِلًا بتراكم اللدائن و المواد البلاستيكية الدقيقة في البيئة.
- التلوث الحراري : و هو التغير الذي يطرأ على درجة حرارة المسطّحات المائية الطبيعية، مثل : المحيطات و الأنهار و البحار و البحيرات، بفعل تأثير الإنسان.
- التلوث البيولوجي : و الذي ينشأ هذا النوع نتيجة وجود كائنات حيّة نباتية مرئية أو غير مرئية، و كائنات حيوانية كالفطريات و البكتيريا في الوسط البيئي، مثل : الهواء أو الماء أو التربة.
- التلوث الكيميائي : ينشأ بسبب وجود زيادة ضمن الملوِّثات الكيميائية التي لا تتواجد بشكل طبيعي فيها، و التي ثبت دورها في إحداث أورام سرطانية.
- التلوث البصري : مثل اللوحات الإعلانية على تضاريس الأرض الغير منتظمة أو الطرق السريعة، حيث تؤدي إلى إجهاد العين و بالتالي حوادث مرورية نتيجة تشتت التركيز.
إجراءات الحد من خطر التلوث
كثيرة هي الإجراءات التي يمكن اتباعها للتخلص من هذه المشكلة بنسبة 80% تقريبًا، إلّا إننا سنذكر أهمها كما يلي [7] :
- ترشيد في استهلاك الطاقة في أماكن العمل و في المنزل.
- استخدام مواد الدهان النظيفة و الصديقة للبيئة.
- إنتاج سماد طبيعي من مخلّّفات منزلية.
- الحرص الشديد على عدم تسرّب وقود السيارات، مع إحكام قفل الغِطاء الخاص بالغاز بشكل آمن.
- إعادة تدوير الزيوت السائلة للسيارة، مثل زيت المحرِّك.
- رمي القمامة في أمكنتها المخصصة الصحيحة.
- غسل المركبات فوق ترب الحدائق المنزلية، و عدم غسلها ضمن الطرق و الشوارع.
- الحرص الشديد على عدم استخدام مواد التسميد الخطيرة.
- الابتعاد عن استخدام المواد الكيميائية و استبداله بالأسمدة الطبيعية في الزراعة.
- استخدام الموارد و إعادة التدوير [8].
- وضع عوازل صوتية ضمن جدران المنزل، للتخفيف من شدة الأصوات الصادرة و الداخلة.
- إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية عند عدم حاجتها، مثل : أجهزة الحاسوب و التلفاز و غيرها.
- ترشيد في استخدام الكهرباء.
- زراعة أنواع جديدة و كثيرة من الأشجار.
- محاولة التحكّم في درجات حرارة المناطق الحضرية.
- من الممكن وضع سمّاعات في الأذن أو سدّادات، عندما يكون الصوت الخارجي صاخِبًا جدًا و لا يمكن أن تتم السيطرة عليه.
- استخدام المنتجات العضوية.
- الحرص على تفقّد المركبات باستمرار من أجل كشف أي تسرّب موجود و من ثم إصلاحه.
- الحرص و مراقبة عدم تضخّم إطار المركبات، مثل : السيارة.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا العلمي، و الأهم من هذا تطبيق كل ما ذكر من إجراءات الحدّ من هذه الظاهرة، من أجل الحِفاظ على صحة كوكب الأرض.
اقرأ أيضًا :
ماهو الاحتباس الحراري وما تأثيره على البيئة؟
المراجع
- ↑ www.britannica.com | topic on pollution
- ↑ www.vedantu.com | types of pollution
- ↑ www.netsolwater.com | industrial pollution
- ↑ www.en.wikipedia.org | natural polution
- ↑ www.entrepreneur.com | forms of pollution
- ↑ www.livescience.com | pollution
- ↑ www.mt.com | reduce the risk of contamination
- ↑ www.blogue.polyalto.com | reduce the risk of contamination