ماهي قصة النبي لوط عليه السلام ؟ و ما هو عذاب قومه ؟ و هل ذكر في القرآن الكريم ؟ تابع معنا لنتعرّف سويًا على قصة النبي و عقاب الله لقومه و الكثير من المعلومات التي ستغني حصيلة معلوماتك الإسلامية.
من هو نبي الله لوط عليه السلام
نبي الله لوط هو لوط بن هارون بن تارح ( آزر )، و ابن أخ النبي إبراهيم عليهم السلام، قيل أنّه سميَ بـ لوط لشدّة تعلّقه بعمه النبي سيدنا إبراهيم عليه السلام، فاسم لوط يعني الحب و التعلّق، و هو اسم أعجمي غير مشتق.
النبي لوط في القرآن الكريم
وردتْ قصة النبي لوط عليه السلام في عدّة مواضع في القرآن الكريم، و كغير قصص الأنبياء التي جاءت في القرآن الكريم، جاءتْ قصته عليه السلام عِظة من أجل اتباع الرسالة التي جاء بها خاتم الأنبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و آله و سلم.
ماهي قصة النبي لوط عليه السلام
سنبدأ بسرد قصة نبي الله لوط عليه السلام بتقسيمها إلى عدّة فقرات معنونة ليسهل فهم القصة أكثر. و ذلك وفق التالي :
1- قوم لوط
أرسل الله تعالى الأنبياء و المرسلين منذرين و مبشّرين، فبعث معهم عليهم السلام المعجزات و الرسالات التي تؤيّد أقوالهم الصادقة و اتّصالهم بوحي رب العالمين، و لكنّ الأنبياء و المرسلين قابلهم أقوامهم بالجحود و الكفر لكثير من الأسباب، منها : اعتيادهم الإشراك بالله تعالى من عبادة الأوثان و غيرها، فأصبح التوحيد عليهم ثقيلًا، إضافة إلى أنّهم يجدون التوحيد و الاستقامة في الدين تتعارض مع مصالحهم و أهوائهم.
سكن قوم نبي الله لوط عليه السلام في قرى الأردن في منطقة سدوم، و التي قيل إنها في البحر الميّت، حيث أرسل الله عزّ و جَلّ رسالة التوحيد مع نبيه لوط عليه السلام ليرشدهم إلى توحيد الله و طاعته و ترك الشرك، و لكن كرهوا هذا الأمر بسبب إتيانهم الفاحشة و عبادة الله وحده توجِب ترك هذه الفاحشة و هم لا يريدون ذلك، لِذا هددوا سيدنا لوط بإخراجه من القرية و لكن استمر النبي لوط بدعوته و جهاده، و هم استمروا بفسقهم و كفرهم و إيتيانهم الفاحشة.
2- قصة النبي لوط عليه السلام
بعد أن دعا النبي لوط عليه السلام الله تعالى أن ينصره، أرسل الله تعالى ملائكته إسرافيل و جبريل و ميكائيل عليهم السلام من أجل أن يوقِعوا عذاب الكافرين، حيث قام الملائكة بالمرور على قرية سيدنا إبراهيم عليه السلام قبل الذهاب إلى سيدنا لوط، حيث بشّروا سيدنا إبراهيم عليه السلام بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب عليهما السلام، كما أخبروا سيدنا إبراهيم بأنهم أتَوا من أجل أن يوقِعوا العذاب في قوم لوط، فخاف سيدنا إبراهيم و جادل الملائكة خوفًا على ابن أخيه سيدنا لوط، و لكن طمأنتْ الملائكة إبراهيم عليه السلام أنّ الله سيكتب النجاة لـ لوط و الهلاك سيكون لباقي القوم و من بينهم زوجة النبي لوط لأنّها كفرت برسالة زوجها التي بعثها الله معه عليه السلام.
بعد أنْ ذهبتْ الملائكة إلى قرى إبراهيم توجّهتْ إلى قرى قوم لوط، ثم استأذنوا سيدنا لوط حتى يدخلوا بيته، ففرح سيدنا لوط لقدوم الضيوف و أدخلهم و رحّبَ بهم، و لكنه خاف أن يرى قومه الرجال ( كانت الملائكة على هيئة رجال غاية في الجمال )، و فعلًا هذا ما حصل، حصل ما خاف لوط حدوثه، حيث خانتْ زوجة لوط مرة أخرى زوجها و ذهبتْ تخبِر قومها بوجود رجال في بيت زوجها.
فلّما سمع قومه الخبر، أسرعوا يفاوضون النبي لوط من أجل الدخول على الضيوف، و لكن بالطبع حاول لوط أن يثنيهم عن فعل ذلك و لكن رفضوا أن يستمعوا لذلك، قال الله تعالى : ” و جاءَهُ قومُهُ يهرَعونَ إليهِ و مِن قبلُ كانوا يعملونَ السّيئاتِ قالَ يا قومِ هؤلاء بناتي هنَّ أطهرُ لكم فاتَّقوا الله و لا تخزونِ في ضَيفي لأليسَ منكم رجلٌ رشيد* قالوا لقد علمتَ ما لَنا في بناتكَ من حقّ و إنَّكَ لتعلمُ ما نريدُ “، فعندما رأتْ الملائكة ما حلّ من كرب في لوط عليه السلام في محاولة إقناعه لقومه، أخبروه أنهم ملائكة و لن يستطِع أي أحد أن يؤتي الأذى بهم.
فأخبرت الملائكة سيدنا لوط أن يخرج من القرية ليلًا مع أهله، و ذلك لأنّ العذاب سينزل بقومه في الصباح، فطلبوا منه ألّا يلتفتْ و من معه إلى الخلف حتى ينظروا إلى عذاب قومه، فتجهّز سيدنا لوط و من اتبعه للخروج من القرية.
3- كيف ظهرت الفاحشة في قوم لوط عليه السلام
ذكر السيوطي في الدرّ المنثور بأنّ قوم لوط عندما قرروا إتيان الفاحشة، قرروا فعلها لأبناء السبيل و ذلك من أجل حرمانهم من ثمار أرضهم، ثم جاءهم إبليس على هيئة صبي غاية في الجمال فدعاهم إليه فاستجابوا له و قاموا بنكاحه، فجرؤوا على فعلهم القبيح هذا، و في رواية ابن أبي الدنيا عن طاووس بأنّ قوم سيدنا لوط أتوا النساء أولًا من أدبارهنّ ثم أتوا الرجال.
كان قوم لوط عليه السلام يمارسون اللواط أي الشذوذ الجنسي، فيأتون الرجال و يجاهرون بفعلهم الشنيع هذا، فيقطعون الطريق على المسافرين و التُّجار و يسرقون أموالهم و يعتدون عليهم بفعل الفاحشة.
هل كانت امرأة لوط تفعل الفاحشة
4- هلاك قوم لوط عليه السلام
أهلك الله سبحانه و تعالى قوم لوط بـ ” الحصباء “، و هي الحجارة أو الحصى، فشبّهها بالسّحاب، فأهلكتهم و دمرتهم جميعًا، فأنجى الله تعالى سيدنا لوط و من اتبعه و آمن معه.
كان عذابهم بأنْ قلبَ الله تعالى الأرض عليهم، فأصبح عالي القرية سافلها و أمطرَ عليهم حجارة و حصى من الطّين المتصلّب، حجارة لا تشبه حجارة الأرض! فجعلها الله تعالى كالصَّف بجانب بعضها البعض و تعليمها بعلامات معروفة و استقر عليهم العذاب إلى أبد الآبدين، فهم حتى في قبورهم يعذّبون و يوم القيامة عذابهم جهنم.
و قيل أنّ سيدنا جبريل قامَ بقلب قرى قوم النبي لوط بجناحه أو بريشة من جناحه، فصار عالي القرية سافلها، و أرسلَ عليهم مطرًا و صيحة من الحجارة التي تتبع بعضها، و قيل : إنّ كل حجر من تلك الحجارة كتبَ عليها اسم الرجل التي ستقتله، و عندما بدأ العذاب يحلُّ بهم سمعتْ زوجة لوط أصوات قومها و صراخهم فالتفتت لهم و صرختْ : واقوماه، فحلّ بها العذاب كذلك، فأصبح مكان ما سكنوا بحيرة مالحة قيل إنّها البحر الميت، منطقة لا نفع فيها و في ذلك عبرة و عِظة للناس.
موقع عذاب قوم لوط عليه السلام
تدل العديد من الدراسات الأثرية على أنّ منطقة عذاب قوم سيدنا لوط عليه السلام تقع في منطقة البحر الميت، الذي يمتد على طول الحدود الفلسطينية الأردنية، و تجدر الإشارة إلى أنّ تلك المنطقة تعرّضت لهزّة أرضية قوية، و تشير الدراسات إلى وقوع كارثة فيها، فبحيرة لوط تقع في منطقة صدَع تكتوني زلزالية، إضافة إلى وجود فوهات بركانية على ضفة البحيرة الغربية مع طبقات من البازلت.
اقرأ أيضًا :
قصة النبي إدريس بشكل مختصر وشيّق
قصة النبي يونس عليه السلام بشكل سلس ومختصر