تربية الطفل بعمر السنتين بطريقة صحيحة

تربية الطفل بعمر السنتين بطريقة صحيحة

إن تربية الطفل بعمر السنتين ليس بالأمر السهل، فالطفل في هذا العمر يتصرف بشكل عفوي و عشوائي جدًا فهو لا يعرف أن يفرِّق بين الخطأ و الصواب. و لكن بالرغم من ذلك إلا أنه يمكنك اعتبار هذه المرحلة الحرجة هي الأساس الداعم لإنشاء طفل بسلوكيات صحية، و ابعاده عن كل التصرفات الخاطئة. فتابعي معنا عزيزتي الأم لتتعرفي أكثر عن هذا الموضوع.

الطفل في عمر السنتين

قبل أن نبدأ بذكر أهم الطرق التي تساعدكِ على تربية الطفل بعمر السنتين تربية صحيحة، هناك ثلاثة أمور التي ينبغي عليكِ معرفتها من أجل أن تدركي تلك المرحلة العمرية لطفلك [1].

1- تطور كلام الطفل

عندما يصبح طفلك بعمر العامين و قادرًا على الكلام بشكل بسيط، سيدهشكِ أنه يعرف ما يلي :

  1. استطاعة الطفل من استخدام الجمل التي تتكون من ثلاث كلمات.
  2. توسع قاموس الطفل بما يحتويه من مفردات بشكل كبير.
  3. قدرة الطفل على التحدث عن المواقف التي تحدث معه خلال اليوم. فمن الممكن أن تجديه يسرد قصة يستخدم فيها الأفعال الرئيسية و الأسماء فقط.
  4. سيكون بمقدور الطفل أن يتحدث عن الأشخاص أو الأشياء، فيمكن أن يقول :هناك كرة على الطاولة مثلاً.

2- تقدم تفكير الطفل

إن تطور الطفل يعتمد جدًا على العامين الماضيين الذي تعلم فيهما كل شيء رآه أو سمعه. فبهذا العمر سيكون قادرًا على فهم الأضداد و التوقيت، مثل النهار و الليل أو الصغير و الكبير. و ربما ستندهشين إن قلتُ لكِ بأنه سيكون باستطاعته بشكل صحيح أن يشير أو يرمز إلى أجزاء من جسده. مع قدرته على مطابقة الألوان و الأشكال. فعلى سبيل المثال : سيرى البرتقالة تبدو كروية و لونها برتقالي.

3- تطور مشاعر الطفل

لإدراك تربية الطفل بعمر السنتين بالشكل الأمثل، ينبغي معرفة المرحلة العاطفية التي يمر بها في هذا العام بالتحديد. و الذي يعد من أهم الأعمار للطفل من الناحية العاطفية. و ذلك وفق ما يلي :

  1. قدرة الطفل على تمييز مشاعر الآخرين، فعندما تكون غاضبًا سيشعر بنوبة غضبك لا شك.
  2. البدء بفهم كيفية تأثير سلوك الأم أو الأب على الطفل نفسه، بالإضافة إلى فهم سلوكه و تصرفه على والديه.
  3. يصبح أقل تأثرًا بقلق الانفصال، بمعنى لن ينتابه غضب كبير أو انزعاج من مغادرتك له.

أسس تربية الطفل بعمر السنتين

من أهم الخطوط العريضة التي يجب على الأبوين مراعاتها هي : استخدام الأنظمة الواضحة، و مساعدة الطفل في التعبير عن ذاته و منحه كل الوقت الكافي ليعزز من مهاراته و يكتشف بنفسه. و تكليفه بمهمات صغيرة ليتعلم الاعتماد على نفسه منذ صغره. و أمّا الأسس [2] بالتفصيل فتتمثل بأهم ما يلي :

1- ضع نفسك مكان طفلك ثم فكِّر

لنفترض مثلًا أن فوضى ألعاب طفلك تثير جنونك و غضبك، و لكن إنْ وضعتَ نفسك مكان طفلك ستجد أن رغبته الجامحة في العلم و الاكتشاف ستجد أن فوضاه منطقية جدًا. و في كل الأحوال فإن طفلك في عمر السنتين خاصةً لا يحب أن يراك غاضبًا. و لكن ما يهمه هو أن يقلب المكان رأسًا على عقب من أجل أن يكتشف كل شيء حوله دون أن يفكّر في العواقب.

2- كن الملاذ الآمن لمهاراته و احتضنها

بمعنى مختصر أكثر يمكن أن نقول أنه يجب على الأبوين أن يتركا طفلهما يعبّر عن نفسه مع تشجيعه على ذلك. فيجب أن يكسب في هذا العمر مهارات صحيحة للتعلم اللغة التركية مثلًا. بالإضافة إلى دعمه و مساعدته لمعرفة أسماء الأخوات و الأم و الأب، و حتى أجزاء الجسد. كما يمتلك الطفل في عمر السنتين مهارات مختلفة نوعًا ما.

فلا يجب أن تقارني أيتها الأم طفلكِ مع طفل صديقتك الذي يكون بنفس عمر طفلك. فما دام أنكِ تلتزمين بكل التوجيهات الصحيحة لتربية سليمة لطفلك فلا داعي لأن تقلقي البتة. إضافة إلى أنه يجب التعاطف مع الأطفال المشاغبين في هذا العمر، و عدم مقارنتهم مع الأطفال الهادئين. فكل طفل له شخصيته المنفصلة عن الشخصيات الأخرى.

3- لا تحرم طفلك من شيء و لكن بذكاء

بمعنى آخر يمكن القول : أعطي طفلك كل شيء و كل ما بنفسه و لكن كن حكيمًا في ذلك. فعلى سبيل المثال : إن رغب طفلك في اللعب بقطعة الماكياج الخاصة بكِ فقومي باستبدالها بلعبة أخرى هو يحبها. مع الحرص على إبداء ردود الأفعال الحازمة و الليّنة بنفس الوقت تجاه كل ما يفعله طفلك من أضرار. فقدمي له كل ما يرغب على قدر استطاعتك، و إن لم تستطيعي ذلك فاستخدمي البدائل بطريقتك الذكية.

4- كن لطيفًا معه و لا تعاقبه

تربية الطفل بعمر السنتين لا تشبه تربية الطفل بعمر ست سنوات مثلًا. فالطفل في هذا العمر لا يجدي معه العقاب بل ليس هذا ما يستحقه، بل اللطف في المعاملة معه و التشجيع و الهدايا هي الأساس. مع لإقناع نفسكِ بأنه العقاب هو إيصال رسالة غير مباشرة للطفل، بأن الفعل الذي قام بارتكابه خاطئ و يجب عدم تكراره مرة أخرى.

5- لا بأس بالقليل من العشوائية في حياتك

ليس من الضروري أن أن تحققي المثالية في ترتيب منزلك، عليكِ أن تتقبلي القليل من العشوائية طالما أن هناك طفل في منزلك. فالطفل كائن عفوي تلقائي يفعل كل ما يخطر على ذهنه ليكتشف ما حوله. و لكن إن رأيتِ ما يشكِّل خطرًا على طفلك فأوقفي ما يفعله بكل هدوء. فمثلًا إن كان يرسم على جدران غرفتك فلا تصرخي في وجهه بل قومي بجلب الأوراق به ليرسم عليها.

6- اعتبر نفسك أعمى عن نوبات غضب طفلك

يجب أن تعلمي أن من إحدى أهم القواعد في تربية الطفل بعمر السنتين هي أن بكاءه ليس بالشيء الخطير ( هذا طبعًا إن نفيتِ كل الأسباب المرضية ). قومي بإخباره بطريقتك بحزم و هدوء بالتوقف عن البكاء، ثم احضنيه وقومي بتقبيله و حذاري أن تصرخي في وجهه.

و إن استمر بالصراخ فدعيه لوحده حتى يهدأ ثم اطبعي على خده قبلة حنونة و أكملي ما تمارسي من أعمال. هذا سيجعل الطفل يدرك أن البكاء بطريقة الصراخ لن تجذب الانتباه أو تعود عليه بالنفع.

7- لا ترفض بلا أن توضّح لطفلك السبب

ربما من السهل عليكِ أن ترفضي سلوك ما لطفلك الذي بعمر السنتين، و لكن من الصعب على الطفل أن يدرك سبب الرفض. و لذلك ينبغي عليكِ إبداء سبب الرفض بطريقة تناسب عمره الصغير و تحترم عقله. مما سيجعله يمتنع تلقائيًا عن السلوك أو التصرف الخاطئ و هو مقتنع بذلك لا خائفًا منكِ.

عواقب الضرب لطفل بعمر السنتين

عواقب الضرب لطفل بعمر السنتين

حذرنا بشكل مختصر من ضرب الطفل بعمر السنتين، فجئنا في هذه الفقرة نحمل في جعبتنا أهم العواقب التي لا تحمد عند ضرب الطفل في هذا العمر الحساس. و التي تتمثل أهمها كالتالي :

  1. إن الضرب يجعل من الطفل شخص غير سوي من الناحية النفسية، و كلما اعتاد الضرب سيصبح غير مبالٍ و عنيد.
  2. اتباع أسلوب الضرب مع الطفل و إهانته و إلحاق الأذى الجسدي و النفسي به، هو أسلوب مدمِّر للتربية و للطفل [3].
  3. الضرب قادر على إنشاء شخص جبان غير واثق من نفسه و منطوي. ناهيك عن أن آثار الضرب النفسية قبل الجسدية تبقى مع الطفل حتى يشيب.

الطريقة الأمثل لعقاب طفل بعمر السنتين

إن كان و لا بد من استخدام العقاب في ظروف خاصة جدًا. فتلك أهم الطرق التي تحث الطفل على التعلم من غير أن يكبر و هو معقَّد نفسيًا :

  1. إن الأم الحنونة لا تستطيع أن تعاقب طفلها سوى بنظرة غضب تجعله يدرك سوء تصرفه، و هذا العقاب الأمثل.
  2. حرمان الطفل من حلواه المفضلة لمدة يوم كامل. أيضًا طريقة مجدية و خالية من الآثار السلبية التي قد تؤثر على نفسية الطفل.
  3. تحديد مدة العقاب، فعقاب طفل بعمر السنتين لا يجب أن يطول أكثر من أربع و عشرين ساعة. فيمكنكِ أن تمنعيه من اللعب بلعبة يحبها لمدة ساعتين مثلًا أو حتى يأتي الليل.
  4. أثناء فترة العقاب من الممنوع منعًا باتًا أن تمتنعي عن الحديث مع طفلك و اللعب معه و إطعامه. فالعقاب أتى لتقويم السلوك لا من أجل أن يتبعه الخصام و المقاطعة.
  5. استخدام هذا الأسلوب سيشعر طفلكِ بأنه في منطقة الأمان. فأسلوبكِ سيجعله يعلم أن والدته تحبه حبًا بلا شروط ” حب غير مشروط “. و بالتالي تصبح العلاقة بينكِ و بين طفلك مبنية على أساس متين من التقدير و الحب و العطف لا الخوف.

إرشادات مهمة لتربية الطفل في عمر السنتين

إرشادات مهمة لطفل بعمر السنتين

من أهم النصائح التي يمكن أن أسديها لكِ كأم و التي ستساعدك بلا شك على تنشئة طفل اجتماعي و سوي نفسيًا [4]. و التي جمعتُ لكِ أهمها كما يأتي :

  1. اجعلي التحدث مع طفلكِ عادة من عاداتك اليومية. فتحدثي معه عن أسماء الأشياء التي حوله من ألعاب و أدوات الصالون ( كرسي، طاولة، تلفزيون…). فهذا سيساعد بشكل كبير على تنمية مهارات طفلكِ اللغوية.
  2. امنحي طفلكِ دومًا فرصة اللعب مع من حوله صغارًا كانوا أو كبارًا. فاللعب من أهم و أسمى الطرق و أروعها في تكوين صداقات جديدة للطفل.
  3. ابدأ في هذا العمر لطفلك بقراءة القصص له قبل النوم، أو تخصيص نصف ساعة يوميًا للقراءة. فهي من أهم استراتيجيات التربية التي تعود على الطفل بالنفع الكبير و المعرفة.
  4. استخدمي عبارات التسجيع و أسلوب الثناء و المدح عندما يقوم طفلك باستخدام الملعقة بشكل صحيح، أو وضع ألعابه في مكانها. و ذلك لأن هذا الأسلوب سيقوم بترسيخ فكرة أن الأعمال الجيدة ستقابل بالمكافأة. بالإضافة إلى أن مثل هذه المهارات ستطوّر عضلات طفلكِ بشكل صحيح.
  5. امنحي طفلك الاحترام و التقدير عندما ينطق بعض الكلمات التي يقصد بها جملة ما. فمثلًا إذا قال لكِ : ” ماما لعبة ” فردي عليه ” هل تريد أن أحضر لك لعبتك المفضلة “. فهذا الرد سيجعله قادرًا على التعبير ما بداخله و أن مطالبه محط الاهتمام.
  6. اجعلي طفلكِ شخصًا يعتمد عليه من خلال السماح له بمساعدته لكِ بأعمال المنزل البسيطة جدًا. هذا حتمًا سيشعره بالفخر و بأنه قادر على التأثير الجيد لمن حوله.

الأسئلة الشائعة حول تربية الطفل بعمر السنتين

من أهم الأسئلة التي تسألها الأمهات أو تلك التي يبحث عنها الأبوين، هي الآن في متناول أيديكم حتى تدركوا تمام الإدراك مفهوم تربية الطفل بعمر السنتين :

1- ماذا يجب أن أعلّم طفلي بعمر السنتين

إحدى أهم الأمور التي يجب تعليمها لطفل يبلغ من العمر عامين هو أن نجعله يقوم ببعض من الأمور الإدراكية. و التي بدورها تساهم بنسبة كبيرة في التطور الإدراكي لديه، من خلال القدرة مثلًا على تقليد حركات الحيوانات أو عدّ الأرقام.

2- كيف أجعل طفلي اجتماعي في عمر السنتين

من أكثر الأمور التي من شأنها أن تسعد الأطفال، و خصوصًا الطفل الذي يكون بعمر السنتين هي أن يقوم بإسعاد الكبار. و لذلك اتبع ما يلي :

  • اسألي طفلكِ أسئلة بسيطة جدًا من أجل فتح حوار معه و جعله مستجيبًا للتحدث.
  • تحدثي مع طفلك حول الطبيعة و الصور الموجودة حولكم ضمن البيئة المحيطة.

3- هل الطفل في عمر السنتين يفهم

يمكن للأطفال في هذه المرحلة العمرية أن يفهموا الكثير من الكلام و لكن يجدون صعوبة في التعبير عنه. و هذا هو السبب الذي يجعل الأبوين في صعوبة فهم سلوكيات و مشاعر طفلهم.

4- كيف أعرف أن طفلي ذكي في عمر السنتين

من أهم علامات ذكاء الطفل في هذا العمر هي :

  • قدرة الطفل على التمييز بين البشر و الحيوانات.
  • استطاعته على التفريق بين مختلف الأشياء، مثل التفريق بين أدوات المطبخ و الألعاب.
  • القدرة على تمييز الألوان و الأشكال و ترتيبها و تصنيفها.
  • طرح أسئلة كثيرة تبين فضوله لمعرفة كل شيء حوله.
  • اكتساب مفردات كثيرة مع قدرته على تركيب جمل قوية و ذكية على عكس الأطفال بعمره.

اقرأ أيضًا :

اضرار الجوال ع الاطفال مع ذكر طرق الحماية

المراجع

  1.    www.verywellfamily.com | The child is two years old
  2.    www.nurtureandthriveblog.com | raising a two-year-old child
  3.    www.parenting.firstcry.com | Consequences of beating a two-year-old child
  4.    www.parents.com | Important guidelines
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى توقيف مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفح محتوى الموقع بشكل سليم.