طائر الفلامينجو يعتبر واحداً من أكثر الكائنات الطبيعية إثارة وجاذبية في عالم الحياة البرية. حيث يمكن وصفه بأنه فن الأناقة واللطافة الطبيعية. يتميز بريشه الوردي الزاهي وسيقانه الطويلة المميزة. ولكن ماهي البيئة المخصصة لطائر الفلامنجو؟ وكيف يتكيف للعيش في ظروف الحياة المختلفة؟ كل هذه المعلومات وأكثر سنتعرف عليها في مقالنا التالي عن هذا الطائر البديع.
ما هو الفلامنجو ؟
طائر الفلامنجو البري [1] هو طائر فريد من نوعه من فئة (Phoenicopteriformes)، وهو من نفس فصيلة طائر النعام أو النحام. إلا أنه يختلف في طريقة تكيّفه وعيشه. فطائر الفلامنجو يتميز بسيقانه الطويلة والرفيعة، بالإضافة إلى امتلاكه منقاراً معكوفاً أو مقوّساً سميكاً. وكما في طيور النعام فطائر الفلامنجو يتمتع برقبة طويلة وأجنحة قصيرة ومتوسطة الحجم. وأكثر ما يميز هذا الطائر الجميل هو ريشه الملوّن باللون الوردي أو الأبيض، والذي لا يحصل عليه إلا لحين البلوغ. أما سبب تسمية الفلامنجو فهو الكلمة المأخوذة من اللغة الإسبانية والتي تعني النار الملتهبة، والتي تشير إلى لون هذا الطائر البديع وريشه الخلاّب اللون.
أين يعيش طائر الفلامنجو؟
في الواقع فإن طائر الفلامنجو هو طائر استوائي [2] ، وغالباً ما يعيش في البيئة التي تحتوي على سهول أو مسطحات مائية ضحلة العمق. كما أنه يفضّل العيش في البيئة الدافئة تقريباً أو المائلة إلى القليل من البرودة. وبسبب اعتماده في التغذية على الحشرات والكائنات الموجودة في المستنقعات والعوالق والبحيرات الضحلة، فإنه غالباً ما يفضل التواجد في أماكن قريبة من مصادرها. وتعتبر منطقة شرق قارة أفريقيا هي مكان لتجمع أسراب الفلامنجو بشكل كثيف بسبب بيئتها الدافئة. بالإضافة إلى جزر الكاريبي ومنطقة الشرق المتوسط والأماكن الدافئة بشكل نسبي من قارة أوروبا.
وخلال تجمّع أسراب طيور الفلامنجو تراها واقفة على سوقها الرفيعة أو ترفع قدماً واحدة وذلك لتكيّفها مع الجو المحيط بها أو للحصول على الدفئ من الحرارة العالية، كما أنها طيور تحب أن تبقى مع أسرابها ولا تفضل البقاء وحيدة.
ما هي مظاهر تكيّف طائر الفلامنجو مع الحياة البرية؟
إن أبرز ما يميز طائر الفلامنجو للعيش في البيئة البرية والاستوائية بشكل خاص هي سوقه الطويلة والرفيعة. فهي تسمح له بالحركة بشكل انسيابي وتساعده على الطيران. ويمكن أن يصل طول الطائر الناضج حتى 5 أقدام. كما أن أجساد الفلامنجو البيضوية مزودة بريش طويل وقصير موزع بشكل منتظم على الجسم، وتختلف ألوانه بين الأبيض إلى الوردي.
بالإضافة إلى ذلك فإن منقار الفلامنجو الثخين مزود بما يشبه المصفاة من الداخل، والذي يسهم بشكل حيوي في الحصول على الكائنات الدقيقة والطحالب والحشرات التي يتغذى عليها هذا الطائر، ويقوم بإمالة رأسه أو بعكفه للأسفل للحصول على غذائه من داخل الماء، وهو أيضاً لا يميل لاستهلاك الكثير من الماء بشكل عام. هنالك معلومة تشير أيضاً إلى أن الفلامنجو يحصل على لونه الوردي الجميل والجذاب من تناوله لبعض أنواع الحيوانات البحرية والأحياء الدقيقة والحشرات من مياه المستنقعات والتي تحتوي على عنصر الكاروتين. وهذا الريش الملون يكون بلون أبيض إلى رمادي في بداية عمر الفلامنجو، وسرعان ما يتغير لونه عندما يعتمد على الطحالب والحشرات في البحيرات إلى الوردي الفاتح إلى الداكن بشكل معتدل.
وبسبب ريشه ذو السطح الواسع يستطيع الفلامنجو أن يطير لمسافات تقدّر بـ500 وحتى 600 كيلومتر في المرة الواحدة بسرعة قد تصل حتى 37 ميلاً في الساعة.
أنواع الفلامنجو
هنالك أنواع مختلفة من طيور الفلامنجو [3] والتي تتميز عن بعضها بعض الشيء تبعاُ للمنطقة التي تعيش وتتكيف فيها، وفيما يلي سنذكر لك أهم هذه الأنواع:
-
فلامنجو جايمس (Phoenicoparrus jamesi)
تتواجد أنواع فلامنجو جايمس بشكل كبير في أمريكا الجنوبية، وغالباً ما تتجمع في الأرجنتين والبيرو وتشيلي حيث المرتفعات العالية والبيئة المناسبة لتكيّفها. تمتاز هذه الأنواع بأنها تمتلك على ظهورها ورقبتها خطوطاً بلون وردي داكن إلى القرمزي. كما أن مناقيرها صغيرة الحجم وتتمتع بلونها الذهبي الرائع مع نهاية بلون أسود. ويمكن ملاحظة اللون الوردي الفاتح حول منطقة العينين في فلامنجو جايمس كذلك.
-
فلامنجو الكاريبي (Phoenicopterus ruber)
تمت تسمية هذا النوع من الفلامنجو تبعاً لمنطقة تواجده في جزر الكاريبي الاستوائية والخلابة. وتمّت تسميته علمياً أيضاً بالنعام الأمريكي. ولا يمكنك إلا أن تتأمل لون ريشه الوردي الداكن المذهل للنظر. كما أن منقاره يمتاز بلون وردي فاتح يميل للأبيض، ومزود بلون أسود في نهايته.
-
الفلامنجو الكبير (Phoenicopterus roseus)
يعتبر الفلامنجو الكبير هو أكثر أنواع هذه الطيور انتشاراً وعدداً من بين جميع الأنواع الأخرى للفلامنجو. حيث أنه يتواجد يكثرة في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط وجنوب قارة أفريقيا بالإضافة إلى بعض المناطق الأوروبية وفي القارة الهندية. وهو من أول أنواع الفلامنجو كذلك.
-
الفلامنجو التشيلي (Phoenicopterus chilensis)
تنتشر هذه الأنواع بكثرة في الأرجنتين والتشيلي بشكل خاص، وهي مميزة عن مثيلاتها من الفلامنجو بامتلاكها منقاراً وردياً بالإضافة إلى نهاية سوداء. كما أن أرجل الفلامنجو التشيلي رمادية اللون ولها مفاصل بلون وردي. ويمكن معرفة هذا النوع من الفلامنجو أيضاً تبعاً لحجمه الكبير، فهو قريب من حجم الفلامنجو الكبير.
-
الفلامنجو الصغير (Phoenicopterus minor)
يتواجد الفلامنجو الصغير الحجم وذو الريش الوردي الفاتح والأبيض في غرب الهند بالإضافة إلى جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية. وقد يبدو مختلفاً بعض الشيء عن الفلامنجو ذو الأنواع الأخرى، لأن ريشه يغلب عليه اللون الأبيض في بعض الأحيان. كما أن منقاره يغلب عليه اللون الرمادي والوردي وله نهاية سوداء. كما تم تصنيفه بأنه أصغر أنواع طيور الفلامنجو حجماً.
-
فلامنجو الأنديز (Phoenicopterus andinus)
يتمتع فلامنجو الأنديز بلونين في جسمه، فصدره يتلّون باللون الوردي الداكن. أما باقي جسمه ملوّن بالوردي الفاتح. كما أن سوقه تكون صفراء اللون، مما يجعله مختلفاً قليلاً عن باقي أنواع الفلامنجو الأخرى. ومنقاره المميز يتلون باللونين الأصفر والأسود. أما بالنسبة لأماكن تواجد هذا النوع فهو يتواجد تبعاً لاسمه في جبال الأنديز، أي في أمريكا الجنوبية. وهو يعتبر من أكثر أنواع النعام ندرةً.
حقائق وغرائب عن طائر الفلامنجو
إن هذا الطائر البديع الألوان هو من أكثر الطيور شهرةً في العالم، ويحظى على محبة كبيرة من الناس بسبب ألوانه الجذابة والمحببة. فيما يلي سنستعرض أغرب المعلومات [4] وأكثرها دهشةً عن طائر الفلامنجو، والتي بدون شك ستبهرك عن هذا الطائر البسيط:
- على الرغم من أن طول الفلامنجو يعتبر معقولاً فهو يصل إلى 5 أقدام، إلا أنها وزنها مقارنةً بطولها هو ضئيل نسبياً. فهي تزن حوالي 8 رطل فقط.
- عند قلة غذاء الفلامنجو بالأحياء البحرية وخاصة القريدس أو الجمبري، فإن لونه الوردي قد يزول تماماً. وذلك لأن هذه الأحياء تحتوي على البيتا كاروتين الذي يجعل لونه وردياً!
- تتفاوت ألوان طيور الفلامنجو بحسب أنواعها المختلفة، فمنها ما هو وردي فاتح جداً ومنها ما هو رمادي في بعض الأحيان.
- تضع طيور الفلامنجو بيضة واحدة فقط بعد تزاوجها في كل عام! كما أنها تعتمد في تغذية صغارها على الحليب الذي تصنعه في داخلها في أول 20 يوماً من فقس بيوضها.
- لا يكون لون طيور النعام في بداية خروجها من البيوض باللون الوردي على الإطلاق. بل تكون رمادية اللون وتستغرق حوالي 3 سنوات لتصبح باللون الوردي المتعارف عليه.
- إن طير الفلامنجو يعتبر رمزاً وطنياً في بلاد الباهامس.
- تميل طيور النعام أو الفلامنجو إلى التكيف للعيش ضمن أسراب كثيرة العدد، فهي تعتبر طيور اجتماعية للغاية.
- هذه الطيور ليست من الأنواع التي تميل للهجرة من مكان إلى آخر سنوياً، ولمنها قد تغير مكانها تبعاً لتغير المناخ أو لقلة الغذاء.
- تم تصنيف طيور النعام الوردي بأنها أكثر الأنواع الأقل عرضة للانقراض.
- بالرغم من أن الفلامنجو يصنف كطير استوائي البيئة، إلا أنه قد يتكيف للعيش في بعض الأماكن إن كانت باردة بعض الشيء.
- تتمتع أفريقيا بالحصة الأكبر من انتشار طيور النعام الوردي، فقد تم العثور على سرب كبير العدد يزيد عدده عن مليون طير!.
- النعام الوردي أو الفلامنجو المزيف هو أكثر عدداً من النعام الوردي الحقيقي المنتشر في العالم.
- قديماً كان عمال المناجم يقتلون طيور الفلامنجو، وذلك لاعتقادهم أن هذه الطيور تتمتع بدهون قادرة على مكافحة مرض السل.
- تعيش هذه الطيور حتى 30 عاماً بشكل وسطي، وأكبر طير منها قد تم تسجيله بعمر 83 عاماً!
- في روما القديمة كان يعتبر لسان النعام من الأطعمة الشهية التي يحبّها أغلب السكان.
اقرأ أيضاً:
اسماء حيوانات غريبة يجب أن تعرفها 2023
المراجع
- ↑ www.britannica.com | Flamingo Bird
- ↑ www.biologydictionary.net | Flamingo Facts and Beyond
- ↑ www.thespruce.com | Flamingo Species List
- ↑ www.factretriever.com | Beautiful and Fun Flamingo Facts